ص ) الجامعة الا سلامية العالمية شيتاغونغ ISSN 1813-7733 المجلد الثالث, ديسمبر 2006 م 114-105) موقف المستشرقين من الوحي: دراسة تحليلية محمد رشيد زاهد تقديم : لقد وقف الاستشراق من القرا ن الكريم موقفه من الا سلام تماما, موقف الخصومة أوالعداء والحقد والكراهية وآان القرا ن الكريم أهم هدف يتواصى المستشرقون بالتصويب إليه والطعن والتشكيك فيه فقاموا بدراسة جميع جوانبه : مصدره ووحيه وجمعه وتدوينه وقراءته و تفسيره ولغته وأسلوبه وناسخه ومنسوخه إلى غير ذلك مماله صلة بالقرا ن وعلومه. ففي هذا المقال الوجيز أود أن أحلل موقف المستشرقين من الوحي الا لهي وشبهاتهم الموجهة إليه ثم أقوم بمناقشة ا راي هم مناقشة علمية هادي ة و دحضها با دلة دامغة مقنعة وقبل أن أخوض في صلب الموضوع أود أن أعطي فكرة موجزة حول مفهوم الوحي الا لهي وأنواعه وآيفياته وظاهرته وإمكان وقوعه. مفهوم الوحي لغة : الوحي في اللغة : وحيت إليه وأوحيت إذا آلمته بما تخفيه عن غيره وأصله الا شارة السريعة وقد 1 يكون علي سبيل الرمز والتعريض وقد يكون بصوت مجرد أو با شارة بعض الجوارح فيكون معناه اللغوي : الا علام الخفي السريع الخاص بمن يوجه إليه بحيث يخفى عن غيره. والوحي بهذا المعنى اللغوي يطلق علي : -1-2 -3-4 -5 الا لهام الفطري للا نسان (هو مايلقيه االله في روع الا نسان) آما حدث لا م موسى قال 2 تعالى :( وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه...) الا لهام الغريزي للحيوان آالوحي إلى النحل قال : (وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من 3 الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون الا شارة السريعة في سبيل الرمز والا يماء قال تعالى : (فخرج على قومه من المحراب 4 فا وحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا ( وسوسة الشيطان وتزيينه الشر في نفس الا نسان وفي ذلك يقول عزوجل : (وإن الشياطين 5 ليوحون إلى أولياي هم ليجادلوآم ( ما يلقيه االله إلى ملاي كة من أمر ليفعلوه قال : (إذ يوحي ربك إلى الملاي كة أني معكم فثبتو 7 6 الذين امنوا...) أما الوحي شرعا : 8 آلام االله تعالى المنزل علي نبي من أنبياي ه إما بكتاب أوبرسالة ملك أو منام أو إلهام وعرفه الا مام القسطلاني بقوله : إعلام االله سبحانه و تعالى عن أمور و قضايا ومعارف لمن اختاره االله لذلك واصطفاه لتلقي رسالة بطرق خفية وسرية لايعرفها البشر ولا يستطيعون اآتناه 10 أسرارها لا نه ليست خاضعة لمعارف البشر العادية وليسوا معتاديها أيضا " المحاضر في قسم علوم القرا ن والدراسات الا سلامية,الجامعة الا سلامية العالمية شيتاغونغ, بنغلاديش 105
الجامعة الا سلامية العالمية شيتاغونغ بنغلاديش -1 ب- ج- أنواع الوحي : بين االله سبحانه وتعالى في القرا ن أن وحيه إلى رسله يا تي على ثلاثة أنواع : إلقاء المعنى في القلب فالموحى إليه لايسمع صوتا ولايرى ملكا وإنما يلقي االله في قلبه ما يريد إلقاي ه إليه. الكلام من وراء حجاب ومعناه أن يسمع الرسول آلام االله ما يريد إلقاه إليه. تكليم النبي بواسطة جبريل وهذا النوع آما لايخفى وحي بواسطة الملك. و النوعان الا ولان وحي بلا واسطة. وهذه الا نواع الثلاثة تشير إليها ا ية قرا نية حيث قال - تعالى - : ) وما آان لبشر أن يكلمه االله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي با ذنه 11 ما يشاء إنه عليم حكيم ( ومن الوحي ما يكون مناما صادقا يجي في تحققه ووقوعه آما يجي فلق الصبح في تبلجه وسطوعه آما جا ء في الحديث عن عاي شة رضى االله عنها قالت : آان أول ما بدأ به رسول االله صلى االله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لايرى رؤيا إلا جاء مثل فلق 12 الصبح : ولكن الوحي بواسطة جبريل هو أشهر الا نواع وأآثرها ووحي القرا ن آله من هذا 13 القبيل و هو المصطلح عليه بالوحي الجلى. حيث قال- تعالي- : (نزل به الروح الا مين علي 14 قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين ( آيفية نزول الوحي : إن ملك الوحي يهبط هو الا خر علي أساليب شتى : فتارة يظهر للرسول في صورته الحقيقية الملكية وتارة يظهر في صورة إنسان يراه الحاضرون ويستمعون إليه وتارة يهبط علي الرسول خفية فلا يرى ولكن يظهر أثر التغير و الانفعال علي صاحب الرسالة فيغط غطيط الناي م ويغيب غيبة آا نها غشية أو إغماء وما هى في شيء من الغشية والا غماء إن هى الا استغراق في لقاء الملك الروحاني وانخلاع عن حالته البشرية العادية فيو ثر ذلك على الجسم ويثقل ثقلا شديدا قد يتصبب منه الجبين عرقا في اليوم الشديد البرد. وقد يكون وقع الوحي على الرسول آوقع الجرس إذا صلصل في أذن سامعه وذلك أشد أنواعه. وربما سمع الحاضرون صوتا عند وجه الرسول آا نه دوي النحل لكنهم لا يفهمون آلاما ولايفهمون حديثا أما هو- صلوات االله وسلامه عليه فا نه يسمع و يعى ما يوحى إليه ويعلم علما ضروريا أن هذا هو وحي االله دون 15 لبس ولاخفاء. وآما جاء عن ذلك في الحديث عن عاي شة رضى االله عنها قالت إن الحارث بن هشام سا ل رسول االله صلى االله عليه وسلم آيف يا تيك الوحي قال : أحيانا يا تيني مثل صلصلة الجرس وهو أشدها علي فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا ليكلمني فا عى ما يقول قالت عاي شة :" ولقد رأيته ينرل عليه الملك في اليوم الشديد 16 البرد فيفصم منه وإن جبينه ليفصد عرقا " ويقول العلامة القرطبي : لم يكن محمد بدعا من الرسل ولا أول نبي يخاطب الناس باسم الوحي ويحدثهم بحديث السماء فمن لدن نوح تتابع أفراد مصطفون أخيار ينطقون عن االله ولا ينطقون عن الهوى ولم يكن الوحي الذى أيدهم به االله مخالفا الوحي الذى أيد به محمدا بل آانت ظاهرة 17 الوحي متماثلة عند الجميع : لا ن مصدرها واحد وغايتها واحدة. آما قال االله- تعالى- : ) إنا 18 أوحينا إليك آما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده) إمكان وقوع الوحي : 106
موقف المستشرقين من الوحي: دراسة تحليلية وقد تحدثنا في السابق في ضوء الا يات القرا نية والا حادييث النبوية على وقوع الوحي فعلا ويمكن وقوعه في ضوء الا دلة العلمية العقلية أيضا وأورد العلامة الزرقاني في آتابه دلاي ل علمية آثيرة على إمكان وقوعه وفيما يلي أقتبس منه خلاصتها بعبارة موجزة : أولا : أتظن أيها القارئ الكريم أن المخلوق يستطيع أن يو ثر في نفس مخلوق ا خر ذلك التا ثير بواسطة التنويم المغناطيسي ثم لايستطيع مالك القوى و القدرأن يو ثر في نفس من شاء من 19 عباده بواسطة الوحي! آلا ثم آلا (إنه على ما يشاء قدير) ثانيا : العلم الحديث استطاع أن يخترع من العجاي ب ما نعرفه ونشاهده وينتفع به مما يسمونه التليفون وآذلك الجوال والا نترنيت واللاسلكي والميكرفون والراديو (الا ذاعة) وعن هذه الطرق أمكن الا نسان أن يخاطب من آان في ا فاق بعيدة عنه وأن يفهمه ما شاء ويرشده إلى ما أراد فهل يعقل بعد قيام هذه المخترعات المادية أن يعجز الا له القادر عن أن يوحي إلى بعض عباده 20 ما شاء عن طريق الملك أو غيره تعالى االله عما يقولون علوا آبيرا ثالثا : استطاع العلم أيضا أن يملا بعض أسطوانات من الجماد الجامد الجاهل با صوات وأنغام وبقرا ن وأغان وآلام على وجه يجعلها حاآية له بدقة وإتقان وبين أيدنا من ذلك شىء آثير لاسبيل إلى إنكاره ويسمونه (بالفونغراف) أبعد هذه المخترعات القاي مة يستبعد على القادر تعالى بواسطة ملك ومن غير وساطة ملك أن يملا بعض نفوس بشرية صافية من خواص عباده بكلام مقدس يهدي به خلقه ويظهر به حقه على وجه يجعل ذلك الكلام منتقشا في قلب 21 رسوله حتى يحكيه بدقة وإتقان آذلك رابعا : أننا نشاهد بعض الحيوانات في الدنيا تا تى بعجاي ب الا نظمة والا عمال مما نحيل معه أن يكون ذلك صادرا عن تفكير أو غريزة ساذجة فيها ومما يجعلنا نوقن با نها لم تصدر في ذلك إلا عن إرادة عليا توحي إليها وتلهمها تلك العجاي ب و الغراي ب من الصناعات و الا عمال و الدقة و الاحتيال. وإذا صح هذا في علم الحيوان فهوأولى أن يصح في عالم الا نسان حيث استعداده للاتصال بالا فق الا على يكون أقوى وأخذه عنه يكون أتم ومن ذلك ما يكون بطريق 22 الوحي. خامسا: قرر العلم الحديث أنه شوهد على بعض الناس أنهم يظهرون بمظاهر روحانية تعتبر من الخوارق التي لم يكن يحلم بحدوثها العلماء علي حين أن هو لاء الذين أتوا بتلك الظواهرالخارقة آانوا في حالة ذهول وقد استحال تعليل ما أتوا تعليلا ماديا يستند إلى الحس وقد اختبروا تلك الظواهر واستحضروا لشهودها أآبر مشعوذى الا رض فشهدوا با نها ليست من الشعوذة في شيء وإنماهى أحداث روحانية لا أثر فيها للمهارة وخفة اليد. تلك حقيقة من حقاي ق العلم الحديث يقررون فيها أنه قد يفتح على بعض الناس في حالة من حالات ذهولهم بانكشفات وظواهر روحية فكيف يستبعد بجانب الكشف العلمي أن يفتح االله على بعض الممتازين من خلقه بانكشافات علمية عن طريق الوحي بينما هم من آملة العقول و الا خلاق 23 لقد أسفر الصبح لذي عينين الوحي من ناحية العقل : وقداتضح أمام القراء با ن الوحي ممكن لا جل الا دلة العلمية التي سردناها ونقول بالدليل العقلي هنا على أن هذا الا مر الممكن قد وقع فعلا : ذلك أنه قد أخبر بوقوعه الصادق المعصوم محمد صلى االله عليه وسلم وآل ما أخبر بوقوعه الصادق المعصوم فهو حق ثابت وذلك هو المطلوب. موقف المستشرقين من الوحي : فنورد أولا شبهاتهم حول الوحي الا لهي ثم نا تي الردود العلمية عليها مسلسلة. ذهب المستشرقون 107 24
الجامعة الا سلامية العالمية شيتاغونغ بنغلاديش مذاهب شتى في تفسير الوحي الا لهي المنزل علي النبي العربي ولكنهم أجمعوا على إنكاره وأتوا بتفسيرات وتعليلات و تا ويلات حاولوا من خلالها تفسير التصرفات التي تنتاب الرسول إبان نزول الوحي عليه على أن انكارهم للوحي قادهم بداهة إلى إنكار المصدر الا لهي للقران الكريم الذى أجمعوا أيضا على بشريته وبيان ذلك أن المفكر الفرنسي " جوستاف لوبون" (Lebon) يرى أن التصرفات التي تعتري الرسول إبان نزول الوحي الا لهي عليه ما هى إلا أصابته بالصرع الذي ينتابه في هذه اللحظات فيعتريه احتقان فغطيط فغثيان ويرى أنه يجب اعتبار محمد من فصيلة المتهوسين من الناحية العلمية آا آبر موسسى الديانات ويقول في هذا الصدد : ولاأهمية لذلك فلم يكن ذوالمزاج البارد من المفكرين هم الذين ينشي ون الديانات ويقودون الناس وإنما أولو الهوس هم الذين مثلوا هذا الدور وهم الذين أقاموا الا ديان وهدموا الدول وأثار الجموع 25 وقادوا البشر ولو آان العقل لا الهوس هو الذى يسود العالم لكان للتاريخ مجرى أخر ويذهب المستعرب الا لماني " هو برت جريم Grimme.H إلى أن محمدا لم يكن في بداية أمره يبشر بدين جديد ولكنه اقتنع بضرورة إصلاح مجتمعه في مكة الذي يعاني من الفساد فوضع خطة لمساعدة الفقرء عن طريق فرض ضربية علي دخول الا غناء ولكنه فهم من أن الحظ لا يو اتيه بقبول هذ الحل من قبلهم آما أنه لم يتخيل خطة لصراع الطبقات على طريقة القرنين التاسع عشر والعشرين ومن هنا فقد استخدم فكرة الحساب يوم القيامة آوسيلة للضغط على هو لاء الا غنياء لقبول خطته الرامية إلى الا صلاح الاجتماعي في مجتمعه ففرض عليهم الزآاة لتطهير 26 أموالهم وأنفسهم أما المشترق الا نجليزي " مونتجمرى وات WATT).M) فهو ينكر الوحي الا لهي وأن مصدر القرا ن هو الخيال الخلاق الذي يتمتع به الرسول مثلما تمتع به بقية البشر الممتازين آما يرجع إلى اللاوعي الجماعي طبقا لرأى "يونج" وقد حاول التوفيق بين هذين الرأيين إلا أنه يو آد عدم تفسير الوحي با صابة النبى بالهلوسة و الصرع وغيرهما من الا مراض العصبية ويو آدأنه آان صادقا ومخلصا في دعوته إلا أنه نفي الوحي الا لهي طبقا للنظرية 27 الا سلامية شا نه في ذلك شان بقية أضرابه من المستشرقين ويصل "مكسيم رودنسون" إلى نتيجة مفادها أن الوحي الذي ينزل على الرسول لايمكن تفسيره بالا مراض النفسية التي قد تنتاب الا نسان ولا بتدخل الشياطين والا رواح الشريرة التى آان العرب يعزون إليها الكهانة وسجع الكهان ولكن ما يراه ويسمعه الرسول هو نتيجة وصوله إلى إحدى درجات التصوف التي لم تصل إلى الاتحاد باالله ولكنها تقع بين مرحلة الزهد والتا مل والتعبد وبين مرحلة الاتحاد مع االله 28 والاندماج فيه. وعند ما عالج " جولد زيهر" Ziher).G) هذا الموضوع في ثنايا بحوثه الا سلامية فا نه أرجع القرا ن الكريم إلى مصادر داخلية وخارجية آما أسلفنا وبذلك فهو أيضا ينكر الوحي الا لهي طبقا للرؤية الا سلامية ويرى أن تبشير النبي العربي ليس مزيجا منتخبا من معارف وأراء دينية عرفها أو استقاها بسبب اتصال بالعناصر اليهودية و المسيحية و غيرها وتا ثر بهذه الا فكار تا ثرا وصل إلى أعماق نفسه فصارت عقيدة أن طوى عليها قلبه آما صار يعتبر هذه التعاليم واجبا 29 إلهيا فا صبح با خلاص على يقين با نه أداة لهذا الوحي. المناقشة والردود العلمية علي ا راي هم : وفي هذه العجالة لانريد إيراد بعض المستشرقين المتعصبين الحاقدين خاصة القدماء منهم الذين حاولوا تفسير الوحي با صابة الرسول بالصرع وأن أعراضه آانت تبدو عليه إذ أفاق من نوبته تلا على المو منين ما يقول إنه وحي االله إليه في حين لم يكن هذا الوحي إلا أثرا من نوبات الصرع. والسبب لعدم إيرادنا لهذه الا راء بالتقصيل ونسبتها إلى أصحابها أنها قد قيلت في زمن آان المستشرقون يحاولون نقض الا سلام ومعتقداته با يراد شبهات لا أساس لها من العلم وأنهم آانوا متحاملين أآثر من آونهم متعقلين. وأن الكتاب الغربيين أنفسهم قد ردوا علي هذه الشبهات ونقضوها من أساسها وقد ذآر " مونتجمرى وات" و "رودنسون" طبقا لمصدريهما الذين أشرنا 108
موقف المستشرقين من الوحي: دراسة تحليلية إليهما بطل هذا الرأى وسخفه وأن الحالة التي تعترى الرسول في أثناء تلقيه الوحي تختلف عن المصابين به فعلا وا ية ذلك أن الذي يصاب حقيقة بالصرع لا يذآر إطلاقا مامر به إبانها بل إنه ينسى هذه الفترة من حياته بعد إفاقته من نوبته نسيانا تاما ولايذآر شيي ا ما صنع أوحل به خلال ذلك. إن حرآة الشعور و التفكير تتعطل فيه تمام التعطل. وهذه الا عراض التي تصيب المرضى من الصرع لا تنطبق وما يعتري الرسول من حالات نفسية في أثناء نزول الوحي عليه لا نه آان يذآر بدقة بالغة ما يتلقاه وما يتلوه بعد ذلك على أصحابه آما أن نزول الوحي لم يكن مقترنا دوما بالغيبوبة الجسمية مع تنبه الا دراك الروحي غاية التنبه بل إنه آثيرا ما ينزل الوحي والنبي في 30 تمام يقظته العادية. وملخص القول في هذه النقطة إن الصرع يعطل الا دراك الا نساني وينزل بالا نسان إلى مرتبة ا لية يفقد أثناي ها الشعور الحس أما الوحي فهو سمو روحي اختص االله به أنبياي ه ليلقي إليهم بحقاي ق الكون اليقينية العليا آي يبلغوها للناس وقد يصل العلم إلى إدراك بعض هذه الحقاي ق ومعرفة سننها وأسرارها تعد أجيال وقرون وقد يظل بعضها لايتناوله العلم. وما ذلك تبتقى 31 حقاي ق يقينية يهتدي بها المو منون الصادقون. ويجب استبعاد صفات الهوس و الصرع والمرض النفسي التي اتهم بها المستشرقون النبي في أثناء نزول الوحي عليه وخاصة " جويستاف لوبون ذلك أن التاريخ قد أنبا نا أن النبي لم يكن يتصف بهذه الصفات قبل البعثة بل إنه يصفه لنا بالعاقل والصادق الا مين. وإنه لم يكن قبل البعثة من أولي ك الذين تعتريهم الوساوس و السلوك الشاذ والتصرف الغريب بل آان بعيدا عن سلوك الكهان وسجعهم وتمتعهم وتصرفاتهم الغريبة. ولم يكن شاعرا يعتريه شيطان الشعر فيو ثر في قوله وتصرفاته وإن معاصريه الذين أجهدوا أنفسهم في بيان مساوية لم يصفوه بالمرض و الوسوسة و الصرع بالرغم من وصفهم له بالسحر والكهانة و استقاي ه عن معلوماته عن ا خرين. لقد وصف النبي شخصيا ظاهرة الوحي المنزل عليه وصفا دقيقا حينما شبهه أحيانا مثل صلصلة الجرس وهو أشد عليه فيفصم عنه وقد وعى ما قال وأحيانا يتمثل له الملك رجلا فيكلمه فيعى ما يقول وفي آلتا الصورتين آان النبي واعيا وعيا آاملا بما يوحى إليه وقد آرر ذلك مرات عديدة فا ثبت لنفسه الوعي الكامل والا دراك السوى لحالته قبل الوحي وحالته بعد الوحي وحالته في أثناء الوحي وهذا التاآيد ينفي عن االرسول شبه الهلوسة والمرض النفسى والصرع الذي ينتاب من يصابون به وعن طريق وعي الرسول الكامل لما يوحى به لم يخلط مرة واحدة بين 32 شخصيته الا نسانية الما مورة المتلقية وشخصية الوحي الا مرة المتعالية أما ما ذهب إليه " هو برت جريم" وأمثاله من أن النبي لم يكن في بداية أمره يبشر بدين جديد فهو تفسير مادي متستر ومتعسف أراد به صاحبه تطبيق النظريات المارآسية والمادية الحديثة علي نشا ة الديانة الا سلامية في المجتمع العربي وإن آان يشوبه التميز الطبقي بيناالا بناء الفقراء و بين الا حرار العبيد إلا أن المعايير المادية الحديثة التي أقرزتها تطورات الثورة الصناعية الا وربية وما نشا عنها من صراع الطبقات الذي تطور عبر العصور و الا جيال لا يمكن أن يقاس بما آان عليه المجتمع العربي البسيط في ذلك الزمان ثم إن الا سلام لم يا ت فقط للا صلاح الاجتماعي.ولكنه جاء نظاما متكاملا شاملا لمناحي الحياة آلها دينا ودولة. فهو لم يقتصر على إلغاء الطبقات و تحرير العبيد و إعادة توزيع الثروة بين أفراد المجتمع ولكنه نظم العقيدة فدعا إلى التوحيد وأصر على إزالة عبادة الا صنام وإعادة الوحدة إلى أبناء العروبة ودفع بهم خارج جزيرتهم لنشرتعاليمه التي تنادي بالحرية والا خاء و المساواة وأنشا نظاما سياسيا واجتماعيا واقتصاديا متكاملا. وبالتالي فا ن تفسير ظاهرة الوحي ونشا ة الدين الا سلامي تفسيرا ماديا صرفا لا يلاقي القبول العلمي الصحيح ولايمكن الاستناد إليه في نفس نبوة الرسول العربي ليجعل منه "جريم" وأمثاله مصلحا واجتماعيا 109
الجامعة الا سلامية العالمية شيتاغونغ بنغلاديش 33 يدعو إلى الاشتراآية فحسب. واذا ما فحصنا ما ذهب إليه " مونتجمرى وات" من أن الرسول شا نه شا ن بعض عظماء الرجال المتمتعين بذلك "الخيال الخلاق" وأن مصدر الوحي المحمدي هو هذا " الخيال الخلاق" و اللاوعي الجماعي"فا ننا نجد هذه التعليلات خالية من الا دلة والبراهين العلمية الصحيحة. ذلك أن الخيال الخلاق الذي تحدث عنه " وات" قد فسره شخصيا با ن رجال الدين يرجعونه إلى االله ومن خلال هذا التفسير يكون االله هو مصدر هذا الخيال الخلاق ولا أحد سواه خاصة اذا آانت هذه الا فكار الخلاقة أعلى من الا نسان ذاته وأسمى من عتبة الشعور ثم أن مسا لة "اللاوعي الجماعي " الذي عزا إليه "وات" ظاهرة الوحي المحمدي هو من الا مور المعقدة التي تستحق منا بيانا شافيا لدحضها. ذلك أن اللاشعور أو اللاوعي المشترك أو الجماعي ينتمي إلى ما نطلق عليه باسم "الكشف" أو الالهام أو الحدس الباطني أو الشعور الداخلى فهذه الا مور مهما تباينت تسمياتها غالبا ما تكون ثمرة من ثمار الكد والجهد أو أثرا من ا ثار الرياضة الروحية أو نتيجة للتفكير الطويل فلا تنشي في النفس يقينا آاملا ولا شبه آامل بل يظل أمرا 34 شخصيا ذاتيا لا يلتقي الحقيقة من مصدر أعلى و أسمى. ويذهب مالك بن نبي في هذا الصدد إلى القول با ن الكشف آالا لهام من ألفاظ علم النفس المحدثة التى ماتبرح حتى عند القاي لين بها موغلة في الا بهام لاحتلالها حاشية اللاشعور وهي حاشية آما يوحى اسمها أبعد ماتكون عن حالات الوحى والشعور فا ذا قيل في إنسان : إنه من أولى الكشف والالهام لم يسم به ذلك الى درجة النبوة والوحي لا نه في آل وحي وعيا وفي آل نبوة شعورا بمعناها وإدراآا لمغزاها وإنما يرمى باللاوعي من فقد الوعي ويوصم باللاشعور من حرم 35 الشعور. ومن هنا بطلان تفسيرات" وات" بالخصوص خاصة إذا علمنا أن الحقاي ق الدينية و الا مور الغيبية التي تخبر عنها ظاهرة الوحي لاتخضع للخيال الخلاق ولا إلى اللاشعورالجماعي أوالفرد التي تحاول اآتشاف المجهول عن طريق الفراسة والحدس الباطني ولا نها لا تخضع أيضا إلى مقاييس الحس الظاهري الذي اعتده الناس لا ن ظاهر ة الوحي عبارة عن انسلاخ الذات الشرية للموحى إليه واتصاله بالذات الروحانية والتي تخضع لتصور حوار علوي بين الذاتين ذات 36 متكلمة ا مرة معطية وذات مخاطبة ما مورة متلقية. أما ما ذهب إليه "وات" في قوله إن آلمات الوحي آانت لها صلة بمحمد قبل أن يصير واعيا بها وإن للرسل شخصيتين إحداهما واعية شاعرة الا خرى واعية ولا شاعرة أى أن لمحمد ازدواج الشعور واللاشعور فا ن السرد التاريخي لنزول الوحي وطريقة تلقى الرسول له وإبطاي ه عليه ومعاناته في تلقيه ما ينفي هذا الازدواج الموصوف به. بل إن العرب أنفسهم قد تملكهم الحيرة في تفسير هذه الظاهرة فا حيانا يصفونه با ضغاث الا حلا م ومرة يقول شاعر مفتر ومرة أخرى بالجنون والهلوسة والمرض. ولكن الثابت تاريخيا أن الرسول منذ اللحظة الا ولى التي نزل عليه القرا ن فيها آان واعيا تماما بما يوحى إليه وآان يبلغ رسالة ربه وتعليماته بصورة دقيقة وآان يحرص على ألا يضيع منه حرف مما ينزل عليه وآان يجهد نفسه في حفظ ما يوحى إليه حتى أمره االله بالتريث وآان يا تيه الوحي في آل زمان و في آل مكان وهو في آامل وعيه ويقظته. فكان القرا ن ينرل علي قلب النبي في الليل الدامس والنهار الاضحيان وفي البرد القارس أو لظى الهجير أو في استجمام الحضر أو في أثناء السفر وفي هدأة السوق أو وطيس الحرب وحتى في 37 الا سراء إلى المسجد الا قصى والعروج إلى السموات العلى وفي أثناء ذلك آله آان وعى النبي آاملا وآان نقله لما يوحى به إليه صحيحا آاملا متقنا. وأخيرا فا ن ماذهب إليه "وات" في قوله من أنه يمكن الجمع بين اللاوعي المشترك وبين الا راء الا سلامية التقليدية با ن "الملك" وضع الكلمات في ناحية من نواحي الوجود المحمدى يسمى " باللاوعي" وأنها برزت من هنا إلى وعيه فهو آلام مردود عليه ذلك أنه إذا قبل" وات" أن 110
موقف المستشرقين من الوحي: دراسة تحليلية "الملك" وضع الكلمات في ناحية من نواحي الوجود المحمدي... فما فاي دة نظرية " اللاوعي المشترك" ثم لما ذا يضع الملك هذه الكلمات في اللا وعي المحمدي أولا ثم يدعها تبرز إلى الوعي حتى يتخيل الرسول أنه يرى ملكا يحدثه بكلام لم تكن له من قبل صلة به وإذا آان من الممكن أن يضعها في اللاوعي فما الذي يمنع منذ وضعها من البداية واذا آانت الكلمات من ملك فمعنى ذلك أنها شىء جديد لم يكن يعرفه محمد و لا مجتمعه ولكن نظرية " اللاوعي المشترك" آما شرحها صاحبها " يونج" وآما وافقه عليها" وات" تقتضى أن تكون هذه الا راء معبرة بطريقة ما عن المجتمع ومتوافقة مع مشاعره ومصالحه ومصاغة 38 بمقولاته ومبنية على مسلماته أما ما ذهب إليه "جولد زهير" وأضرابه من استمداد الرسول معارفه من مصادر داخلية وخارجية... وآذلك قوله : إن الوحي المحمدي هو عبارة عن اجترار الرسول لتلك الا فكار الخارجية إبان عزلته وإن ما يصيب الرسول إبان فترة نزول الوحي عليه عبارة عن مسا لة نفسية ترجع إلى تشبع المرء بحالة خاصة من فرط استغراقه فيها فا ن هذه الفرضية حاولت تفسير ال قرأن من خلال علم النفس وهو تفسير خاطي لا ن علم النفس لم يصل بعد إلى درجة من الدقة والتطور بحيث يفرض طريقته في البحث علي الميادين الا خرى حتى 39 يمكنه تفسير ظاهرة النبوة على ضوء التحليل النفسي الحديث. ثم إن القرا ن الكريم لوآان مصدره محمدا لكان من الفخر له أن ينسبه إلى نفسه ويدعي لنفسه القدسية بل الا لوهية إن شاء ولا نرى مانعا من ادعاي ه بذلك طالما آان الوحي الذي ينزل عليه لم يو من قومه بمصدره الا لهي بالرغم من اعترافهم له بالقوة العظيمة. فهولاء آبار القوم يذهبون إلى عمه عارضين عليه الاجتماع بابن أخيه مخيرين إياه بين عدة أمور آالري اسة والمال والحسب والغنى السو دد حتى يقلع عن دعوته. ويرفض الرسول هذه العروض جميعا ولا يرضى إلا بالوحدانية التي بسببها تدين لهم العرب ويحكمون بها العجم آل ذلك يو آد عدم بشرية القرا ن وحقيقة الوحي الا لهي الذي ينزل عليه من لدن عزيز قدير وهو في هذا الشا ن تكون هذه الظاهرة لديه متماثلة عند جميع الا نبياء الا خرين طالما آان المصدر واحدا والغاية واحدة.ومن هنا آان حرص القران على تسمية ما نزل علي قلب محمد وحيا ليشابه مدلول الوحي بين جميع النبيين تشابه اللفظ الدال عليه عند ما يقول : (والنجم اذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن 40 الهوى إن هو الا وحي يوحى) أما ما ذهب إليه "رودنسون" من أن الوحي الذي ينزل على الرسول هو عبارة عن وصوله إلى إحدى درجات التصوف التي لم تصل بعد إلى رتبة الاتحاد باالله. أى أن " رودنسون" يريد أن يقول إن الوحي المحمدي هو عبارة عن ذلك الكشف الذي عرفت البشرية منها ألوانا آالشعراء والمتصوفين وبعض الكهان والعرافين... وهذا الكشف أو الا لهام يكون غالبا نتيجة التفكير الطويل و التا مل الشديد والرياضة الروحية المجهدة والسحر المتواصل وغيرها من العوامل النافعة عن ذات البشرية الداخلية. والرد علي هذا الرأي آما أشرنا إليه عدم مساوي الكشف والا لهام الا لهي لا ن لكل نبوة شعورا أو إدراآا ووعيا آاملا بينما الكشف والا لهام لا يرتقيان إلى درجة النبوة و الوحي. ومن العجب إننا لا ندري آيف وصل " رودنسون" إلى تلك النتيجة العلمية التي حاول من خلالها البرهنة على أن النبي آان صوفيا. فالصوفية لون من ألوان السلوك يجتنب فيه الذين يسلكونه الترف ويختار البساطة في لباسهم ومعاشهم آما يعني هذا الا صلاح والاجتناب الاختياري للملاذ العابرة والابتعاد عن الحياة الاجتماعية خصوصا الزواج وآبح جماح النفس وتطهير ها والبساطة التي ترفض آل ترف و أبهة هكذا نرى أن هذه التصرفات منافية للتعاليم الا سلامية التي ترفض العوزبية و ترفض إجتناب الملذات العادية المباحة وترفض الزهد والتصوف على طيريقة الرهبان و القساوسة ومن ثم فا ن وصف الرسول بالمتصوف وأنه قد بدأ في تسلق مراتبه حتى 111
الجامعة الا سلامية العالمية شيتاغونغ بنغلاديش وصل إلى درجة التا مل ولم يصل إلى درجة الاتحاد باالله...هو قول لا يسنده دليل علمي أو واقعي ولا ن هذه المراتب جميعها رتبت وصنفت بعد أن أخذت الصوفية مكانتها في المجتمع الا سلامي. وبعد أن أختلطت بمو ثرات خارجية آالهندوسية والنصرانية والفارسية بعد أن أصبحت طقوسا وشعاي ر واختلط فيها الحابل بالنابل واختلط فيها سمو الفكر والزهد بالشعوذ 41 والتحايل. خلاصة البحث: هكذا نصل في نهاية هذا البحث إلى خاتمة وخلاصة مفادها: صحة الوحي الا لهي الذي ينزل علي الرسول عن طريق جبريل- عليه السلام -. وهذا الوحي خارج عن الذات المحمدية وليس أثرا من ا ثار المرض أوالهلوسة أو الجنون وليس تعبيرا عن اللاوعي الجماعي أو الشعور وليس أثرا من ا ثار الزهد و التصوف الذي أخذ بهما الرسول قبل البعثة وليس أثرا من الاثار الخارجية والداخلية التي تا ثربها الرسول سواء أآان من العرب قبل الا سلام أو من اليهود والنصارى المقيمين بمكة و المدينة إبان البعثة النبوية. ومن هنا تنهار آل قول المستشرقين بالخصوص. وما علينا إلا ان نو من با ن الوحي هو ما يكلف االله به أنبياي ه من ا ياته وآتبه لتبليغها إلى عباده مهما اختلفت صوره وتعددت تصديقا للا ية الكريمة : (وماآان لبشر أن يكلمه االله الا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي با ذنه ما يشاء) 112
الهوامش : 113-1 -2 موقف المستشرقين من الوحي: دراسة تحليلية الراغب الا صفهاني المفردات في غريب القرا ن بيروت دار المعرفة د.ت ص 515 القصص : 7 النحل : 68 الا نعام : 112 الا نعام : 121 الا نفال : 12-3 -4-5 -6-7 -8-9 د. القصيبي محمود زلط مباحث في علوم القرا ن بيروت دارالمعرفة ص 21 المرجع السابق ص 22 القسطلاني إرشاد الساري لشرح صحيح البخارى ج 1 ص 48 10- د. ساسي سالم الحاج الظاهرة الاستشراقية وأثرها على الدراسة الا سلامية مالطا مرآز دراسات العالم الا سلامى ط 1 ج 1 ص 351 الشورى : 51 12- صحيح المسلم الا مام أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (بيروت : طبعة دار الفكر 1400 ه) آتاب الا يمان ج 1 ص 140-11 13- محمد عبد العظيم الزرقاني مناهل العرفان في علوم القرا ن 14- سورة الشعراء 15- المرجع السابق ص 57-16 (دارإحياءالكتب العربية د.ت) ج 1 ص 57 انظر : ارشاد الساري لشرح صحيح البخاري أحمد بن محمد القسطلاني (دار صادر بيروت) ج 1 ص 57 58 17- الطبري : جامع البيان في تفسير القرا ن أبوجعفر محمد بن جرير الطبري (القاهرة : دار المعارف 1374 ه) ج 6 ص 20-18 النساء : 163 19- مناهل العرفان ج 1 ص 63 20- المرجع السابق ص 63 21- المرجع السابق ص 63 22- المرجع السابق ص 63 23- المرجع السابق ص 65 24- المرجع السابق ص 66-25 -26 جوستاف لوبون : حضارة العرب (ترجمة زعيتر بيروت 1399 ه) ص 141 وما بعدها د. ساسي سالم الحاج : الظاهرة الاستشراقية وأثرها على الدراسات الا سلامية ص 354 27- المصدر السابق ص 356 28- المرجع السابق ص 358-29 جولد زهير : العقيدة والشريعة في الا سلام ص 6 30- المرجع السابق ص 26-31 محمد حسين هيكل حياة محمد(ط ه 1952 م ( ص 31 32- د. صبحي الصالح مباحث في علوم القرأن (دار العلم للملايين ط 1985 16 ص) 28-33 راجع : الظاهرة الاستشراقية وأثرها على الدراسات الا سلامية 361
الجامعة الا سلامية العالمية شيتاغونغ بنغلاديش -34 انظر : د. صبحي الصالح : مباحث في علوم القرأن (دار العلم للملايين ط 16 1985 م ( ص 26 35- الظاهرة الاستشراقية وأثرها على الدراسات الاسلامية ص 362 36- المصدر السابق ص 362 37- الزرآشي البرهان في علوم القران (دار إحياء الكتب العربية القاهرة 1957 م ج 1 ( ص 198 38- د. جعفر شيخ الا رض مقال بعنوان " منهج مونتجمرى وات في دراسة نبوة محمد و مناهج المستشرقين " ص 234 235 39- الظاهرة الاستشراقية وأثرها على الدراسات الاسلامية ص 364-40 (سورة النجم : (4-1 41- الظاهرة الاستشراقية وأثرها على الدراسات الا سلامية ص 366-365 42- (سورة الشورى: 51) 114