The Qur an is a Nazaritic Mission

Relaterede dokumenter
4. ( ) к ===== 565. (2) [1/179- ] ., a 564. (1) [1/179- ] 566. (3) [1/179- ] .''(, 11:114)

Udarbejdet af: Kaldet til Islam. Facebook: Abu-Kaldet Til-Islam. Web: Dato:

Wakf.com og Munida.dk Hjerternes sygdomme. Hvad er der sket siden sidste uge? Hvor mange har skabt en positiv ændring i deres liv?

40 Spirituelle Helbredelser

Fastens søjler أركان الصوم

Fred og Velsignelser

1 3Renault KAPTUR. ² ه ـ à س à ص م ن س à ل à ï ـ م ل ف ه ر ن ر è ع ع

الله وه نم ط حيسملا قير ناميلإاب يقلا تلأ

Downloaded from: justpaste.it/gkny. Dem som glemmer Allah

عباسلا لصفلا طئارخلا بيترت

الموضوع RS28 الفيزياء والكيمياء شعبة العلوم التجريبية مسلك العلوم الفيزيائية

"Risalah Aslu Deen Al-Islam wa Qaa idatuhu" Forklaringen af "Risalah Aslu Deen Al-Islam wa Qaa idatuhu "

Hvad er Vores Ansvar overfor Vores Forældre?

Søndagsundervisning Basiskursus. Dagens program

Allāh siger i Koranen:

ل د م ز ا 1 و پ ن ا م ا د ی ع س ز د م ح م ر غ ص ا ی ص ا ن م ی ر م ی

Søndagsundervisning Basiskursus

ر گ ش د ر گ ه ن و م ن ق ط ا ن م ر د ی ر ا ذ گ ه ی ا م ر س ی د ن ب ت ی و ل و ا 1

At leve et halâl liv

ا ر ه ت ی م ظ ا ک د ی ه ش ه ا ر گ ر ز ب : ی د ر و م ه ن و م ن 1

< <ë è ]<î çú<çe_ STUDY ON THE HISTORY OF QUR'AN ABÛ MÛSÂ AL-HARÎRÎ. Series "The Truth Hard" (3)

Søndagsundervisning Basiskursus

I Guds navn, den Barmhjertige, den Nådige

Danish تقويم.

Wakf.com og Munida.dk Hjerternes sygdomme. Hvad er der sket siden sidste uge? Hvor mange har skabt en positiv ændring i deres liv?

لط ا. Public Disclosure Authorized. Public Disclosure Authorized. Public Disclosure Authorized ر شس ن و ن ا چ ح ن ر س ۱۸۱۸ ی ا ن س ن ا

ر ا ک ر و د ح ر ط ی ا ر ج ا ز ا ی ش ا ن ی ع ا م ت ج ا ت ا ر ی ث ا ت ی س ر ر ب )

المتتاليات الترجعية ثانية باكالوريا شعبة اآلداب والعلوم االنسانية و شعبة التعلين األصيل ملخص ادلرس

ك نت م ف ي ر ی ب م م ا ن ز ل ن ا ع ل ى ع ب د ن ا ف ا ت وا ب س ور ة م ن م ث ل ھ و اد ع وا ش ھ د اءك م م ن د ون الل ھ إ ن ك ن ت م ص اد ق ین

Arabisk. Tekst- og opgavesamling B. Til elever, der læser og skriver på arabisk som stærkeste sprog. Afdækning af litteracitet

Wakf og Munida 2013 Wakf.com & Munida.dk

بلحسن بالي كمال الدين كازي أول

ت) مجموعة أجزاء مجموعة ث) خمعط فان عنوان الدرس :

مبادئ في المنطق طارق بوزيد ثانوية موالي اسماعيل التأهيلية نيابة الدريوش مبادئ في المنطق أولى باكالوريا علوم رياضية عنوان الدرس : من انجاز األستاذ :

SHKRONJAT E KUR ANIT

ل إ ا ا ل ه إ ا ل م ا ل ا ل ل ب ر ا ك ع ل ا ب ر ا ه ل ي ب ى ب ب م ل ا ل د ك م ي د ى آ م م ك ى ي ع ل و ع ل و ى م م ا ل ى إ ا ب د ى ر ك ب ا ا م م م

Koranen for begyndere

ISLAMAKADEMIETS STANDARD FOR TRANSLITTERATION

Det danske sundhedsvæsen. Arabisk

BapJw. AWnª hkv{xw Agn- p-am-äp- -Xn ]pxp-a-bn-ã. ]Icw [cn- p hkv{xw Hcp XpWnbpw Hcp D -co-b-hp-am-ip-t¼mä Ipfncpw

Læren om den islamiske arvelov

...پ0 8 پ0ˆ5پ0 9پ0 7 پ0 7 پ0ˆ5پ0ٹ6پ0 0 پ0 7 پ0 4پ0ٹ1پ0 0, پ0ٹ6پ0ٹ0پ0ٹ1 پ0ٹ3پ0ٹ2 پ0 8پ0 9 پ0ٹ9پ0 7 پ0ˆ5پ0 9پ0 7 پ0ٹ6 ھ پ0ٹ8پ0ٹ6پ0ٹ1 ھ پ0

Ramadanen Wakf & Munida munida.dk wakf.com

٤٤ الا مان والبيي ة ش ك ٢٢. التعبي ة ا كيمة ل مبيدات ا ش رية. لا تملا ا لة الرش بال رب من الميا املا خزان الطاءرة بعناية لتجنب الا نس كاب اجع الواقفين

Livets test - En virkelighed for alle

SAMMEN ER VI STÆRKERE

( ) ( ) ( ) 1- العبارة الدالة العبارية ب- تعريف أمثلة. لتكن y. العبارة ) x p( أمثلة العبارة محقق أمثلة

ا دارة الجودة الشاملة بين الفكر البشري وا صالة الا سلام د.حديدان صبرينة جامعة جيجل

Første udgave 1415 EH / 1995 GT

الكاثوليكية المتروبوليت حبيب باشا

Sang og Musik الغنى. Munida.dk Wakf.com. Sang og Musik الغنى. Munida.dk Wakf.com

افتتاحية جملة الرابطة يف طور جديد

انع بزة انبيئيت ان سخدايت حعسيف ويفبهيى د.ناد ا بص ر جامعة دمشق كل ة الهندسة المعمار ة تعاون قسم التصم م وعلوم البناء والتنف ذ 2011

MADANI QA IDAH. , ش, ج Ḥuroof Shajarīyyāh. , ن, ل Ḥuroof Tarfīyyāh. , د, ت Ḥuroof Nit īyyāh. , س, ز Ḥuroof Safīrīyyāh. Udtalesteder for bogstaver

ISSN تقديم :

الكأس وا جمل د جريج هاريس ترمجة: جورج نور عيسى طنوس

Minoriteternes Fiqh En Jurisprudens for Assimilation

( ) ( ) ( ) 1- العبارة الدالة العبارية العبارة نشاط نقاش 8 4= 32. p q r s t تعريف. و t عبارات ليس بعبارتين. s و r و q و p النصان عبارة.

Journal of Sociological Researches, 2017 (Spring), Vol.11, No.1

د ارسة حالة مؤسسة مطحنة القمح الذهبي

2. راتبة دإةل درإسة تغريإت دإةل عموميات حول الدوال العددية أولى باكالوريا علوم رياضية معرفة على اصطالحا نقول أن : مجموعة تعر ف الدالة.

1 C 1 C C 1 C 5 10 = = eq eq. eq 1

PORMANN ET AL. Ibn Riḍwān s Commentary on the Hippocratic Aphorisms 1. Cantabr. Dd. 12.1

الولي والمجتمع تاريخ الخوف بالمغرب الحديث

المصطلحات اللسانية عند ابن خلدون اللسانيات المعاصرة أ.عمر لحسن جامعة عنابة مقدمة

Den Barmhjertige, Ophøjet over Tronen. Abdullah As-Sabt

Søndagsundervisning Basiskursus

ثانويتي : شعبان اعمر اوقاس و المجاهد قاضي عثمان تيشي بجاية- امتحان بكالوريا تجريبي في مادة العلوم الطبيعية

Urdu. Tekst- og opgavesamling B. Til elever, der læser og skriver på urdu som stærkeste sprog. Afdækning af litteracitet

Bestanddele af den Islamiske Psyke Ummah Forlaget

Inde 2004 EXERCICE I. CHUTE LIBRE ET PARACHUTISME القفزة الكبرى.

اخلواص امليكانيكية للسوائل

Wakf.com og Munida.dk At leve et halâlliv. Kyllinger og Halâl-slagtning Del 3. Overblik over processen. Aflæsning.

1 3 ھ پ0 9 پ0ٹ9پ0 4پ0 9پ0ٹ6پ0ٹ8پ0ٹ6 پ0ٹ2 پ0ٹ8پ0ٹ6پ0 9 ( پ0ٹ6پ0ٹ5پ0ٹ2پ0ٹ2 پ0ٹ5 پ0ٹ2 ھپ0ٹ2پ0ٹ2 3 پ0ٹ0%), پ0ٹ7پ0ٹ6پ0 9پ0 4پ0 3پ0ٹ2 ھ پ0ٹ2 پ0ٹ5 پ0ٹ8 ھ

Gennemgang af den kendte bog om arveloven AL-SIRAJI FI AL-MIRATH skrevet af Shaykh Siraj Muhammad Abd al-rashid al-sajawandi, rahimahullah

فضيلة الشيخ العابديــن بن حنفيـة إنه لباطل أن يقال أن مجعية العلماء املسلمني اجلزائريني حتارب عقيدة التوحيد!..

ر ز à ف ض س ر ك ع ـ â à س ع

At stemme eller ikke at stemme? Er det virkelig spørgsmålet

Rejse Komme omkring هل يمكنك ا ن تريني ا ين توجد على الخريطة ا ين يمكنني ا ن ا جد ... حمام ... بنك/مكتب تصريف ا موال ...فندق ...محطة وقود ...

SHAJARAH. Majlis-e-Tarajim (Dawat-e-Islami)

( ) Allal mahdade Page 1. F = k u. q.q F F k. 1 4 πε = 4, F k.e. Atome et mecanique de Newton. G = 6, N.m.

Hizb ut-tahrir. Grundlagt 1372 e.h e.kr. Udgivet af

شكر وعرفان الشكر هلل الذي وفقنا وأعاننا.. والحمد له جل وعال أن يسر لنا أمورنا.. فالحمد هلل حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه..

الجزائر المعاصر - الجزء األول -

Vaticano. Stato della Città del Vaticano. Inno e Marcia Pontificale

SÆRUDGAVE praktikanternes besøg

الوطن ينصف أبناء القطريات

كتاب»كيف نسقط الستبداد«

Youth By Night inviterer til

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبي ة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جامع ة قاصدي مرباح - ورقلة كلية اآلداب واللغات قسم اللغة واألدب العربي

بكالوريا 8102 العلوم الفيزيائية / شعبة العلوم التجريبية الموضوع األول

فضل العمرة في شهر رمضان ووقتها

At stemme eller ikke at stemme? Er det virkelig spørgsmålet

Kursus i Ulûm ul-qur ân علوم القرا ن. (Koranens Videnskaber) Wakf og Munida Disposition

مها ارت التفكير والبحث العلمي

Fransa Invest Bank Fransabank Group Fransabank Group Global Reach CMS

نسخة لشركة مصر للطيران وغير مخصصة للبيع

Min demente mor var sjov

لمرض السرطان اذهب إلى الطبيب إذا كنت تعاني من. Arabisk سعال أو بحة في الصوت لمدة عسر البلع تغير في نمط البراز

phone : ٠٩١٣١٠٠۶۶۵٢

Transkript:

)) القرآن د ع وة نص راني ة ) القسم الثاني: الفصل الر ابع الفصل الس ابع ) ص ٣٧١ ( ٧٤٥ The Qur an is a Nazaritic Mission (The second part: 4 th chapter The 7 th chapter ( pp. 371-745) Professor Youssef Durrah al-haddad www.muhammadanism.org November 4, 2011

صل ال رابع الف الوثائق القرآنية على وحدة الدعوة في القرآن و النصرانية )) بحث أول : الوثائق المكية النضمام محمد إلى النصارى بحث ثان : الوثائق المكية لقيام النصارى بالدعوة القرآنية مع محمد )) بحث ثالث : الوثائق المدنية )) لتنص ر محمد والدعوة القرآنية بحث رابع : الوثائق المدنية إلسالم النصارى مع محمد ))

ل تمھيد المبادئ القرآنية لفھم ما تشابه من القرآن إن الق رآن نفس ه يص ر ح بالمتش ابه في ه : ھ و ال ذي أن زل علي ك الكت اب : من ه آي ات محكمات ھن أم الكتاب وأ خر متشابھات )). ويعلن أن ھ ذا المتش ابه ق د ال يق وى عل ى فھم ه إال الراسخون في العلم : وما يعلم تأويله إال والراسخون في العلم يقولون : آمن ا ب ه ك ) المحك م والمتش ابه ( م ن عن د ربن ا وم ا ي ذك ر إ ال أول و األلب اب )) ) آل عم ران ). ٧ والواق ع القرآني باإلجماع يدل على أن المتشابه فيه أكثر من المحكم. تجاه ھذا الواقع ال بد من استنباط بع ض المب ادئ من ه وال يص ح تفس يره ب دونھا. وھ ذه سبعة مبادئ تساعد على تالوة القرآن حق تالوته وفھمه حق فھمه. المبدأ األول : اإلسالم ھو دين موسى وعيسى دينا واحدا يصر ح القرآن عن الدين الذي يشرعه للعرب : شرع لكم من الدين ما وص ى به نوح ا والذي أوحينا إليك وما وص ينا به إبراھيم وموسى وعيسى : أن أقيموا الدين وال تتفر قوا في ه. كبر عل ى المش ركين م ا ت دعوھم إلي ه... وق ل : آمن ت بم ا أن زل م ن كت اب )) (الش ورى ١٣ و ١٥ ). فالدين الذي يشرعه القرآن للعرب بواسطة محمد ھو دين موسى وعيس ى دين ا واح دا. فإ ن ما كان عليه نوح وإبراھيم من دين لم يبق ل ه أث ر إال م ا ج اء ف ي الت وراة. فال دين ھ و دي ن موسى وعيسى بال تفرقة ال دين سواه في القرآن وفي عرف القرآن.

الوثائق القرآني ة ٣٧٤ واإليمان المطلوب ھو اإليمان الذي جاء به أنبياء الكتاب كلھم خصوصا اإليمان بما أوتي موسى وعيسى وما أ وتي النبي ون من ربھم : ال نفر ق بين أحد منھم ونحن ل ه مس لمون )) ) البقرة ١٣٦ قابل آل عم ران ). ٨٤ فاإلس الم ھ و اإليم ان بم ا أ وت ي موس ى وعيس ى مع ا ب ال تفرقة. وھذا اإلسالم ھو إسالم أولي العلم المقسطين ) آل عم ران ( ١٨ أي النص ارى م ن بن ي إسرائيل وم ن تنص ر )) معھم من العرب ) الص ف ( ١٤ : ف ال ھ و مل ة إب راھيم )) م ن ف وق عيسى وموسى كما يحلو لبعضھم أن يقول وال ھو ملة موسى وحدھا كما يتوھم اليھود وال ھو مل ة عيس ى وح دھا كم ا يق ول المس يحيون. إن ه دي ن موس ى وعيس ى دين ا واح دا كم ا يق ول النصارى )) والق رآن معھ م. ف ال يق ول بإقام ة الت وراة واإلنجي ل مع ا ) المائ دة ) ٧١ كم ا ين ادي القرآن إال ھؤالء النصارى )) إذ أن اليھود ينكرون المسيح واإلنجي ل والمس يحيون يقيم ون شرع اإلنجيل من دون شريعة التوراة. فاإلسالم ھو دين موس ى وعيس ى دين ا واح دا وھ و دي ن القرآن ) الشورى ( ١٣ وإسالم النصارى )) أولي العلم المقسطين ) آل عمران ). ١٨ * المبدأ الثاني : النصارى في القرآن ھم طائفة من بني إسرائيل آمنت بالمسيح إن الش بھة الكب رى ف ي الق رآن واإلس الم والت اريخ ھ ي الت رادف ب ين النص ارى والمسيحيين وبين النصرانية والمسيحية. بينما النصرانية )) و النصارى )) تعبير محدود في التاريخ وفي القرآن ال يصح إطالقه على سواھم فنحر ف التاريخ والقرآن. ف ي الت اريخ قب ل اإلس الم إن اس م نص ارى )) و نص رانية )) ل م ي طل ق أب دا عل ى المسيحيين والمسيحية في جميع ديارھم وفي كل تاريخھم. إنما ھو اسم مخصوص بطائف ة م ن بني إسرائيل آمنت بالمسيح لكنھا افترقت منذ مؤتمر

المبادئ القرآنية لفھم ما تشابه من القرآن ٣٧٥ الرسل بأورشليم عام ٤٩ م فكان الشيعة النصرانية بالنسبة للس ن ة المسيحية في العقيدة والشريعة. وفي ھجرة النصارى من بني إسرائيل إلى مكة والحجاز شاع بين العرب إطالق اسم نصارى )) على أھل اإلنجيل جميعھم ألن النصارى م ن بن ي إس رائيل احتك روا حقيق ة اإلنجي ل وحقيقة عقيدته ودعوته بھم دون سواھم كما نرى من لقب إمامھم األخير بحي رى ف ي بص رى : وصي عيسى على دينه )) كما تروي السي ر النبوية. ومحمد نشأ في بيئة نصرانية )) والقرآن دع وة نص رانية )) ھ ذا م ا يب رھن علي ه ھذا الكتاب لذلك كان ال بد أن يرد تعبي ر نص ارى )) ف ي الق رآن متش ابھا : في رد كناي ة ت ارة عن النصارى من بني إس رائيل وت ارة ع ن جماع ة أ خ رى م ن أھ ل اإلنجي ل كوف د نج ران إل ى النبي العربي وت ارة ع ن أھ ل اإلنجي ل عل ى اإلط الق ف ي موض ع االختص اص. وكلھ ا ش بھات تحر ف معنى القرآن المقصود. مع أن القرآن نفسه صريح ف ي ص فة النص ارى )) عل ى التخص يص : فآمن ت طائف ة من بني إسرائيل وكفرت طائفة )) بالمسيح في دعوة الرسل الحواريين ) الصف ). ١٤ فالقرآن يقصر ويحصر اسم نصارى )) بطائفة من بني إسرائيل آمنت بالمسيح فال يقصد الق رآن باس م نصارى )) على التخصيص المسيحيين من غير بني إسرائيل. وقد عرفھم علم الك الم والس يرة باسم الفرقة اإلسرائيلية )) تجاه الفرق المسيحية التي وجدھا اإلسالم عن د الفتوح ات : الملكاني ة واليعقوبية والنسطورية. وھذه الطائفة النصرانية اإلسرائيلية يسميھا الق رآن أيض ا أم ة م ن ق وم موس ى )) : ومن قوم موسى أمة يھدون بالحق وبه يعدلون )) ) األعراف ( ١٥٨ : فالھ دى ف ي أم ة م ن ق وم موسى ال في أمة موسى كلھا وال في أمة من غير قوم موسى. وھذا برھان قرآني على اعتقاد القرآن بھداية ھذه األمة من قوم موسى )) وعلى اعتماده لدعوتھا من دون سواھا من الفرق المسيحية. وفي

الوثائق القرآني ة ٣٧٦ الواقع نرى أن موقف القرآن من المسيحية على اختالف فرقھ ا ھ و موق ف ھ ذه األم ة م ن ق وم موسى أو ھذه الطائفة من بني إسرائيل : فعقيدته في المسيح ) النساء ( ١٧٠ عقيدتھا وإسالمه على دي ن موس ى وعيس ى دين ا واح دا ) الش ورى ( ١٣ إس المھا ) الح ج ٧٨ ) ودعوت ه إلقام ة التوراة واإلنجيل معا ) المائدة ( ٧١ دعوتھا فھو مثلھا أمة وسط )) بين اليھودية والمسيحية ) البقرة.( ١٤٣ * معھم المبدأ الثالث : اإلسالم قائم قبل القرآن وقد أ مر محمد باالنضمام إلى أھله والدعوة له إن تعبير اإلسالم )) متشابه أيضا في القرآن: فھو يعن ي ت ارة التوحي د المطل ق أفغي ر دي ن يبتغ ون ول ه أس لم م ن ف ي الس ماوات واألرض طوع ا وكر ھ ا وإلي ه ي رجع ون )) ) آل عمران ٨٣ ) وتارة التوحيد المنزل الكتابي : ال نفرق بين أحد من رسله ونحن ل ه مس لمون )) ) آل عم ران ٨٤ ) وت ارة إس الم النص ارى م ن بن ي إس رائيل أول ي العل م المقس طين ال ذين يش ھدون م ع ومالئكت ه : أن ال دين عن د اإلس الم )) ) آل عم ران ( ١٨ ف ي توحي د وتوحيد كتابه وتوحيد رسله وتوحيد دينه. وھذا اإلسالم النصراني )) ھو اإلسالم القرآني بنص الق رآن الق اطع ف ي ) آل عم ران ). ١٨ وھو قائم قبل القرآن في مكة والحجاز : ھو سم اكم المسلمين من قبل وفي ھذا )) القرآن ) الحج ). ٧٨ وقد أ مر محمد في رؤيا ح راء أن ينض م إل ى أھل ه ويك ون م ن المس لمين : وق د أمرت أن أكون من المسلمين وأن أتلو القرآن )) ) النم ل ٩٠ ٩١ ( : فالمس لمون ق ائمون بمك ة قبله وھو ينضم إليھم ونعرف من ) آل عمران ( ١٨ أنھم النصارى م ن بن ي إس رائيل وم ن تنص ر )) معھم من العرب بزعامة القس ورقة بن نوفل. وإسالم النصارى من بني إسرائيل أھل الكتاب المقسطين أو المحسنين ھو

المبادئ القرآنية لفھم ما تشابه من القرآن ٣٧٧ اإلسالم الذي يدعو إليه الق رآن فيمن ع الج دال في ه م ع أھل ه إال بالحس نى م ن دون أھ ل الكت اب الظ المين أي اليھ ود ال ذين يص ح ج دالھم بالس يف لظلمھ م وكف رھم بالمس يح ث م بمحم د : وال تجادلوا أھل الكتاب إ ال بالتي ھي أحسن إ ال الذين ظلموا م نھم وقول وا آمن ا بال ذي أ ن زل إلين ا وأنزل إليكم وإلھنا وإلھكم واحد ونحن له مسلمون )) ) العنكب وت ). ٤٦ فالج دال بالحس نى م ع أھ ل الكت اب ھ و األم ر بالش ھادة : إن اإلل ه واح د والتنزي ل واح د واإلس الم واح د ب ين الق رآن والنصارى من دون اليھود. فإس الم الق رآن ھ و اإلس الم النص راني والشريعة والصوفية تصدر على ھذا األساس. * المبدأ الرابع : أھل التوحيد المنزل أمة واحدة )) عل ى التخص يص. وأحكام ه ف ي العقي دة خيرھا األمة الوسط إ ن القرآن أمة واحدة )) في التوحيد المنزل مع أھل الكتاب فھو يعدد أنبياء الكتاب من إبراھيم إلى موسى إلى عيسى ويختم بقول ه : والت ي أحص نت فرجھ ا فنفخن ا فيھ ا م ن روحن ا ) األنبياء ٩١ ٩٢ وجعلناھا وابنھا آية للعالمين : إن ھذه أمتكم أمة واحدة, وأنا ربكم فاعبدون.( لكن أھل الكتاب قطعوا أم رھم بي نھم زب را وأحزاب ا : ولق د آتين ا موس ى الكت اب لعلھ م يھتدون. وجعلنا ابن مريم وأمة آية وآويناھما إلى ربوة ذات قرار ومعين... وأن أمتكم ھذه أمة واحدة وأنا ربكم فاتقو ن. فقطعوا أمرھم بينھم زبرا كل حزب بم ا ل ديھم فرح ون : ف ذرھم ف ي غمرتھم إلى حين )) ) المؤمنون ٥٠ ٥١ ). فأمة التوحيد الكتابي أمة واحدة )) بموسى وعيسى مع ا لك ن اليھ ود والمس يحيين افترق وا زب را وأحزاب ا ك ل ح زب بم ا ل ديھم فرح ون فاس تحقوا التھدي د واإلمھ ال ف ي غم رتھم إل ى ح ين )). ف إن ق د ھ دى م ن ق وم موس ى أم ة )) ھ ي طائفة من بني إسرائيل )) آمنت بالمسيح وأمه آية للعالمين

الوثائق القرآني ة ٣٧٨ تؤمن بموسى وعيسى معا دينا واحدا وتقيم أحكام التوراة واإلنجيل معا ھم النص ارى م ن بن ي إس رائيل وم ن تنص ر )) معھ م م ن الع رب قب ل الق رآن فكان ت أم ة وس طا ب ين اليھودي ة والمسيحية. وجاء الق رآن فبن ى أمت ه عل ى ھ ذه األم ة الوس ط ف ي عقيدت ه وش ريعته وص وفيته : وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكون وا ش ھداء عل ى الن اس ويك ون الرس ول ش ھيدا عل يكم )) (البق رة ١٤٣) فكان ت أم ة محم د عل ى مث ال النص ارى )) أم ة وس طا ب ين اليھودي ة والمس يحية. ل ذلك شرع لھا : وال تجادلوا أھل الكتاب إال بالتي ھي أحسن إ ال الذين ظلموا منھم وقولوا : آمن ا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلھنا وإلھكم واحد ونحن ل ه مس لمون )) ) العنكب وت ). ٤٦ فم ع ال ذين ظلم وا م ن أھ ل الكت اب لع دم إيم انھم بالمس يح ث م بمحم د يص ح الج دال بغي ر الحس نى أي بالسيف أم ا مع أھل الكتاب المحسنين المقسطين فال يج وز ج دال إال بالحس نى وھ ذه الحس نى ھي الشھادة معھم بأن اإلله واحد والتنزيل واحد واإلسالم واحد. وھذه ھي أم ة الق رآن وأم ة النصارى )). ھذا ھ و الق ول الفص ل ف ي فص ل الخط اب عل ى وح دة ال دعوة القرآني ة وال دعوة النصرانية في أمة واحدة )) ھي األمة الوسط )) بين اليھودية والمسيحية فكانت خي ر أم ة أخرجت للناس )). * المبدأ الخامس : عداوة اليھود والمشركين ومودة النصارى للمسلمين )) يص ن ف الق رآن موق ف الع رب والمس تعربين م ن ال دعوة القرآني ة ھك ذا : لتج دن أش د الناس عداوة للذين آمنوا: اليھود والذين أشركوا. ولتجدن أقربھم م ودة لل ذين آمن وا ال ذين ق الوا : إ نا نصارى ذلك بأن منھم قسيسين ورھبانا وأنھم ال يستكبرون... وذل ك ج زاء المحس نين )) ) المائدة ٨٥.( ٨٨ ويصف الق رآن موقف ه م ن اليھ ود والنص ارى بقول ه : ي ا أيھ ا ال ذين آمن وا ال تتخ ذوا اليھود والنصارى أولياء : بعضھم أولي اء بع ض وم ن يت ولھم م نكم فإن ه م نھم إن ال يھ دي القوم الظالمين ) المائدة.( ٥٤

المبادئ القرآنية لفھم ما تشابه من القرآن ٣٧٩ ف الموقف ب ين إع الن م ودة النص ارى وتح ريم م واالة النص ارى متع ارض متن اقض بحسب ظاھره إذا أخذنا حرف النصارى )) بمعنى واحد في اآليتين ) المائدة ٥٤ و ٨٥ ). وال يصح ذلك في محكم التنزيل : فإم ا أن تكون كلمة النصارى )) مبدلة م ن كلم ة المش ركين )) فتنسجم اآليتان لفظا ومعنى وھذا ھو األظھ ر وإم ا أن معن ى النص ارى ف ي (اآلي ة ٥٤) غي ر معناھا في ) اآلية ( ٨٥ : ففي ) اآلية ( ٨٥ النصارى ھم النصارى من بني إسرائيل المسلمين )) الذين انضم إليھم بأمر الرؤيا وفي ) اآلي ة ( ٥٤ يقص د المس يحيين ألنھ ا م ن ظ روف ج دال القرآن م ع وف د نج ران المس يحي. لك ن ال أھ ل نج ران وال المس يحيون ف ي الحج از والجزي رة والوا المشركين على اإلسالم وفي سورة المائدة لم نبلغ بعد إلى مالبسات س ورة ) التوب ة ( ف ي غزوة تبوك إلى مشارف الشام حيث المسيحيون العرب. ھ ذا ش اھد عل ى المتش ابه ف ي تعبي ر الق رآن. وإذا رددن اه إل ى محك م الق رآن فھ و يقص د بالنصارى أھل المودة الذين يعلنون إسالمھم ) المائدة ٨٥ ( ٨٨ كما يظھر أيضا من صفتھم المحس نين )) ) ٨٨ ( أي النص ارى م ن بن ي إس رائيل وم ن تنص ر )) معھ م م ن الع رب. أم ا النصارى الذين يمنع مواالتھم فھم المسيحيون. وھكذا نخرج من مش كل المتش ابه المت واتر بم دح النصارى حين ا وذمھ م حين ا إل ى التميي ز ب ين النص ارى م ن بن ي إس رائيل أھ ل الم ودة واألم ة الوسط وبين النصارى المسيحيين الذين يذرھم في غفلتھم إلى حين )) مثل اليھود ) المؤمن ون.( ٥١ وھكذا فالقرآن مع النصارى من بني إس رائيل وم ن تنص ر )) معھ م م ن الع رب أم ة وسط )) بين اليھودية والمسيحية في مك ة وف ي المدين ة : فھ م المس لمون )) ) القل م ( ٣٥ ال ذين أ مر أن يكون منھم ) النمل ( ٩٠ منذ رؤيا غار حراء. *

الوثائق القرآني ة ٣٨٠ المبدأ السادس : الدعوة القرآنية انتصار وتأييد للدعوة النصرانية ١) س ر الق رآن ن راه بمناس بة الف تح القري ب )) ف ي ص لح الحديبي ة م ع أھ ل مك ة المشركين : لقد ص دق رس وله الرؤي ا ب الحق : لت دخلن المس جد الح رام... فجع ل م ن دون ذلك فتحا قريبا. ھو الذي أرسل رسوله بالھدى ودين الحق ليظھره على ال دين كل ه وكف ى ب ا شھيدا )) ) الفتح ٢٧ ( ٢٨ ونعرف أن الھدى )) كناية عن التوراة و دين الحق )) كناية عن دي ن اإلنجي ل والجم ع بينھم ا دين ا واح دا ھ و النص رانية )) وھ و ال دعوة القرآني ة كم ا ي نص بتشريع دين موسى وعيس ى دين ا واح دا للع رب ) الش ورى ). ١٣ ف ا ھ و ال ذي أرس ل رس وله باإلسالم النصراني )) القرآني ليظھره على الدين كله وكفى با شھيدا في ص لح الحديبي ة الف تح القري ب )) ) ١٨ و ٢٧ ( : فق د وع دكم مغ انم كثي رة تأخ ذونھا فعج ل لك م ھ ذه وك ف أيدي الناس عنكم ولتكون آية للمؤمنين )) ) الف تح ). ٢٠ فالنص ر ف ي الغ زو والف تح آي ة م ن للمسلمين في تأييد اإلسالم النصراني )) القرآني ضد المشركين. ٢) وسر القرآن نجده في سورة ) الصف ) وھي نشيد الحمد على فتح ش مال الحج از في خيبر ووادي القرى وتيماء حيث تم ت تص فية اليھ ود م ن الحج از وھ م ك انوا الع دو األول للمسلمين يستغفلون المشركين للقضاء على اإلسالم الطالع أوال بتأليب أحزاب مكة الذين فشلوا في غزوة الخندق ثم في تأليب أعراب غطفان حول خيبر الذين جم دھم زح ف المس لمين عل ى الشمال اليھودي حيث بعض المسيحيين م ن ع رب مث ل قض اعة وس ليح ومس تعربين ف ي وادي القرى. وفي نشيد الحمد يعلن انتصار اإلس الم بقول ه : إن يح ب ال ذين يق اتلون ف ي س بيله ص فا ك أنھم بني ان مرص وص )) (٤). ويب ر ر ذل ك ب انحراف اليھ ود ع ن حقيق ة الموس وية (٥) وانحراف المسيحيين عن حقيقة اإلنجيل (٦) وكال الفريقين يريدون ليطفئوا نور بأفواھھم و متم نوره ولو كره الكافرون. ھو الذي أرسل رسوله بالھدى ودين الحق ليظھره على ال دين كله ولو كره المشركون ))

المبادئ القرآنية لفھم ما تشابه من القرآن ٣٨١ (٨ و ٩ ). فانتصار اإلسالم القرآني على اليھودية المتآمرة في شمال الحجاز ھو انتصار لإلس الم النصراني )) نفسه. وھذا النصر من بشرى بفتح قريب لمكة (١٣). ث م يكش ف الق رآن ع ن س ر دعوت ه : ي ا أيھ ا ال ذين آمن وا كون وا أنص ار كم ا ق ال عيسى ابن مريم للحواريين : م ن أنص اري إل ى ق ال الحواري ون : نح ن أنص ار! فآمن ت طائفة من بني إس رائيل وكف رت طائف ة فأي دنا ال ذين آمن وا عل ى ع دوھم فأص بحوا ظ اھرين )) (الص ف ١٤). فأنص ار م ن جماع ة محم د مث ل أنص ار م ن الح واريين النص ارى )) نالحظ ترجمة نصارى بأنصار والنصارى الذين يؤيدھم الق رآن ھ م م ن بن ي إس رائيل. فكان ت الدعوة القرآنية نصرة وانتصارا لطائفة بني إسرائيل التي آمنت بالمسيح على ع دوھا )) م ن اليھودي ة ف ي الجزي رة العربي ة. وعل ى ض وء ھ ذا التص ريح يج ب فھ م الق رآن كل ه : إن ال دعوة القرآنية تأييد )) للدعوة النصرانية )) فالقرآن دعوة نصرانية )). ٣) وسر القرآن نجده أخيرا في نشيد النصر الذي ي ردد للم رة الثالث ة بع د غ زوة تب وك إلى مش ارف الش ام لتأدي ب المس يحيين الع رب. فھ و ي دعو إل ى قت ال اليھ ود والمس يحيين حت ى يدفعوا الجزية عن يد وھم صاغرون )) ) ب راءة ( ٣٠ ألن اليھ ود يقول ون: عزي ز اب ن )) والمسيحيون : المسيح اب ن )) (٣١) وق د اتخ ذوا أحب ارھم ورھب انھم أرباب ا م ن دون ١ والمسيح ابن مريم )) (٣٢). ويكرر م ا قال ه ف ي س ورة الص ف : يري دون أن يطفئ وا ن ور بأفواھھم ويأبى إال أن يتم نوره ولو كره الك افرون : ھ و ال ذي أرس ل رس وله بالھ دى ودي ن الحق ليظھره على الدين كله ولو ك ره المش ركون )) ) التوب ة ٣٣ ). ٣٤ وھ ذا التك رار ث الث مرات لشعار النصر على المشركين ثم عل ى اليھ ود ث م عل ى المس يحيين ف ي جزي رة الع رب البرھان القاطع في سر الدعوة القرآنية وغايتھا. (١) الحظ اللمسة الخفية في تنقيح القرآن : في الص ف : الصف : متم نوره )) وفي التوبة أن يتم نوره )). ليطفئ وا )) وف ي التوب ة : أن يطفئ وا ك ذلك ف ي ))

الوثائق القرآني ة ٣٨٢ فف ي العھ د الم دني األول عم ل عل ى كس ر ش وكة المش ركين الع رب ف ي فش ل غ زوة الخندق وفي الفتح القريب بصلح الحديبية. وتفرغ في العھد المدني الث اني لتص فية اليھودي ة ث م المسيحية من الحجاز والجزيرة. وذلك ليظھر اإلسالم ونبيه على الدين كله ) الفتح ٢٨ الصف ٩ التوبة ) ٣٤ في تأييد النصرانية )) على عدوھم )) اليھودية ) الصف ( ١٤ فالمس يحية ) التوبة.( ٣٤ فالدعوة القرآنية انتصار وتأييد للدعوة النصرانية : فالقرآن دعوة. نصرانية * المبدأ السابع : ما بين التعميم والتخصيص في التعبير عن أھ ل الكت اب ف ي مص طلح القرآن. في بيان العرب من فنون المجاز المرسل استخدام العام والخاص بعضھما ع ن بع ض واستخدام الكل عن الجزء والج زء ع ن الك ل. وھ ذا م ا يوق ع االش تباه ف ي التعبي ر القرآن ي ع ن المترادفات الثالثة : أھل الكتاب وأھل الذكر وأولي العلم وھي اصطالحات ثالثة السم واحد : وھن اك آي ات كثي رة نزل ت ف ي ص دد أھ ل الكت اب واالستش ھاد بھ م عل ى اعتب ار أنھ م أھ ل العل م وال ذكر والكت اب وف ي ص دد م وقفھم م ن ال دعوة اإلس المية ومج ادلتھم ومناقش ة عقائ دھم ١ وخالف اتھم )). ل ذلك فم ن يفس ر تعبي ر أول ي العل م )) أو الراس خين ف ي العل م )) أو العل م )) على اإلطالق لغة ال بحسب اصطالحه القرآني يضل ضالال بعيدا في تفسيره. وھذا االصطالح الثالثي في القرآن يفھم من القرائن اللفظية والمعنوية المتواترة الخاصة والعامة. المث ل الص ارخ ف ي اإلع الن عل ى أن ال دين عن د اإلس الم )) ) آل عم ران ( ١٨ : يشھد به مع ومالئكته أولو العلم قائما بالقسط )) وما اختلف الذين (١) محمد عزة دروزة : عصر النبي ص وبيئته قبل البعثة ص ٩٧.

) المبادئ القرآنية لفھم ما تشابه من القرآن ٣٨٣ أوتوا الكتاب إ ال من بعد ما ج اءھم العل م بغي ا بي نھم )) (١٩). نع رف أن أول ي العل م )) م رادف ألھل الكتاب فھل ھناك تناقض أم أن الترادف غير قائم لقد فسروا تعبير أولي العلم )) لغ ة لرفع التعارض وھذا ال يستقيم مع اصطالح القرآن كله في الت رادف المت واتر ب ين أ ھ ل الكت اب وأولي العلم. ونسوا القيد الموضوع ألولي العلم وھو قائما بالقسط )) أي أولي العلم المقس طين وھم النصارى من بني إسرائيل من دون اليھود أولي العلم الظالمين ) العنكب وت ). ٤٦ ل ذلك فالنصارى )) ھم الذين يشھدون مع ومالئكته إن الدين عند اإلسالم )). أما الذين أوتوا الكتاب )) المخالفون فھ م اليھ ود ألنھ م ھ م ال ذين يقتل ون النبي ين بغي ر ح ق )) وھ م يقتل ون الذين يأمرون بالقسط من الناس )) أي يقتل ون النص ارى أول ي العل م قائم ا بالقس ط )) لش ھادتھم باإلسالم. فالقرائن تحدد معنى التعابير وتكشف ع ن المتش ابه فيھ ا. وعلي ه فاإلس الم ال ذي ي دعو إليه القرآن ھو اإلسالم النصراني )) ال ذي ي ذھب ض حيته بع ض النص ارى )) : فھ و دع وة قائمة قبل القرآن وما ظھرت ال دعوة القرآني ة إال لتأيي ده عل ى ع دوھم )) م ن اليھ ود ) الص ف.( ١٤ وآية ) الصف ( ١٤ مع آية ) آل عمران ( ١٨ تفسر معنى آيتين مك يتين ضل المفسرون في فھمھم ا فحر ف وا ص ورة الق رآن المك ي. األول ى : أول م يك ن لھ م آي ة أن يعلم ه علم اء بن ي ١ إسرائيل )) ) الشعراء ١٩٧ ) فھي ال تحتوي استشھادا بعلماء بني إسرائيل )) على اإلطالق بل بعلماء بني إسرائيل النصارى ألنھم وحدھم يشھدون لإلسالم حتى االستشھاد من دون اليھ ود ) آل عمران ١٨ ١٩ ). والثانية : شھد شاھد من بني إسرائيل على مثله )) ) األحق اف ١٠ فھي أيضا ال تحتوي صراحة شھادة واقعية من أحد بني إس رائيل عل ى ص حة ال وحي القرآن ي ومطابقته لما بين أيديھم وخبر إيمانه به )) إنما ھذا الشاھد من بني إسرائيل كان نص رانيا )) ألن النصارى من بني إسرائيل وحدھم يشھدون لإلسالم القرآني (١) قابل عزة دروزة : عصر النبي ص وبيئته قبل البعثة ص ١٠٣.

الوثائق القرآني ة ٣٨٤ من دون اليھود الذين يكفرون بالمسيح الذي يشھد له القرآن ويكفرون باإلسالم القرآني نفس ه ) آل عمران ( ١٩ ألنه إسالم النصارى من بني إسرائيل. وھكذا ليس في القرآن المكي من شھادة على إسالم بعض اليھود وال من استشھاد بھم وھم منذ مطلع الدعوة القرآنية إلى آخرھا أول كافر به )). وھذه القرائن تفسر لنا المعنى الخاص المقصود بالتعبير الع ام ف ي قول ه : ھ ل يس توي الذين يعلمون والذين ال يعلمون )) ) الزمر ( ٩ أي أھل الكت اب والمش ركون ) قاب ل البق رة ١١٣ و ١١٩ ي ونس ٨٩ الجاثي ة ( ١٧ : فاس تخدام اآلي ة ) الزم ر ( ٩ لغ ة تحري ف لمعن ى الق رآن. ك ذلك قول ه : إنم ا يخش ى م ن عب اده العلم اء )) ) ف اطر ( ٢٨ فالعلم اء )) في ه تعبي ر اصطالحي خاص ال لغوي مطلق يقصد أھ ل الكت اب بن وع ع ام ) الزم ر ( ٩ والنص ارى م ن أھ ل الكت اب بن وع خ اص ألنھ م ھ م عب اد الرحم ان... ال ذين يبيت ون ل ربھم س جدا وقيام ا )) (الفرقان ٦٣ ٦٤) خاشعين ال يشترون بآيات ثمنا قليال )) ) آل عمران ). ١٩٩ كذلك أيض ا الراس خون ف ي العل م )) ال ذين يؤمن ون ب المحكم والمتش ابه ف ي الق رآن عل ى الس واء ) لآ عمران ٧) ليس تعبيرا لغويا إنما ھو اصطالح عام ي قصد به الخاص وھو مرادف ألولي العلم المقسطين ) آل عمران ( ١٧ أي النصارى من بني إسرائيل. إ ن مصطلح القرآن مفتاح لتفس يره السوي. فعلى ضوء تلك المبادئ السبعة ف ي فھ م الق رآن نت دب ر الوث ائق القرآني ة الت ي تش ھد بنصرانية )) محمد والدعوة القرآنية وإسالم النصارى من بني إسرائيل و المتنصرين )) معھ م من العرب في العھد المكي فالعھد المدني. * * *

٣٨٥ الوثائق المكي ة النضم ام محم د إلى النصارى )) بحث أول الوثائق المكية النضمام محمد إلى النصارى ھذه الوثائق القرآني ة وم ا يليھ ا ت دل جمل ة وتفص يال عل ى تنص ر )) محم د وعل ى نصرانية )) ال دعوة القرآني ة. والبرھ ان االس تقرائي ال ي تم إال باس تقراء التفاص يل كلھ ا. ل ذلك ال يص ح الحك م عل ى ص حة االس تدالالت وال دالئل إال م ن ش ھادتھا الش املة الكامل ة حينئ ذ نراھ ا جامعة مانعة بأسلوب تفسير القرآن بالقرآن. ونعرف جيدا التحذير الواجب في ھذا الموضوع من شبھتين : األولى ليس ما سبقه فقد ١ س ب به الثاني ة ليس ت وح دة ف ي العقي دة أو الش ريعة أو الطريق ة نس بة س ببية. لك ن ف ي الواق ع القرآني تقوم التبعية والوحدة على االنتساب المعلن الصريح بين الدعوة القرآنية و النصرانية. الوثيقة األولى : من سورة القلم ) ٦٨ ٢ / ٢ ( في السورة األولى بحسب ترتيب النزول ) العلق ( جاء محمدا األمر في آيات خم س بقراءة الكتاب المنزل من قبله ) قابل الشورى ). ٥٢ وفي السورة الثانية ) القل م ) بع د مطلعھ ا الذي تال مباشرة سورة ) العلق ( تأتي ھذه اآليات ربما من زمن متأخر نسبي ا : ٣٥ ٣٦ ٣٧ ٣٨ ٤٢ )) أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما بالكم كيف تحكمون أم لكم كتاب فيه تدرسون إن لكم فيه لما تخي رون!... أم عندھم الغيب فھم يكتبون )) (١) بالالتينية يقولون : hoc Post hoc, propter (٢) الرقم األول يدل على رقم المصحف والثاني على رقم الترتيب في ت اريخ الن زول. وتش ير أنن ا بحثن ا بع ض ھذه الوثائق في الفصل السابق ونعيد النظر فيھا ھنا إلكمال اللوحة وتتميم الشھادة.

الوثائق القرآني ة ٣٨٦ لم ينزل من القرآن العربي سوى آيات معدودات. وليس مع محم د م ن الم ؤمنين ب ه م ن العرب سوى أھل بيته : فمن ھم ھؤالء المسلمون )) الذين يستعلي بھم على المشركين ليس وا جزما جماعة محمد التي لم تتكون بعد إنھم المسلمون )) الذين أمر ب أن ينض م إل يھم ف ي رؤي ا الغار : وأمرت أن أكون من المسلمين )) ) النمل ٩٠ ) وسيتضح لنا أنھ م النص ارى م ن بن ي إسرائيل وم ن تنصر )) معھم من العرب قبل محمد. ويس تعلي أيض ا عل ى أھ ل مك ة بالكت اب )) ال ذي ي درس في ه م ع ھ ؤالء المس لمين )) النصارى. وھذه شھادة قرآنية على أن محمدا درس )) الكتاب مع أھله ) األنع ام ). ١٠٥ وف ي قوله : أم عندھم الغيب فھم يكتبون )) شھادة ثانية على أن ه يكت ب الغي ب )) م ن كت اب ھ ؤالء النصارى المسلمين )) قابل ) العنكبوت ٤٦ و ٤٩ ( حيث القرآن ھو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم )) وقابل ) األنعام ٢٠ البقرة ( ١٤٦ حيث الذين آتيناھم الكت اب يعرفون ه ) محمد والقرآن ( كما يعرفون أبناءھم )). * الوثيقة الثانية : من سورة المزمل ) ٧٣ ( ٣ / بعد اآليات العشر من فاتحة ) العلق ( و ) القلم ) يستفتح القرآن السورة الثالثة بقوله: ١ ٢ ٤ ٥ يا أيھا المزم ل قم الليل إال قليال أو زد عليه ورت ل القرآن ترتيال : نصفه أو انقص منه قليال إن ا سنلقي عليك قوال ثقيال )) لدينا ھنا وصف لقيام الليل للصالة وترتيل كتاب فيه ولدينا اسم الكتاب الذي يدعى محمد إلى ترتيله في ھذه الصلة الليلية الطويلة. وھما قرينتان لمعرفة ھذا القرآن )). إن قيام الليل بطوله أو بقسم كبير منه ليست عادة عربية وال يھودية

٣٨٧ الوثائق المكي ة النضم ام محم د إلى النصارى )) إنھا عادة نصرانية رھبانية. تلك ھي حالة الحياة التي عاشھا محمد م ع أس تاذه الق س ورق ة. وق د مارسھا مع ه بع ض الص حابة ف ي أول عھ دھم حت ى ص ارت نافل ة )) للنب ي وح ده. إ نھ ا ع ادة نصرانية كما يؤيد القرآن المدني ذلك بالنص القاطع : أمة قائمة يتلون آيات آناء الليل وھم يسجدون ) آل عمران.( ١١٣ ولم ينزل من القرآن العربي حتى اآلن سوى آيات معدودات : عشر من قبل في فاتحة ) العلق ( و ) القلم ) وھذه الخمس التي تذكر القرآن )) ع لما مشھورا معروفا فما ھو ال يصح على اإلطالق أن يكون القرآن العربي الذي بدأ محمد يتلوه على العرب سر ا في دار األرقم مدى ثالث سنوات تقريب ا كم ا ت ذكر الس يرة. ف ال ش ك أ ن ه الق رآن )) ال ذي يتل وه أھ ل الكت اب ال ذين يص لي معھ م ف ي قي ام اللي ل فقرآن ه العرب ي م ن عش رين آي ة تقريب ا حت ى اآلن ال يس تغرق م ع الصالة التالوة الليل إ ال قليال نصفه أو أنقص منه قليال )). فالقرآن )) المعروف المشھور على العلمية ھو قرآن الكتاب كما أشرنا سابقا إلى عادة ١ المسيحيين في بدء تالوة كتاب حتى اليوم بقولھم قرآن من اإلنجي ل بحس ب ف الن )). وھ ذا اإلعالن في مطلع التالوة حمل القرآن العربي على تسمية قرآن الكتاب : القرآن )). ونرى أن القرآن العربي خبر متواصل عن ھذا القرآن )) ال نص القرآن )) نفسه. وھكذا لدينا منذ مطلع الدعوة القرآني ة ال دليل الس اطع عل ى أن الق رآن )) الم ذكور فيھ ا ليس قرآن محمد إنما ھو قرآن النصارى )) الذين يصلي معھم. فمتى ذ كر الكت اب )) معرف ا و القرآن )) مطلقا فھو يقصد كتاب النصارى وقرآن النصارى منه ألن قرآن محمد لم ينزل بعد وأ مامه ثالث وعشرون سنة. وإذا جمعنا وصف صالة الليل بطولھا (المزمل ١ ٥) إل ى اسم المصلين (١) يقولون : فصل شريف )) : أما التعبي ر اليون اني τὸ ἀνάγνοσµα فيعن ي ق راءة قرآن ا وبالس ريانية قريانا )) التي دخلت العربية فصارت : قرآنا القرآن. ))

الوثائق القرآني ة ٣٨٨ و المس لمين )) ) القل م ) ٣٥ عرفن ا أن المس لمين )) ف ي الق رآن العرب ي قب ل تك وين جماع ة محمد ھم ھؤالء النصارى وأن الكتاب )) كتابھم و القرآن )) قرآنھم. ھذا ھو البرھان القرآني الملموس بنص القرآن العربي القاطع عل ى نصرانية )) الدعوة القرآنية. * تنص ر )) )) محم د الوثيقة الثالثة : من سورة المدث ر (٧٤ ( ٤ / يستفتح السورة بدعوة محمد إلى مباشرة الدعوة القرآنية : يا أيھا المدث ر قم فأن ذر )) ) ١ ). ٢ ھذا ھو القول الثقيل )) الذي كان ينتظ ره ) المزم ل ) ٥ متجلبب ا بجلب اب المنتظ رين وحي السماء كما كان يفعل األنبياء واألولياء والكھان. وبعد مدة في خالف على عدد مالئك ة س قر ن زل : وم ا جعلن ا ع د تھم إال فتن ة لل ذين كفروا ليستيقن الذين أوت وا الكت اب وي زداد ال ذين آمن وا إيمان ا وال يرت اب ال ذين أوت وا الكت اب والمؤمنون.(٣١) في ھذه اآلية نرى ثالث فئات : الذين كفروا )) أي المشركين وربم ا اليھ ود معھ م و الذين أوت وا الكت اب )) و ال ذين آمن وا )) بمحم د م ن الع رب. وف ي قول ه وال يرت اب ال ذين أوتوا الكتاب والمؤمنون )) يجعل صلة وحدة بين الفريقين : مضمون اآلية ي لھم تقرير وج ود توافق بين ما جاء في القرآن وما عند أھل الكتاب. وھذا من استھداف استيقانھم بصحة الرسالة ١ النبوية والتنزيل القرآني وتقرير عدم وجود محل الرتي ابھم في ه )). فاآلي ة دلي ل عل ى تض امن بعض أھل الكتاب مع محمد في دعوته وعلى مواالة محمد لھم فيھا وھ ؤالء ھ م المس لمون )) من أھل الكتاب ال ذين ذك رھم ) القل م ( ٣٥ أي النص ارى م ن بن ي إس رائيل وم ن تنص ر )) معھم من العرب. فال يقوم محمد وحده بالدعوة القرآنية بل يقومون ھم بھا معه. * (١) دروزة : سيرة الرسول.٢٩٧ : ١

٣٨٩ الوثائق المكي ة النضم ام محم د إلى النصارى )) الوثيقة الرابعة : من سورة األعلى (٨٧ ( ٨ / ١ ٢ ٣ و ٩ ١٨ ١٩ سب ح اسم ربك األعلى والذي قد ر فھدى... إن ھذا لفي الصحف األولى الذي خلق فسو ى فذك ر إن نفعت الذكرى... صحف إبراھيم وموسى لدينا ھنا وثيقة صريحة على مص ادر الق رآن العرب ي وعل ى معن ى نب ؤة محم د وعل ى موضوع دعوته األولى. فھذه الوثيقة فيھا بالتالي تقري ر لوح دة الھ دف وال دعوة ب ين الق رآن والكتب السماوية األولى... وفيھا تقرير تص ديق الق رآن لم ا تقدم ه م ن كت ب س ماوية مم ا ظ ل ١ القرآن يرد ده في مختلف أدوار التنزيل )). التصريح األول في موضوع الدعوة : أنھا لل رب األعل ى الخ الق فھ ي تق وم باس م أكبر )). التصريح الثاني : الذي قد ر فھدى... فذكر إ ن نفعت الذكرى )) ) ٣ و ٩ ) يدل عل ى أن بعثة محمد كانت ھداية له أوال قبل غيره لإليمان بالكت اب وال دعوة ل ه ) الش ورى ( ٥٢ فھ ي ليست وحيا جديدا بل تذكير بالوحي القديم المنزل في الكتاب. وھذا ھو التصريح الثالث : إن ھذا لفي الصحف األولى )). فمص در ال دعوة القرآني ة ھ و الص حف األول ى )) بن وع ع ام و صحف إبراھيم وموسى )) بنوع خاص. وھذا التعميم إليالف أھل التوحيد جميعا بمكة والحجاز ھو تعميم بارع يقصد به التخصيص بالمسلمين )) الذين ذكرھم ) القلم ( ٣٥ أي النص ارى م ن بني إسرائيل. * الوثيقة الخامسة : من سورة النجم (٥٣ ٢٣) / ١ ٢ ٣ ٤ والنجم إذا ھوى وما ينطق عن الھوى (١) دروزة : سيرة الرسول.٢٩٨ : ١ ما ضل صاحبكم وما غوى إن ھو إال وحي يوحى...

الوثائق القرآني ة ٣٩٠ ٣٦ ٣٧ ٥٥ ٥٦ )) أم لم ي نب أ بما في صحف موسى فبأي آالء ربك تتمارى وإبراھيم الذي وف ى.. ھذا نذير من النذر األولى! في ھذه السورة الوص ف األول لرؤي ا ح راء. والش ھادة في ه أن موض وع الرؤي ا ل م يك ن كتابا منزال بل إ ن ھو إال وح ي ي وحى )) (٤). ونع رف م ن س ورة ) الش ورى ٥١ ٥٣ ( أن ھذا الوحي كان ھداية إلى اإليمان بالكتاب والدعوة له بين العرب. ثم نرى رد السورة على مق اوم لل دعوة. وال رد علي ه ب أن ال دعوة القرآني ة نب أ بم ا ف ي صحف موسى وإبراھيم )). فھو يصفھا بأنھا نبأ )) ال نبوءة وموضوع النبإ تبلي غ م ا ف ي صحف موسى وإبراھيم )) فليست دعوة جديدة. ھذه ھي الوثيق ة الثاني ة الص ريحة ف ي مص ادر الق رآن العرب ي : إنھ ا ص حف إب راھيم وموسى )) وھذه كناية بارعة عن الكتاب والتوراة ألن ما ي عرف عن إبراھيم ھ و م ا ورد ف ي التوراة. وض م إب راھيم وموس ى )) براع ة أخ رى إلي الف الع رب واليھ ود لل دعوة القرآني ة ف ي مطلعھا. وصفة محمد أنه نذير )) فال يأخذ حتى اآلن ص فة نب ي أو رس ول. وھ و ن ذير م ن النذر األولى )) وھذا تعبير م رادف للص حف األول ى )). بھ ذين التص ريحين يعل ن ع ن مص در القرآن العربي وعن دعوته : إنھا دعوة كتابية قديمة ال دعوة جديدة. * الوثيقة السادسة : من سورة األعراف (٧ ( ٣٩ / األعراف )) سورة متبع ضة تجمع آيات م ن أزمن ة مختلف ة. وح ديث النب ي األم ي )) نظنه مقحما من المدينة على قصة موسى من مكة ل ذكره األنص ار بقول ه نص روه )) (١٥٦). وإقحامه في سورة مكية تبيان لھدف الدعوة القرآنية منذ مكة. يقول ) ١٥٧ ١٥٨) :

٣٩١ الوثائق المكي ة النضم ام محم د إلى النصارى )) قل : يا أيھا الناس إني رسول إليكم جميعا... فآمنوا با ورسوله النبي األمي الذي يؤمن با وكلمته )) لعلكم تھتدون ومن قوم موسى أمة يھدون بالحق وبه يعدلون ف ي ھ اتين اآليت ين ش ھادات ث الث عل ى انض مام محم د إل ى بدعوتھم.. النص ارى وال دعوة )) إن النبي األمي )) تعبير اصطالحي ال لغوي وھو نسبة إل ى األمي ين )) ال ذين ل يس لھم كتاب منزل ) الجمعة ). ٢ وتفسير صفة األمي )) بحسب اللغ ة افت راء عل ى الق رآن وعل ى نبي ه وتحريف لمعاني القرآن. وھنا يصف محمدا بأنه نبي ورسول لكن حديث النبي األمي من المدينة. وحديث النبي األمي )) ي أتي رد ا عل ى اليھ ود ال ذين يجعل ون الفض ل لھ م ف ي الھداي ة حتى جعلوھا من اسمھم وفعلھم : ھد نا إليك )) ( ١٥٥ ) ليست الحسنة )) ف ي الھداي ة لھ م ب ل للمتقين من العرب (١٥٥) ثم للذين يت بعون الرسول النبي األمي الذي يجدون ه مكتوب ا عن دھم في التوراة واإلنجي ل )) (١٥٦). إن الجم ع ب ين الت وراة واإلنجي ل )) دلي ل عل ى ھوي ة الت ابعين والمتبوع معا : فليسوا اليھود ال ذين ينك رون اإلنجي ل وھ و ھن ا ي رد عل يھم وليس وا المس يحيين الذين ال يقيمون إال شريعة اإلنجيل إنھم إذن النص ارى م ن بن ي إس رائيل. والش ھادة مزدوج ة : فھو يصر ح بأن ھؤالء النصارى يتبعون محمدا وأن محمدا يقوم بدعوة واح دة معھ م ف ي أم ة واحدة مع الذين آمنوا به وعز روه ونصروه )) (١٥٦) من العرب في مكة والمدين ة. فالحس نة في الھدى للمتقين من العرب و للنصارى )). الش ھادة الثاني ة ف ي إع الن إيم ان النب ي األم ي ب ا وكلمت ه )). للتعبي ر قراءت ان : كلماته )) وليس فيھا نكتة أو كلمته )) وھو الصحيحة ألنھا تنسجم مع النص كله وتفيد مي زة إيمان محمد الذي يعلنه للناس جميعا (١٥٧) في سياق

الوثائق القرآني ة ٣٩٢ رد ه على اليھود. فالقرآن إيمان با والمسيح كلمة فھو دعوة. نصرانية )) يتض ح ذل ك م ن الش ھادة الثالث ة : وم ن ق وم موس ى أم ة يھ دون ب الحق وب ه يع دلون )) (١٥٨). ھنا يصر ح بھوية م ن ھم أھل التوراة واإلنجيل )) الذين يتبعھم ويتبعون ه : أم ة م ن قوم موسى )). فھو يستثني ھذه األمة المھدية الھادية من اليھود فليسوا على اليھودية إنما ھم أمة من قوم موسى يھدون بالحق )) إليم انھم مث ل محم د ب ا وكلمت ه وب ه يع دلون )) إليم انھم بموسى وعيسى معا وإ قامتھم شرع الت وراة واإلنجي ل مع ا : إنھ م النص ارى م ن بن ي إس رائيل ومن تنص ر )) معھم من المتقين )) الع رب. فھ م وحدھ م م ن دون اليھ ود وال المس يحيين يجدونه مكتوبا عندھم في التوراة واإلنجيل )). وھذه شھادة ضخمة على وجود النص ارى م ن بن ي إس رائيل ف ي مك ة والمدين ة وعل ى قيامھم بالدعوة القرآنية م ع محم د : يھ دون ب الحق وب ه يع دلون )) ب ين اليھودي ة والمس يحية. فمحمد وجماعته أمة واح دة )) معھ م و أم ة وس ط )) ك ذلك. والنتيج ة الحاس مة لھ ذه الش ھادة الكبرى أن الدعوة القرآنية دعوة نصرانية )). * الوثيقة السابعة : من سورة فاطر (٤٠ ( ٤٢ / ٢٤ ٢٥ ٢٨ ٢٩ نذير إال خال فيھا إ نا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة وإن يكذبوك فقد كذ ب الذين من قبلھم المنير جاءتھم رسلھم بالبينات وبالزبر وبالكتاب كذلك إنما يخشى الله من عباده... غفور عزيز إن! العلماء إن الذين يتلون كتاب وأقاموا الصالة وأنفقوا مما رزقناھم سر ا وعالنية يرجون تجارة لن تبور

) ٣٩٣ الوثائق المكي ة النضم ام محم د إلى النصارى )) ٣١ ٣٢ والذي أوحينا إليك من الكتاب ھو الحق إن بعباده لخبير بصير مصدقا لما بين يديه : ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا : مقتصد ومنھم فمنھم ظالم لنفسه ومنھم سابق بالخيرات بإ ذن ذلك ھو الفضل الكبير )) ال يزال القرآن يصف محمدا بأنه وھذا التعليل القرآني ذو مغزى بعيد. بشير ون ذير كم ا خ ال ف ي ك ل أم ة ن ذير (٢٤ ثم يصف المكذبين بالدعوة القرآنية : مشركي مكة واليھود الذين كذ بوا بالكتاب المنير )) ال ذي يمي زه ع ن البين ات والزب ر )) أي اإلنجي ل وھ م يك ذ بون ب القرآن. ويس تثني م ن أھ ل الكتاب المكذبين به العلماء )) الذين يخش ون. وك م يخط ئ م ن يفس ر تعبي ر العلم اء )) بحسب اللغة وھو اصطالح مرادف ألولي العلم )) أي ألھل الكتاب. وبما أنه يستثني ھؤالء العلماء )) من أھل الكتاب المكذبين فھو كناية عن العلماء )) المقس طين أي النص ارى م ن بن ي إس رائيل وھ و كقول ه : أو ل م يك ن لھ م آي ة أن يعلم ه علم اء بن ي إس رائيل )) (الش عراء ١٩٧) الذين يصفھم بقوله : قل : آمنوا به أو ال تؤمن وا ب ه إن ال ذين أ وت وا العل م م ن قبل ه إذا يتل ى عليھم يخرون لألذق ان س جدا... يبك ون ويزي دھم خش وعا )) ) اإلس راء ١٠٩ ١١٠ ) فليس وا اليھود وال المسيحيين إنما ھم أھل المودة الذين قالوا : إنا نص ارى... وإذا س معوا م ا أ ن زل إلى الرسول ترى عينھم تفيض من الدمع مما عرفوا من الح ق يقول ون : ربن ا آمن ا فاكتبن ا م ع الشاھدين )) ) المائدة ٨٥ ٨٦ ). إن العلماء )) في اصطالح القرآن ھم النصارى )) أولو العلم )) الذين يشيد بھم على الدوام : يرفع ال ذين آمن وا م نكم وال ذين أوت وا العل م درج ات )) ) المجادلة.( ١١ )) العلماء وھؤالء النصارى يقومون بالدعوة القرآنية مع محمد يتلون

الوثائق القرآني ة ٣٩٤ ١ كتاب وأقاموا الصالة وأنفقوا مما رزقناھم س را وعالني ة )) (٢٩). فھ م ينفق ون ف ي س بيل المحت اجين م ن الم ؤمنين وينفق ون ف ي س بيل ال دعوة القرآني ة : فھ م يقوم ون م ع محم د ب دعوة واحدة ويتحملون أعباءھا المالية يرجون تجارة ل ن تب ور )). وھ ذا ش اھد عل ى إس المھم م ع محمد وعلى نصرانية )) محمد والدعوة القرآنية معھم. وكما مي ز العلماء )) النص ارى م ن أھ ل الكت اب بتل ك الحف اوة البالغ ة يع ود فيمي زھم بالس ياق ب الخيرات. فھ و يقس م ورث ة الكت اب وال يقص د بقول ه : أ ورثن ا الكت اب )) أي الق رآن بالخيرات ) الجالالن ) ألنه ال يصف فريقا من أھل القرآن ف ي ص حبته بأن ه ظ الم لنفس ه )) ب ل التعبي ر خ اص ب اليھود ف ي اص طالحه يقس مھم إل ى ظ الم لنفس ه )) أي اليھ ود وم نھم مقتصد )) في إيمانه بالدعوة القرآنية وھم المسيحيون ال ذين يقبل ون بعض ا وينك رون بعض ا ومنھم سابق بالخيرات )) وھم النصارى )) يضمون إلى العلم التعليم واإلرشاد إلى العم ل )) ) الج الالن ) ذل ك ھ و الفض ل الكبي ر )) للنص ارى عل ى ال دعوة القرآني ة ( ٣٢ ) وج زاؤھم جنات عدن يدخلونھا يحلون فيھا من أساور من ذھب ولؤلؤا ولباسھم فيھا حرير )) (٣٣). دعوة * )) العلماء )) النصارى يقومون بالدعوة القرآنية مع محم د وينفق ون ف ي س بيلھا فھ ي فإن نصرانية )) تدل على تنصر )) محمد. (١) الس يوطي : أس باب ن زول اآلي ة : ٢٩ أخ رج عب د الغن ي ب ن س عيد الثقف ي ف ي تفس يره ع ن اب ن عب اس أن حصين بن الحرث بن عبد المطلب بن عبد مناف القرشي نزلت في ه )). إن ص ح ذل ك فاآلي ة دلي ل عل ى أن ه ك ان في بيت محمد من أبناء عمومته بني عبد المطلب نصارى )) يوآزرون محمدا في الدعوة.

٣٩٥ الوثائق المكي ة النضم ام محم د إلى النصارى )) الوثيقة الثامنة : من سورة الفرقان (٢٥ ٤٣ ) ٦٣ ٦٤ ٧٣ ٧٤ وعباد الرحمان الذين يمشون على األرض ھونا وإذا خاطبھم الجاھلون قالوا : سالما والذين يبيتون لربھم سجدا وقياما... والذين إذا ذ كروا بآيات ربھم لم يخر وا عليھا صم ا وعميانا والذين يقولون : ربنا ھب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين! واجعلنا للمتقين إماما )) جھل المفسرين أو تجاھلھم لمصطلح القرآن يحرف معنى تعابيره ويقلب شھادته. فمن ھم عباد الرحمان )) ليس ھذا تعبيرا لغويا إنما ھو اص طالح يظھ ر معن اه م ن أوصافھم الثالث عشرة التي تعر ف بھم : منھا أنھم يبيتون ل ربھم س جدا وقيام ا )) ( ٦٤ ) وھ و كقوله : ليسوا سواء : من أھل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات آناء الليل وھ م يس جدون )) لآ( عمران ١١٣) حيث يمي ز ھذه األم ة ع ن المس لمين وع ن اليھ ود. وقي ام اللي ل للص الة وترتي ل آيات عادة نصرانية ال يھودية وال عربية. فإذا ج معت آيات ) الفرق ان ٦٤ واإلس راء ١٠٩ ١١٠ وآل عمران ١١٠ ١١٥ ( تجم عت لدينا صورة عب اد الرحم ان )) كامل ة فأيقن ا أنھ م النصارى )) الذين يقومون مع محمد بالدعوة القرآنية و ل م يخ روا عليھ ا ص ما وعميان ا )) مث ل المشركين واليھود. فھ ؤالء النص ارى )) عب اد الرحم ان )) يطلب ون إل ى : أجعلن ا للمتق ين إمام ا (٧٤). وتعبير المتقين )) اصطالح كتابي إنجيلي عبر مع النصارى )) إلى القرآن وھو يعني المؤمنين من األمميين العرب بالدعوة القرآنية. ومتى عرفنا وحدة النصارى أ ولي العلم والذين آمنوا حيث يرفع الذين آمنوا منكم

الوثائق القرآني ة ٣٩٦ والذين أوتوا العلم درجات )) ) المجادلة ( ١١ أيقنا بأن النصارى )) إ مام المتقين م ن الع رب المسلمين : فالقرآن دعوة نصرانية )) بنص القرآن القاطع في ھذه الش ھادة الص ريحة. وفھمن ا معنى األمر لمحمد في رؤيا حراء : وأ م رت أن أك ون م ن المس لمين )) النص ارى ) النم ل ( ٩٠ بأن محمد كان نصرانيا )) في سيرته وفي دعوته. والقرآن يدعو إلى عبادة الرحم ان )) ب دعوة ھ ؤالء النص ارى )) : وإذا قي ل لھ م : اسجدوا للرحمان! قالوا : وما الرحمان )) الرحمان ھو الذي يعب ده عب اد الرحم ان )) أكرم خلق عليه تعالى كما يتضح من أوصافھم الثالثة عشر التي يشيد بھ ا ويجعلھ م بھ ا للمتقين إ ماما )). فالدعوة إلى التوحيد الكتابي اإلنجيلي في الق رآن باس م الرحم ان ال رحيم )) ھ ي دع وة نص رانية )) ب الرغم م ن ج ذورھا التلمودي ة يتع اون فيھ ا جماع ة محم د و النصارى )) متكافلين متضامنين لفرضھا على مكة والحجاز. * الوثيقة التاسعة : من سورة مريم (١٩ ( ٤٤ / ٥٨ ٥٩ ٦٠ النبي ين أولئك الذين أنعم عليھم من ومن ذرية آدم ومم ن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراھيم وإسرائيل وممن ھدينا واجتبينا إذا تتلى عليھم آيات الرحمان خر وا سج دا وبكي ا بعدھم خلف أضاعوا الصالة فخلف من واتبعوا الشھوات فسوف يلقون غي ا! وعمل صالحا تاب وآمن م ن إال فأولئك يدخلون الجنة وال يظلمون شي ا

٣٩٧ الوثائق المكي ة النضم ام محم د إلى النصارى )) ٦١ ٦٣ جنات عدن التي وعد الرحمان بالغيب إنه كان وعده بھا مأتي ا... تلك الجنة التي نورث من عبادنا م ن كان تقي ا سورة مريم دستور إيمان المسلمين )) من العرب الذين حملوھا معھم في ھج رتھم إل ى الحبشة يستجيرون بھا عن د النجاش ي المس يحي م ن أذى المش ركين. فھ ي إع الن ص ريح بإيم ان القرآن )) النصراني. وھي تقدم ذكر أنبياء النصارى : يحيى (١ ١٤) ومريم التي كان لھا كرامة فائق ة عن د الحبش ة حت ى الي وم (١٥ ٢٠ ) وعيس ى ابنھ ا (٣٠ ٣٣ ) وإب راھيم (٤١ ٥٠ ) وموس ى (٥١ ٥٣ ) على ذك ر غي رھم : إس ماعيل (٥٤ ٥٥ ) وإدري س (٥٦ ٥٧ ). فھ ي تجم ع ذك ر موس ى وعيسى مع اإلشعار بتفضيل عيسى آية للناس ورحم ة من ا )) والس الم علي ه ي وم ول دت ويوم أموت ويوم أبعث حيا )). وھي تجمع من ذرية إبراھيم وإسرائيل وممن ھ دينا واجتبين ا ) م ن الع رب ) إذا تتل ى عل يھم آي ات الرحم ان خ ر وا س جدا وبكي ا )) : وھ ذا إش ارة إل ى وح دة النص ارى م ن بن ي إس رائيل والع رب الم ؤمنين بال دعوة القرآني ة (٥٨) م ع التندي د ب اليھود والمشركين الخلف )) إلسرائيل وإسماعيل الذين أضاعوا الصالة واتبعوا الشھوات فسوف يلقون غيا )) (٥٩). وھؤالء المؤمن ون م ن بن ي إس رائيل وبن ي إس ماعيل إيمان ا واح دا ين ادون بالدع وة للرحمان )) (٥٨) على مث ال عب اد الرحم ان )) (٦١). ودع وتھم م ن الغي ب )) (٦١) فھ م عن دھم الغي ب فھ م يكتب ون )) من ه ) القل م ( ٤٢ آي ات الرحم ان )) ليتلوھ ا عل ى الع رب (٥٨) ليؤمنوا فينالوا الجن ة الت ي ن ورث م ن عبادن ا م ن ك ان تقي ا )) م ن الع رب (٦٣) : وح دة ف ي األمة ووحدة في الدعوة ووحدة في الكتاب الغيب )) بين جماعة من بني إسرائيل وجماعة من بني

الوثائق القرآني ة ٣٩٨ إسماعيل أي النصارى من بني إسرائيل وجماعة محمد من بن ي إس ماعيل. إنھ ا الوح دة القائم ة في األمة والدعوة القرآنية النصرانية )). ھذا دستور إيمانھم إلى الحبشة. وعند جمع الق رآن ل ئال يعل ق باألذھ ان أن ال دعوة ف ي سورة مريم إعالن إيمان بالمسيحية أقحم وا عليھ ا م ن المدين ة كم ا يش ھد تغيي ر ال روي أوال اإلعالن بأن المسيح ليس ولد بل عبدا له )) (٣٤ ٤٠ ) ث م الحمل ة عل ى ال ذين ق الوا : اتخذ الرحمان ولدا )) (٧٥ ٩٩). وھذا تمييز صريح بأن الدعوة الق رآنية نص رانية )) ال مسيحية في تكفير المشركين واليھود. فجماعة محمد من بني إسماعيل وجماعة النصارى )) م ن بن ي إس رائيل فري ق واح د في األمة والدعوة والكتاب خير من فريق المشركين واليھود : وإذا تتل ى عل يھم آياتن ا بي ن ات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا ) ناديا )! وكم أھلكنا ق بلھم م ن قرن ھم أحسن أثاثا ورئي ا )) (٤٣ ٧٤) أحسن متاعا وماال وأحسن منظرا )) (الجالالن). فنصرانية )) القرآن و أھل القرآن بالنجاشي. نصرانية الوثيقة العاشرة : من سورة طه ) ٢٠ ( ٤٥ / محمد قائمة صريحة ي دل عليھ ا أيض ا اس تجارة * ١١٣ ١٣٠ ١٣٣ )) وكذلك أنزلناه قرآنا عربي ا لعلھم يتقون وصرفنا فيه من الوعيد أو ي حدث لھم ذكرا... واصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبھا ومن آناء الليل فسب ح وأطراف النھار لعلك ترضى... وقالوا : لوال يأتينا بآية من ربه أو لم تأتھم بي نة ما الصحف األولى!...

٣٩٩ الوثائق المكي ة النضم ام محم د إلى النصارى )) ١٣٥ قل : كل متربص! فتربصوا فستعلمون م ن أصحاب الصراط السوي وم ن اھتدى )) في ھذه السورة التصريح بأن القرآن العربي ھو تعري ب ق رآن الكت اب. يق ول : أنزلن ا قرآنا عربيا )) ( ١١٣ ) ويفسرھا بقول ه : أول م ت أتھم بين ة م ا ف ي الص حف األول ى )) (١٣٣) : فالقرآن بيان عربي لما في الكتاب وھذا برھان على ص حة دعوت ه فص حة دعوت ه تق وم عل ى مطابقتھا للكتاب اإلمام. فھناك وحدة في الكتاب ووحدة في الدعوة. وقد تض منت اآلي ة تقري ر أن التساوق والتوافق بين القرآن والكتب السماوية األولى حجة قائمة وكافية على صحة الرس الة المحمدية والتنزيل القرآني إلى تقرير الوحدة بين القرآن وھذه الكتب بأسلوب آخر. وفي اآلية دالل ة عل ى أن الع رب ك انوا ملم ين بم ا تناولت ه واحتوت ه الكت ب الس ماوية األول ى كم ا ك انوا ١ ينظرون إلى أھلھا نظ ر االعتم اد والثق ة )). ف نحن بعي دون ع ن ص ورة الوثني ة والش رك الت ي يصو رونھا زورا وبھتانا ألھل مكة والحجاز باإلضافة إلى يمن الجزيرة وشمالھا. وبما أن الوحدة المذكورة الكتابيين القرآن األصلي والقرآن المع ر ب ) األحق اف ) ١٠ ليست مع اليھود وسنعلم أنھا ليست مع المسيحيين فھي م ع النص ارى م ن بن ي إس رائيل. يؤي د ذلك حياة محمد كحياة رھبان النصارى : فالتسبيح بحمد الرب قبل طلوع الشمس وقبل غروبھ ا وآناء الليل وأطراف النھ ار ھ ي ص الة النص ارى ورھب انھم فل م يك ن الع رب يعرفونھ ا ب ل أضاعوا الصالة )) ) مريم ) ٥٩ ول م يك ن اليھ ود يمارس ون الص الة إال بك رة وعش يا )) فق ط وزاد رھبانھم األسينيون في قمران الص الة الوس طى )) عن د الظھ ر وك ان رھب ان المس يحيين يقسمون الصلوات إلى سبع سوى القيام في منتصف الليل. فصالة محمد ھي صالة النص ارى )) مثل قس ھم ورقة في مكة : أفال يكون نصرانيا )) أال تكون دعوته نصرانية )) (١) دروزة : سيرة الرسول. ٣٠٠ : ١

الوثائق القرآني ة ٤٠٠ وتعطينا السورة أيضا صورة للمواقف المتقابلة في مكة : ك ل مت رب ص ))! فم ن جھ ة المتربصون بالدعوة : المشركون واليھ ود وال نق ول المس يحيين بمك ة كم ا يظھ ر م ن الھج رة إلى الحبشة ومن جھة أصحاب الصراط السوي وم ن اھتدى )) (١٣٥). ونالحظ دقة التعبير أص حاب ب ين أصح اب الص راط الس وي )) وبي ن م ن اھت دى )) إلي ه م ن الع رب : ف إن الصراط الس وي )) ليس وا ف ي األص ل جم اعة محم د ال ذين ينض مون إل يھم ب ل المس لمين )) ال ذين أ م ر محم د نفس ه ب أن ينض م إل يھم ) النم ل ( ٩٠ أي النص ارى م ن بن ي إس رائيل وم ن تنص ر )) معھ م م ن الع رب قب ل محم د وجماعت ه. فمحم د وجماعت ه مم ن اھت دى )) إل ى النصرانية )) وأخذ يدعو بدعوتھا في الدعوة القرآنية. * الوثيقة الحادية عشرة : من سورة الشعراء (٢٦ ٤٧) / ١ ٢ ٥ ٨ ٩ ١٩٢ ١٩٣ ١٩٤ ١٩٥ ١٩٦ ١٩٧... المبين الكتاب تلك آيات طسم. محدث إال كانوا عنه معرضين الرحمان من وما يأتيھم ذكر وإن ربك لھو العزيز الرحيم... إن في ذلك آلية وما كان أكثرھم مؤمنين نزل به الروح األمين العالمين لتنزيل رب وإنه بلسان عربي مبين المنذرين على قلبك لتكون من األولين : لفي زبر وانه أولم يكن لھم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل في ھذا الفصل شھادة أولى عل ى انتس ب الق رآن إل ى الكت اب اإلم ام وش ھادة ثاني ة عل ى انتساب محمد إلى النصارى من بني إسرائيل. إن علماء بن ي إس رائيل )) ال ذين ينتس ب محم د إل يھم ليس وا يھ ودا ألنھ م ك انوا أول كافر به )). يؤيد ذلك إطالق التعبير فيه فكل بني إسرائيل يعلمونه وھذا ال ينطبق على اليھود. وإطالق التعبير والقرائن القرآنية كلھا تعني أنھم

٤٠١ الوثائق المكي ة النضم ام محم د إلى النصارى )) من قومن موس ى أم ة يھ دون ب الحق وب ه يع دلون )) ) األع راف ) ١٥٨ أي الطائف ة م ن بن ي إسرائيل التي آمنت بالمسيح وجاء القرآن تأييدا لھا على اليھود الطائفة التي كفرت به (الص ف ١٤). فھم النصارى من بني إسرائيل. ھذه وحدة األمة. وعلم النصارى )) بالقرآن شھادة لھم وآية على أنه تنزيل رب العالمين )) ألنه في زب ر األول ين )) : فش ھادتھم تنص ب عل ى المطابق ة ب ين الق رآن العرب ي والكت اب وعل ى مص در القرآن العربي بأنه في زبر األولين )) أي كتبھم كالتوراة واإلنجيل )) ) الج الالن ). وعلمھ م به يقوم على مصدرية أبوية : يعرفونه كما يعرفون أبناءھم )) ) األع راف ٦٢ البق رة ١٤٦ بل ھو آيات بينات في صدور الذين أتوا العلم )) ) العنكبوت ) ٤٨ فھي معرفة مطلقة برھان المصدر. فليس في القرآن العربي من تنزيل جديد ألنه في زبر األولين )). وصفة التنزيل ف ي القرآن العربي تأتيه من أصله زبر األولين )) ألنه ھو تعري ب لھ ا بلس ان عرب ي مب ين )) فق د أنزلن اه قرآن ا عربي ا )) ) ط ه ١١٣ ) ف القرآن العرب ي تعري ب الق رآن األص يل ل ذلك ھ و منزل مثله وليس فيه م ن جدي د س وى اللس ان العرب ي بحس ب قول ه أيض ا : وم ن قبل ه كت اب موسى إ ماما ورحمة وھذا كتاب مصد ق لسانا عربي ا )) (األحقاف ١٢). ولو لم يك ن ك ذلك ف أنى لعلماء بني إسرائيل النصارى أن يعلموه ھل في وسعھم أن يطلعوا على سر التنزيل وطريقت ه! وھذا التصريح : وإنه لتنزيل رب الع المين... وإن ه لف ي زب ر األول ين )) يكش ف لن ا معنى قوله : وإ نه لق رآن ك ريم ف ي كت اب مكن ون )) ) الواقع ة ٧٧ ) ٧٨ وقول ه ب ل ھ و قرآن مجيد في لوح محفوظ )) ) البروج ٢١ ٢٢ ( : ف ال يش ير إل ى كت اب مكن ون ف ي الس ماء وال إلى لوح محفوظ في العالء لدى بل إلى اللوح المحف وظ والكت اب المكن ون ال ذي في ه زبر األول ين )) واآلي ة أن علم اء بن ي إس رائيل يعلم ون ذل ك. ھ ذه وح دة ال دعوة المبني ة عل ى ١ وحدة الكتاب. قال األستاذ دروزة : إن اآلية ) أولم يكن لھم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل ( (١) سيرة الرسول.٣٠٠ : ١

الوثائق القرآني ة ٤٠٢ ھ ي بس بيل االحتج اج ب اعتراف بن ي إس رائيل ب القرآن عل ى ص حة وح ي ب ه ) تفص يال وتصديقا ( كما أنھا بسبيل تقرير التط ابق والتس اوق بين ه وب ين م ا يعرف ه علم اء بن ي إس رائيل أوال وتقرير االعتماد عليھم والثقة بشھادتھم ش ھادة إيجابي ة ثاني ة. وھ ي ت لھ م أن الع رب ك انوا يعتم دون عل يھم ويثق ون بھ م إذ أ ري د إقام ة الحج ة عل يھم ) عل ى الع رب ( ب اعتراف علم ائھم بصحة التنزيل )). وبما أنه يكتفي لتأييد دعوته عن كل معجزة بشھادة من عنده علم الكت اب )) ) الرعد ( ٤٥ فھذا دليل على أن دعوته نصرانية )) ولوال ذلك لما شھدوا له ودليل أيضا على أنه نذير )) كما أنه ما أھلكنا من قرية إال لھا منذرون )) (٢٠٨). ويفتتح السورة بقوله : طس م. تل ك آي ات الكت اب المب ين )) فيظھ ر أن محم دا يتل و آيات الكتاب المبين )) الذي عر به ورقة بن نوفل وقد شھد شاھد من بني إسرائيل على مثل ه )) ) األحقاف ) ١٠ كما توحي به اإل شارة تلك )) التي تدل على م ا س بق ال عل ى م ا يلح ق ث م يأتي التعليق عل ى ال تالوة بم ا يل ي ف ي س ورة ) الش عراء ). ف القرآن العرب ي يمي ز بين ه وب ين القرآن )) األصيل المطلق الذي يعلن منذ مطلع الدعوة على تالوته في قيام الليل وترتيل آيات فيه ) المزم ل ١ ). ٤ وھ ذه ظ اھرة قائم ة مت واترة في ه وق د س ھا الن اس عنھ ا فخلط وا ب ين القرآن )) األصيل والقرآن العربي الذي ھو تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب )) ) يونس ( ٣٦. ولما قام اإل سالم العربي أم ة ودين ا ودول ة ترك وا الق رآن )) المفص ل واكتف وا ب القرآن العربي المفص ل له وظنوه القرآن )) على اإلطالق. مع أن ه ف ي ليل ة مبارك ة )) ھ ي ليل ة أم را م ن عن دنا : إن ا كن ا مرس لين )) ) الق در )) م ن ش ھر رمض ان )) ل م ي وح إل ى محم د إال الدخان ) ٥ وأمرت أن أكون من المسلمين )) ) النمل ) ٩٠ وما تنزيل رب العالمين )) ف ي القرآن العربي إال من زبر األولين )) : أولم تأتھم بينة ما في الصحف األولى ))! فالسورة وثيقة خطيرة على وحدة القرآن العربي و األصيل ) النمل )) القرآن

٤٠٣ الوثائق المكي ة النضم ام محم د إلى النصارى )) ١ األحقاف ١٠ ) وعلى وحدة الدعوة القرآني ة و النص رانية إسرائيل )) النصارى الذين انضم محمد إليھم ) النمل ). ٩٠ الت ي يش ھد بھ ا علم اء بن ي * الوثيقة الثانية عشرة : من سورة النمل (٢٧ ٤٨) / ١ ٢ ٣ ٧ ٥٦ ٩١ ٩٢ طس. تلك آيات الكتاب وقرآن مبين ھدى وبشرى للمؤمنين الذين يقيمون الصالة ويؤتون الزكاة وھم باآلخرة ھم يوقنون... وإنك لتلق ى القرآن من لدن حكيم عليم... إ ن ھذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي ھم فيه يختلفون... إ نما أمرت أن أعبد رب ھذه البلدة الذي حر مھا وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين وأن أتلو القرآن : فمن اھتدى فإ نما يھتدي لنفسه وم ن ضل... فقل : إنما أنا من المنذرين )) تصاريح ھذه السورة من مفاتيح الدعوة القرآنية في ألغازھا وأبعادھا. التصريح األول الذي يكشف دعوة القرآن كلھا قوله : وأمرت أن أكون من المس لمين وأن أتلو القرآن )) (٩١) : فالمسلمون موجودون قبل محمد وقد أ مر برؤيا حراء أن ينضم إليھم ويكون منھم ويتلو القرآن )) معھم. وھذا ھو التصريح النھائي األكبر لنص رانية )) محم د وقرآنه. فنعرف أن المسلمين )) المذكورين ھم النصارى من بني إسرائيل ومن تنصر )) معھم من العرب من دون سائر أھل الكتاب ) آل عمران ١٨ الصف ( ١٤ فھم وحدھم يعتبرون

الوثائق القرآني ة ٤٠٤ القرآن العرب ي ت وراة وإنج يال لھ م الزكاة وھم باآلخرة ھم يوقنون )). )) ھ دى وبش رى للم ؤمنين ال ذين يقيم ون الص الة ويؤت ون التصريح الثاني : أن محمدا بانضمامه إلى النص ارى المس لمين )) ق د أم ر أيض ا أن أعبد رب ھذه البلدة الذي حر مھا وله كل شيء )) (٩١). في ھذه اآلية رب مكة )) ليس ھبال الممثل بصنمھم األكبر إنما ھو تعالى نفسه فال يعقل أن يكون غير ذلك في الدعوة القرآنية القائمة على الدعوة النصرانية )) (٩١). وھذا شاھد قرآن ي ق ائم عل ى ص حة التوحي د ف ي مك ة والكعبة نفسھا قبل محمد والقرآن. وبربطه بين األمرين األمر بعبادة رب ھ ذه البل دة واألم ر باالنض مام إل ى المس لمين م ن قبل ه ي دل عل ى أن عب ادة الظ اھرة ف ي مك ة ھ ي التوحي د النصراني )) قبل الدعوة القرآنية وقد قامت لفرض سيطرته عليھا وعلى الحجاز كله ) الصف ). ١٤ فال ذين يتوھم ون ويوھم ون الن اس بس يطرة الش رك عل ى أھ ل مك ة والكعب ة إنم ا ھ م معرضون عن شھادة القرآن ومغرضون. التصريح الثالث في ھدف الدعوة القرآنية : إن ھذا الق رآن يق ص عل ى بن ي إس رائيل أكثر الذي ھم فيه يختلفون )) (٥٦). إن ھذا القرآن )) يحصر ھدفه بخطاب بني إسرائيل في ما ھم في يختلفون للسيطرة الدينية على مكة والحجاز. فخطابه محصور قبل الجميع ببن ي إس رائيل وخالفھم. وھم إنما اختلفوا إلى يھود ونصارى من بني إسرائيل بسبب المسيح واإلنجيل : فآم ن النص ارى )) وكف ر اليھ ود ) الص ف ). ١٤ فج اء الق رآن العرب ي يؤي د النص رانية )) عل ى اليھودية ببيان واجب االعتقاد بالمسيح واإلنجيل وفرض ذلك على مكة والحجاز: وھذا تصريح جامع مانع يشھد بنصرانية )) محمد ودعوته. التصريح الرابع ھو التمييز الصريح بين القرآن )) األصيل والق رآن العرب ي : تل ك آيات الكتاب وقرآن مبين ھدى وبشرى للمؤمنين )) (١ ٢ ). محمد يتل و آي ات الكت اب )) ث م يفصلھا في قرآن مبين )) ھو القرآن العربي. وھذا القرآن األصيل ھو الذي أمر بانضمامه إل ى المسلمين )) من قبله أن يتلوه معھم

) ٤٠٥ الوثائق المكي ة النضم ام محم د إلى النصارى )) كما يصرح في السورة ذاتھا (٩١) وكما يش ير من ذ الب دء ب األمر بتالوت ه وترتيل ه م ع أھل ه ف ي قيام الليل ) المزم ل ١ ٥ ). ل ذلك ف القرآن العرب ي تفص يل الكت اب )) ) ي ونس ) ٣٦ ھ و ھدى وبشرى للمؤمنين )) أي بحسب اصطالحه المتواتر توراة وإنجيل للمؤمنين المسلمين م ن قبله ) النحل ) ١٠٢ وھذه مي زة النص ارى عل ى أھ ل الكت اب كلھ م الم ؤمنين بموس ى وعيس ى مع ا ال نف رق ب ين أح د م نھم ونح ن ل ه مس لمون )) ) البق رة ١٣٦ ) وھ ذا ھ و اإلس الم النصراني )) القرآني الذي يشرعه للع رب ) الش ورى ) ١٣ كم ا يش ھد ب ه م ع ومالئكت ه أولو العلم قائما بالقسط )) ) آل عمران ). ١٨ وھو يمي ز أيضا بين القرآن )) األصيل والقرآن العربي بتسميته ھذا القرآن )) (٥٦ ووصفه بأنه قرآن مب ين )) للكت اب الم عل م ( ١ ) والتقري ر بأن ك لتلق ى الق رآن م ن ل دن حك يم عل يم )) ( ٦ ) أخي را ب األمر بتالوت ه م ع المس لمين م ن قبل ه (٩٢) : أرب ع دالئ ل ال تت رك مج اال لريب ف ي التميي ز ب ين الق رآن )) األص يل والق رآن العرب ي والتقري ر ب أن الق رآن )) األص يل موجود عند أھله المسلمين )) النصارى الذين أ مر محمد باالنض مام إل يھم وتالوت ه معھ م (٩١ ٩٢ ). لذلك عندما يقول : وإنك لتلقى القرآن من لدن حك يم عل يم )) (٦) فھ و ال يعن ي م الك الوحي الذي رآه في غار حراء بل حكيما عليما من المسلمين )) الذين انضم إليھم ويتلوه معھم (٩١ ٩٢ ) كما شھد شاھد من بني إسرائيل عل ى مثل ه )) (األحق اف ١٠) وكم ا يس تعلي ھ و نفسه بدرسه )) على أھل مكة ) القلم ). ٣٧ والقرآن العربي يأخذ اسم القرآن )) األصيل ألن ه تفصيل الكتاب )) ) يونس ٣٦ ) لذلك يرادف بين قوله : تلك آيات الق رآن وكت اب مب ين )) ) النحل ) ١ وقوله : تلك آيات الكتاب وقرآن مب ين )) (النم ل ١). والق رآن األص يل ال ذي يتلق اه من لدن حكيم عليم )) ) النحل ( ٦ ھو كتاب أ حكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير )) ) ھ ود ( ١ : أال يش ير ب ذلك إل ى المث ل )) النص راني (األحق اف ١٠) ال ذي ش ھد محم د ترجمت ه بواسطة أستاذه القس ورقة بن نوفل وقد سببت وفاته لمحمد محنة فتور الوحي والعزم على

الوثائق القرآني ة ٤٠٦ االنتح ار وم ا محم د إال ن ذير م ن المن ذرين عل ى ھ ذا يقتص ر دوره : المنذرين.(٩٢) )) فق ل : إنم ا أن ا م ن فتل ك الوثيق ة م ن س ورة ) النم ل ( تش ھد ش ھادة قاطع ة بنص رانية )) محم د و نصرانية )) الدعوة القرآنية. وكل تفسير للقرآن العربي ال يعتمد على ھذا التصريح : وأمرت أن أكون من المسلمين وأن أتلو القرآن )) (٩١ ٩٢ ) ال يصل إلى تالوت ه ح ق تالوت ه وإل ى فھمه حق فھم ه. ف القرآن العرب ي يفس ر بعض ه بعض ا ويش ھد ب أن محم دا ك ان نص رانيا )) ودعا بالدعوة القرآنية إلى النصرانية )) ) النحل ٩١ ٩٢ الصف ). ١٤ * الوثيقة الثالثة عشرة : من سورة يونس (١٠ ٥١) / ١ ٣٧ ٨٤ ٩٠ ٩٥ ٩٦ ١٠٤ ١٠٥ آلر. تلك آيات الكتاب الحكيم... وما كان ھذا القرآن أن ي فترى من دون ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب ال ريب فيه من رب العالمين وقال موسى : يا قوم إن كنتم آمنتم با فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين...... حتى إذا أدركه الغرق قال : ال إ له إال الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين فإن كنت في شك مم ا أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك : لقد جاءك الحق من ربك فال تكونن من الممترين وال تكونن من الذين كذ بوا بآيات فتكون من الخاسرين... ولكن أعبد الذي يتوف اكم وأ مرت أن أكون من المؤمنين وأن أقم وجھك للدين حنيفا وال تكونن من المشركين ))