بلحسن بالي كمال الدين كازي أول

Transkript

1 العقيد لطفي نصوص وشهادات وثائق بلحسن بالي بمساعدة كمال الدين كازي أول 1

2 بلحس ن بال ي العقيد لطفي نصوص و شهادات و وثائق 2010 بمساعدة كمال الدين كازي أو ل 2

3 بين يدي القارئ لا يرمي هذا الكتاب الوضيع إلى إحصاء كل ما كتب عن العقيد لطفي رحمه الله لا ن ذلك يكلف الكثير. وإننا رغم ذلك حاولنا أن نقدم لمن يقرأنا كل الجوانب لهذه الشخصية العظيمة والمعقدة من خلال شهادات من صا حبه أو عرفه وكذلك من خلال وثائق كثيرة ورسمية فرنسية أو جزائرية. ومن الا كيد أننا تركنا منها الكثير فنطلب العذر مسبقا لمن نسينا. 3

4 المجد للشهداء إنه لشرف عظيم أتيح لي أن أقدم بين يدي القراء ثاني مؤلف عن الشهيد العقيد لطفي بمناسبة الذكرى الخمسين لاستشهاده بجبل قروز بنواحي بشار. و إني لا تأثر كثيرا في هذا اليوم المشهود كما إني على يقين بتأثر جميع م ن صا حبه في تح مس مسيرته الفتية النضالية وجميع أولئك الذين جاهدوا بجانبه أو تحت رايته. لقد م ر م ر الكرام على مثل البرق في خضم الثورة الوطنية وسيبقي على الا بد لبنة من اللبنات التي شيدت عليها الجزائر المستقلة. اللهم ارحم الشهداء 4

5 مقدمة 7 مايو 27/1934 مارس فترة حياة قصيرة جلها في خدمة الوطن. لقد توفي في سن السادسة والعشرين في أوج المجد. أكتوبر 1955/ مارس أربع سنوات ونصف قضيت في صفوف جيش التحرير الوطني وانتهت في غبار الصحراء. لقد كفت أربع سنوات ونصف للرجل الجسور ليظهر ملكاته لا على المستوى الا ستراتيجي الحربي فحسب بل وكذلك في الرؤيا السياسية البعيدة النظر. هو من أبناء الجزائر العادين ولا شيء كان يوحي بمسيرته العظيمة. هو من أبناء الجزائر ولا شيء يميزه عنهم إلا أنه جعل من النضال لا جل استقلال بلاده هدفه الا سبق. هو من أبناء الجزائر البسطاء الذين سقوا بدمائهم تراب بلادهم المقدس. هو من أبناء الجزائر كعدة من إخوانه... ما قد كان مصيره إن بقي على قيد الحياة وما قد كان دوره في الجزائر الحرة الذي مات من أجلها هو الذي كان يتخوف منذ مطلع 1958 من عواقب تصرفات بعض المسئولين العسكريين... وللا سف فإن الحوادث التي أعقبت نهاية الثورة والتاريخ المضطرب لبلادنا كرست تخوفاته. 5

6 1 تجند العقيد لطفي من خلال موقف شهم وحس مرهف وشعور مفعم بالوطنية يمكن للمرء أن يؤثر في الا حداث لصنع التاريخ ومما لا شك فيه أن القطر الجزائري أنجب أعدادا ممن وصفوا بهذه الخصال ويعد العقيد بن علي بودغن دغين المدعو لطفي من هذا الصنف من الا بطال الذين وهبوا حياتهم من أجل أن يهب نسيم الحرية على وطن عان ويلات الاستعمار منذ أزيد من قرن. وفي يوم حار من شهر سبتمبر من سنة 1955 وعند ساعات المقيل كان الطريق المؤدي إلى ضريح سيدي أبي مدين بالعباد يعج بالمارة وأكثريتهم من صنف النسوة المرتديات على عادة التلمسانيات حائكا أبيض بعضهن سرن باتجاه ضريح سيدي علي بن نقيم ومنهن اللائي اخترن زيارة أبي مدين الغوث بالعباد أما الا غلبية منهن كانت تقصد زيارة مقبرة المدينة الرئيسية مقبرة سيدي السنوسي للترحم على أقاربهن من الا موات. و من عادتهن التوزع على الا ضرحة فمنهن من ترتل آيات من القرآن الكريم ومنهن من يزيل الحشائش. ويجوب المسفات الموجودة بين جماعة وأخرى "نوري" ذلك المسكين القاصر- الذي عندما يجمع بعض الدراهم يشتري شموعا لا ضاءة ضريح سيدي أبي مدين أو في بعض الا حيان يشتري قطعة خبز أو جبن- و"نوري" معروف من الجميع بالعباد أو بالمدينة... وفي الطرف الا خر من المقبرة وتحت شجرة صفصاف مظللة وبعيدا ع ن أنظ ار الم ارة كان فوج من الشباب مجتمعا لغرض معين: أخذ ميثاق النضال من طرف كل شاب من المجموع ة التي كان يقودها العربي بن عم ار أحد المناضلين الا وائل ف ى ص فوف ح زب الش عب الجزائ ري- الذي صار يسمى من بعد الحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية- و عضو سابق بالمنظمة السرية. أما أعضاء الجماعة فهم على الت والي ب ن عل ي دغ ين بوم دين الوش دي تيج اني س احي بشير عشوي وجيلالي رحمون. فالتعهد بالوفاء للوطن و المجسد في تلك الا ونة في جبهة التحري ر الوطني ك ان أم را مهيب ا و مفعم ا بالرمزي ة. و اس تنادا لش هادة بوم دين الوش دي الم دعو س ي عب د الرزاق أحد المتعهدين ذلك اليوم يقول فيها : "كان للمناسبة وقع كبير في نفسية هؤلاء المناض لين المتعه دين بالوف اء ل وطنهم. وك ان التعه د يج رى عل ى الش كل الت الي: فعل ى قب ر م ا ي ف رش الع ل م الوطني وي وضع عليه في أحد أطرافه المصحف الشريف و بجانبه مسدس آلي من عيار 65 7 مم وك ل مناض ل يض ع ي ده الي من ى ويحل ف بص وت ع ال وواض ح أن ه يبق ى وفي ا لعه ده إل ى الم وت 1 نقدم تشكراتنا للسيد سيدي محمد نقادي الذي سمح لنا بنقل هذا النص من ترجمة كتاب "العقيد لطفي: السنوات الدامية من حرب التحرير الجزائرية" لنفس المؤلف بلحسن بالي نشر المكتبة الوطنبة الجزائرية

7 ولصالح قضية الجزائر المحاربة... وم ن ش دة الت أثر كن ا نلح ظ ال دموع عل ى خ دي ك ل حاض ر". وبالفعل بقي بعضهم وفيا بالعهد إلى أن استشهد و السلاح في يده أو تح ت التع ذيب وبق ى ال بعض منهم وهم الذين كانوا الشاهدين ع ن تل ك المرحل ة البطولي ة والص عبة والت ي تجس دت ف ي انتش ار وت دعيم قواع د جبه ة التحري ر ب الغرب الجزائ ري قواع د م ا زال ت ف ي انطلاقته ا الا ول ى وذل ك لا سباب عديدة منها: الاعتقالات الوقائية الكثيرة والمركزة على صفوف الوطنيين الت ي قام ت به ا مصالح الشرطة الفرنسية كما أن أزمة الحركة الوطنية و الشقاق القائم بين المصاليين والجبهة قد ح د م ن حم اس العدي د م ن الش باب. و مم ا يج ب التص ريح ب ه ه و أن العملي ات الت ي كان ت إي ذانا بانطلاق الثورة بالغرب الجزائري لم تحقق مبتغاه ا وذل ك نتيج ة نق ص الا س لحة و لا لش يء آخ ر. كما أن صدى العمليات التي جرت بالمنطقة ل م تجع ل الس لطات الفرنس ية تلتف ت إليه ا عل ى غ رار المنطقة الشرقية.إن نقص الا سلحة خدم فرنسا في ميدان الا ع لام و الدعاي ة إذ أن العملي ات المنف ذة لم تسفر على خسائر في الا رواح لذا قللت فرنسا من أهميتها و طمستها حتى لا تربطها بما ح دث في الشرق الجزائري. هي مناورة اس تعملها العدو...واستحس نها واس تغلها بع د الاس تقلال م ن ك ان يرغ ب ف ي إظه ار فض ل منطق ة ع ن أخ رى. وم ن ناحي ة أخ رى لا زال ت أح داث 8 م اي عالق ة بالا ذهان وبالت الي ل م يك ن المج ال السياس ي مس تعدا له ذا الح دث العظ يم وحينم ا وع ي المجتم ع الا مر هب مسرعا و مؤازرا من بادروا بالكفاح المسلح لكن ورغم هذه الظروف المثبطة وصل نداء أول نوفمبر إلى آذان صاغية من الشباب من متمدرسين وعمال حضريين وريفيين وهم الذين سيكو نون على إثر نشاط المناضلين الا وائل- كالعربي بن عمار على سبيل المثال- الخلايا الا ولى للعمل المسلح داخل المدن وفي الا رياف. وهذا الشباب المتعه د ما لبث أن باشر المعرك ة بوس ائل ج د بس يطة ف ي أول الا م ر و م ع تزايد المعارك حدة كسب الثوار عطف الا هالي ثم رضاهم وهو ما جعل السلطات القمعية تض رب لهم ألف حساب. إن هذا الشباب المتعه د في هذا اليوم في مقبرة س يدي السنوس ي يع د الطليع ة الا ول ى م ن المقاومين. وتسارعت الا حداث بالنسبة لبن علي إذ في ظرف ل م يتج اوز ش هرين آل ت قي ادة ه ذه الخلية لما ألقت السلطات الفرنسية القبض على العربي بن عم ار الذي تمكن من الف رار م ن ي دي الشرطي الذي كان يصاحبه من المحكمة إلى دار الشرطة- هذا و يستوجب منا الظرف أن نعر ف بهذا الشاب الذي سي ر بك ل مه ارة مجموع ة قتالي ة زرعت الرعب في قلوب الا عداء وعززت إيمان الا هالي. شاب عرف كيف يع يش ولم اذا وبم ا ذا يضحي! 7

8 ولد بن علي دغين ف ي الس ابع م ن ش هر م ايو 1934 بمدين ة تلمس ان. ت ع رف أس رته ف ي الحالة المدنية باسم دغين إلا أن عائلته التي سكنت حي القلعة منذ زمن معروفة لدى الجميع باس م بودغن. كان أبوه عبد الكريم المدعو عبد الله موظفا بالبلدية وتزوج من ام رأتين ويع ود ب ن عل ي إلى المرأة الا ولى المنصورية.أما زواجه الثاني فكان من فرنسية أسلمت وصارت ت دعى "الحاج ة زهرة"... أدخله أبوه المدرسة الابتدائية الخاصة بالا ه الي والت ي كان ت توج د "بالعرع ار" وتحم ل اسم "ديسيو"( Decieux مدرسة الا بلي حاليا) وتلقى بن علي تعليمه من معلم ين ع رب س اهموا بقسط وافر في تكوين شخصية تلاميذهم. ونال بن علي بهذه المدرسة الشهادة الابتدائي ة. وم ن ب ين والقبع ة الباس كية و الش يخ المعلمين الذين لق نوه المع ارف ن ذكر الس يد برب ار وص احب الغلي ون 2 عبد الحميد بن ديمراد مدرس العربية ومناضل في الحزب الشيوعي 3 ومن المعجبين بالموس يقى الا ندلسية. انتقلت عائلته في ما بين س نتي 1945 وإل ى 1947 الجزائ ر العاص مة ث م ع اد لتلمس ان. وف ي 1948 أنتق ل وح ده إل ى مدين ة وج دة ب المغرب الا قص ى وزاول دراس ته ف ي القس م الخامس(الثانية متوسط) نظرا لحصوله على ش هادة التعل يم الابت دائي.ثم رج ع بع د س نة لي نظم إل ى المدرس ة الفرنس ية الا س لامية خ لال ال دخول المدرس ي لس نة 1949 كان ت ه ذه المدرس ة تحض ر للوظائف القانوني ة المتعلق ة ب الا حوال الشخص ية للا ه الي والنابع ة م ن العقي دة الا س لامية والع رف المعم ول ب ه إنه ا كان ت تف تح مج ال التوظي ف للا ه الي ف ي المي ادين التالي ة: الع دول والع دول الرئيسيون (باش عادل) وقض اة. وحتم ا كان ت أغل ب ال دروس باللغ ة العربي ة دون إهم ال اللغت ين الفرنسية و اللاتينية. ومن جملة الا ساتذة أصحاب ش أن ن ذكر الس ادة: زردوم ي فوف ه س ي ق دور النعيمي شاوش رمضان ميلكام Millecam وروبوطون...Roboton وم ع ان دلاع الث ورة المظف رة س اهمت ه ذه المؤسس ة ف ي تك وين العدي د م ن المناض لين للجبهة و من الا طارات لجيش التحرير وه و الا م ر ال ذي جع ل الس لطات الفرنس ية م ن أن تلتف ت لا همية هذه البوتقة ف ي تش كيل الوطني ة وإذك اء روحه ا.وعلى ه ذا الا س اس ش د د المس تعمر رقابت ه عليها. ولما افتضح أمر مشاركاته في العمليات الفدائية لم يتمكن بن علي دغين من الا فلات م ن أيدي الشرطة إلا بحيلة من أحد أصدقائه من الحي السكني. لقد لاحظ سيد أحمد قوار توجه س يارة الشرطة نحو منزل بن علي فسارع حمي ض من جماع ة م ن الا ص دقاء لا ب لاغ ب ن عل ي ب الخطر الغليون = tabac la pipe à توفي في حادث مرور وهو في طريق سيدي بلعباس 2 3 8

9 ال داهم. وح ين الوص ول أم ام المدرس ة ب ادر حم ي ب الا علان لم دير المدرس ة الس يد ج انيي Janier) M) r بوفاة أم دغين وعليه بالالتحاق ف ورا بمنزل ه. ولحظ ات بع د خروج ه م ن المدرس ة وصلت الشرطة الفرنسية! حدث هذا في 27 أكتوبر 1957 وهو يوم تاريخي بالنس بة ل بن عل ي إذ أنه اليوم الذي باشر فيه حياة جديدة: العمل في الخفاء... وفور اتصاله بالمجاهدين عين كاتب أمين سر النقيب جابر ث م ع ين مس ئولا ع ن منطق ة ص برة ومع مطلع 1956 كلف بتدعيم التنظيم بناحية تلمسان. هذا ويجب أن نوضح مسألة لها شأنها في إدراك مساره كمجاه د إذ خض ع وه و بالمدرس ة إل ى التحضير العسكري الابتدائي و العالي المفروض على كل تلميذ إن رغب في الحصول على رخصة تأجيل الخدمة العسكرية. وكان هذا التحضير يجري تحت رقابة ضباط فرنسيين. ويتم خلال ه ذه الفت رات ت دريب الشباب على استعمال الا سلحة النارية والمناورة والتدريب على وسائل الاتصال. لقد استحسنت من بعد فرق تدريب جيش التحرير هذا التحضير واتخذته منطلقا أساسيا في تدعيم رصيد القوى الضاربة للشباب الخاضع لهذا النوع من التدريب.كما ت م ت دعيم الفعالي ة القتالي ة للمجاه دين عن د اس تجابة ع دد م ن الجزائ ريين الع املين ف ي الج يش الفرنسي لنداء الثورة وأكثرية هؤلاء كانوا يعملون في ف رق المش اة القناص ين المش هورة بتجربته ا القتالي ة التقليدية في أوربا و بتجربتها من حرب العصابات في حرب الهند الصينية و خصوصا عن د نكس ة فرنس ا أثناء معركة ديان بيان فو بعد قتال دام أربعة أشهر. إن انتصار الفيات مين Viet Mi_nh على فرنسا بالهند الصينية واضطرابات المغ رب والحركة المس لحة بجب ال الري ف عل ى الخص وص ونش اط "فلاق ة" fellaga ت ونس ه م العناص ر الت ي لعب ت دور الح افز للش باب الجزائ ري قص د مباش رة العم ل المس لح بك ل إص رار وعزيم ة وس نلحظ خ لال العملي ات المس لحة الت ي ق ام به ا ه ذا الش باب الم تحمس لقض ية فائ دة انض مام تل ك العناصر التي فر ت بعتادها من الجيش الفرنسي والتحقت بجنود الخفاء. ومما لا بد من ذكره أن هذه العناصر ال تي دعمت ص فوف المجاه دين و بالا ض افة إل ى تجربتها القتالية و تكوينها العسكري و عتادها الحربي الذي كان المجاهدون يفتت رون ل ه ج اءت أيضا منضبطة وسيكون لهذه الظاهرة الا ثر العميق في نفسية المجاهدين. ه ذا وعن د تكلي ف دغ ين بمهم ة تنظ يم منطق ة تلمس ان أخ ذ اس م "س ي اب راهيم" وب ادر بإع داد عملي ات عس كرية ذات ش أن بالنس بة لتوعي ة الش عب وحمل ه عل ى الاس تجابة اللامش روطة لمساعدة الث ورة. فالعملي ات المؤقت ة الت ي حض رها "س ي اب راهيم" كان ت تس تهدف العناص ر الت ي كانت تعمل لصالح السلطات الفرنسية: العيون والواشون والمتعاونين مع المس تعمر عل ى اخ تلاف 9

10 أصنافهم "كالمخازنية والقومية". يخضع استهداف العملاء إلى ش روط مض بوطة وض عتها القي ادة العامة مفادها تجنب المدنيين وسيما النساء والا طفال وذلك للرد على إشاعات الس لطات الفرنس ية المدعية أن ضربات المقاومة كانت تصيب المدنيين العزل. فالا هداف المختارة هم إذا من العاملين في قوات القمع الفرنسية: جنود دركيون وشرطة. ومن جملة العمليات المسلحة التي قام ت به ا مف رزة "س ي اب راهيم" ن ذكر لك م تل ك الت ي يندهش لها أولو الا لباب مثل الا غارة على مقر "المكتب العربي" لسبدو أو الا غارة الجريئ ة عل ى ثكنة "معمل الزرابي" أو كالتي تمثل ذروة الغارات: "الهج وم عل ى "مطع م نورمان د" auberge normande هجوم اشتهر أيضا "بالدورية المشبوهة" أو بالهجوم على "نادي الضباط". وهن اك عام ل آخ ر س يؤثر بعم ق ف ي الحي اة اليومي ة لمدين ة تلمس ان وي دفع بالعدي د م ن الش باب وي وعيهم بض رورة العم ل المس لح وبعدال ة قض ية الش عب. تجس د ه ذا العام ل ف ي اغتي ال الحكيم بن عودة ب ن زرج ب ف ي 17 ج انفي إن المظ اهرات الناتج ة ع ن ه ذا العم ل الش نيع والتي شاركت فيها تلقائيا أهالي تلمسان زعزعت في آن واحد ذهنيات المدينة والقطر الجزائري. دام ت ه ذه المظ اهرات ثلاث ة أي ام كامل ة وكان ت إي ذانا لتك وين رواب ط الكف اح لمقاوم ة الا دارة الاستعمارية. يمكن استنادا لهذه الاضطرابات أن نؤكد أن مدين ة تلمس ان ق دمت للث ورة الجزائري ة أول جبهة نشيطة قاومت علنية المستعمر داخل المدن. إن هذه المظاهرات أرغم ت الس لطات الفرنس ية على تعبئة كل قواتها شرطة وعساكر وحتى الحرس الجمهوري للا من م ع فرض ها عل ى المدين ة "حضر التجول" ابتداء من الساعة الرابعة مساء! ه ذا وعل ى إث ر ف تح جبه ة الجن وب خ لال ش هر يولي و 1956 تط و ع "س ي اب راهيم" لمقاوم ة الاس تعمار بالمنطق ة الص حراوية الشاس عة. ونظ را لاس تعداداته العقلي ة وفطنت ه س يدرك بسرعة خصوصيات بيئته الجديدة وبالتالي تكلل مجهوداته التنظيمية بالنج اح ج اعلا م ن منطق ة اش تهرت عن د الس لطات الاس تعمارية به دوئها ب ؤرة للعملي ات المس لحة: كم ائن واش تباكات وهجومات وعمليات تخريب للمنشآت الاستعمارية. عمليات أحدثت رعبا وارتباكا لدى العدو. لقد تزايد عدد الا سلحة التي غنمها المجاهدون خلال هذه العمليات وبالتالي ارتفعت الق وة النارية لديهم كما نجح "سي ابراهيم" في حل مشاكل التموين والاتصال إذ تمكن م ن ض بط أول ى ش بكات الاتص ال لاس لكيا وبالت الي وط د علاقات ه بقي ادة الولاي ة وبالمقاطع ات الا خ رى للولاي ة الخامسة. توصل سي ابراهيم من فك العزلة عن منطقة ومن حل المش كل الش ائك للتم وين بمنطق ة وعرة وطبيعة قاسية بالنسبة لجيش التحرير الوطني الذي هو في تزايد عددي مستمر. 10

11 ومع نهاية سنة 1957 مكن هذا التنظيم العقلاني لجيش التحرير من أن يكب د الع دو ه زائم متتالية في الرجال والعتاد. ومن أمجد العمليات بدون منازع تل ك الت ي خاض ها المجاه دون بنج اح كبير بالقرب من مدينة أفلو. هذا وفي السابع من شهر مايو 1957 رقي س ي اب راهيم إل ى رتب ة "رائ د" بمنطق ة أفل و وبالت الي اس توجب علي ه الانتق ال إل ى مرك ز قي ادة الولاي ة ويتخ ذ بتل ك المناس بة اس ما جدي دا "لطفي".وفي شهر ماي من سنة 1958 يرق ى إل ى رتب ة عقي د قائ دا للولاي ة الخامس ة خلف ا للعقي د هواري بومدين. هذا وعلى إث ر انعق اد المجل س ال وطني للث ورة الجزائري ة بط رابلس يق رر العقي د لطف ي الالتحاق بولايته وذلك طبقا لتوصيات المجلس المذكور. وبتذكر الوفاة الشهمة للعقيد لطفي أثناء الاشتباك غي ر المتك افئ م ع ق وات الع د و ف ي 27 مارس 1960 يستحسن بنا الوقوف عند ذكرى شهيد آخر خلال هذه المعركة ذكرى رفيق لطفي ومساعده المباشر الرائد "سي مبارك" من اس مه الا ص لي لع وج محم د المول ود ب أول م اي 1936 بقرية عين غراب ة غي ر بعي د ع ن مدين ة تلمس ان والت ي توج د ب الا قليم الاداري لمدين ة س بدو. وه و الابن الثالث من مجموع سبعة أطف ال لعائل ة فقي رة ل م يك ن ل لا ب أج ر قاع دي وذل ك عل ى غ رار أغلب الجزائريين الريفيين في تلك الفترة. وفي سنة 1952 ط لب من الشهيد أن يتولى ت دريس أطف ال القري ة بالمدرس ة الح رة الت ي أعدتها جمعية علم اء المس لمين الجزائ ريين. وف ي الوق ت نفس ه ب دأ يم ارس حرف ة الخياط ة والت ي باشرها مدة بمدينة سعيدة. وفي سنة 1953 عاد من جدي د إل ى مس قط رأس ه وذل ك ف ي فت رة أزم ة الحرك ة م ن أج ل انتص ار الحري ات الديمقراطي ة ال ذي ك ان ق د انخ رط ب ه من ذ س نة. وص ار عض وا نش يطا باللجن ة الثورية للا تحاد والعمل على مستوى قطاع قرية صبرة. في ديسمبر 1954 عين قائدا للمقاطعة 6 فبادر بالهجوم على القوات الاستعمارية ابت داء م ن أول أكت وبر 1955 وذل ك عل ى رأس ف وجين ث م ق ام بتنظ يم المقاطع ة 7 ويع ين له ا قائ دا أح د مساعديه المق ربين. وح ين مباش رته ه ذه المه ام التنظيمي ة الخطي رة ل م يك ن عم ره يزي د عل ى 20 ربيعا 11

12 وف ي أول ج انفي 1957 ع ين نقيب ا عل ى الناحي ة الخامس ة الت ي كان ت تض م المقاطع ة السادسة والسابعة. وف ي م اي س نة 1958 رق ي إل ى رتب ة رائ د وعض و ف ي مرك ز القي ادة للولاي ة الخامسة تحت اسم "مبارك". يجدر بنا على هذا المستوى ذكر أن انخراطه في جيش التحرير الوطني تسبب ف ي أذى عظ يم لوال ده ال ذي اغتي ل م ن ط رف الا دارة الاس تعمارية انتقام ا م ن الاب ن المجاه د.إن ه ذه التص رفات الدنيئ ة ص ادرة ع ن إدارة كثي را م ا زعم ت أنه ا م ا ج اءت للجزائ ر إلا بغي ة تحض ير وتمدين الا هالي هذه الممارسات الهمجية المتمثلة في الاغتيالات ليلا للعديد من الم واطنين الع زل صارت بالنسبة للمغتصب أمرا عاديا. وه ي ف ي "م نطقهم" التعس في رد ردع ي مناس ب. كم ا ه ي اللغة الوحيدة التي يفهما العرب! إن ع ددا م ن ه ذه الاغتي الات نس بت إل ى تنظ يم مش بوه ي دع ى "الي د الحم راء". وس تكون ل دينا فرص ة ف ي تفص يل الك لام عنه ا إذ أن وال د "س ي عب د ال رزاق" (بومدين الوشدي)وعدد آخر من أولياء من انضم إلى المقاومة نفذت فيهم هذه العص ابة الا رهابي ة حكم الا عدام. ه ذا وكان ت الملام ح المش تركة لشخص ية ه ذان ال بطلان تك م ن ف ي أنهم ا تمي زا ب روح وطنية فياضة وبقدرات تنظيمية عالية وشجاعة مغوارة. ومن خصالهما أيضا ورغم ص غر س نهما وأنهما كان ا ي دركان جي دا وض عية أه الي الولاي ة الخامس ة وم ن ث م ص ار مب ارك الس اعد الا يم ن للطفي. و من ناحية أخرى و قصد الا حاطة الشاملة بشخصية العقيد لطفي يستحس ن بن ا الرج وع إلى الاستجواب الذي أج راه العقي د لطف ي م ع جري دة المجاه د ف ي ع ددها 41 الص ادر بت اريخ 10 مايو " إن ولاية الغرب الجزائري فسيحة جدا يح دها غ رب المغ رب الا قص ى وموريطاني ا وجنوبا بلاد السودان وشمالا البحر المتوسط وف ي الش رق تح دها الولاي ة الرابع ة و السادس ة. تم ر الح دود الغربي ة للولاي ة م ن مدين ة ت نس الس احلية ب إ تج اه وادي ش لف فيم ا ب ين "ش ارون" و "ملاكوف" مخترقة جبال الونشريس (السفوحه الغربية ج زء م ن الولاي ة الخامس ة) إل ى أن تص ل إلى السهول العلي ا بالسرس و عل ى مس توى "ب وردو" ث م تنح رف باتج اه الع ين الحم راء (50 كل م شرق أفلو) وتتجه جنوبا على محور الا غواط غرداية. فأنتم تلاحظون أن ولايتنا تشتمل في ثلثي مساحتها على تضاريس منبس طة فالش مال ب ه أراضي صالحة للزراعة بين أيدي المعمرين والجنوب هو عبارة عن أراضي قاحل ة ص حراوية حجرية ورملية. ورغم هذا فإنن ا نتواج د بك ل الجه ات! ويعتم د وج ود ج يش التحري ر عل ى غ رار المناطق الا خرى من الوطن على الكتل الجبلية الممتنعة على العدو." 12

13 ويض يف فيم ا بع د أن "أري اف الجن وب الغرب ي ف ي مجمله ا ل م يمس ها النض ج السياس ي المعهود بالشمال و ذلك راجع للظروف البيئية الاقتصادية و الاجتماعية(حياة الترحال). كانت إذا الخلاي ا الوطني ة متواج دة ف ي الم دن فق ط. أم ا أغلبي ة الا ه الي ال ذين يعيش ون فق را مق دعا ك انوا "ملج ومين" م ن قب ل الباش غوات "وع ائلات الم رابطين" ومم ا عاين اه من ذ تواج دنا بالمنطق ة ه و انهي ار ال ط رقي ة فف ي الحم لات الا ول ى م ثلا الت ي ق دناها به ذه المن اطق ك ان الس كان يس تقبلوننا بحفاوة ويدعون لنا متوسلين بالله وبرجال البلاد وبعد س تة أش هر "تقلص ت" ال ذاكرات ول م يع د التوسل بالص الحين والم رابطين ب ل ك ان الك لام كل ه ي دور ح ول الا س لحة وال ذخيرة والرشاش ات ومدافع الهون..." فأنت ترى أن الذهنيات تغيرت كلية. وردا على سؤال حول المدنيين أ جاب العقيد لطفي: "على غرار كل الولاي ات الا خ رى ومنذ مؤتمر 20 غشت 1956 ضبط التنظيم المدني على الش كل الت الي: 11 عض وا للخلي ة الريفي ة و 5 أعض اء للخلي ة المدني ة. ف وق الخلي ة يوج د الف وج ث م الجماع ة ث م الاتحادي ة ث م الع رش فالمقاطعة..." ودائم ا فيم ا يخ ص الولاي ة الخامس ة ق دم العقي د لطف ي لمح ة ع ن الق وات الاس تعمارية المتواجدة بها أي " جندي 16 لواء 130 عقيدا..." وحول الجانب الاقتصادي يشرح لطفي أن سد الا سلاك الشائكة أنجز قصد حماية طري ق السكة الحديدي ة الخاص ة بنق ل فح م "قنادس ة" أم ا الي وم ف المواقف السياس ية ه ي الت ي منع ت غل ق مناجم قنادسة وكسي-كسو". وح ول قض ية الا وربي ين المتواج دين بالجه ة الغربي ة م ن الجزائ ر أج اب قائ د الولاي ة الخامس ة حرفي ا "ف ي الغال ب الجلي ة الا وربي ة ه ي إم ا محاي دة أو معلن ة ع داءها للث ورة. فال ذين يبرهنون لن ا ع ن تض امنهم يقوم ون ب ه ف رادى وبتس تر. وق د ت م توقي ف بع ض الا طب اء الا وربي ين الذين قاموا بعلاج جرحانا". كم ا يوج د م ن ب ين الا وربي ين ال ذين يفهم ون موق ف "توفن و" Thuvenu أو موق ف "برنق ر" Berenguer لك نهم لا يظه رون ذل ك. وعموم ا ح ين ن ذكر الا وربي ون يج ب علين ا أن نفرق بينهم وقد اعتدنا تصنيف الا سرائيليين ضمن الا وربيين (وإن كانوا ف ي الا ص ل جزائري ون) ذلك لا ن مواقفهم لا تختلف مطلقا عن هؤلاء "أللا وربيين الصغار" الذين يواجهونن ا بشراس ة. إنن ا نعتبر هؤلاء الجزائريين اليهود كخونة لذا نحن نعاقب بشدة من ساهم م ع المعم ر ف ي إذابتن ا (مث ل المترجمين في الجيش الفرنسي أو العاملين في الوحدات القطري ة وتج در الملاحظ ة أن ه يوج د ف ي الناحي ة الغربي ة مدي ة كتلمس ان م ثلا به ا برجوازي ة يهودي ة أكث ر حي ادا وأكث ر اعت دالا متفاهم ة الوضعية وترفض التعامل مع المتطرفين..." 13

14 وفيم ا يخ ص المعم رون أص حاب الا راض ي يض يف العقي د لطف ي "أن ردود أفع ال المعمرين تختلف حس ب المن اطق إنه م بناحي ة معس كر م ثلا ي ؤدون الض ريبة ويس يرون ب رخص مسلمة من قبل جيش التحرير فجل المعمرون الذين نحن باتصال معه م يرغب ون ف ي أم نهم وأم ن أرزاقهم إننا سنضمن لهم ذلك مدة الثورة مقاب ل وف ائهم. ونق ول له م أنه م ف ي المس تقبل س يكونون جزائريين متساوين في الحقوق والواجبات كجميع أفراد الشعب. نحن واقعيون نح ن نعل م أن غ دا س يكون ل دينا أوربي ون ب الجزائر ويبق ى أيض ا الا س رائيليون فال ذي نري ده ه و أنه م يكون ون جزائريون كاملي الصفات..." ومما يؤسف له أن رج الا م ن ه ذا الط راز وبه ذه النظ رة الا نس انية الشمولية وبهذه الواقعية فقدتهم الجزائر قبل استقلالها وبالتالي فهي لم تستفد من كف اءاتهم ولا م ن حسهم المرهف إزاء الواجب الوطني. بتخري ب ه ذا و خ لاال المرحل ة الا خي رة م ن الص راع قام ت منظم ة "الج يش الس ري" OAS (1) شامل استهدف الشخصيات و المنشآت قصد إرغام الحكومة على قطع كل الصلات بين الفرنسيين الا صليين ورجال الثورة وذلك رغم استمرار التطاحن في ح رب رفض ت فرنس ا الاعت راف به ا بل اكتفت بتسميتها "بأحداث الجزائر"... إن استشهاد لطفي حرم الجزائر المكافحة وجزائر بعيد الاستقلال م ن رج ل ب رهن عل ى ذكاء كان لا محالة من أن تينع ثماره لو استمر ص احبه ف ي الحي اة بع د 1962 لك ن مش يئة الل ه رب العالمين كانت غير ذلك. 1: أنشأها المعمرون الرافضون لرضوخ الرئيس الفرنسي دي غول لمبدأ الاستقلال. اشتهرت أيضا باسم: الا قدام السوداء 14

15 الهجوم على مقر البلدية المختلطة لمنطقة سبدو قبل الشروع في كتابة هذا الفصل استوجب علي زيارة القاعدة الخلفية لمفرزتن ا بس يدي عثمان. وقد وصل انفعالي إلى ذروته لما عاينة حالة الضمار التي يوجد عليها المنزل ال ذي ك ان ي أوي م دة أش هر أعض اء مف رزة "س ي اب راهيم" م ن قب ل ث م "وس ي ص الح" قائ د الف وج الث اني للمجاهدين من بعد. كما تفقدت أيض ا نه ج" "( Tedeschi عب د المال ك رمض ان حالي ا ). وبه ذا النهج كان يوجد مقر البلدية المختلطة لمنطقة سبدو المسي رة من طرف "المكتب العرب ي" عك س البلديات الكاملة الصلاحيات التي كان يسي رها طاقم منتخب مثل بلدية تلمسان. وكان المقر عبارة ع ن بناي ة عادي ة حديث ة الت رميم. إن ه ذا المق ر ال ذي ك ان يوج د ب وط مدين ة تلمسان والمسي ر م ن قب ل Administrateur ي دير ش ؤون منطق ة واس عة كان ت تض م منطق ة س بدو وصبرة والرمشي!! وبتواجد المقر بمركز المدينة يمكننا التعرف عل ى س ير مص الح ه ذه الا دارة البعي دة عن مرؤوسيها والتي لم تكن تسعى في حقيقة الا مر إلى تلبية حوائج الا هالي!. وكان هذا الموظف بالنسبة لمن لم يتعرفوا على المهمة الحضارية لفرنسا بالجزائر يجمع بين أيديه سلطات عديدة فهو رئيس البلدية وقاضي المنطقة ورئيس الشرطة. ولتحقي ق ه ذه المه ام ك ان يس تند إلى مجموعة من "الا طارات الا هلية" الذين سموا بأسماء رنان ة مث ل الب اش آغ ا ص احب الب رنس الا حم ر والا غا صاحب الب رنس الا زرق والقائ د ص احب الب رنس الا ب يض. وكان ت فرنس ا عل ى ه ذا المس توى ق د تحايلت ونفن نت في إيجاد صيغة ت وهم بها أنه ا ت ش رك الا ه الي ف ي تس يير ش ؤونهم وذل ك باس تغلال ألق اب تعود للفترة العثمانية. وفي الوقت نفس ه اس تخدمت ه ؤلاء العم لاء ف ي ارت داء الا ل وان الثلاث ة الت ي ترم ز للع ل م الفرنسي. كان هؤلاء العملاء من المغضوب عليهم من الا هالي ال ذين ك انوا يئن ون م ن إف راطهم ف ي ولائهم لفرنسا... وسيكونون الا هداف الا ولية للمجاهدين الذين لم يترددوا في قتل هؤلاء الطغاة... إن مي زتهم الا ول ى- إن ص ح أن نس ميها ك ذلك- ه ي خ دمتهم وط اعتهم العمي اء له ذا الموظ ف السامي المسمى من طرف الا هالي ب: "الحاكم" و كذا وحشيتهم وقساوتهم على بني جلدتهم ح ين جمعه م للضرائب والرسومات. كان هؤلاء الا عوان للاستعمار أصحاب شوارب ولحي طويلة يتباهون بأوس متهم "المس تحقة" خدمة "للوطن الا م". ولهم تحت إمرتهم ع دد م ن أع وان التنفي ذ يس مون "بالمخازني ة" وال ذين ك انوا عل ى أحصنتهم يجوبون الا رياف. إن هؤلاء الفرسان يعد ون الجي ل الا ول مم ن يس مون إب ان الث ورة الجزائري ة "بالمجموعات المتنقلة للشرطة الريفية" G.M.P.R. وفي الاستعمال اليومي حرف الاسم إلى ج ان بي ار 15

16 (Jean-Pierre) إن هذه الفئة هي التي ستكو ن من بعد من سموا "بالحركة" أي أعوان إضافيون الذين تنك روا ل وطنهم وأي دوا الوج ود الاس تعماري وس اندوه بتوجي ه أس لحتهم ض د م واطنيهم. إنه م س عوا عل ى مس توى ال دواوير والمداش ر ف ي تطبي ق وت دعيم الس لطة الفرنس ية وذل ك بواس طة العن ف وإهان ة الا ه الي وإذلالهم والجور عليهم. فالذي لايبايع هذه "الشخصيات" أولا "يس تعد" أمامه ا أو ال ذي لا ين ادي بص وت مرتفع وواضح "تحيى فرنسا" سيخضع لعقوبة الضرب أمام الملا وهي أعنف إهانة عند الجزائري. هذا و من المهام الرئيسية المنوطة بهذا "الحاكم" الاستحواذ على أراض ي الا ه الي س واء كان ت أراضي "ملك" أو أراضي "عرش" ويحو لها للمعمرين عن طريق مص لحة الض رائب... إن ه يس اهم ف ي نزع الا راضي من أصحابها الشرعيين باستعمال حيل قانونية لتزيف الواقع مساعدة إضافية للمعمرين. وبتكليفه للشرطة ك ان يع ود ل ه ف ي ك ل الح الات أم ر متابع ة ك ل "العناص ر المش بوه فيه ا" أي العناص ر الوطني ة والنقابي ة وبكلم ة ك ل م ن أش ير إلي ه بعدائ ه لفرنس ا س يما عن د اقت راب الحم لات الانتخابية إذ كانت الانتخابات المبرمجة من قب ل النظ ام الفرنس ي تع د مهزل ة س واء بالنس بة للانتخاب ات البلدية او انتخاب "المجلس الجزائري". وفي اغلب الحالات كانت تسفر هذه الانتخابات على نتائج لصالح المعمر ويفوز بها من لقبوا ب: "ب ني وي - وي" الخاض عين للس لطة الفرنس ية وذل ك عل ى إثر"المراقب ة" التي يقوم به ا "الح اكم" لص ناديق الانتخ اب. ش اع التزوي ر ف ي عه د الح اكم الع ام "ن ايجلن" حت ى س ميت الانتخابات المزورة "بأسلوب نايجلن"( Naegelen ). ومن ه ذه البناي ة ال ت ي ل م تك ن تبع د ع ن مرك ز دائ رة تلمس ان إلا بم ائتي مت ر ك ان ه ذا الح اكم يسيطر ويسير ويدير هذه البلدية المختلطة المترامية الا طراف. هذا وكان غرضنا من إطالة الكلام حول البلدي ة المختلط ة إب راز م دى أهمي ة اله دف ال ذي ت م اختياره. فمن بين المهام المحددة للبلدي ة ه ي الحف اظ عل ى الس جلات الخاص ة بالحال ة المدني ة و الت ي تع د الوسيلة الرئيسية المساعدة لقوات القمع ف ي البح ث ع ن "المش اغبين" فب ات م ن الض روري للجبه ة أم ر إتلاف هذه السجلات. تم الهجوم على مقر البلدية المختلطة في إحدى أمسيات شهر ديسمبر 1955 وشارك في هذا الهجوم بومدين الوشدي الذي كان في تلك الفت رة ف دائيا أم ا ال ذي س ي ر الهج وم ه و أح د رج ال الاتص ال. وتجدر على هذا المستوى الا شارة إل ى أن ه م ا ك ان لي نجح ه ذا الهج وم ل ولا ال دور الفع ال ال ذي أداه أح د "المخازنية" بفتحه الا بواب و وقوفه بجانبها مم ا جع ل الس كان الا وربي ون المج اورون للبناي ة لا يش ك ون فيم ا كن ا نق وم ب ه ح ين إخ راج العت اد والا س لحة. وم ن ه ذا الن وع م ن "المخازني ة" يمك ن ذك ر الا خ وين العيدوني وبوجمعة وابني العمومة من عائلة دحمان. أسفر الهجوم على مقر البلدية المختلطة على: - الا تلاف التام لسجلات البلدية. 16

17 - الاستيلاء على أسلحة نارية مكنت من تس ليح ك ل أعض اء المف رزة وه و الا م ر ال ذي ش جع القيادة على التفكير في تحضير عمليات حاسمة وأكثر جرءة. - الاس تيلاء عل ى أرب ع آلات راقن ة و آل ة س حب وتب رز نجاع ة ه ذه الوس ائل عن د إنج از الملصقات الموجهة للداعية وفي تحسين المراسلات. - الاستيلاء على عدد من الا علام الفرنسية التي اس تخدمها الجن ود ف ي تنظي ف الا س لحة أو... في تنظيف أحذيتهم!(صحيح أننا نعده اليوم خبرا تافها لا يستحق ال ذكر إلا أن ه ف ي تل ك الفت رة ك ان وس يلة لرفع المعنويات). هذا وتم نقل هذا العتاد في سيارتي المصلحة من نوع رينو ومن طراز."PRAIRIE" نقلت الا لات الراقنة والساحبة إلى قرية مليلية المج اورة للحناي ة ووزع ت ف ي الح ال الا س لحة على المجاهدين أما السيارتان فاحترقتا. وعاد الفوج إلى مقره بحي "فدان السبع"بمنزل الا خوة بابا. ومباشرة بعد انته اء العملي ة المكلل ة بنجاح كبير أعطى ابراهيم أي دغين لبوم دين الوش دي لقب ه الث وري "عب د ال رزاق" وال ذي اح تفظ ب ه إل ى نهاية الثورة ولا زل لحد الا ن يكني به. إن هذه الحلقة من تاريخنا المسلح تع د بمثاب ة ش هادة م يلاد لمف رزة "س ي اب راهيم". وق ام لس ان حال الثورة جريدة "المجاهد" بالتعليق على هذا الهجوم ونورد لكم النص الكامل الص ادر ف ي الع دد الث اني بالصفحة (4 25 تحت العنوان التالي: إغارة على مكتب إدارة البلدية المختلطة لمنطقة سبدو في قلب مدين ة تلمس ان: ت م الاس تيلاء على كمية هامة من الا سلحة النارية وآلة س احبة وأرب ع آلات راقن ة وك ذا الحص ول عل ى وث ائق س ر ية. وعمدت العناصر المغيرة على حرق المقر قبل الانصراف. أما الا سلحة المستولى علي ه فه ي تت ألف م ن 7 رشاش ا و 15 بندقي ة م ن ن وع لوب ال 3000 رصاصة من عيار 9 مم و 200 رصاصة من عيار 8 مم 7 مسدسات آلية وبع ض العت اد مث ل الح زازيم وما إلى ذلك..." إن هذا الهجوم الذي حدث في قلب المدينة وغير بعيد عن مقري الدائرة والدرك كان له صدى عميق واندهش لخبره السكان س يما وأنن ا بمدين ة تع د ف ي ح د ذاته ا مدين ة ثكن ة! وتخفيف ا لوق ع الح دث ف ي نفوس الناس قامت الا دارة المحلية بالتقليل من أهميته. 4 المجلد الا ول ك غذ تم بعد الاستفلال إعادة طبع كل أعداد المجاهد في ثلاثة مجلدات 17

18 فالتعاليق الصادرة ع ن الا وربي ين الق اطنين بالمدين ة ك ان يش وبها ن وع م ن الخ وف أم ام ج رءة هؤلاء "قطاع الطرق" هؤلاء الفلاقة أما الجزائريون فكان شعورهم الاعتزاز بمنفذي الهجوم. هذا وتجدر الا شارة إلى أن هذا الهجوم الذي جرى بداخل المدينة وأمام الم لا ت م ف ي ه دوء ت ام ولم يسفر على قتلى من الطرفين بل لم تطل ق في ه ول و رصاص ة واح دة ورغ م ه ذا نج ح الهج وم نجاح ا كاملا إذ حقق أهدافه كاملة. إن نتائج الحدث تفن د مزاعم الدعابة الاستعمارية التي كانت تنع ت المناض لين والمكافحين من أجل استقلال بلادهم بالقتلة و الذباحين! وعلى العم وم فه ذا الهج وم ال ذي ت م الت دبير ل ه بك ل عناي ة يمك ن ع ده م ن ض من العملي ات النموذجي ة... لمف رزة عس كرية ذات كف اءة عالي ة. إن ه ذه العملي ة ستش جع قي ادة المف رزة عل ى التخط يط لعملي ات أكث ر خطورة وأكثر نجاح والتي تبعث في أهالي تلمسان الش عور بالا عج اب م ن ه ؤلاء المك افحين كم ا تف رض في آن واحد احترامهم. فكان لهذا الحدث صدى واسعا بالمنطقة كلها ولم يتوقف الناس من التعليق عليها... حول ج رأة العناصر وصورة تنفيذهم الناجحة تماما دون إراقة دماء م ن الط رفين ول م ت تمكن الس لطات م ن التع رف على منفذي هذا الهجوم والذين "بلعتهم" الطبيعة. صحيح أن الا رض بلعتهم بمراكزهم التحت- الا رضية عند الا خوة بابا في حي "فدان الس بع" إذ أن جمي ع العناصر المنفذة للهجوم طبقت حرفيا التعليمات الواردة ذلك حفاظا على سلامة الفوج. هذا وأمام الضرورة الملحة لتدعيم الترتيب ات الوقائي ة ق ررت قي ادة ج يش التحري ر الا كث ار م ن تهيئة هذه المخابئ التحت-أرضية التي كنا نعاني داخلها قلة التهوية وشدة الرطوبة إلا أن إنش اءها ص ار ضروري قصد دعم العمليات الفدائية داخل المدين ة وقص د اس تعمالها كمراك ز مؤقت ة لنق ل اللاجئ ين نح و المغرب الا قصى... فتظافرت جهود الجميع من م دنيين وعس كريين م ن أج ل تهيئ ة ه ذه المخ ابئ ف ي أق ل وق ت ممك ن عل ى مس توى الض احية القريب ة م ن تلمس ان ص انعة طوق ا م ن الملاج ئ الس رية م ع ض مان الشروط اللازمة. إلا أن الا عداد الكثي رة لللاجئ ين وكث رة الحرك ة بمن اطق كان ت م ن قب ل هادئ ة جعل ت الس لطات الفرنس ية تتفطن لها... وحصل ما حصل. فجل هذه المنازل الت ي كان ت تع د مراك ز ت أوي الجن ود ث م نس فها م ن قب ل الج يش الفرنس ي وكان ت ه ذه المخ ابئ ق د أوت آلاف اللاجئ ين والمجاه دين. وت م للاس تعمار التع رف عليه ا ح ين عملي ات التمش يط أو الحصار المفاجئ أو الخونة وعيون العدو. وكنت في كتابي: " ناج من خط موريس" وفي الصفحة 297 قد أشرت إلى 31 عضوا من جبهة وجيش التحرير استشهدوا خنقا بالدخان في ثلاثة مخ ابئ بح ي س يدي الداودي في أكت وبر ه ي الث ورة إذا بنجاحاته ا و انتكاس اتها.و تق وى الث ورة بالتض حيات الجس ام والوفاء للمبادئ الا نسانية الساعية إلى تحري ر الش عوب. ويج در بن ا أن نت ذكر م ن قاس مون الا لام والا م ال 18

19 والا قراح والا فراح وقضوا نحبهم بهذه المخابئ. إن المخابئ الا كثر استعمالا خلال فترة ما بين 1955 و 1957 هي حسب الجدول التالي ونعتدر مسبقا لعدم ذكرنا لكل الا ماكن التي استعملت كمخ ابئ المس ماة أيضا بالمركز. موقع المخبئ فدان السبع. فدان السبع. العباد منصورة بني بوبلان. سيدي عبد الله. سيدي الداودي. سيدي عثمان. أوزيدان. عين الحوت. عين الحوت. صف صاف. صف صاف. اسم مالك الا رض الا خوان بابا: عبد القادر ومحمد. عبد الله وعبد الرحمان بن عصمان. مولاي بومدين عزوز. عائلة بن يلس. تجيني محمود ومحمد بو يعقوب. صالح المسيفي. حاج عمارة معاز طبيب الا سنان. بن ديجلول الغزلاوي. الحسين(من شرطة البلدية). عبد الحميد بالي.(من شرطة البلدية). مجاجي. البارودي. 19

20 ت ذكر جري دة المجاه د الهجوم على ثكنة معمل الزرابي الوهراني: (Manufacture de textile de l Oranie : M.T.O) 19 ابريل (1) لس ان ح ال الجبه ة- ه ذا الهج وم بالح دث الخ ارق. إن ه م ن تنفي ذ مجموعة "سي ابراهيم". استهدف الهجوم مرك زا عس كريا بمعم ل الزراب ي ال وهراني. ع رف ه ذا المركز العسكري بثكنة "503" و كانت مهمته السهر على النقل العسكري. أشارت الجري دة للخب ر بهذه العبارات: "تلمسان: تم الهجوم على مركز عسكري بمعمل الزرابي الوهراني غنم المجاهدون 20 رشاشة من نوع طومسون و 11 بيان حربي صيغ بطريقة تقنية! بندقية من طراز ماس لم يقدم البيان فكرة واضحة عن هذه الا غارة التي مكنت المجموعة من الحصول على أسلحة معتبرة وذات فعالية ونجاعة كانت الحافز لتحضير عمليات أخرى أكثر أهمية وخطورة. ومن جملة المهام التي نفذت بهذا العتاد الهجوم على نادي الضباط. هذا و لا تكمن أهمية هذا الهجوم في أن المجموعة حص لت على أسلحة بل تمثل الف وز العظ يم ف ي انض مام مح اربين م ن الط راز الع الي للمجموع ة فارتفع ت بالت الي الق درات القتالي ة بص فة ملحوظة.ولتوضيح الرؤية لا بد من خلفية تاريخية و لو موجزة. لقد ترتب على الهزيمة النكراء التي ألحقها الهند- الص ينيون للج يش الفرنس ي خ لال معرك ة دي ان بي ان ف و س حب عس اكره م ن المنطق ة فبعث ت بج زء الج يش ذي الا ص ل المغ اربي إل ى المغ رب الا قص ى وإل ى الجزائ ر. وعل ى ه ذا الا س اس اس تحدثت بالمس احة الموج ودة ب ين معم ل الزراب ي ومقب رة س يدي السنوس ي والت ي كان ت تس تخدم كملع ب لك رة الق دم (2) مرك زا مؤقت ا أوى ه ؤلاء الجنود الذين كانوا ينتمون لفرقة المشاة 1 المجلد 1 صفحة: 26 2 بني بالمكان نفسه ملعب جديد يحمل اسم العقيد لطفي 20

21 القناصة و على رأسهم ضباط فرنسيون إذ إن من العبث لا هلي مهما أوتي م ن خب رة وش جاعة ف ي الدفاع ع ن "ال وطن الا م" م ن أن يحل م برتب ة ض ابط إلا إذا تخل ى ع ن أحوال ه الشخص ية و تج نس فرنسيا. وفي هذه الفترة وجدنا بعض الجزائريين الذين حظوا برتب سامية سواء في جهاز الج يش أو في الا دارة إلا أنهم انسلخوا من الا صول الروحية لبني جلدتهم فض منت فرنس ا وف اءهم إذ أنه ا كانت تعلم أن ك ل مج نس ص ار ف ي أع ين الا ه الي فاق دا لكرامت ه ويعتب رونهم مم ن ب اعوا آخ رتهم قص د فت ات يلتقطون ه في دنياهم. فك ل مج نس ك ان ي دعى عن د الا ه الي: "ب المطوريزي" أو "المطورزي " أي الذي غي ر اتجاه حياته واتخذت هذه العبارة صفة ال دناءة بالنس بة للق يم الا خلاقي ة والروحية فهي تساوي الخائن لا مته والمرتد عن دينه. هذا وللتأكد من نجاح العملية تم الاتصال المس بق ب بعض الجن ود الجزائ ريين ال ذين ك انوا متهيئ ين نفسيا وسياسيا للانضمام إلى صفوف جبهة التحرير بعد قيامهم بهذه العملية وذلك الذي حدث. ومن الضروري أن ن ش يد به ذه المناس بة بال دور الحاس م ال ذي ق ام ب ه المكل ف بالاتص ال المع روف تحت اسم الطيب والمدعو أيضا "موح" المساعد ذي أصل مغربي. لقد حباه الخالق بفطانة خارق ة وببداهة مكنته م ن أن ينتص ر عل ى الش دائد ف ي أكث ر م ن م رة ويع د مم ن بق وا ف ي خدم ة القض ية الوطنية أكثر مدة زمنية مقارنة بزملائه. هذا ولا مر بقي مجهولا فشلت المحاولة الا ول ى الت ي كان ت مبرمج ة ف ي 18 أفري ل 1956 لك ن ف ي اليوم الموالي تمكن الفوج المتكون م ن: ب ن عل ي دغ ين وم وح المس اعد وبوم دين الوش دي ومحم د ثابتي المدعو فتح ي وعيس ى ب ن ديب ون ومص طفى بولن وار وقوي در ب وجلطي وب و جمع ة الع وني وأخويه من مفاجأة حراس المركز المتواجدين بخيمة الحراسة وكانت الس اعة تش ير إل ى الحادي ة عشر ليلا. وك ان عيس ى ب ن دين ون أول م ن دخ ل الخيم ة وفاج أ الح راس بص وت أرع ب وأره ب الجنود المندهشين لجرأة هؤلاء المهاجمين. أو ل عبارة نطق بها عيسى بن ديبون في وجه الح راس كانت بالفرنسية ومفاده ا "ارف ع الا ي دي" (هوليم ان! (Haut les mains وج اء به ا بص يغة انف رد بها وهي محاكاة لما تصوره أفلام رعاة البقر! لقد تم الهجوم بسرعة فائقة وفي هدوء تام قطعت خلاله السلسلة التي كان ت ت ربط الا س لحة ونقل ت إلى الخارج. ولت أمين ظه ر المجاه دين ت م عق ال ك ل الح راس وش د أف واههم ث م توج ه الف وج المغي ر باتج اه المف روش إلا أن رغ م ك ل ه ذه التأمين ات انكش ف أم رهم بع د فت رة قص يرة وس ارعت الق وات الفرنسية في ملاحقة أعضاء الفوج. ونظرا لكثرة وثقل العتاد المغنم قرر دغين العدول عن مش قات 21

22 تسلق جب ل وتوج ه نح و وادي الص ف ص اف ومن ه إل ى ح ي ف دان الس بع واختف وا بمخ ابئ دار ب ن عصمان. إن تغيي ر الاتج اه جن ب الف وج م ن مخ اطر مؤك دة إذ أن الس لطات الفرنس ية س ارعت إل ى تطوي ق الجبل وتمشيطه دون جدوى... ومن النتائج المباشرة التي حققها الفوج هو انضمام عدد م ن الجن ود الا كفاء مدربين بطرق عصرية. وم ن ب ين ه ؤلاء يمكنن ا ذك ر عب د الل ه العرب اوي المش هور باس مه الحربي: "نهرو" الذي صار من المتعمدين عليهم في الولاية الخامسة. وبعد تحقيق الاستقلال انتقل إلى موسكو لمتابعة دراس ته بجامع ة ب اتريس لومومب ا( Lumumba (Patrice وبه ا حص ل عل ى شهادة مهن دس. وتقل د م ن بع د مناص ب س امية إذ ش غل ف ي الس بعينيات مناص ب وزاري ة.توفي ف ي التس عينيات بع د م رض عض ال. وكان ت ه ذه الشخص ية الف ذة م ن الا وائ ل ال ذين ن ادوا بض رورة تأسيس جيش تقليدي وحذ ر من عواقب السد المكهرب الذي شرعت فيه فرنس ا لع زل الجزائ ر ع ن جيرانه ا وبالت الي من ع الرج ال و العت اد م ن عب ور الح دود إلا أن تنبيهات ه المك ر رة ل م تج د آذان ا صاغية عند قيادة الثورة آنذاك فعظم شأن هذا السد. ه ذا وح ين تأك دت فرنس ا م ن نجاعت ه دعمت ه بخط مكهرب وملغم ثان على الحدود الشرقية وعرف هذا الخط "بخط موريس". هذا ويجب الا شارة أنه خلال هذه الا غارة لم يحدث مكروه لا ي شخص من كلا الطرفين تؤكد هذه الظاهرة م دى جدي ة قي ادة الف وج ف ي تحض ير العملي ة ودق ة تنفي ذها له ا كم ا أن ه ذه القي ادة كان ت تحرس دوما على تجنب أي أذى لعناص ر الف وج. وم ن ناحي ة أخ رى فض حت ه ذه العملي ة وللم رة الثانية الدعاية المغرضة المنشورة من طرف الاستعمار والتي كانت تصف العناصر الثوري ة بأنه ا شرذمة من قطاع الطرق وسفاكين الدماء وغير قادرين على تنظيم عمليات مضبوطة ودقيقة... وحتى لا تظهر خيبة مساعيها ول تؤثر س لبا عل ى معنوي ات جنوده ا ولا ترع ب الا وربي ين قام ت السلطات بإخفاء هذا الحدث إلا أن البيانات والملصقات الصادرة عن جيش التحرير نشرت الخب ر فافتضح أمرها وبرز للعيان أن لجوء الجبهة لاستعمال العنف لم يكن غاي ة ف ي ح د ذات ه ب ل وس يلة حتمته ا المواق ف المتعنت ة للمس تعمر. وم ن ناحي ة أخ رى زاد افتخ ار الس كان بمنف ذي العملي ة و تعززت الروابط و تعمقت رغبته في مواصلة النضال. إن نجاح هذه العملية فتح أمام مجموعة "سي ابراهيم" آفاقا جديدة من جملته ا تحض ير عملي ة تنف ذ داخل مدينة تلمسان. عرفت هذه العملية تحت اسم الدورية المش بوهة الت ي اس تهدفت ن ادي الض باط الموجود بمرك ز المدين ة وبس احة الانتص ار. وستس فر ه ذه العملي ة عل ى خس ائر ف ي أرواح ج يش الاحتلال. ومن ناحية أخرى أن انضمام عناص ر بكف اءة "نه رو" ستس اهم ف ي خل ق ج و م ن الرع ب سيس كن قلوب المعمرين وجيوشهم. 22

23 الدورية المشبوهة 7 مايو.1956 صارت لدى مجموعة "سي ابراهيم" تجربة رفعت معنويات أفراده ا وزادته م ثق ة ورص انة كم ا تعزز تنظيم هذه المجموعة التي أمنت وحصنت مراكزه ا أكث ر م ن ذي قب ل... ف التي كان ت توج د بسيدي عثمان عند عائلة بن ديجلول المدعو "الغزلاوي" كانت "تهيمن" عليها السيدة ماما زوج ة صاحب الدار امرأة ذات شجاعة خارق ة للع ادة ومث ابرة نموذجي ة توجتهم ا بإيم ان راس خ بالنتيج ة الا يجابية لحرب التحرير وكان احترامها للمناضلين يصل إلى درجة التقديس بحيث أنها ف ي إح دى الا مسيات أمرت ابنتها خديج ة م ن ش رب الم اء ال ذي غس ل في ه أح د المناض لين رج لاه!! ه ل ه ذا تعصب أم إصرار ورضا تلك هي ماما دوم ا مس تعدة لخدم ة المناض لين بك ل جدي ة ودوم ا يقظ ة ومنتبهة تنذرنا بأي أمر طارئ... إن الثورة التحريرية نجحت أيضا بهذا الص نف م ن المناض لين أبطال بقوا في الخفاء... حتى لا نقول أنهم مجهولين. ه ذا وإن نج اح العملي ات الس ابقة جعل ت قي ادة المجموعة تفكر ف ي تحض ير عملي ة تك ون أكث ر وق ع عل ى معنوي ات المعم رين. و لا يعن ي ه ذا أن المجموعة بقي ت مكتوف ة الا ي دي فيم ا ب ين ه ذه العملي ات ب ل عرف ت مدين ة تلمس ان يومي ا عملي ات فدائية: رمي قنابل يدوية على حانات المعمرين أو تنفيذ الا ع دام ف ي الخون ة أو رج ال الش رطة. و في أحد الا يام طرح عيسى بن ديبون الذي سئم من العمليات الفدائية الفردية عل ى "س ي إب راهيم" فكرة بدت له هامة جدا من حيث وقعها على المستعمر ومن حيث أهدافها السياسية الخادمة للقض ية الجزائري ة ف ي المي دان الدبلوماس ي. تقض ي ه ذه الفك رة ب الهجوم عل ى مخ زن الا س لحة والب ارود الموجود بقلعة المشور مكان حساس ومحصن من قبل مجموعة عسكرية يقظة. يوج د ه ذا المك ان بمحاذاة مقر القيادة العسكرية. فكرة عجب ت "س ي إب راهيم" وه ي قابل ة للتنفي ذ خصوص ا وأن "دار ت أوي قي ادة أرك ان المنطق ة العس كرية وه ي مس تعملة كمرك ز لتع ذيب المناض لين. فم ن الجيننار: 5 النادر جدا أن يمر به مناضل و يخرج منه-إن خرج- و ليس به عاهة جسدية أو نفسية!... هذا وبعد تفكير رفض"سي إبراهيم الفكرة لخطورتها وبرر موقفه بما يلي: 1- الع دد الكبي ر لعناص ر الج يش الاس تعماري بالمنطق ة المج اورة إذ تح يط بالمك ان أرب ع ثكن ات عسكرية. GENERAL أي لواء 5 جنينار: تحريف كلمة جنرال 23

24 2- إن نس ف مخ زن الا س لحة والب ارود ي ؤثر س لبا عل ى الم واطنين و عل ى المن ازل القريب ة من ه - 3 ارتفاع عدد الضحايا في حالة نسف المخزن ل يس فق ط ف ي جن ود الع دو ب ل م ن الم دنيين م ن الا هالي و من الا وربيين. 4- خروج العملية-حتى في حالة نجاحها- من الا طار الع ام المحق ق خ لال العملي ات الس ابقة: نج اح دون إراقة دماء. وهو أمر تريد قيادة جبهة التحرير الحفاظ عليه. له ذه الا س باب الموض وعية حس م الا مر بالتخلي عن هذه الفكرة... إلا أن خ لال المناقش ة الحامي ة الت ي ج رت ب ين أعض اء المجموع ة ب رزت فك رة جدي دة توض حت ملامحها تدريجيا: اختيار هدف بمركز المدينة لا تك ون عواقب ه وخيم ة عل ى الم دنيين. مواص فات تجسدت في مطعم بمركز المدينة يحمل اسم"فندق نورمان د" NORMANDE" "AUBERGE الذي كان يستقبل الضباط الفرنس يين وه و ه دف اس تراتيجي للغاي ة. ك ان موق ع ه ذا المطع م رغ م ق رب مق ر محافظ ة الش رطة ورغ م محاذات ه لن زل الم غ رب الممل وء بالض باط الس اميين ي وفر للمهاجمين فرص الانسحاب. هذا و لضمان نج اح الخط ة ره ن الف وج عل ى عام ل المباغث ة وعل ى س رعة التنفي ذ. أس تقر ال رأي إذا عل ى ه ذا اله دف.و لح ل مش كل تنق ل الف وج و أم ر وص وله أم ام المطع م المس تهدف ج ادت قريح ة أح دهم بفك رة تك وين دوري ة للش رطة العس كرية تق وم بمهمته ا كالعادة أي مراقبة الجنود قبل بداية حظر التجول المحدد على الساعة الثامنة ومما ساعد الدورية المش بوهة بالقي ام بعمله ا ه و أنه ا ح دثت خ لال ش هر رمض ان وعن د غ روب الش مس (الس ابعة والنصف بالتوقيت الفرنسي) ويكون الجزائريون عندها ف ي م أمن بمن ازلهم. وتج در الا ش ارة عل ى هذا المستوى أن عدد الدوريات العسكرية داخل تلمسان كان عالي ا ج دا لكونه ا ص ادرة ع ن هيئ ات عس كرية مختلف ة وه و الا م ر ال ذي س اهم ف ي تش جيع تك وين دوري ة يك ون م ن الص عب ف ي ه ذه الظروف اكتشاف أمرها. ولتوصيل المجوعة إلى مكان انطلاق الدورية ت م اس تعمال س يارة نق ل البض ائع مغط اة إل ى أس فل ال درج الم ؤدي إل ى س احة الانتص ار الت ي تع د المك ان الرس مي لاحتف الات الس لطات العس كرية إذ تأوي الساحة مقام الموتى في سبيل "الوطن الا م". هذا ومن أجل لفت نظر السلطات العسكرية إلى أماكن أخرى تم ضبط عملي ات فدائي ة بقي ادة فتح ي بن ديمراد( إلقاء قنابل يدوية في الوقت المحدد في أماكن مختلفة من المدينة)... أم ا ص احب الس يارة الناقل ة للمجموع ة وه و م ن المناض لين الا وائ ل ف اتفق مع ه حت ى لاي تهم بالتواطئ مع المجموعة أنه يتقدم عند الساعة السابعة للدائرة الا ولى لمحافظة الش رطة ليخب ر ع ن 24

25 سرقة سيارته من مجهول. وفي اليوم الموعود وعل ى الس اعة الس ابعة مس اء توقف ت الش احنة ب نهج لويز منشال( Basse ex نهج Rue النقيب شقرون) أس فل ال درج الم ؤدي إل ى الس احة الم ذكورة وخرج منها عشرة أفراد يرتدون الزي العسكري الذي غ نم أثناء الا غارة على ثكنة معمل الزرابي ومن بين هؤلاء العشرة من كان يشبه الا وربيون(الشعر الا ص فر والعي ون الزرق اء) أم ا ال ذي ك ان ي نقص أعض اء ه ذه الدوري ة فق دانهم لا حذي ة عس كرية إذ ك ان ب أرجلهم أحدي ة رياض ية! وعل ى الساعة السابعة ص عد الف وج ال درج وش رع ف ي الس ير بطريق ة هادئ ة ورص ينة ي رد قائ ده التحي ات المقدمة من بعض الجنود الذين يمرون أمامه وك ان بعض هم التف ت إل ى ن وع الا حذي ة! لك ن الس ير الرصين والوجوه ذات الطابع الا وربي أذهبت الشكوك. توجهت الدوري ة نح و نه ج الم ويلح ليص ل إلى ساحة البلدية ثم سار في شارع فرنسا باتجاه ساحة المشور ليمر أمام نزل الم غرب ويصل أم ام الهدف المعين. و بعد ما تحققت المجموعة من أنه لا وجود لعناصر معادية يمكنها أن تفسد الخطة. أخذ كل عضو من المجموعة مكانه المعي ن مسبقا مطوقين بذلك ن ادي الض باط. كم ا ت م م ن قب ل تعي ين الا عض اء الذين ينفذون بالا غارة وكله م ك انوا م ن الجماع ة الت ي انض مت إل ى المجموع ة أثن اء تنفي ذ الهج وم عل ى مرك ز معم ل الزراب ي M.T.O ذل ك لا نه م اعت ادوا اس تعمال الرشاش ات الا لي ة م ن ط راز طومسون وكان على رأسهم عبد الله العرباوي المدعو "نهرو". وف ور دخ ولهم للقاع ة ق ام أح دهم بإبع اد النس اء والا طف ال و بس رعة خاطف ة أف رغ ك ل واح د م نهم خزانين من الذخيرة ولاذوا بالفرار : متوجهين بسرعة نحو أسفل الدرج و من خلفهم باقي أعضاء. الجماعة الذين قاموا بحماية الفوج عند انسحابه نظ را لس رعة تنفي ذ الخط ة تمك ن أعض اء المجموع ة م ن الالتح اق دون أذى بالش احنة الت ي ك ان يقودها مصطفى بولن وار ال ذي أقل ع بس رعة متجه ا نح و نه ج معس كر ومن ه إل ى الس ويقة ث م ب اب سيدي بو مدين وأخذ الطريق المؤدي إلى أجادير. وتم أنزل الجماع ة بح ي القاص رين الت ي تمكن ت من الالتحاق بمركزها بسدي عثمان. أما الش احنة و لا يه ام الس لطات الاس تعمارية ف تم التخل ي عن ه بالطرف النقيض من مكان المجموعة أي بالقلعة العليا بالناحية الجنوبية من المدينة. ه ذا وأوردت جري دة المجاه د الص ادرة ف ي نهاي ة م اي (مجل د 1 الع دد 2 ص 27) ف ي رك ن الانتصارات الباهرة ما يلي: "بتلمسان: دخلت دورية من المجاهدين إلى وسط المدينة فأغارت على نادي الضباط على الساعة الثامنة والنصف. أسفر الهجوم عل قتل 13 ضابطا وج رح 13 آخ ر". ل م يعل ن البي ان عل ى خس ائر بشرية من المدنيين... أما المجموعة فلم يحدث له ا أي أذى وذل ك نتيج ة للس ير المحك م للعملي ة إن 25

26 السرعة والدقة في التنفيذ لم تعط أي فرص للع دو م ن أن ي رد عل ى المه اجمين. تمكن ت المجموع ة كعادتها من "التبخر" في الطبيعة. أما القوات العسكرية الاستعمارية التي هرعت إلى عين المكان فلم ت تمكن م ن تفري غ غض بها عل ى المدنيين إذ كانت شوارع المدينة خالية من المارة ذلك لا ن العملية تزامنت مع غروب الشمس وه و وقت إفطار الصائمين إذ نحن بشهر رمضان المعظم كما تزامنت أيضا م ع حظ ر التج ول المح دد على الساعة الثامنة. هذا ولم يسقط من الجزائريين ب عيد هذا الحدث إلا شخص وحد هو بن علي بن عصمان شاب بريئ ك ان يري د التوج ه نح و ش ارع بن ي زي ان بالم درس فرم ي برص اص دوري ة وس قط بم دخل درب سيدي اليدون. وفي الصبيحة الموالية كانت ردود الفعل متباينة: نخوة واعت زاز عظ يم بالح دث ومعنوي ات عالي ة وفي الطرف العلوي من المدينة شعور بالخوف وانعدام الا من وهو أم ر ول د عن د المتط رفين م نهم الحقد إزاء "العربي" والا صرار على الانتقام... لذا سارعوا في تكوين ما أسموه "عصابات الموت" وتوجيه ليلا ضربات مفاج أة بالا حي اء الش عبية أو المدينة السفلى بقصد الانتقام والترهيب... وكثفت هذه العصابات نشاطها مستهدفة الا برياء الذين يلقونهم في الطريق أو يخرجونهم من ديارهم. وتقريبا ف ي ك ل ليل ة ك ان المكلف ون بالنظاف ة يج دون أشخاصا مرميين في الشوارع مخر قين بالرصاص... وجرت عل ى ألس نة الا ه الي أس ماء بع ض الا ش خاص المتهم ون بارتك ابهم ه ذه الا عم ال الا رهابي ة ومن ب ين الا س ماء م ن الش رطة والج يش والم دنيين الا وربي ين وحت ى بع ض العم لاء الع رب ن ذكر م نهم: مجلين و (MEGLINO) موم و( Momo ) س توتي (SETOUTI) فرانس وا (FRANCOIS) ديك وفلي (DECOUFLEY) كس كالس (CASCALES) و ساليناس( SALINAS ) وغيرهم. أمام هذه الا عمال الا رهابية وعدم تحرك السلطات نظ م الا هالي طريقة دفاعية أفشلت خطط "عصابة الموت".تمثلت هذه الطريقة ف ي تنظ يم بك ل الا حي اء مراقب ة مستمرة ومحكم ة م ن أس طح المن ازل. وإن لاح ظ مراق ب ش يئا مش بوها رم ى اتجاه ه م ا لدي ه م ن أحجار وينذر من حوله مع إحداث ضجة بالطرق عل ى أوان ي نحاس ية لتنطل ق النس وة ف ي ص راخ مربك وينتقل هذا الصراخ ليس من منزل لا خر بل من حي لا خر. وبقدر ما كانت هذه الصراخات مربكة للعدو بقدر ما كانت معز زة لصفوف الا هالي ومؤكدة لوحدة الهدف. طريقة أوجدتها عبقري ة أناس ضعفاء من حيث الا مكانيات لكنهم أقوي اء م ن حي ث العزيم ة فتض اءلت إغ ارات عص ابات الموت ثم تلاشت... 26

27 وختاما لهذا الفصل تعد عملية "الدورية المشبوهة" حدثا عسكريا من الطراز العالي وبرهنت عل ى ق درات الجزائ ري القتالي ة وعزيمت ه ف ي انت زاع النص ر و أجب رت الس لطة الفرنس ية المرتبك ة والمدوخة من إعادة النظر بجد ي ة ف ي جهازه ا الا من ي وم ن ت م أعط ت ص لاحيات المراقب ة لهيئ ة تش رف عل ى ك ل ال دوريات وح دد لب اس الش رطة العس كرية وأض يفت الا ح رف الا ول ى لكلم ة "شرطة عسكرية" P.M. على الخوذة و على الذراع. ويجدر بنا على هذا المستوى أن نذكر أن هذا الحدث العظيم أوح ي لمخ رج س ينمائي تلمس اني فلم ا أنجز في بداية السبعينيات إلا أننا نجهل الا سباب التي منعت توزيعه داخل وخارج البلاد. ننهي هذا الفصل بقائمة المشاركين في الدورية و هم على التواليي الاسم و اللقب عبد الله العرباوي المدعو نهرو. العيف عبد الله. هو شي مين. علي كينتا عيسى ديبون عبد الكريم قاسمي المدعو "طبيب مصطفى بولنوار سائق الشاحنة. بن علي قاره سليمان المدعو سي قويدر. محمد ثابتي المدعو فتحي بو مدين الوشدي المدعو عبد الرزاق ملاحظة فار من الجيش الفرنسي. فار من الجيش الفرنسي قائمة بأسماء المشاركين في أول مفرزة بتلمسان الاسم و اللقب الكنية تاريخ الانضمام تاريخ الاستشهاد ملاحظات 1 دغين بن علي إبراهيم- لطفي قائد المفرزة 2 الوشدي بومدين عبد الرزاق 1955 حي يرزق 3 بوشامة رضا رضا الدراج "

28 4 بسغير محمد الطيب " 1959 مغربي الا صل 5 تابتي محمد فتحي " حي يرزق 6 بن عم ار العربي العربي " " " 7 كينة علي كينة فر من الج الفرن 8 ديبون علي حاج نايلي نايلي " " " 10 جلطي عبد القادر قادر 1955 حي يرزق 11 لعيوني بوجمعة بوجمعة " 1955 " 12 لعيوني بوجمعة لعيوني " " " سائق سيارة 13 رقيب عبد الله عبد الله فر من الج.الفرن 14 تاج تاج " " " " " 15 واشمين واشمين " " " " " 16 بولنوار مصطفى مصطفى عرباوي عبد الله نهرو- محمود وزير سابق 18 بختي عبد الرزاق عبد الرزاق قريش محمد هواري شيعلي مسصطفى رضا قاره سليمان بنعلي سي قويدر

29 قائمة بأسماء المشاركين في المفرزة الثانية لتلمسان الاسم و اللقب الكنية تاريخ تاريخ ملاحظات الانضمام الاستشهاد حماد وش بومدين صالح قائد المفرزة بولنوار مصطفى مصطفى قائد مساعد بالي بلحسن حاج حي يرزق كاتب بولنوار الطيب بولنوار جندي مولاي أحمد أحمد جندي بن ديجلول عبد الكريم الغزلاوي قاسمي عبد الكريم ط بيب جندي خديم علي ماجور محافظ سياسي بن شقرا سيد أحمد خالد قاضي صابي محمد صابي جندي هبري مجيد مجيد حي يرزق جندي 11 بريكسي م بنعلي بريكسي 1957 جندي زيان عبد الحميد حميد حي يرزق جندي بن عشور محمد ملاكم 1957 جندي بنصغير محمد طيب 1959 مغربي الا صل

30 بن يحي يحي بائع الموز 1958 مفرقع كنور عمر عمر 1957 جندي قريش محمد هواري 1957 جندي إينال سيد أحمد سيد أحمد 1958 مفرقع

31 اختطاف جنود فرنسيين من ثكنة سيدي العبدلي الفحول أسفرت نتيجة السطو على ثكنة معمل الزرابي على انضمام 18 جنديا جزائريا منخرطا في الج يش الفرنس ي إل ى جبه ة التحري ر ال وطني وك ان نت اج ه ذه العملي ة ح افزا كبي را ف ي رغب ة المجموعة لتحضير عملية مماثلة بثكن ة س يدي العب دلي وه ي بلدي ة تبع د ع ن تلمس ان بح والي 30 كيل ومترا. إن ه ذه العملي ة الت ي أس فرت عل ى اختط اف ع دد م ن الجن ود الفرنس يين وغ نم الا س لحة أث رت بعم ق ف ي معنوي ات الا دارة الاس تعمارية الت ي برهن ت كعادته ا ف ي مث ل ه ذه الظ روف ع ن عجزها في مواجهة العمل الثوري الذي لم ينحصر في المدينة ب ل تع داه إل ى الا ري اف. وه ذا تأكي د آخر أن نجاح الثورة هو حص يلة لتظ افر ك ل الفئ ات الاجتماعي ة ث م أن المدين ة ه ي مص در الفك ر الثوري وليست هي تابعة. لقد بدأ التحضير لهذه العملية لما كلف عنصر مدني من منظمة الجبهة يقطن بقرية سيدي العبدلي من الاتصال بعناصر من الجزائريين الموجودين ضمن صفوف الجيش الفرنسي. وكان لابد من هذا الا جراء لضمان نجاح العملية. وتمكن منصور بمه ارة تثي ر الا عج اب م ن كس ب ثق ة اثن ين م ن الجن ود وتع ززت ال روابط بينهم حتى صار يضيفهم وأظهر لهما استعداده التام لمطالبهم. وحين تأكده من ولائهم للوطن أسر هم بالمهمة ووضح له م الا ه داف المرج وة م ن الجبه ة والمتمثلة في اختطاف جنود فرنسيين من داخل ثكنة والاستحواذ على أس لحة وعت اد حرب ي. فتق بلا منه الع رض بالا يج اب وم ن ت م ب دأ العم ل لتحض ير الخط ة إذ للمجموع ة م ن يس اعدهم م ن داخ ل الثكنة.وللا مانة التاريخية نسرد لكم الا حداث كما ذكرها الشهيد مصطفى بولنوار سائق الشاحنة إث ر الهجوم على نادي الضباط (الدورية المشبوهة). "توجه ت مجموع ة "س ي اب راهيم" مع ززة بعناص ر م ن الف ارين م ن ثكن ة M.T.O نح و بلدية سيدي العبدلي مشيا على الا قدام عابرة حقول الحوامض والكروم وخارق ة لل تلال والودي ان إذ أن تضاريس المنطقة جد وعرة. 31

32 دام السير خمس ساعات لم نواجه خلالها أي مكروه. ولم نتوقف إلا عند وص ولنا للمرك ز المعلوم عند ش خص ي دعى لحس ن وك ان المرك ز يوج د عل ى مش ارف غاب ة كثيف ة الا ش جار: وب ه قضينا ليلتنا. ه ذا وف ي الس اعة الا ول ى م ن ص باح الغ د حض ر للمرك ز منص ور رج ل الاتص ال وك ان مرفوقا بقائد المجموعة. وخلال هذه المقابلة أفادنا منصور بأخبار مهمة تخص: 1- عدد الجنود الموجودين بالثكنة. 2- نوعية الا سلحة والعتاد الحربي الموجود بالمخزن. 3- أوقات تغيير الحراس. هي بالفعل معلومات لها أهميتها بالنسبة لهذا النوع م ن العملي ات وكم ا يق ول المث ل "إن المتع رف عن دقائق الا مور يساوي اثنان". وبالا ضافة لهذه المعلومات أخبرنا قائد المجموعة بأن كل الجنود الجزائ ريين ف ي اس تعداد تام للالتحاق بصفوف جيش التحرير ماعدا واحدا. وهذا دليل كاف أن التحضير النفسي الذي قام به منصور قد أعطى ثماره... كما تم وضع خطة لمنع الجندي الذي رفض الالتحاق بصفوف جيش التحرير من إفشال العملية وذلك بعقاله عند بداية الهجوم. هذا وحدد وقت انطلاق العملي ة عن د الس اعة الواح دة ل يلا. وه و وق ت تغيي ر الحراس ة الت ي ت ؤول لعنص رين م ن الجن ود الجزائ ريين المناص رين للقض ية الوطني ة. فك ل الترتيب ات كان ت ق د ضبطت بطريقة جد ية وسارت الا مور على ما رامته المجموعة. وف ي الي وم الم والي وبع د مس يرة خمس ين دقيق ة وص لنا إل ى مقرب ة م ن الثكن ة واختف ت المجموعة وراء صفين من أشجار الساج الكثير الظل في انتظار إشارة انطلاق العملية. عل ى الس اعة الواح دة بالض بط تمكن ت الفص يلة الت ي يرأس ها "نه رو" عب ور ب اب النج دة الخلفي الذي فتح عمدا طبقا لتعليمات منصور.و توجه ت ه ذه الفص يلة مباش رة للمرق د رق م 2 ال ذي كان ينام فيه بكل أمان 19 جنديا فرنسيا. وتم إيقاظهم الواح د تل و الا خ ر م ع تكبي ل أي ديهم وعن دما صحوا كليلة وجدوا أنفسهم تحت رقابة مشددة من قبل زملائهم. وفي الوقت نفس ه توجه ت فص يلة أخرى نحو مخن الثكن ة واس تحوذت عل ى كمي ة هام ة م ن الا س لحة وال ذخيرة والعت اد الحرب ي. لق د ن فذت العملية في صمت رهيب كل واحد منشغل بمهمته وكأن كل واحد من أعضاء المجموعة كان يسير وفق توقيت تلقائي ولعب فيها ع املا المفاج أة والس رعة ال دور الا ي ادي. وب أمر م ن "نه رو" 32