افتتاحية جملة الرابطة يف طور جديد

Transkript

1

2 افتتاحية جملة يف طور جديد ال ينج ح أاي عمل اإعالم ي اإال يف بيئة صاحلة... ونحم د الله تعاىل أان تهي أت له ذه املجلة بيئة صاحل ة فهي ت صدر عن منظمة إا سالمية شعبية لها ن شاطها وعالقاتها يف شتى اأرجاء العامل كما اأن وجوده ا يف مكة املكرمة يتيح له ا فر صة نادرة يف لقاء العلماء والباحث ين وطلبة العلم الذين يف دون اإىل هذه الديار حجاج ا ومعتمرين. فلله احلمد الذي جعل هذا البي ت مثابة للنا س واإليه يجبى ثمرات كل شيء. وتدخل جملة عامها احلادي واخلم صن اعتبارا من عدد شهر املحرم وهو عمر مديد قيا سا إاىل ا ستم رار املجالت العربية واالإ سالمية وا ستمدت املجلة قدرتها على اال ستمرار واال ستقرار من رعاية امل صوؤولن يف لن شاطها وحر صهم على تطويرها واملحافظة عليها. لق د أاثمرت خطط االرتقاء باملجلة من قبل ابتداء من ع ام 1423 نتائج ملمو سة بتطوير املحتوى وانتظ ام ال صدور وحتقيق ق در من الر ضا لدى الق راء. وكان التوجه اآنذاك ه و توجيه عناية اأك بر إاىل ن رش املقال العلمي والثق ايف وزيادة املحتوى اخلا ص بالبح وث العلمية والدرا سات. وتهي أت للمجلة فر صة اال ستفادة من البح وث والدرا سات املقدمة إاىل موؤمت رات واإىل هيئاتها املتخ ص صة واملجمع الفقهي االإ سالمي. حظي ت املجل ة بر سائل الثناء وال شكر على اجله د املبذول فيها غري أان بع ض الق راء اأبدوا راأيا وا ضحا يف أان للمجلة دورا اإعالما واإخباريا ينبغي أاال تتخلى عنه أالن ما يكتب يف جملة مبثاب ة البو صلة يف ال ش أن العام ويف ق ضايا امل سلمن والكثري م ن اجلمعيات والهيئات واالأفراد ينتظرون موقف إازاء ا أالحداث والق ضايا. وبالطب ع لن تتخلى ع ن هذا الدور و س وف تخ ص ص امللزمة االأخرية لعك س منا شط يف أامانته ا العامة والهيئات واملكاتب اخلارجية وتوثي ق البيانات التي ت صدر عنها يف املنا سبات املختلفة وكذلك نتائج وتو صيات امل ؤومترات املختلفة. وبناء على قرار معايل االأمن العام وتوجيهه الكرمي فقد جرى االإعالن عن جائزة الأف ضل مقال اأو بح ث أاو مادة صحفية خالل العام ويختار من قبل جلن ة خمت صة وتكون مكاف أته ا ست ضافة الفائز الأداء شعرية احلج بتذكرة ونفقات ت شمل النقل واالإعا شة وال سكن. إان هيئة حترير املجلة تتطلع اإىل مزيد تعاون خا صة من املكاتب اخلارجية والهيئات واالإدارات يف تزويدها باجلديد املفيد خدمة لقراء املجلة يف املراكز ا إال سالمية وامل ساجد ودور العلم واملكتبات حيث ينتظرها الطلبة والدعاة واالأ ساتذة يف أاول كل شهر عربي. والله ويل التوفيق واالإعانة.

3 ب سم اهلل الرحمن الرحيم شهرية - علمية - ثقافية الأمني العام للرابطة أا.د. عبداهلل بن عبداملح سن الرتكي الأمني امل ساعد د. عبدالرحمن بن عبداهلل الزيد امل رشف على الثقافة والإعالم د. ح سن بن علي الأهدل مدير اإدارة الثقافة والإعالم و ش ؤون احلج عبداهلل بن علي النمري رئي س التحرير د. عثمان اأبوزيد عثمان الإخراج الفني والتنفيذ حممد يو سف سامل ثروت عبدال سالم النحا س هيئة التحرير املرا سالت: جملة ص.ب 537 مكة املكرمة هاتف: سنرتال: املرا سالت على عنوان املجلة با سم رئي س التحرير الربيد اللكرتوين: rabitamag@gmail.com املو ضوعات واملقالت التي ت صل إاىل جملة»«ل ترد إاىل اأ صحابها سواء ن رشت أام مل تن رش لالطالع على الن سخة الإلكرتونية للمجلة الرجاء زيارة موقع على الإنرتنت طبعت مبطابع تعليم الطباعة رقم الإيداع: /343 ردمد: املحتويات املحرم 1436 ه / نوفمرب 2014 م حوار عن التنقيب الن صي للقراآن الكرمي مع الباحث عبد الباقي رشف الإ سالم ص 13 الإ شارات الإعجازية يف تكوين لنب الأنعام ص 17 اأ صالة الفل سفة الإ سالمية من منظور الإ ست رشاق احلديث 53 د. حممد تاج العرو سي د. ح سن نور ح سن توفيق ن رشاهلل نايف رساج النفيعي إابراهيم عبد الرب عبداهلل ال شيعاين أا سامة بامعلم داخل العدد املقاالت الباحث عن احلقيقة الدكتور عبد العزيز بن اأحمد سرحان قراءة متاأخرة لكتاب )الظاهرة القراآنية( ملالك بن نبي حممد وقيع اهلل اأ صالة الفل سفة الإ سالمية من منظور الإ ست رشاق احلديث الدكتور مرزوق العمري التعامل رشعا مع غري امل سلمني أاحمد صالح حمايري املعنى احلقيقي الجتماع امل سلمني يف مو سم احلج... 3 حوار عن التنقيب الن صي للقراآن الكرمي...13 االإ سارات ا إالعجازية يف تكوين لنب االأنعام جتديد اخلطاب الدعوي يريدون إاباحة ال شذوذ اجلن سي رحلة من االإحلاد اإىل ا إالميان من الدعوة اإىل ا إالعالم ا إال سالمي اأ صالةالفل سفةاالإ سالمية الهجرة املباركة اإ رشاقة اأمل على وجه التاريخ رشق وغرب تداعيات الفو ضى االإعالمية على اخلطاب الديني وباء ايبوال ح صد االآالف يف سرياليون موؤمتر مكة املكرمة اخلام س ع رش بعنوان:»الثقافة االإ سالمية.. االأ صالة واملعا رصة«... 81

4 املعنى احلقيقي لجتماع امل سلمني يف مو سم احلج أا. د. عبد الله بن عبد املح سن الرتكي الأمني العام لرابطة العامل الإ سالمي 3 احلمد لله رب العامل ين و صلى الله و سلم وبارك على نبين ا حممد بن عب د الله وعلى آال ه و صحبه أاجمعن. وبعد: ف إن مما اخت ص الله تعاىل به بيته احلرام أان جعل اأفئدة م ن عباده ته وي إاليه وال ينقط ع وطرها من الرتدد عليه فجعله عامرا بهم على مدى الدهور واألقى عليه مهاب ة يف صدور النا س وجعله وما حوله اآمنا موؤم نا ويف ذلك يقول جل جالله: )و إا ذ ج ع ل ن ا ال ب ي ت م ث اب ة ل لن ا س و أا م ن ا( ]البقرة/ 125 [. قال الطري يف معناه: و إاذ جعلنا البيت مرجعا للنا س ومعاذا ي أتونه كل عام ويرجعون اإليه فال يق ضون منه وطرا. وقال ورقة بن نوفل ي صف احلرم: مثاب الأفناء القبائل كلها تخ ب إاليه اليعمالت الطالئح وق د عهد الل ه تع اىل اإىل إابراهي م و إا سماعي ل ببناء البيت وتطهريه للطائف ين والعاكفن والركع ال سجود وافرت ض حجه م رة يف العمر عل ى م ستطيعي ال سبيل اإلي ه: )و ل ل ه ع ل ى الن ا س ح ج ال ب ي ت م ن ا س ت ط اع اإ ل ي ه س ب يال ) [ آال عم ران/ 97 [ وجعل اإتعاب ا أالبدان واإنفاق االأموال يف هذه العبادة الفريدة العظيمة سببا من اأعظم أا سباب الفوز لديه باملغفرة والرحمة واالأجر العظيم. وقد جعل الله تعاىل حلج بيته احلرام ميقاتا معلوما من ال سنة يت أدى فيه فكان بذل ك مو سما م شهودا تلتقي فيه وف ود القادمن اإىل البيت احلرام ببط ن الوادي من أام الق رى من خمتلف ا أالقطار واالأم ص ار ويف لقائهم ه ذا يح صل خ ري كثري يرجون ه ومناف ع ي شهدونها: )و اأ ذ ن يف الن ا س ب حل ج ي أت وك ر ج ال و ع ل ى ك ل ض ام ر ي أ ت ن م ن ك ل ف ج ع م يق. ل ي ش ه د وا م ن اف ع ل ه م ) ]احلج/ 27 28[. وق د ف رس بع ض ال سلف كابن عبا س و سعيد بن جبري هذه املنافع بخ صو ص التجارة التي كانت تقام لها أا سواق م شهورة وبع ضه م كمجاهد ر آاها تعم التجارة والعمل ال صالح الذي يبتغى به االأجر ور ضوان الله. وه ذا العموم أاوىل و أاوفى بحق املعن ى ومبا دلت عليه شواهد تاريخ البلد ا أالمن. ويف هذا اللقاء البهي ج اجلامع للحجيج تتجلى كثري من املعاين االإميانية واالجتماعية. فف ي صعي د عرف ات ي داخ ل شاه د ه شع ور بجالل

5 شعائر 4 املوق ف قد انبعث من روعة ذل ك اجلمع املهيب الذي ب رز الرجال في ه لربهم قد جتردوا م ن ثيابهم املعتادة وا سترتوا ب إالح رام اإمعانا يف العبودية لله والتعر ض لرحمات ه ونفحات ه العظيمة املوعود به ا يف ذلك اليوم امل شهود. وي ستمر ذلك ال شعور غامرا لكيانه وهو يدفع يف م سريه بينه م اإىل املزدلفة ومنها يف صبيحتها اإىل منى ليق ضوا فيها تفثهم ويوف وا نذورهم ثم منه ا إاىل البيت العتيق ليطوفوا به. ف ريى يف تل ك النخبة م ن اأم ة ا إال سالم م ن خمتلف االأجنا س وه ي ماثل ة ب ين يدي ه يف تل ك امل شاع ر واملواطن اأخوة الدين ورابطة االإ سالم حبال وا صال بينه م جميعا ول س ان حالهم يعر ع ن شكر نعمة هذه الو شيجة الدينية اخلال صة و إان ح ال اختالف األ سنتهم أاحيانا بينهم وبن ترجمة تلك املعاين بعبارات يتبادلونها. إان احلج اأكر مظهر لالجتماع االإن ساين على االأر ض ويف اأفيائه يج د امل سلمون أاعظم الفر ص للقاء وتداول االآراء وتب ادل التجارب واحل وار املثمر املعمق يف ق ضايا امل سلمن وم ستجداتهم. وقدوته م يف ذل ك النبي صل ى الله علي ه و سلم حن خطب يف صعيد عرف ة ويف منى يف ثاين أايام النحر يف ذل ك اجلمع العظيم م ن امل سلمن الذي ن شهدوا معه حجة ال وداع م ستثمرا اجتماعه م ف أر سى يف خطبته اأ س س االإ سالم وقواعد ال رشيع ة و ضم نها من الن صح واالإر ش اد االجتماعي ما يكفل ع ز امل سلمن يف الدنيا و سعادتهم يف ا آالخرة ثم ختمها بقوله:»فاعقل وا أايها النا س قويل ف إين قد بلغت وقد تركت فيك م أايه ا النا س م ا إان اعت صمتم به فلن ت ضل وا اأبدا كت اب الله و سنة نبيه. أايها النا س ا سمعوا مني ما اأقول لكم اعقل وا تعي شوا وال ترجعوا بع دي كفارا ي رضب بع ضكم رقاب بع ض بال سي وف. اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت «)انظر ال سنة ملحمد بن ن رص املروزي الرو ض االأنف(. وم ن أادرك مناف ع احل ج ومقا صده ل ن تخفى عليه دالالت اختيار هذا املو سم احلافل لدخول االإ سالم اإىل يرثب مدينة الن رصة واالأن صار عن طريق اإ سالم ستة نف ر من حجاجها ب ين يدي ر سول الله صل ى الله عليه و سلم يف منى ثم مبايعته يف ال سنة بعدها عند العقبة على االلتزام ب أحكام ا إال سالم ث م مبايعته مرة اأخرى على ا إاليواء والن رصة فكان الذي مت يف منى يف احلج اللبنة االأ سا س يف ن ش أة الدولة امل سلمة واالأمة امل سلمة. وتاله عليه ال صالة وال سالم اخللفاء الرا شدون فجعلوا اجتم اع امل سلمن يف احل ج مو سما ل شه ود منافع تعود باخلري على عموم امل سلمن. فقد كان أامري املوؤمنن عمر بن اخلطاب ر ضي الله عنه ي رى يف مو سم احلج اأح سن فر صة ي ستق صي فيها أاخبار رعيت ه ويتفقد ش ؤوون والت ه فجعله- على م ا تفيده رواية ابن سعد وابن شبة- ملتقى للمراجعة واملحا سبة وا ستط الع اآراء الرعي ة يف والته م فيجتم ع في ه اأ صحاب ال شكاي ات واملظامل والرقباء الذين كان عمر يبثهم يف اأرج اء اخلالفة ملراقبة العمال والوالة وي أتي العم ال ب أنف سه م لتقدمي ك شف باحل ساب ع ن اأعمالهم ف كان ينعقد يف مو سم احلج على عه د الفاروق ما ي شبه اجلمعية العمومية لقيادات الدولة وم ص ؤووليها. وكان عثم ان ب ن عفان ر ض ي الله عن ه ينتهج هذه النهج ق ال ابن كث ري يف البداية والنهاي ة: ومما كان يعتمده عثمان بن عف ان اأنه كان يلزم عماله بح ضور املو سم كل عام ويكت ب إاىل الرعايا: من كانت له عند اأح د منهم مظلمة فليواف إاىل املو س م ف إين اآخ ذ له حقه من عامله. وهكذا ف إن هذا االجتماع ال سنوي يتيح الفر صة لتجديد التوا صل االإ سالمي على ثالثة م ستويات: العامة اأو ا أال شخا ص العاديون. القيادات العلمية. زعماء االأمة وم ص ؤوولوها. فعلى م ست وى عامة امل سلمن تتو س ع لديهم املدارك وي زداد ر صيدهم من التعارف وتتجدد لديهم م شاعر الرابط ة ا إال سالمي ة وتنعق د بينه م اأرف ع العالقات ال شخ صي ة احلميم ة حمققة اأ سمى مظاهر الود وا إالخاء والتعارف والت آلف. وهذا ع الوة على ما ينقل ب به احل اج اإىل بلده وذويه م ن زاد اإمياين كبري مينحه عزما جديدا على مزيد من

6 5 التم سك بدينه والعمل بكتاب الله و سنة نبيه فيجمع بن منفعتي الدنيا واالآخرة. وم ن املنافع الت ي يجنيها احل اج يف طريق ه و صحبته لذوي الف ضل م ن الف ضائل اخللقية واالآداب ال رشعية ولذوي العلم م ن علومهم املتنوعة وق د كان يح صل ه ذا يف الزمن القدمي ب صورة وافرة يف قوافل احلجيج التي ت ستغ رق الرحلة لديها م دة طويلة ت ع د بال شهور ورمب ا بال سنن فق د كانت مبثابة مدار س متنقلة تعقد يف منازله ا حلقات العلم فيجد النا س فيها خريا كثريا ي أن س ون به وي سرتوح ون اإليه وي ستق رشون به ب ع د ال شقة وي ست صغرون مفاوزها. ويف رحل ة الع ودة اإىل الدي ار ينقل احل اج اإىل أاهله وخ ال نه ما أافا ضه احلج عليه من م شاعر وما أاوجد فيه من ت صورات ويحم ل إاليهم شعور االنتماء الوجداين إاىل املجتمع ا إال سالمي الكبري الذي جتمعه وحدة الدين والعبادة والتاريخ وامل صري امل شرتك ناهيك عن وحدة ال شعور وما ينطوي عليه الوجدان من اآمال و آاالم. و أام ا املتخ ص صون من ذوي العل م واملعرفة فيجدون يف احل ج فر ص ة يهتبلونه ا يف ت داول الفوائ د العلمية املختلفة م ع النظ راء والتلقي عن ا أالكاب ر من ذوي الف ضل وال سعة ولعل يف ال سري املدو نة للعلماء القدماء وما انطوت عليه كتب الرحالت التي تكون مكة واحلج فيها حمطة بارزة وهمزة و صل ما يقف بنا على تراث زاخ ر من أالوان الفوائد العلمي ة خالل مو سم احلج م ن الروايات وا إالجازات يف الفن ون املختلفة وحلق التدري س وا ستن ساخ الكتب. وهذا ما نراه الي وم ماثال يف صورة جديدة من ن شاط علمي وثقايف تقوم عليه الهيئات واملنظمات ا إال سالمية. وه و امت داد الإرث تلي د اأ س س ه امللك عب د العزيز بن عب د الرحمن اآل سع ود رحمه الله ح ين جعل من اأولوياته ت شجيع العلماء والعناية بحلق العلم يف احلرمن ال رشيفن. و سار على نهج ه من بعده أابن ؤوه ال بررة ف أثمر ذلك م ا ن شه ده يف موا سم احل ج من م ؤومت رات وندوات وملتقي ات نافعة ومنا شط علمية وثقافية تقيمها اجلهات التي لها صلة باحلج و ص ؤوونه. وم ن ال سنن احلميدة التي سنه ا والة االأمر يف اململكة اغتناما لهذا املو سم التعبدي و أالجواء االإميان وا أالخوة الت ي جتلله احلفل البهيج الذي يتم يف منى يف ثاين أايام النح ر ال ستقب ال امل ص ؤوولن عن بعث ات احلج وكبار ال ضي وف وال شخ صي ات يف ضياف ة كرمي ة خل ادم احلرمن ال رشيف ين امللك عبد الله بن عب د العزيز آال سع ود و سم و ويل عهده االأم ين االأم ري سلمان بن عبدالعزي ز آال سع ود بح ض ور كب ار امل ص ؤوولن يف اململكة تكرميا لهم وتقديرا جلهودهم وتعبريا عن صلة ا أالخوة واملحبة التي تربط اململكة بالعامل االإ سالمي. وهكذا يتجلى املعنى احلقيقي الجتماع امل سلمن يف مو سم احلج ويتحقق م ا لهذه الفري ض ة العظيمة من مقا صد وح كم. وقد صدق علم وؤنا ا أالولون يف قولهم: ما من حكم يف ال رشع اإال وله حكمة يهدف إاليها ومعنى معقول يناط به عق ل ذلك من عقله وجهله من جهله. فامل سلم يذع ن لعبادة ربه تعبدا وت سليم ا وهو يعلم اأن لله تعاىل يف رشعته احلكمة البالغة وهو العليم احلكيم. واحلمد لله رب العاملن.

7 درا سات يف القراآن الكرمي حممد وقيع اهلل قراءة متاأخرة لكتاب )الظاهرة القر آانية( ملالك بن نبي 6 توطئة ا ستخدم دار س و االأديان يف ا أالكادميي ات الغربية منهج البح ث التاريخ ي املق ارن ليتتبع وا تاري خ الن صو ص املقد سة ويتبي نوا اأ صولها ومواردها االأوىل ويالحظوا م ا تعاور عليها م ن مظاهر التحري ف والتحوير طم سا و إا ضافة. ومنذ أاكرث من ق رن ون صف طفق الباحث ون الغربيون يطبق ون هذا املنه ج البحثي على درا ستهم مل واد القر آان الك رمي. ومل يك ن عجيب ا أان ي ستهدفوا كت اب االإ سالم املقد س مبثل ما ا ستهدفوا كتبهم املقد سة غري أانهم أا رسفوا يف ا سته داف القراآن الكرمي ع س ى أان ينالوا م أربهم يف اكت ش اف خلل يف تكوينه اأو يف تاريخ ه اأو ما ميكن أان يعربوا به عن شكوكهم يف دقة اأ صالته وت أكيد اأو ترجيح ا ستعارته لكثري من معلوماته عن اأ سفار التوراة. واأكرث من نحى هذا املنحى املرتب ص هم امل ست رشقون ذوو الن سب ا إال رسائيلي يقود لواءهم ثيودور نولدكة ) م( واإغناز غولد زيهر ) م( وديفيد صمويل مارغليوث ( م( ويو سف ه ل ) م(. ت ضافر هذا اجلمع على افرتا ض أان القر آان الكرمي ما كان اإال ن سخة معدلة عن اأ سفار العهد القدمي مبعنى اأنه مل يكن ن صا جديدا موحى به و إامنا كان اقتبا سات على درجات متفاوتة من التوراة. وراجت هذه الفر ضية غري املمح صة و سط املتخ ص صن يف م ادة االأدي ان املقارن ة وبك رثة الط رق عليه ا وترديدها صارت مبثابة البدهية التي ي سل م بها ويحتاج م ن مياري فيه ا إاىل اأن يثب ت نقي ضه ا اأي اأن يوؤكد عل ى اأ صالة القراآن الكرمي وينف ي ا شتقاقه من الكتب ال سالف ة. ويف ع ام 1946 م انبث ق كت اب )الظاهرة القر آاني ة( من قلم املهند س اجلزائ ري ال شاب مالك بن نبي جمردا ف صوله للدف اع عن االإ سالم وتنزيهه من هذه الفر ضية املفرتاة. ومت صديا الدعاءات اال ست رشاق االإ رسائيل ي الذي ابتغى رشب االإ سالم يف جذوره ا أالوىل وا ستئ صال ه منه ا وقط ع االأم ة امل سلمة عنه بزع م أانه م ؤو س س على باطل ب رشي م ن اإن شاء حممد صلى الله علي ه و سلم الذي زعموا اأن ه مل يكن اأميا واأنه حرر بع ض اأجزائ ه وانتهب بع ض مقاطعه من الت وراة وا ستكتب موؤلف ين ثانوين إالن ش اء موا ضع أاخرى م ستقلة.

8 7 مفهوم النبوة وكان مم ا اأعان عل ى ترويج هذا الفري ة انبهام مفهوم النب وة يف امل صطلح ات الديني ة اليهودي ة والن رصانية حتى شمل املفهوم كل من أاخر عن الله تعاىل من الر سل واالأنبياء والعب اد والقدي صن والكهنة الوا صلن ال صادقن منهم والكاذبن. وب سبب من ذلك اعتنى الكاتب اجلزائري ب إي ضاح مفهوم النبوة من املنظ ور االإ سالمي ا أال صيل الذي يقدم معنى حمدود ا يقت رص عليه وال يت س ع لي شمل بقية املعاين التي تطويها الذاك رة املعرفية الغربية الدينية منها والعلمانية على ال سواء. يتح دد معنى النبوة االإ سالمي يف اختيار الله تعاىل لر سل كرام من عباده االأنقياء االأتقياء ليبعث بهم إاىل اخلالئق. وال يخت ار الر سل أانف سهم لهذه املهم ة وال ين صبهم من اأجله ا اأتباعهم وحواريوهم كما ه و احلال يف الت صور اليهودي والن رصاين. ولي س ت صلة االأنبي اء بالله تعاىل صل ة غام ضة مبهمة و إامن ا يتلق ون قوال ثقيال ع ن طريق املل ك جريل عليه ال س الم حيث يحم ل ن ص الوحي ويبلغ ه مكتمال اإىل الر سل الذين يبلغونه بدورهم اإىل من بعثوا لهدايتهم. ويت ص ف الر سل االأنبياء بال ص دق يف اأو ساط أاقوامهم فيح وزون ثقته م ويطمئن ون اإىل ما اأتوا ب ه من اأمر الغيب وال يتهمونهم ببين ة ظاهرة بالكذب اأو االجرتاء على االفرتاء. ويف حال ة ر س ول االإ س الم حمم د صلى الل ه عليه و سل م فقد عا ش اأربعن سنة من عمره و سط قومه مل يوؤثر عنه يف غ ضونها جملة كذب واحدة يف اأمر جليل اأو قلي ل ال ب سوء نية وال بح سنها. وهي صفة مل تت أت لب رش عادي وكفت وحده ا للداللة على صدق نبوته و صحة ما جاء به من أامور الغيب. فبادر اإىل الت صديق به أاهل النهى وال صدق واملكارم ثم انعطف النا س اإليه من خمتلف امل شارب وامل ضارب وما نه ض أاحد بحجة ذات بال ت شكك يف صدقه صلى الله عليه و سلم. اإن هذه التجربة االإ سالمية اخلال صة يف مو ضوع النبوة تع وز الذاكرة املعرفي ة الغربي ة التي حتت ش د ب أمناط شتى من أامناط النب وة الزائفة التي عدد ابن نبي بع ض أا صنافه ا واأب ان عن ع دم ات ساقها مع مفه وم النبوة يف ا إال سالم ومنع بالتايل من قيا س مفهوم النبوة االإ سالمية عليها. بواعث ت أاليف الكتاب وكان مما بعث ابن نبي لت أليف كتابه ما مل سه من ت أثريات فر ضي ات امل ست رشق ين عل ى عق ول ذراري امل سلم ين املتعلمن على النمط االأوروبي وخ صو صا اأولئك الذين تخ ص ص وا يف الدرا س ات القراآنية واأح رزوا جوائز الدكت وراه وفق مناهج بحثية اأو صى به ا امل ست رشقون وم ن ه وؤالء الدار س ين اأف راد مرموقون لقيه م مالك بباري س واأ شار إاليهم يف بع ض كتاباته. وق د عر مالك يف مطلع كتابه ع ن قلقه من اجتاه طرف من نخب ة النه ضة االإ سالمي ة احلديثة لتلق ى: «أافكارها واجتاهاتها الفنية عن الثقافة الغربية وخا صة من طريق م رش. هذه االأف كار الفنية ال تقت رص عل ى أا شياء احلياة الفكرية اجلديدة التي يتعودها ال شب اب امل سلم شيئا ف شيئا بل اإنها مت س أاي ضا وبطريقة غام ضة م ا يت صل بالفكر وما يت ص ل بالنف س ويف كلمة واحدة: م ا يت صل باحلياة الروحية «.]1[ وذكر اأن: «ا أالعمال االأدبية له ؤوالء امل ست رشقن قد بلغت يف الواقع درجة خطرية من ا إال شعاع ال نكاد نت صورها وح سبن ا دليال على ذلك اأن ي ض م جممع اللغة العربية يف م رص ب ين اأع ضائه عاملا فرن سيا. ورمبا اأمكننا أان ندرك ذل ك إاذا الحظنا عدد ر س االت الدكتوراه وطبيعة هذه الر ساالت التي يقدمها الطلبة ال سوريون وامل رصيون كل عام اإىل جامعة باري س وحدها ويف هذه الر ساالت كلها ي رشون - وه م اأ ساتذة الثقافة العربي ة يف الغد وباعثو نه ضة ا إال سالم - ي رصون كما اأوجبوا على أانف سهم على ترديد ا أالفكار التي زكاها أا ساتذتهم الغربيون. وعن هذا الطري ق اأوغل اال ست رشاق يف احلياة العقلي ة يف البالد ا إال سالمي ة حمددا بذل ك اجتاهها التاريخ ي إاىل درجة كبرية»]2[. نق ض فر ضية ا ستعارة القر آان من التوراة وق د اجته ابن نبي ر أا سا إاىل تقوي ض الفر ضية االأ سا سية الت ي تواط أ سائر امل ست رشقن م ن بني إا رسائيل وغريهم على ترديدها وهي املتعلق ة ب أخذ القر آان اأكرث معلوماته من الت وراة وذك ر اأن اأه م املعلومات ه ي بال ريب املعلومات التي تت صل مبو ضوعات العقيدة والت صورات االإمياني ة والفكرة العام ة والتف صيلية ع ن ا إالله و أاقام مقارنة شاملة بن الت صورين ا إال سالمي واليهودي لفكرة االإله وذكر أان االإ رسائيلي ين اجتهوا اإىل احتكار الرب الواحد واإ ضفاء صفة ب رشية عرقية عليه باعتباره ربا لهم عل ى وجه اخل صو ص بينما أاك د القراآن الكرمي أان الل ه تعاىل رب للعاملن أاجمعن ونزه ه عن أاي شبيه اأو رشيك. و أاك د اأن من يوحد الله تع اىل توحيدا مطلقا وينفي عنه جمي ع ال صفات التي تلي ق مبخلوقاته ال ميك ن أان يعد

9 درا سات يف القراآن الكرمي 8 مت أثر ا بفك ر ديني قومي يح شد فك رة االألوهية يف نطاق عن رصي كما فعل بنو إا رسائيل. وحت دث ع ن ق ص ور الت ص ورات التوراتي ة لل صفات ا أاللوهي ة م برزا مالحظة مهم ة فحواه ا: «اأن الكتب العرية تك ش ف عن بع ض الت شبي ه والتج سيد لله سبحانه وتعاىل. ويتجلى هذا الت شبيه يف مثل روؤيا يعقوب املروية يف سف ر التكوين: «وراأى حلم ا واإذا س ل م من صوبة على ا أالر ض ور أا سها مي س ال سماء وهو ذا مالئكة الله صاعدة ونازلة عليه ا وهو ذا الرب واقف عليها فقال أانا الرب اإله إابراهيم أابيك واإله اإ سحاق«]3[. هذا ب إال ضافة إاىل العام ل القومي العن رصي الذي سلفت االإ ش ارة اإليه وهو قائم على ميزة االختيار التي ابتدعت:»ليعقوب عقي دة دينية قومي ة: فالله سبحان ه وتعاىل قد اأ صب ح يف تل ك العقيدة - عل ى وجه التقري ب - األوهية قومية بينما اجت ه الوحي الق راآين اإىل أان يقرر النتيجة احلا سمة للفكرة التوحيدية )الله واحد خمالف للحوادث رب للعامل ين(. ف أخرج به ذه الطريقة احلا سمة ذات الله جل ش أنه من نطاق االأنانية اليهودية والتعدد امل سيحي. ولقد تق ررت هذه العقيدة اجلوهري ة ل إال سالم املوحد يف سورة من أاربع اآيات ]هي سورة االإخال ص[«]4[. ومبث ل ه ذه املقارنة يف اأ ص ول االعتقاد اأفح م ابن نبي العلم اء املتطاول ين من بن ي اإ رسائي ل واألقمه م حجرا وقو ض مبنط ق علمي ر ص ين وكان ذل ك متهيدا منه لتقوي ض بقية االأ س س الزائفة لفر ضية نق ل القر آان عن التوراة وت أ سي س عقيدته الدينية على ما جاءت به. وقد م ض ى يف ذلك بق وة وتف صيل سيم ا عندما عر ض بالتحليل املق ارن لق ص ة سيدنا يو سف علي ه ال سالم كما وردت يف كل م ن الن صن التوراتي والق ر آاين ف أبان عن صحة الرواي ة القراآنية صحة كاملة ال يتعر ض اإليها ال شك بينما تكتنف ال شك وك الرواية التوراتية الأحداث الق صة من كثري من جوانبها. ومثال لذلك : «يف رواية التوراة ا ستخدام إاخوة يو سف يف سفرهم حمريا بدال من العري يف رواية القراآن على حن اأن ا ستخ دام احلمري ال ميك ن اأن يت سنى للعرانين اإال بعد ا ستقرارهم يف وادي النيل بعد ما صاروا ح رضين إاذ احلمار حي وان ح رضي عاجز يف كل حالة عن اأن يجتاز م ساف ات صحراوي ة شا سعة لك ي يجيء م ن فل سطن وف ضال عن ذلك ف إن ذرية إابراهيم ويو سف كانوا يعي شون يف حالة الرعاة الرحل رعاة املوا شي واالأغنام» ]5[. واأن ش أ ابن نب ي جدوال طوي ال ملقارن ة التفا صيل وتتبع اأخطاء الرواية التوراتية لها ب أ سلوب علمي دقيق واتخذ من صحة الرواية القراآنية دليال اإ ضافيا على صحة الوحي الق راآين: «فق ص ة يو س ف املف صلة مث ال اأو التاريخ املف ص ل لهجرة بن ي اإ رسائيل ال ميك ن اعتبارهما جمرد اتفاق عار ض بل يجب حتما اأن ي أخذا لدى حممد صلى الل ه عليه و سلم صفة الوحي العلوي ة. ولنا أان نت ساءل كي ف ا ستطاع اأن يدرك االتفاق العجيب لهذا الوحي مع ما ورد من التفا صيل التاريخية يف التوراة» ]6[. وحت ى عندما الحظ ت شابه بع ض العنا رص املت شابهة يف الروايت ين ف إنه مل يفته اأن يالحظ الطابع اخلا ص للرواية القراآني ة للق صة فذكر :»اإن س دى التاريخ واحد متام ا يف كلتا الروايتن ومع ذلك ف إن جمرد الت أمل ال رسيع ميكن اأن يك شف لنا عن عنا رص خا صة متيز كلتيهما على حدة فرواية القر آان تنغمر با ستمرار يف مناخ روحاين ن شعر ب ه يف مواق ف وكالم ال شخ صي ات التي حت رك امل شهد القر آاين. فهناك قدر كب ري من حرارة الروح يف كلمات يعق وب وم شاعره يف الق ر آان فهو نبي اأك رث منه أاب ا وترز ه ذه ال صفة خ صو صا يف طريقت ه يف التعبري عن ي أ سه عندما علم باختفاء يو سف. كما تتجلى يف طريقته يف ت صوير أامله حن يدفع بني ه اإىل أان يتح س سوا من يو سف واأخي ه. وامراأة العزيز نف سه ا تتحدث يف رواية القر آان بلغة تليق ب ضمري اإن ساين وخزه الندم و أارغمتها طهارة ال ضحية ونزاهتها عل ى اال ست سالم للحق ف إذا باخلاطئة تعرتف يف النهاية بغلطته ا. ويف ال سجن يتحدث يو سف بلغة روحية حملقة سواء مع صاحبيه اأم مع ال سجان فهو يتحدث بو صفه نبيا ي ؤودي ر سالته اإىل كل نف س يرجو خال صها».]7[ وتل ك مالحظة تك شف عن أان ابن نب ي واإن كان قد آاثر الكتاب ة بالفرن سية لت أليف اأكرث كتب ه إاال اأنه كان مذ عهده االأول متذوقا تذوقا رفيعا للغة القراآن الكرمي ]8[. افرتاع احلديث يف مو ضوع الإعجاز العلمي للقراآن و إاليث ار مالك بن نب ي للتحليل العلم ي يف جمتمع يقد س العل م الطبيعي فقد اجته التخاذ قوان ين العلوم الطبيعية واملكت شفات احلديثة بابا للتدليل على اإعجاز القراآن الكرمي والتدليل على اأ صالة وع صمة م صدريته. وملا كان مالك رجل علم ريا ضي هند سي يف املقام االأول فقد كان موؤهال ومرج وا لكي يديل بقول معقول منا سب يف هذا الباب الذي ا شتهر بعد ذلك وتوالت فيه االأبحاث. وه ذا ما فعله حن قدم برهان ه اإىل جمهرة العلماء الذين شكك وا يف صحة الوحي االإلهي موؤك دا لهم اأن القر آان الك رمي ال ميكن اأن يكون منتزع ا من املحيط الب رصي الذي عا ش فيه حممد صلى الله عليه و سلم. الأن املعهود يف العقل الب رشي اأن يكون تفكريه حم صور ا

10 9 يف ح دود ما هو معلوم اأو ميكن علمه وال يعهد فيه أان يل ج اآفاق املعرفة املطلقة كما يفع ل القر آان الذي ير سل ومي ض ه يف اآيات كثرية تتعلق بامل سائ ل العلمية الكبرية ه ذا م ع مالحظ ة أان القر آان الك رمي لي س بكت اب علم طبيعي و إامنا هو كتاب هداية وتربية ووعظ. وهك ذا الحظ ابن نب ي أانه يف سي اق العر ض الت رشيعي تتدفق حقيقة كونية اأو سماوي ة: «تك شف للفكر االإن ساين املبه ور عن امل صدر الغيبي الذي تدفقت منه تلك الفكرة التي سبقت ع صور التقدم االإن ساين واتفقت مع احلقائق الت ي ك شف عنه ا العلم بعد ذلك بق رون وك أمنا سبقت هذه الغرائب العقل ا إالن ساين الذي يتطور لتكون طالئع شاهدة على ال رس ا أال سمى للمعرفة القر آانية» ]9[. والح ظ بجالء اأن القر آان الك رمي مل ين سجم مع املعارف الكوني ة الت ي كان ت سائدة يف ع رش نزول ه و أاهمها املعارف البطليمو سية التي زعمت أان االأر ض هي مركز الك ون وحولها ت دور ال شم س وبقي ة الكواكب وقد خالف الق راآن الكرمي املعارف االأفالطوني ة التي كانت اأكرث زخرفة عندما تغنت ب الأر ض وجعلتها مركزا لقبة الفلك. وعلى غ ري ذلك كله تنزل ت اآية كرمية اأن ارت اأ صل احلقيق ة وو ضعت العق ل الب رشي عل ى جانب طريق التقدم العلمي. وذلكم هو قول الله تعاىل: [ أا ف ال ي ر و ن اأ ن ا ن أ ت ي اال أ ر ض ن ن ق ص ه ا م ن أا ط ر اف ه ا[ ا أالنبياء: 44. وقد اأجملت هذه االآية الكرمية حقيقتن متميزتن االأوىل: ذات طابع هند سي حيث حتدثت عن اأطراف لالأر ض والثانية: اآلية الطابع حيث حتدثت بفعل االإنقا ص. واحلديث ع ن اأطراف لالأر ض يلمح إاىل صف ة شكلها البي ض اوي ال ذي نعرف ه ا آالن. ث م يج ئ ق ول الل ه تعاىل:]و ت ر ى اجل ب ال حت س ب ه ا ج ام د ة و ه ي مت ر م ر ال س ح اب ] النمل: 88. وب ه ي ضيف القر آان الكرمي حقيقة جديدة لي ست أاقل اأهمية عن طبيعة حركة ا أالر ض. ث م من أاين يا ترى ي أتي هذا الكوكب الذي حتدث القر آان الكرمي شكله وحركته مل تواج ه النظريات القدمية التي اجرت حت قبل البال س ه ذا ال س وؤال الكبري أاما الق ر آان ف إنه يف ص ح عن اأ صل وجوده ا. قال تع اىل: ]ال ال ش م س ي ن ب غ ي ل ه ا أا ن ت د ر ك ال ق م ر و ال الل ي ل س اب ق الن ه ار و ك ل يف ف ل ك ي س ب ح ون ] ي س:.40 وه و م ا اكت ش ف الحق ا فاللي ل ظاه رة طبيعي ة أاعقبت:»الرودة التدريجية لالأر ض اإذ الواقع أانه طاملا كان ت االأر ض كتلة ملتهب ة ف إنها مل تك ن تعرف الليل فكانت يف نهار طبيعي دائم» ]10[. ثم يذكر القر آان الكرمي م سار ال شعاع ال ضوئي يف طبقات اجلو املرتاكبة حيث ي س ري ال ض وء ح سب قانون انك سار ال ض وء وهذا م ا اأ شار اإلي ه القراآن الك رمي بقول الله تع اىل:»اأ مل ت ر اإ ىل ر ب ك ك ي ف م د الظ ل و ل و ش اء جل ع ل ه س اك ن ا ث م ج ع ل ن ا ال ش م س ع ل ي ه د ل يال ث م ق ب ض ن اه إا ل ي ن ا ق ب ض ا ي س ري ا«الفرقان: ويق رر قانون انك س ار ال ض وء اأن: «ال شع اع ال ضوئي ال ذي ينت رش يف جمال ذي كثافة متغ رية با ستمرار يخط يف م س ريه خطا منحنيا ذا جتويف متجه نحو النقط ا أالكرث كثافة ويف هذا املجال يقب ض الظل )قب ضا ي سريا ( بالن سبة مل ا قد يك ون عليه الف راغ ال ذي ال يوجد في ه انك سار ويف ه ذا توافق ملحوظ ب ين الفكرة القراآني ة واخلا صة الب رصي ة املح ضة التي يجهلها العل م االإن ساين يف الع رص النبوي«] 11 [. ويف سي اق حديث اجلو هذا يذكر اب ن نبي حقيقة أاخرى قرره ا التنزيل احلكيم يف قوله تع اىل: ]ف م ن ي ر د الل ه أا ن ي ه د ي ه ي رش ح ص د ر ه ل ال إ س ال م و م ن ي ر د اأ ن ي ض ل ه ي ج ع ل ص د ر ه ض ي ق ا ح ر ج ا ك أ من ا ي ص ع د يف ال س م اء ] ا أالنعام:.125 ويف تف س ري ه ذه االآية يقول اب ن نبي: «فمن ذ اكت شاف الطبقات العلي ا بف ضل الطريان والبالون ات ا ستطعنا أان ن درك ظاهرة ع ضوية تنتج عن متدد اله واء إاذ ي شعر ال صاع د يف العل و ببع ض ال صعوب ة يف التنف س ويح س بال ضيق واالنقبا ض«]12[. وهي ظاهرة غدت م ألوفة لكل من يتخذ الطريان و سيلته يف الت سفار! وم ا فات على ابن نبي أان يالح ظ أان هذه احلقيقة كانت جدي دة على العرب إاذ مل يعهدوا شيئ ا من قبيلها ولو من م ستوى ت سل ق الذرى التي يقل عنده ا أاك سجن احلياة ومعروف أان البيئة التي شهدت نزول القر آان الكرمي فيها بيئة صحراوية منب سطة ال تنت رش فيها الذرى ال شاهقات. األهم موري س بوكاي وم ن مالك ب ن نبي أاخ ذ النطا س ي الفرن س ي موري س ب وكاي خي وط البح ث لي صل ه مبو ضوع ات جديدة فتناول إافادات التوراة ع ن خلق ال سماوات واالأر ض ومراحل اخلل ق ال ستة وعملية ت شكل الك ون االأ سا سية وانتهائه ا اإىل تكوي ن العامل وتكون النظ ام ال شم سي واملجرات وترتيب خلقهما وتكون املجرات والنجوم والنظ م الكوكبي ة وتطوره ا ومفهوم تع دد العوامل وامل ادة الكونية املنت رشة بن النج وم ومقابلة ذلك مبا جاء يف القراآن الكرمي عن املو ضوعات ذاتها ثم عر ض

11 درا سات يف القراآن الكرمي 10 ذلك كله عل ى ما جاء به العلم احلديث وانتهى من ذلك اإىل أان رواي ات القر آان تخالف رواي ات التوراة خمالفة جوهري ة و أان جمي ع الروايات التوراتي ة التي تناولت ه ذه ال صوؤون تخالف معطي ات العلم احلديث و أان جميع الرواي ات القراآنية التي تعر ضت له ذه ال ص ؤوون توافق ما تو صل اإليه العلم احلديث الكرمي. وقب ل عق ود م ن ان شغ ال )ب وكاي( مبعاجل ة املومي اء الفرعوني ة الت ي كان ت بداية توجه ه لتحقي ق الروايات القراآنية كان ابن نب ي قد تناول هذا املو ضوع من وجهة البحث التاريخ ي والقراءة التحليلي ة املوازنة لن صو ص التوراة والقراآن التي رسدت تفا صيل الواقعة. وذكر أان رواية سفر اخلروج التوراتي جاءت تفيد بغرق الفرع ون واختفاء ج س ده عن الوجود وه ذا ما أاوقع الرتاث التوراتي حت ت طائلة التناق ض مع اأبحاث التاريخ امل رشي الق دمي فقد انتقدت تل ك املباح ث الرواية أالن ال سج الت التاريخي ة مل تر صد اختفاء فرع ون يف الفرتة التي شهدت حدوث الواقعة التي ر صدتها التوراة. ولذا ان شغل ت تفا سري التوراة با ستخ دام وثائق تاريخية مثل مذكرات ا أالمري احليثي مور سيل للدفاع عن رواية سف ر اخل روج. وقد حتدثت ع ن اإر س ال االأمري احليثي الأح د أابنائه ليت زوج ملكة م رص وموت ه يف الطريق: «ميت ة طبيعية كم ا يقول امل رصيون ومقت وال كما يدعي احليثيون«. ومل تنج هذه الرواية اأي ضا من انتها ض وقائع قوية تناق ضها مما ضمته سجالت التاريخ امل رصي القدمي. ويف خال ص ة الدرا سة املقارنة ا ستنتج اب ن نبي أان رواية الق ر آان للحادثة ال تناق ض رواية الت وراة ولكن تكملها: «بتف صي ل غري متوقع وهو اأي ض ا غري عادي.. اأعني: النجاة البدني ة لفرعون الذي أافل ت ب أعجوبة من الغرق: ]اآال آن و ق د ع ص ي ت ق ب ل و ك ن ت م ن امل ف س د ين ف ال ي و م ن ن ج يك ب ب د ن ك ل ت ك ون مل ن خ ل ف ك اآي ة و إا ن ك ث ري ا م ن الن ا س ع ن آاي ات ن ا ل غ اف ل ون ] يون س: ]13[ والذي فعل ه النطا س ي الفرن سي )بوكاي( ه و أانه فح ص مومي اء الفرع ون الهال ك واأكد اأن ه قد أاهلك ه الغرق بدليل ارتفاع ن سب ة االأمالح بجوفه أاعلى بكثري من املعدل امل ألوف ووجود قواقع بحرية مبعدته وحدوث ر ضو ض قوية بج سمه ناجتة عن ارتطام املوج الهائج به. واقتف ي )ب وكاي( أاث ر ابن نب ي عل ى النه ج التاريخي التحليلي املقارن فعقد ف ص ال طويال عن )خروج مو سى من فرع ون( تق صى في ه تف صيالت الرواي ات التوراتية وا إالجنيلي ة والقر آاني ة وما ذكرت ه احلولي ات امل رصية وانته ى إاىل اأن الرواية القراآني ة يف هذا ال صدد جاءت يف ا آالي ات التي تقول: )ق ال اآم ن ت اأ ن ه ال اإ ل ه إا ال ال ذ ي اآم ن ت ب ه ب ن و إا رش ائ يل و اأ ن ا م ن امل س ل م ين. اآالآن و ق د ع ص ي ت ق ب ل و ك نت م ن امل ف س د ين. ف ال ي و م ن ن ج يك ب ب د ن ك ل ت ك ون مل ن خ ل ف ك آاي ة و اإ ن ك ث ري ا م ن الن ا س ع ن آاي ات ن ا ل غ اف ل ون ) يون س: وذك ر )بوكاي( أانه لي س يف هذه االآي ات وال يف أاي اآيات قراآنية اأخرى شيء من قبي ل ا أالوهام الواردة يف التوراة اأو التعليقات التي كتبت عليها. والح ظ اأن الن ص القراآين يقول بو ض وح قاطع إان ج سد الفرعون ق د حفظ من التلف والتحل ل. و أان هذه معلومة انفرد بها القر آان الكرمي وهي معلومة يف غاية ا أالهمية. ففي الع رص الذي اأذاع فيه حممد ن ص القر آان مل يكن اأحد يعرف ه ذه احلقيقة عن حفظ ج سد م ن اأج ساد الفراعنة الذي ن يظن النا س حقا اأو باطال أان لهم عالقة بخروج بني اإ رسائيل من م رص. أالن ه ذه اجلثث مل تكت ش ف إاال يف خواتيم الق رن التا سع ع رش. هذا بينما سبق القر آان الكرمي بقرون عديدة بحديثه ع ن حفظ ج سد ه ذا الفرعون ال ذي يوج د ا امللكية باملتحف امل رصي بالقاهرة ]14[. آالن بالقاعة فواحت ال سور القر آانية وفواحت ال سور القراآنية مو ض وع اآخر حال لبع ض كبار امل ست رشق ين اأن يخو ضوا فيه ظان ين أان فيه باب م رشع للطعن يف اآيات الوحي احلكيم. فمنهم من ق ال اإنها اخت صار أال سماء موؤلف ي ال سور الت سع والع رشين التي ا ستهلت بتلك احلروف. ومنهم من ذهب أابعد من ذلك زاعم ا أانها حروف مبهمة ال معن ى لها س وى احتمال حدوث ا ضط راب واختالل عقلي لر سول االإ سالم كما عهد لدى الكثريين من أادعياء النب وة واالإلهام ومل يعد اأمرهم لدى التحقيق والتبين س وى ال صدور عن ن وع معاناة من مر ض ال رصع اأو االنف صام. وقد واجه مالك بن نبي أامثال هذه االدعاءات اال ست رشاقية بدرا س ات هادئة جاء فيها بج دول إاح صائي لفواحت هذه ال سور وخالف منذ البدء املنطق العقلي الب رشي القا رص ال ذي تعم د علي ه الدرا س ات ا أالكادميية الغربي ة قائال اإن ا إال س الم يحت وي اأحيانا على مع ارف ال جمال للعقل ا إالن ساين فيها. ومل يكت ف به ذه احلج ة العقلي ة التجاوزي ة ا أال صيل ة الت ي قد ال ت روق للغربين ومن حذا حذوه م من أابناء امل سلم ين املتغرب ين و أا ض اف حج ة اأخرى تتب ع نهج البح ث الظاهري ]ي سم ى اأحيان ا عند اأدعي اء املنهجية بالظاهرات ي![ وهو منهج أا ضحى معت بر ا ا آالن لدى كثري م ن دوائ ر البحث يف الع امل الغربي فق ال: اإن: «هذه احل روف االفتتاحية ال ميكن أان ت رتاءى لنواظرنا اليوم

12 11 هي اكل متحجرة أاو متحللة ف إن النبي نف س ه كان يرتلها هك ذا كل حرف متمي ز منف صل يف جتوي ده ال صوتي «]15[ ومل ي ر فيها العرب من اأ صح اب الذائقة اللغوية الرفيعة وهم اأوىل م ن يتوىل احلكم يف هذا ال ش أن خلال أاو نغما نا زش ا ال يحتمله ال سياق. واأ ض اف يقول: «واحلق اأن الق راآن منذ ثالثة ع رش قرنا يع د اأكمل منوذج اأدب ي ا ستطاعت اللغ ة أان تف صح عنه فلي س به اأدنى اختالل بل اإن االت ساق البديع شامل جلميع نواحي ه يف روح ه اجللي ل الغامر ويف ن ذره الرائعة امل ؤوث رة ويف م شاهدات ه الباه رة ويف ح الوة وعوده الفائقة ويف فكرته املت سامية املت شاخمة واأخري ا يف اأ سلوبه البهي املعجز«]16[. و إاذن فافتت اح بع ض ال س ور القر آاني ة الكرمية بحروف متقطعة اأمر ال اإ شكال فيه طاملا اأنه مل مي س جوهر القر آان الكرمي وال خالف مي سم جماله الظاهري بوجه خا ص. واتخذ ابن نبي حجة اأخرى لتهدمي دعوى امل ست رشقن بهذا اخل صو ص فقال اإنه يعتقد خالفا الآراء بع ض مف رسي القر آان اأنه ال جمال لت أويل هذه احلروف والقول بوجود دالالت لها بوجه ما. اأم ا: «اإذا ذهبن ا اإىل اأنها جمرد اإ ش ارات متفق عليها اأو رموز رسية ملو ضوع حمدد تام التحديد اأدركته رسا ذات واعي ة... ]هي[ ذات حممد ]ف إن[ من الواجب أان نقرر يف ه ذه احلالة اأن حمم دا ال يقف موقف ا سلبيا بل يتدخل - عل ى العك س - بطريقة شعورية ص ادرة عن تفكري يف اختي ار هذه احلروف ويف توجيهها الرمزي لكي يعن باتفاق م ا مو ضوعا مدركا بطريقة سلبية» ]17[. وههنا يب دو التعار ض بن ه ذا االفرتا ض واالفرتا ض االآخر ب أن ذات حممد صلى الله عليه و سلم كان يتلقى القر آان بن صه وال يتدخل يف صياغته. ويتعار ض هذا مع ما هو مع روف من أان حممدا صلى الل ه علي ه و سلم كان أامي ا ف : «احل روف ا أالبجدية يف ذاتها كائنات رمزية غريبة عن مفهوم االأمي وفكره فال تعني هذه ا آاليات لديه معنى عمليا ومن ثم فاملفهوم متكتم باتف اق فنحن نخط ئ الفهم حن نق ول إان رموزا كهذه ميك ن اأن تدخل يف مفه وم اأمي يف تل ك احلالة اخلا صة الت ي ت سمى حال ة التلقي فه ل ا أالمر جم رد اختالل يف شع ور ا ضطرب م ؤوقت ا... اأو اأنه من اجلائز اأن يكون مر ضا ع ضويا أا صاب اجلهاز ال صوتي «]18[. وهذا م رة أاخرى يتعار ض مع تاريخ حمم د صلى الله علي ه و سل م فقد كان صل ى الله عليه و سل م كما أاثبتت كاف ة الوثائق الكثيفة التي سجلت تاريخه ال شخ صي سواء قبل النبوة اأم بعده ا: «ميثل أاكمل املعادالت ال شخ صية يف نواحيها الث الث: اخللقية والعقلي ة والبدنية ومل يدع التاري خ اأدنى ري ب يف هذه النقطة. فال جم ال اإذن أالن نتخيل أاي افرتا ض عن ال ذات املحمدية حتى ن رشح هذا االإبهام اأو ذلك املر ض الع ضوي» ]19[. ويف النهاي ة ال جن د اإال اأن نف رس االأمر م ن وجهة نظر عقلية مت سعة تتقا رص عنها عقول امل ست رشقن فنقول كما ق ال: «أاكرث املف رسين تعقال واعتداال... يف حال كهذه بكل توا ضع: الله اأعلم» ]20[. كلمة ختام كان ت هذه ملحات من الكت اب العظيم ال ذي كان باكورة أاعمال ابن نبي العظيمة. وم ا قدمناه من ه يف هذا العر ض القا رص إامن ا هو جمرد من اذج معدودة ال تفي بت صوي ر مناحي اجلودة واالأ صالة يف الكتاب ولكن ح سب الق الدة ما اأحاط بالعنق. وقب ل اأن نلق ي القلم ن ود أان نرفع هذا ال س ؤوال املركزي الكبري وهو: ه ل أادى كت اب )الظاه رة القراآنية( الدور ال ذي نيط به ملكافحة ال شبهات الغليظة التي ثارت حول القراآن الكرمي وطبيعة الوحي وخ صائ ص النبوة وحمتويات الر سالة واإن ه ل س وؤال ال ي زال مطروح ا واإن االإجاب ات عنه لتتعدد وتتفاوت يف مداها. ولعل مما اأ سهم يف تعدد ه ذه االإجابات و سبب تفاوتها ات س اع الواق ع الثق ايف ال ذي اأن شئ ه ذا الكت اب اجلليل ملخاطبته وتقومي عوجه. فقد خاطب كتاب )الظاه رة القراآنية( جمتمع اال ست رشاق الكبري وبخا ص ة يف شقه املرتبط باحلرك ة ا إالمريالية والذي م ر د على العداء ال شديد للم سلمن ودينهم. وي صع ب ت صوي ر أاث ر الكت اب عل ى ه ذه الطائفة من امل ست رشق ين الأن اجلمهرة التي قراأته منهم كانت كبرية ولكنه ا تواط أت عل ى إاهمال ه و إاخمال ذك ره وقتله بال صمت عن مناق شته. ومن ناحي ة ثانية فقد خاطب الكتاب كت ل ال شباب امل سلم ال ذي مث ل الطليع ة الثقافي ة ا أالوىل الت ي تلق ت تعليمها النظامي على ي د امل ست رشقن سواء يف اجلامعات العربية اأو الغربي ة وانبهرت وت أثرت ت أثرا عميق ا مبا تلقته من مفهومات م ضللة عن القر آان الكرمي. وقد حاول ابن نب ي جهده ا ستنقاذ هوؤالء املثقفن الطليعين من اأحابي ل امل ست رشقن ونقلهم إاىل ع امل احلقيقة العلمية ع ن القراآن الكرمي وت سديد خطوه م يف طريق االأ صالة ا إال سالمي ة بغية أان تفيد منهم ا أالم ة و أان ي سخروا علمهم لت سديدها ولتحقي ق رشوط النه ض ة احل ضارية ال شاملة عل ى حمور طنجة جاكرتا وه و امل صطلح الذي صكه ابن نبي الحقا و أاعرب به عن تالقي و شائج االأمة امل سلمة

13 درا سات يف القراآن الكرمي الواحدة وحتمية خو ضها مالحم النمو بهذا االحتاد املنبثق من روح الدين احلنيف. ومن ناحية ثالثة فقد ت أثر بالكتاب اأفذاذ وجهابذة من اأرباب الفك ر يف الع امل الغربي وا ستف اد منه رهط م ن علماء الغرب الكبار الذين اهت دوا إاىل اعتناق ا إال سالم احلنيف نذكر منهم على سبيل التدلي ل والتمثيل: الدكتور موري س بوكاي م ؤولف كتابي )التوراة وا إالجنيل والقر آان والعلم( و)اأ ص ل اخللق( وهما كتابان كان لهما أابلغ ا أالثر يف تثبيت دعائ م ا إالميان عند نا شئة امل سلمن الت ي تعر ضت لدرا سة العل وم الطبيعية على مناهج نظرية التط ور وهي املناهج ال سائدة يف مقررات تدري س العلوم اليوم. ونذك ر مما ت أثروا بكت اب ابن نبي الدكت ور جفري النغ م ؤول ف كتابي )جاهد كي ت ست سل م ) و)حتى املالئكة ت س أل( وهو ال يني ي ست شهد بابن نبي يف كتاباته وخطاباته الدعوية رفيعة امل ستوى. ونذك ر منه م الطبي ب الفرن س ي الدكت ور عل ي سلمان بن وا الذي شه د بر سالة االإ سالم بع د أان اطلع على كتاب )الظاهرة القر آانية(. وقد كان هذا الطبي ب موؤمنا ي شهد بوجود الله تعاىل غري اأن ه ذك ر اأن ديانته الكاثوليكي ة قلما ذكرت ه ب صلته ب الإله العظي م حيث رك زت ممار ساته ا عل ى الطقو س شبه البدائية مثل طق س الع شاء ا أالخري. وقد قال هذا الدكتور:» اإنني مدين كثريا للكتاب الرائع الذي أالفه املرحوم مالك بن نبي بعنوان )الظاهرة القراآنية( وهو بالفرن سية إاذ أاقنعني أان هذا القراآن هو من عند الله سبحانه تع اىل. فالكتاب يت ضمن صفحات رائعة وخا صة الف صل الذي اأطلق عليه االأ ستاذ مالك بن نبي )امل صادفات( حيث يره ن أان هنالك اآيات معينة من كت اب الله تعاىل الذي اأنزل على حممد قبل ثالثة ع رش قرنا وني ف تطابق متاما اأحدث النظريات التي تو صل اإليه ا الباحثون والعلماء يف ع رصنا احلا رض وهذا اأقنعني بالق سم الثاين من ال شهادتن وهو أا شهد أان حممدا ر سول الله» ]21[. وا أالمر الذي ال مرية فيه فهو أان كتاب )الظاهرة القر آانية( ال ي زال حيا طازج ا غري متقادم رغم م رور اأكرث من ستن عاما على صدوره. وال يزال يجود باخل صب ملن ميعن النظر اإليه بت أمل صبور م ستح صد. وال ي زال ي شتم ل على أاق وى ال ردود العلمي ة امل ؤو صلة واملوؤهل ة ل شجب تره ات الدوائر اال ست رشاقي ة املغر ضة تلقاء القر آان الكرمي. ولو أان صف امل ست رشقون نقاد القراآن و أا صحاب دعوى ا شتقاقه من التوراة الرعووا اإذا اأمعنوا النظر يف احلجج القوية الت ي أاوردها ابن نب ي وتبينوا أادلت ه ال صادعة والأ صاخوا لقول أامري ال شعر: ال تذكروا الكتب ال س والف عند ه طلع ال صباح ف أطفئوا الق نديال! ]9[ مالك بن نبي الظاهرة القراآنية مرجع سابق ص 284. ]10[ املرجع ال سابق ص 287. ]11[ املرجع ال سابق ص 288. ]12[ املرجع ال سابق ص 288. ]13[ املرجع ال سابق ص 262. Maurice Bucaille, The Bible The Quran, and ]14[ Science :The Holy Scriptures Examined in the light of Modern Knowledge, Translated from the French by Alstair d. Pannel and the Auther, Darulfiker P.1977,Mountain,Crantt, Pakistan ]15[ املرجع ال سابق ص 273. ]16[ املرجع ال سابق ص ]17[ املرجع ال سابق ص 275. ]18[ املرجع ال سابق ص 275. ]19[ املرجع ال سابق ص 275. ]20[ املرجع ال سابق ص 276. ]21[ عرفات كامل الع شي رجال ون ساء اأ سلموا املكتب امل رصي احلديث القاهرة د. ت. املجلد الرابع ص الهوام ش: ]1[ مالك بن نبي الظاهرة القر آانية ترجمة عبد ال صبور شاهن دار الفكر دم شق 1420 ه ص ]2[ املرجع ال سابق ص 55. ]3[ سفر التكوين الف صل الثامن والع رشون الفقرتان: ]4[ مالك بن نبي الظاهرة القراآنية مرجع سابق ص 201. ]5[ املرجع ال سابق ص 253. ]6[ املرجع ال سابق ص 157. ]7[ املرجع ال سابق ص 252. ]8[ كت ب ابن نبي اأول م ؤولفاته باللغة العربية يف عام 1960 م وهو كت اب )ال رصاع الفك ري يف البالد امل ستعم رة. و سجل يف مقدمته اعت ذاره ع ن جف اف اأ سلوب ه العربي قائ ال: «ه ذه اأول حماولة للم ؤولف يف كتاب ة اللغة العربية مبا رشة ف ش أنه ا ش أن كل حماولة: إان ه ال ميكنها أان تكون يف صورة مر ضية. و إاذن فال غرابة اأال يجد الق ارئ يف هذه ال صفح ات الرونق االأدبي الذي تع وده عند كتاب العربي ة وعليه ف إذا ح صل له ملل خالل القراءة... ف إن هذا امللل أامر متوقع». ص 7.

14 حوار عن التنقيب الن صي للقراآن الكرمي مع الباحث عبد الباقي رشف الإ سالم اأجرى احلوار: أاحمد اأحمد صيام 13 مع تقدم العل وم والتكنولوجيا ظه رت تطبيقات وتقنيات جديدة ملعاجل ة اللغات الطبيعية وتلق ين الرجميات ويف ضوء التقدم املثري للعلوم والتكنولوجيا املعا رصة ينبغي أان تبذل جهود لتطبيقها على الن ص القر آاين وتطويع هذا العلم مب ا يعزز درا سة الق راآن الكرمي ب ش كل اأعمق من خالل اللغويات احلا سوبية. وق د وفق الله ضيف هذا احلوار الدكتور عبد الباقي حممد رشف االإ سالم الذي يعمل ب إدارة تقنية املعلومات بالبنك االإ سالمي للتنمية اأن يكون من أاوائل الدار صن لكتاب الله تع اىل يف هذا املجال حيث فتح الله عليه درا سة مو ضوع التنقيب الن صي للقر آان الكرمي. وكان حوارنا معه عن هذا الفتح اجلدي د ليعرفنا عن التنقيب الن ص ي للقراآن وكيف ي ستفيد منه طالب العلم والعلماء يف أابحاثهم العلمية. عرفنا بنف سك )املولد الن ساأة التعليم العمل احلايل( اأخوك م عبد الباق ي حممد رشف ا إال س الم. ولدت عام 1973 م يف بلدة راج شاهي ببنغالدي ش. قدم ت إاىل اململك ة العربي ة ال سعودية ع ام 1976 م مع وال دي الذي كان يعم ل طبيبا ب وزارة ال صحة. وتلقيت جمي ع مراح ل التعلي م هن ا يف ال سعودية حي ث أاكملت املرحلة االبتدائية واملتو سط ة وجزءا من الثانوية مبدر سة ال برك وه ي قرية على ال ساح ل يف تهامة وتتب ع حاليا منطق ة ع سري ث م أاكمل ت الثانوية العامة ع ام 1991 م مبدر سة املعق ص وهي بلدة تابع ة ملحافظة القنفذة وبحمد لل ه تعاىل أاح رزت املرك ز ال سابع على م ست وى املنطقة الغربي ة. ثم وفقت لاللتح اق بجامعة املل ك فهد للبرتول واملع ادن بالظه ران واأكمل ت شهادت ي البكالوريو س واملاج ست ري يف علم احلا س ب ا آاليل ع ام 2000 م. ومن ث م سافرت ع ام 2009 م إاىل بريطانيا والتحقت برنامج الدكتوراه بق س م احلا سوب بجامعة ليدز وتخرجت بحمد الله ع ام 2013 م. اأعم ل حاليا يف ق سم تقني ة املعلومات

15 درا سات يف القراآن الكرمي 14 بالبنك ا إال سالمي للتنمية بجدة. ما هو مو ضوع ر سالتك يف الدكتوراه وباخت صار كان عنوان أاطروحتي»و سم املفاهي م املرتابطة والتنقيب الن ص ي للق راآن الكرمي«حي ث قمت بو س م االإحاالت والعائد م ن ال ضمائر القر آانية وجعلته ا مفاهيم مرتابطة وقم ت بت صنيفه ا وجدولته ا يف قاع دة بيان ات وم ن ث م عر ضها عل ى ش كل تطبيق ات مفتوحة عل ى ال شبكة املعلوماتية. كما قم ت با ستخال ص االآيات املرتابط ة لفظا ومعنى من تف س ري ابن كث ري وجدولته ا وت صنيفها يف قاع دة بيانات وعر ضه ا بطريقة جذاب ة على شبكة املعلوم ات العاملية. كما قم ت بتغذية هات ين الذخريتن خلوارزمي ات التعليم ا آاليل لدرا سة مدى فعالية االآلة يف اكت شاف عوائد ال ضمائر ومعرفة الت شابه اللفظي. ما الذي جعلك تفكر يف هذا املو ضوع لر سالتك ال ش ك أان القراآن الكرمي ميث ل القمة يف االأ سلوب اللغوي وطريق ة اخلطاب. والف رق بن كالم الل ه وبن كالمنا نح ن الب رش ه و مثل الفرق ب ين اخلالق سبحان ه وتعاىل الغن ي بذاته وبن الب رش الفقري بذاته. ومع تق دم العلوم والتكنولوجي ا ظه رت تطبيقات وتقني ات ملعاجلة اللغات الطبيعية وتلق ين الرجميات لن صو ص كثرية يف حماولة ل»تفهيم«احلا سوب لغة االإن سان. كما برزت يف ال ساحة العلمية العديد من الذخائر اللغوية وهي ن صو ص مت و سمها مبعلوم ات لغوية مث ل الو صف النح وي وال رصيف لكل كلمة. وم ع هذه التطورات املثرية يف ه ذا العلم كان من ا أالهمية مب كان اأن تكون هن اك جهود لتطبيق ه ذه التقنيات على الن ص الق ر آاين وتطويع ه ذا العلم مبا يعزز م ن درا سة الق راآن الكرمي ب شكل اأعمق. ومن ه ذا املنطلق ا ستخرت الله وعزمت على ال سعي يف هذا املجال. وبعد ال رشوع يف هذا املو ضوع أاعن ي درا سة القر آان من خالل اللغويات احلا سوبي ة والتوا ص ل م ع الباحث ين واملخت ص ين يف اجلامع ات العاملية مل اأعرث على باحث قبل ي تناول الن ص الق راآين يف بحث دكتوراه متكامل. وهذا مدعاة لالعتزاز والفخ ر اأن يوفقني الله أان اأكون اأول الدار صن لكتابه من هذا الباب واأ س أل الله االإخال ص والعون وال سداد. نريد نبذة عن التنقيب الن صي والذكاء ال صطناعي يعتر الذكاء اال صطناع ي IntelligenceArtificial اأح د فروع عل م احلو سب ة وي عنى بجع ل احلا سوب يفكر ويت رشف مثل االإن سان. ويعت بر التنقيب الن صي Text( Natural( اأحد فروع معاجلة اللغات الطبيعية )Mining )Language Processing وه ي بدوره ا اأح د فروع الذكاء اال صطناعي. حيث تقوم برجميات التنقيب الن صي بالغو ص خ الل الكم الكبري م ن الن صو ص يف حماولة الكت ش اف خ صائ ص وظواهر لغوي ة ي صع ب اكت شافها يدويا. مث ال إاذا كانت لدينا ذخ رية ن صية حتوي جميع االأخبار املن ش ورة يف جريدة احلياة ملدة سنة كامل ة ف إن تطبيقات التنقي ب الن صي ميكنها اكت شاف املفاهيم وا أالحداث البارزة يف كل اأ سبوع واكت شاف نوع من الرتابط بن االأحداث. وعندما يكون الن ص املراد تنقيبه مو سوما ببع ض املعلومات اللغوي ة مثل و سم كل كلمة بت صنيفها إاىل فعل اأو ا سم اأو ح رف أاو صفة اأو غري ذلك ف إن ه وقتئذ ميكن معرفة العديد م ن اخل صائ ص اللغوي ة للن ص مثل ع دد اجلمل اال سمية واخلرية وغري ذل ك من االإح صاءات التي ميكن وتنفيذه ا يف غ ضون دقائ ق اأو ثوان فيم ا ي ستغرق ذلك ال سنوات والدهور إاذا اأريد عملها يدويا. م ا ه ي مظاه ر ا ستخ دام احلا س وب يف فه م القر آان وال سنة يف الوقت احلايل يوج د ا آالن يف ال ساح ة العديد من الرجمي ات االإ سالمية الت ي تخدم الباحثن يف جم ال القر آان وال سن ة وعلومهما سواء كانت تطبيقات حا سوبية اأو ضمن مواقع االإنرتنت. وغالب هذه التطبيقات تتي ح للباحث الو صول للمعلومات ضم ن الكت اب وال سن ة م ن خ الل البح ث بكلم ات اأو جذوره ا. وكذلك هن اك العديد من التطبيق ات يف ربط االآيات بالتفا سري و إامكانية اال ستماع لالآية القر آانية واختيار الق ارئ والربط بن ا آالية وترجمته ا ب شتى لغات العامل ونحو ذلك. م ا نطم ح إاليه من خ الل بحثتا ه و جتاوز ه ذه املرحلة واإع داد تطبيق ات أاك رث تعقي دا وفائ دة وذلك بع د و سم الن صو ص القراآني ة واحلديثي ة مبعلومات لغوي ة ودينية م ستق اة من كت ب التفا سري و رشوح االأحادي ث ومن ثم اإخ ضاع تطبيقات التنقي ب االآيل بغية ربط هذه الن صو ص وتي س ري الو صول ملعلومات ال ميكن الو ص ول إاليها حاليا بالتطبيقات احلا سوبية املتاحة اليوم. هل يخدم ذلك علماء الدين وطالبي العلم وكيف ال ت زال برجمي ات احلا سوب مت د علماء الدي ن وطالبي العل م ب أدوات وتطبيقات جديدة كل يوم. لي س من الع سري الو ص ول حلديث نبوي على طريق كلمة معينة مع معرفة طرق تخريج هذا احلديث. فمث ال م ن الرجميات امل شه ورة»املكتب ة ال شاملة«التي

16 15 تع ين الباحث عل ى الو ص ول للن صو ص ال رشعية بكل سهولة وخ صو صا مع انت شار االأجهزة الذكية ف إن طالب العلم ميكنه االنتقال مبكتبة ضخمة ومفهر سة وقابلة للبحث يف جيبه أاينما ذهب. وه ذا ال شك من نعم الله علينا. واإذا خل ص ت النيات وعلت الهمم ف إن التقنيات احلا سوبية ميكن اأن ت صن ع العجائ ب يف ن رش ه ذا الدين وتعلم ه وتعليمه لالآخرين والله امل ستعان. هل القراآن الكرمي يف حاجة اإىل التنقيب الن صي ال ش ك اأن كالم الله املعجز يتمتع ب أرق ى أا ساليب البالغة والف صاح ة. وال ي زال البلغ اء والف صح اء من ذ نزوله ميعنون النظر يف كتاب الله حماولن اال ستفادة من اأ ساليبه واكت ش اف اأ رساره. وق د قي ض الله يف ه ذه االأزمنة هذا التق دم املذهل يف جمال احلو سبة وعلومه واأف ضل طريقة ل شك ر هذه النعمة هي ت سخريها يف فهم كالم الله واكت شاف اأ رساره. والتنقيب الن صي أاداة قوية يف يد الباحث يف كتاب الله ميكن ه من خاللها الغو ص يف ن ص الق ر آان وا ستقراء بع ض الظواهر اللغوية والبالغية يف غ ضون ثوان. كي ف ميكن تطبيق هذه التقني ات وال ستفادة منها يف خدمة القر آان وال سنة عندم ا يجتمع خراء هذا العلم أاعني احلا سوب واملعاجلة الن صي ة مع املتخ ص صن يف علم إاعجاز القراآن والتف سري وعلوم ه ف إنهما حتما سيكت شفان عامل ا جديدا من التطبيقات املث رية. وهذه هي طبيعة عل م احلا سوب حيث أانه يخدم العلوم ا أالخ رى الأن احلا سوب -على ا سمه- قادر على تنفي ذ العملي ات احل سابي ة املعقدة يف وق ت ق صري وهذه اخلا صية ميكن ا ستغاللها يف جماالت شتى. ولعلي أا رضب فقط مثالن مقتب سا من كالم ال سلف رحمهم الله تعايل: املثال الأول: جن د أان العالمة اب ن القيم يذك ر يف بدائ ع الفوائد بع ض اأ رشار احل روف املقطعة يف القراآن فمث ال يذكر سورة»ق«فيقول:»فم ن ذلك»ق«وال سورة مبني ة عل ى الكلمات القافية:»م ن ذ ك ر الق راآن وذ ك ر اخلل ق وتكري ر القول ومراجعت ه مرارا والقرب من اب ن اآدم وتلقي امللكن ق ول العبد وذك ر الرقيب وذك ر ال سائ ق والقرين وا إاللق اء يف جهن م والتق دم بالوعي د وذك ر املتقن وذكر القلب والقرون والتنقيب يف البالد وذكر القيل مرتن وت شقق ا أالر ض و إالقاء الروا سي فيها وب سوق النخل والرزق وذكر القوم وحقوق الوعيد«ويذكر عن سورة» ص«شبيه من هذا فيقول:»فت أم ل ما ا شتمل ت عليه سورة» ص«م ن اخل صومات املتعددة: ف أولها : خ صومة الكفار مع النب ي اأج ع ل اال آل ه ة إا ل ها و اح دا اإىل آاخ ر كالمهم ثم اخت صام اخل صم ين عند داود ثم تخا صم اأهل النار ثم اخت ص ام املالأ االأعلى يف العلم وهو الدرج ات والكف ارات ثم خما صمة اإبلي س واعرتا ضه على ربه يف أامره بال سجود الآدم ثم خ صامه. ثانيا يف ش أن بنيه : حلفه ليغوينهم أاجمعن اإال اأهل االإخال ص منهم. و أاخريا يلخ ص القول فيقول: فليت أم ل اللبيب الفط ن: هل يليق بهات ين ال سورةتن غري» ص«و سورة»ق«غ ري حرفيهما! وه ذه قطرة من بحر من بع ض اأ رسار هذه احلروف«. وبن اء على ما سبق ف إنه لي س م ن الع سري تغذية احلا سوب بخ صائ ص احلروف العربية ومن ثم اإجراء خوارزميات ملالحظة ه ذه اخل صائ ص يف كل س ورة ابتداأت بحروف مقطعة فهذا قد ي سهل على العلماء اكت شاف ظواهر مل يكن على احل سبان من قبل. املثال الثاين: جند ابن كثري يف مقدمة تف سريه يذكر ق صة وهي: وق ال س الم اأبو حمم د احلماين : إان احلج اج جمع القراء واحلفاظ والك ت اب فق ال: أاخروين عن القراآن ك ل ه كم من حرف هو قال: فح سبناه ف أجمعوا اأنه ثالث مائة أالف ح ر ف و أاربعون األف ا و سبعمائة واأربعون حرف ا. قال: ف أخروين عن ن صفه. ف إذا هو اإىل الفاء من قوله يف الكهف: و ل ي ت ل ط ف ]الكه ف: 19[ وث لث ه ا أالول عن د ر أا س مائ ة آاية من ب راءة والث اين عل ى راأ س مائ ة أاو إاح دى ومائة من ال شعراء والثالث إاىل آاخره. و س ب ع ه ا أالول إاىل الدال من قول ه: ف م ن ه م م ن اآم ن ب ه و م ن ه م م ن ص د ع ن ه ]الن ساء: 55 [. وال س ب ع الث اين اإىل الباء من قوله يف االأعراف: ح ب ط ت ]االأع راف: 147[ والثالث اإىل االألف الثانية من: اأ ك ل ه ا يف الرع د ]الرعد: 35[ والراب ع إاىل ا أاللف من قوله يف احل ج: ج ع ل ن ا م ن س ك ا ]احلج: 67[ واخلام س إاىل الهاء من قوله يف االأحزاب: و م ا ك ان مل وؤ م ن و ال م وؤ م ن ة [ ا أالحزاب: 36[ وال ساد س اإىل الواو من قوله يف الفتح: الظ ان ن ب الل ه ظ ن ال س و ء [ الفتح: 6[ وال سابع اإىل اآخر القراآن. ثم يبن الفرتة الزمنية الالزمة إالجناز هذا امل رشوع فيقول:»قال سالم أابو حممد: عملنا ذلك يف أاربعة اأ شهر«. واأقول مثل هذه العمليات االإح صائية ال يكلف املرمج اإال سويع ات. ول ست هنا ب صدد البح ث عن فائدة إاجراء مثل هذه االإح صاءات فهذا ما سيديل به العلماء ولكن أالبرهن سهول ة تنفيذ م شاريع ضخمة كان سيكلف الكثري من اجلهد

17 درا سات يف القراآن الكرمي 16 والطاقة ما لو اأريد تنفيذها يدويا. اأع ود و أاق ول اإذا ا ستوع ب علم اء ال رشيع ة اإمكان ات احلا س وب واملعاجلة اللغوية ف إنه م سيتمكنون من صياغة العديد من التطبيقات املثرية. وق د وفقني الله يف خالل بحثي للدكتوراه تكوين ذخريتن لغويتن من الن ص القراآين: عملت يف اأوالهما: بو س م االإحاالت والعائد م ن ال ضمائ ر القر آانية وجعلتها مفاهيم مرتابطة. ويف الذخرية الثانية: با ستخال ص االآيات املرتابط ة لفظيا ومعنوي ا من تف سري اب ن كثري وجدولتها وت صنيفها يف قاع دة بيانات ثم قمت بعر ض هاتن الذخريتن على شكل تطبيقات مفتوحة على ال شبكة املعلوماتية. وم ن التطبيق ات الواعدة يف هذا الع رش جمع انطباعات الب رش م ن م سلمهم وكافره م ذكره م واأنثاه م ب شتى اأعراقهم وبلدانهم عن القراآن الكرمي. فمثال لي س من الع سري اإن شاء موقع خا ص بتدبر القراآن مع تراجمه باللغات احلية وما يتي رس م ن التفا سري و إاتاحة املجال للزائر لكي يدون انطباعات ه ونتائ ج تدبره لكت اب الله مع اإرف اق ال صور والفيديو يف جتلية معاين ا آاليات القراآنية وتطبيقها يف الواقع الفردي واالجتماعي وال سيا سي والعلمي. وم ع اقرتان مث ل هذه املواق ع بتطبيقات عل ى ا أالجهزة الذكية سوف جت د أان آاالف املالحظات واللطائف ستنهال يوميا كح صيلة لتدبر الب رش لكتاب الله. ه ل هن اك حماذي ر رشعية تع وق امل ض ي يف مثل هذه امل شاريع العل وم والتقني ة اأدوات سخرها الل ه لنا الكت ش اف اآياته الكونية من جب ال وبحار وغري ذلك وكذل ك لفهم اآياته ال رشعية املوجودة يف الق ر آان. ولذلك يجب عند ا ستخدام ه ذه التقنيات لدرا سة الق راآن الكرمي اأن ي سل ك بها منهج ال سل ف يف فه م كت اب الله. فمث ال ال يعتم د على رموز وح سابات غري رشعية مثل ح ساب )اأبجد هوز( يف تطوير تطبيقات حا سوبية. وقد علمن ا اأن خمالفة ذل ك والعزوف ع ن منهج ال سلف جع ل ر ش اد خليف ة ي ستخدم احلا س وب يف تع داد تكرار الكلمات واحل روف القراآنية وحماولة برهن ة اأن القر آان يتب ع مع ادالت ريا ضي ة معينة مبين ة عل ى الرقم 19 ورف ض سور قراآني ة ال تخ ضع لهذه املعادالت. ولكن ال يعني ذلك رف ض الط رق احلا سوبية جملة وتف صيال و إامنا سل وك هذا امل سلك عن بينة وعلى منهج ال سلف ال صالح كما اأو ضحت بع ض االأمثلة يف اجلواب على ال صوؤال ال سابق. والله املوفق. وثم ة اأمر آاخر أاحب التنويه علي ه وهو أان القر آان كتاب هداي ة للب رش وال يراد منه ا أان تفه م االآل ة ال صماء هذا اخلطاب وال اأن يجعل احلا سوب بديال عن املف رس واملفتي واإمن ا ق صارى ما نطمع إاليه ه و أان يكون احلا سوب اأداة م ن ضمن ا أالدوات الكثرية الت ي ي ستخدمها العامل واملفتي وطالب العلم يف فهم الكتاب وال سنة و اكت شاف اأ رسارهما. ما هي اأهم العقبات التي تواجه مثل هذه امل شاريع من العقبات املهم ة نفور بع ض علماء الق راآن والتف سري ون أم ل أان يقرتبوا أاك رث ملثل هذه امل شاري ع ويتبنونها من خالل م شاريع بحثية ومراكز علمية يف جامعاتنا االإ سالمية والتقنية. لقد تتبعت يف ال سنة ا أالوىل من درا سة الدكتوراه ا أالبح اث العلمي ة ال سابقة يف تطبيق احلو سب ة على الن ص الق راآين ومع طول البح ث مل أاعرث إاال على فريق علمي يه ودي يف جامعة حيفا يف إا رسائيل! أام ا العامل االإ سالمي بطول ه وعر ضه فال يوجد فريق بح ث واحد. ولذلك اإذا تخل ى علماء ال رشيعة عن هذا املج ال ف إنه من الطبيعي أان يت صدر لهذا العلم م ن ال دراية لديهم مبنهج ال سلف وينتج عن ه إاهدار اجلهود ناهيك عن نتائ ج وخيمة مثل ما حدث لر شاد خليفة. ما دور املنظمات الإ سالمية مثل رابطة العامل الإ سالمي وغريها يف ت شجيع مثل هذه امل شاريع ال ش ك اأن املنظم ات االإ سالمي ة مث ل الرابط ة لها دور مهم يف ب ث الوعي وتكوين بيئة للتوا ص ل بن املخت صن م ن علماء امل سلمن من خالل عق د ندوات وموؤمترات يف هذا املجال. كما أانه م ن االأهمية مبكان ت شجيع احلكومات والهيئات والتج ار واملو رسين ببذل امل ال الإن شاء مراكز بحثي ة متكاملة ل أالبح اث احلا سوبية على الق ر آان و إاعطاء منح درا سية لطالبي الدرا سات العليا يف هذا التخ ص ص. نعتق د أان اأمتنا االإ سالمية لن تع ود ل سابق جمدها ورفعتها اإال بكت اب الله وهذا هو وحي قوله تعايل )لقد اأنزلنا إاليكم كتاب ا فيه ذكرك م اأفال تعقل ون( ]االأنبي اء: 10[ وال شك اأن الرابط ة وغريها من املنظمات هدفه ا ا أال سا س الرقي ب أمتن ا اإىل جمدها ال سالف و أاي م رشوع من ش أنه درا سة كت اب الله وت سهيل فهمه وتطبيقه له و من صميم اهتمامها و أاولوياتها.

18 الإعجاز العلمي يف القراآن الكرمي الإ شارات الإعجازية يف تكوين لنب الأنعام اأثبتت الدرا سات اأن الدهون يف اللنب سبب يف طعمه امل ست ساغ %87 ن سبة املاء يف اللنب ويتم تر سيحه من الدم إاعداد: الدكتور حامد عطيه حممد أا ستاذ بكلية الطب البيطرى _ جامعة الزقازيق 17 لق د أادرك الب رش منذ زمن بعيد العالق ة بن اإدرار اللنب وما يتناول ه احلي وان من غذاء و أان احليوان يهل ك اإذا ما حرم م ن الغذاء ولكنهم مل يعرفوا العملي ة التي يتم بها حتول هذا الغذاء اإىل لنب اأو حلم اأو عظم اأو أاي مادة اأخرى.وجاء العلم احلديث ليبن لنا مراح ل تكوين اللنب خال صا سائغا لل شاربن فيك ش ف لنا من اآي ات الله اللطي ف اخلبري ما ج اء مطابقا ملا اأخرن ا به القراآن عن أا رسار تكون اللنب يف بطون ا أالنعام ويظهر عظمة اإنعام اخلالق املنعم على عباده. وا ستط اع العلماء حديثا معرفة كيف يتك ون اللنب يف بطون االأنعام بعد اكت شاف أا رسار اجلهاز اله ضمي ومعرفة وظائف اأع ضائ ه وبعد اكت ش اف الدورة الدموي ة وعالقتها بعملية امت صا ص امل واد الغذائية من االأمعاء ودخولها يف الدم وقد ا ستغ رق ذلك فرتة م ن الزمن لتطوير االأجه زة واكت شاف االأ رسار ا ستمرت قرابة خم سة قرون. وقد سلك العلم التجريب ي طرقا دقيقة ملعرفة وظائف أاع ضاء اجلهاز اله ضمي بعد اأن اخرتع ت االآالت التي مت بها إاجراء التجارب واالأبح اث لتحقيق النتائج الدقيقة. و سار التقدم يف االأجهزة العلمية التي ا ستعملت يف معرفة أا رسار عملية اله ضم بخط وات متتالي ة حتى انك ش ف للباحثن الكثري م ن أا رسار اله ضم. مت التو صل يف القرن الع رشي ن إاىل تو ضيح ا أالعمال املتتالية لعملي ة اله ضم كما مت تو ضي ح تركيب وت أثري أاه م الع صائر اله ضمي ة والتثبت من اإنزميات عدي دة ذات دور كبري يف عملية اله ضم. 1- أاقوال املف رسين فى معنى االآية: املعنى اللغوي: اختلف املف رسون يف معنى االآي ة الكرمية ب سبب اختالفهم يف فه م مدلوالت بع ض االألفاظ فت صور البع ض أان عبارة»من بن«ج اءت للتبعي ض اأي م ن بع ض الف رث اأو من بع ض الدم بينما ر أاى اآخ رون اأنها مكانية اأي من مكان بن الدم

19 الإعجاز العلمي يف القراآن الكرمي 18 والفرث وجنمل فيما ي أتي ح صيلة ما قاله املف رسون رحمهم الله تعاىل. 1( وردت رواية ضعيفة عن ابن عبا س )ر ضي الله عنهما( مفاده ا: «أان الدابة ت أكل العلف ف إذا ا ستقر يف كر شها طحنته ف كان اأ سفله فرثا واأو سطه لبنا و أاع اله دما.«وقد أاورد هذا احلديث كثري من املف رسين منهم البي ضاوي والقرطبي واأبو ال سعود وال شوكاين وابن اجل وزي يف زاد امل سري وا آاللو سي يف روح املع اين وغريهم. وقد عل ق بع ض هوؤالء املف رسين عل ى القول املن س وب البن عبا س )ر ضي الل ه عنهما( بعد اأن الحظ وا أان ه يخالف الواق ع امل شهود فق ال كل من اأبو ال سعود والبي ضاوي واالألو سي اأن اللنب والدم ال يتكونان يف الكر ش. ففي روح املع اين يقول االألو سي»وتعقب ذلك أاي قول اب ن عبا س الرازي بقوله ولقائ ل أان يقول اللنب والدم ال يتول دان يف الكر ش والدلي ل عليه احل س ف إن احليوانات تذبح دائما وال يرى يف كر شها شئ من ذلك ولو كان تولد ما ذك ر فيه لوجب أان ي شاهد يف بع ض ا أالحوال وال شيء الذي دلت امل شاهدة على ف ساده مل يجز امل صري إاليه«. 2( ذك ر بع ض املف رسين أان الفرث ه و م صدر الدم واللنب اأي يخ رج الدم من الفرث ويخ رج اللنب من الفرث كذلك. ق ال بهذا البي ضاوي عندما أاول ال كالم املن سوب البن عبا س بقول ه : اإن صح فاملراد أان اأو سطه يك ون مادة اللنب واأعاله م ادة الدم النهم ا ال يتكونان يف الكر ش وق ال به ال شوكاين )فتح القدير(. 3( وذك ر كث ري من املف رسين م ا يتفق مع ما ج اء به العلم احلدي ث م ن أان مكون ات الل نب ت ستخل ص م ن الفرث ثم ت ستخل ص من الدم. وممن قال بذل ك القرطبي و أابو ال سعود و صاح ب مع اين الق راآن ويف زاد امل س ري البن اجلوزي يف قول ه»الفرث ما يف الكر ش واملعن ى أان اللنب كان طعاما فخل ص من ذلك الطعام دم وبقي ف رث يف الكر ش وخل ص من ذلك الدم )ل ب ن ا خ ال ص ا س ائ غ ا ل ل ش ار ب ن(. وهكذا نالح ظ اختالف املف رسين يف ه ذه امل س ألة ب سبب عدم تواف ر املعرفة العلمي ة يف زمانهم ومع ذل ك فقد هدى الله تع اىل بع ض املف رسي ن إاىل الفهم ال صحي ح ملعنى»من بن«واأنها تعنى من بع ض الفرث ثم من بع ض الدم على الرغم من ع دم معرفتهم للكيفي ة التي مل يطلع عليه ا الب رش إاال بعد قرون من نزول هذه ا آالية الكرمية. 4 (اأن لف ظ»خال ص ا «يف االآية دليل اآخر عل ى اأن مواد اللنب تخل ص من بن الدم بعد اأن خل صت من الفرث وقد اأملح اإىل هذا املعنى الط بري بقوله: خل ص من خمالط ة الدم والفرث فل م يختلطا به.اإال أان املف رسين رحمهم الله مل ي شريوا اإىل هذا املعن ى الظاهر واإمنا اقت رصوا على القول ب أن»خال صا «تعنى اأن الل نب ال ي ست صح ب لون الدم وال رائح ة الفرث كما قاله البي ض اوي والبغوي اأو حمرة ال دم وقذارة الفرث كما قاله القرطبي وال شوكاين اأو خال صا عن شائبة ما يف الدم والفرث من ا أالو صاف كما قاله اأبو ال سعود و صاحبا تف سري اجلاللن. ا إالعجاز اللغوي يف قوله تعاىل: )و إان ل ك م يف ا أالن عام ل ع ر ة (. ذ ك رت )عرة( هنا ب صيغ ة»نكرة«حيث تعت بر دليال على أاهميت ه الفائق ة. وكم ا يق ول الراغ ب يف كت اب املفردات»ع بر ة«من م ادة ع ر وتعن ي العبور واالنتق ال من حالة اىل اأخ رى وهن ا حيث يرى املعتر حال ة يدلك من خاللها عل ى حقيقة ال ميك ن مالحظتها أاطلقوا عل ى ذلك»عرة«. وعلي ه فان مفهوم ا آالية هو مبقدورك م ا ن ت صلوا اإىل معرفة الل ه وعظمة وعلم وق درة م بدىء اخلل ق العظيم من خالل مالحظة اأ رسار وعجائب احليوانات. الفرث هو ما يف الكر ش وقيل هو ال رسجن ما دام يف الكر ش الإ شارات الإعجازية فى تكوين لنب الأنعام يف هذه االآية الكرمية يلفت الله نظرنا إاىل ظاهرة عجيبة حتمل لنا العرة من قدرة اخلالق جل جالله. فاللنب الذي يعتر من اأهم االأغذية عند االإن سان يخرج إالينا من بطون ا أالنعام بعملية مده شة. مراحل تكون اللنب من بني الفرث والدم : يت م تكوين اللنب يف ا أالنعام بالتن سي ق املحكم والتدرج الدقيق بن اجلهاز اله ضمي واجلهاز الدوري واجلهاز التنا سلي عن طريق الغدد اللبني ة يف ال رضوع وغريها من االأجهزة حيث جع ل الله لكل جهاز وظيفة واأعم اال خا صة يقوم بها ليتكون - يف نهاية املطاف - اللنب اخلال ص ال سائغ لل شاربن. وميكن أان جنمل مراحل تكون اللنب ك الآتي : 1- عملية اله ضم فى الكر ش) حتول العلف اىل فرث(: يتم اله ضم على عدة اأ شكال فمن ه اله ضم )احلركي( واله ضم الكيم اوي واله ضم امليكروبي بوا سط ة )خمائر( امليكروبات املوج ودة يف كر ش االأنعام حيث تبد أا عملي ة اله ضم يف الفم بنوعيها: اله ض م )احلركي( و )اخلمائ ري( حيث يتم تقطيع مواد العلف بامل ضغ وخلطها باللعاب الذي يحتوي على أانزمي )االأميليز( ال ذي يقوم به ضم مبدئي ثم يف املعدة املركبة حيث يتم ه ضم ميكانيكي وميكروبي وكيماوي ثم يتم اجرتار الكتلة الغذائية م ن الكر ش اإىل الفم ليعاد م ضغه ا وخلطها باللعاب ث م اإعادة بلعها لتعمل عليها بكرتيا الكر ش فتحلل )ال سكريات( و)الروتينات( ثم يحدث اله ضم )اخلمائرى( يف املعدة احلقيقية

20 19 )بالبب صن والرنن(. وبعمليات اله ضم هذه يتحول العلف اإىل فرث.ويتحول الفرث ال صلب بعد ه ضمه يف االأمعاء إاىل فرث رائق. 2- عملية ا ستخال ص ا أالحما ض الدهنية من بن الفرث: يح دث تخمر وتغيري يف تركي ب الفرث من جراء هدم قل ورا الكر ش له ذا ال سليلوز وامل واد ال سكرية مما يوؤدي اإىل إانت اج ثالثة أاحما ض دهني ة وهي حم ض اخللي ك و حم ض البيوترك وحم ض الروبيونيك فتمت ص ال شعريات الدموية املنت رشة حول الكر ش هذه االأحما ض و ذلك دون مروره ا يف القناة اله ضمية اإىل االأمع اء كما هو متبع م ع باقي الغذاء كما بينت ا آالي ة الكرمية)م ن بن ف رث ودم( فت ص ل إاىل الغدد اللبنية. وبانتقال الفرث اإىل االأمعاء الدقيقة ت ستمر عملية اله ضم فيتعر ض الف رث ل إالنزمي ات الها ضم ة يف االأمعاء والبنكريا س والع ص ارة ال صف راء يف الكب د.وبهذا يت م حتلي ل االأطعمة املحتوي ة على اجلزيئ ات املعقدة جدا اإىل جزيئات ب سيط ة فالن شاء وال سكريات املعقدة تتح ول اإىل سكري ات ب سيطة والده ون تتحول اإىل أاحما ض دهني ة والروتينات تتح ول إاىل اأحما ض اأمينية وببتيدات اأما الفيتامين ات وا أالمالح واملاء فال حتتاج اإىل ه ضم قب ل امت صا صها. كما تقوم اخلمالت يف ا أالمع اء الدقيقة بامت صا ص امل واد الغذائية املحللة بع دة طرق. وت صل ه ذه املواد اإىل داخ ل االأوعية الدموي ة ال صغ رية الواقعة حت ت الن سي ج الطالئي ومنه ا إاىل ا أالوعي ة الدموي ة ا أالكر فتدخ ل يف تيار الدورة الدموية. 3- عملية ا ستخال ص من بني الدم )من بني فرث ودم(: بعد امت صا ص ا أالحما ض الدهنية ع ن طريق ال شعريات الدموي ة املنت رشة ح ول الكر ش ت صل ه ذه ا أالحما ض وت س ري فى الدم ومن ه اىل الكبد حيث تت م عمليات معقدة يتحول فيها حم ض الروبينك اىل مادة االوك سال ا سيتيت والتي تتحول بدورها إالنت اج جزئ جيليكوز والذي مير عر االأوعية الدموية التي تغذي ال رضع ليتحد مع جزئ اجلالكتوز لينتج جزئ اللكتوز ) سكر اللنب(. 4- تكوين اللنب فى رضوع الأنعام: يت م تكوين الل نب بوا سطة الغ دد الثديي ة اأو ال رضع عن طريق عمليتن هامتن: اأ- املرحلة االأوىل: تر شيح بع ض مكونات اللنب من جمرى الدم ب- املرحل ة الثاني ة: تركي ب مكونات الل نب االأخرى بوا سطة التمثيل الغذائي اخللوي داخل ال رضع. اأ-املرحلة االأوىل: تر شيح بع ض مكونات اللنب من جمرى الدم: يق وم الدم بنقل هذه امل واد الغذائية اإىل جميع خاليا اجل سم والت ي منها خالي ا ال رشوع التي يت م فيه ا امت صا ص مكونات احلليب من بن الدم. حم ض اخلليك يقوم بتكوين دهن اللنب. و حم ض البيوترك يقوم بتكوين بروتن الل نب وحم ض الروبيونيك يقوم بتكوين سكر اللنب عن طريق احتاد جزيء من اجللوكوز مع جزيء من الالكتوز. 1 -عملية تكوين الأحما ض الدهنية فى اللنب: غالبية الده ون يف اللنب تنتج اأ صال من الزيوت والدهون النباتي ة امل ستمدة م ن العلف وامله ضوم ه ه ضما جزئيا يف مع دة االجرتا ر ) الفرث( ثم ينقلها ال دم ايل الغدد املفرزة لل نب يف ال رشع وهنا تتك رش إاىل رقائ ق صغريه حتي تتمكن م ن اخرتاق ج در خاليا تلك الغ د د. وعلي ذلك ف إن متام عملية اجرتار ا أالعالف التي يتناولها الواحد من ا أالنعام بكفاءة وعملية تخمرها يف معدة االجرتار بكفاءة م صوؤوالن عن زيادة اأو نق ص الدهون يف اللنب. اأثبت ت الدرا سات احلديث ة اأن وجود الده ن يف اللنب هو ال سب ب يف وج ود الطعم امل ست س اغ له و كلم ا قلت ن سبة الده ن ق ل ا ست ساغة طع م اللنب عند ال رشب. كما وجد أاي ضا أانه كلم ا زادت ن سبة ال سليلوز يف الغذاء زادت ن سبة حم ض ي اخلليك و بذل ك تزيد كمية الده ن يف اللنب و بالت ايل تزداد ا ست ساغته و صدق الل ه القائل ( لبنا خال صا سائغا لل شاربن(: 2 -تكوين املواد الربوتينية فى اللنب: أام ا امل واد الروتينية فتنت ج يف اخلاليا املف رزة للنب من االأحما ض ا أالميني ة الت ي يحمله ا اإليه ا الدم م ن معدة االجرتا ر) الف رث( هذا با ستثناء كل من املواد الزاللية واجللوبين ات املناعية التي ينقلها ال دم مبا رشة اإىل اخلاليا املفرزة ل ه. واللبا الذي يتكون يف الف رتات املت أخرة من احلم ل يف اأماك ن أاخرى م ن ج سم احلي وان وينقله الدم مبا رشة ايل رضوعه.

21 الكرمي القراآن يف العلمي الإعجاز ه حم رم 2014 م نوفم ر والفيتامينات: املعدنية الأمالح تكوين 3- الكال سيوم اأهمها من التي العنا رص آاثار من العديد الل نب يف االأهمية يف ويليها م, واملغني سيو والبوتا سيوم, والفو سفور غذاء من م ستخل ص ة وكلها والكل ور ال صوديوم م ن كل )الفرث(. االجرتار معدة يف تخمره بعد العلف( ) ن احليوا الأخرى اللنب مكونات تركيب الثانية: ب-املرحلة اخللوي: الغذائي التمثيل بوا سطة بوا سطة ال رضع داخل تتكون االأخرى اللنب مكونات بع ض املواد مت ر حيث أال سناخ ا داخ ل اخللوى الغذائ ى التمثي ل اخللية جدار خالل الدم من اللنب تكوين يف امل ستخدمة الغذائية معا والرتكيب الرت شيح من تنتج اللنب بروتينات اأن وجد فقد والالكتوجلوبيول ين والالكتوالبيوم ين الكازي ن اأن حي ث طالئع م ن تركيبها يج ب ولذلك ال دم يف موج ودة غ ري الروتينات هذه ومتثل الدم يف املتواجدة االأمينية أالحما ض ا البقري.اأما اللنب يف الروتيني النيرتوجن م ن تقريبا %94 يف م صنفة فهي ال س ريم أالبيومن و املناعي ة اجللوبيولين ات يتغري ال اللنب يف ظاهريا انت شارها أان جند ولذلك واللنب الدم هى اللنب يف االأ سا سي ة الكريوهي درات اأما. ال دم يف عن ه وجزيء جلوكوز جزئ من يتك ون والذي الالكتوز سكر الالكتوز أاما اجللوكوز سك ر على الدم ويحتوي جاالكت وز الثديية. الغدة يف تركيبه يتم ولذلك الدم يف يوجد فال الثديية أالن سجة ا بوا سط ة اأخذه يت م اجللوكوز ان وجد وق د جلوكوز حمت وى من %25 ح وايل فقدان إاىل ؤودي ي مم ا %80 70 حوايل اأن وجد أاخرى ناحية من ال رشياين ال دم جلوكوز من عليه احل ص ول يتم الالكتوز يف الكرب ون من أالحما ض ا م ن أاي ضا الالكت وز سك ر ينتج )كم ا البالزم ا %75 اأن وجد فق د للدهن وبالن سبة ال سل سل ة ق صرية الدهني ة املجرتات ويف الثديية الغ دد يف ي صنع تقريبا اللنب ده ن من الدهنية لالأحما ض االأ سا سي ة الطالئع وهي اخل الت يكون اللنب تركيب معظم املاء وميثل الطويلة الكربون سل سلة ذات يختلف وهو الل نب إاىل الدم م ن تر شيحه يتم حي ث )%87(. اللنب ال صلبة املواد حمتوى مع عك سيا اللنب: واإفراز تكوين 4 -عملية اخلالق إاعجاز إاىل ن شري اأن اللنب تكوين عملية رشح قبل البد أالنعام: ا رضوع تركيب فى وتعاىل سبحانه لل رضع: الت رشيحي الرتكيب و رضوع االأنعام رشوع وتعاىل( سبحانه ق) اخلال صمم اإنتاج من ميكنها كي بالغة بحكمة الثديية احليوانات من غريها ف رضوع منه. االإن سان وا ستفادة صغارها الإر ضاع الل نب احلو ض من خا صة اأربطة وتتديل ب الرتكي رباعية االأنعام عندما خا صة صدمات من له تتعر ض مم ا وحمايتها لرفعها وزنها. ويثقل باللنب, متتلئ وتخزين إانت اج يف م ستقال يعم ل ال رشع من رب ع وكل جلداره املبطنة اللبنية الغدد من العديد من يتكون وهو نب, الل لها, املغذية الدموية بال شعريات البع ض بع ضها مع واملت صلة ويحكم اللنب قناة نهاي ة متثل التي باحللمة ال رضع وينته ي اهيف املتحكمة والع ض الت وطوله ا, وو ضعها, شكله ا, فيها اللنب تدفق حتك م الدقة من غاية يف وراثية ضواب ط إاحكام ت ضبط كم ا ال رضورة, عند إاال منها ت رسب ه ومتنع امللوثات من وغريه ا البكترييا إاليه تت رشب ال حتى غلقه ا أالنعام ا ل رضوع املبطن ة اللبنية والغدد. وغريها احليوي ة اللنب فيها يتك ون اأ سناخ( كب رية) فراغات ذات غ دد هي واالأوعية املوؤك سد للدم احلاملة ال رشاين من با ستخال ص ه اهب وما ف( )الليم اللون العدمي ة ل سوائلها احلاملة اللمفاوي ة معدة يف امله ض وم الفرث م ن م ستمدة غذائي ة م واد من فراغات تبطن والت ي للنب املفرزة الغ دد وهذه ن. احليوا أاعلى على متخ ص ص ة خالي ا من تتكون ال رشع اأ سن اخ كمية يف الله مب شيئ ة تتحكم أانها حي ث التخ ص ص درج ات حمكومة الوق ت نف س يف وه ي وتركيب ه املف رز الل نب احلامل أالنع ام ا أالنثى وبالن سب ة من ضبط ة وراثية ب س نن من عددا يفرز ج سمها ف إن املخا ض وق ت اقرتاب عند ف إنه بج سم اجلنن ارتباط من ت ضعف التي اخلا صة الهرمون ات كله اجل سم يف وتث ري ج بالتدري امل شيم ة طريق ع ن أالم ا املركبات. حترك اللنب: تكوين مراحل اأ- داخل امل شعة النظائر ا ستخ دام طريق عن االأبحاث اأثبت ت داخل تخليقها يت م باللنب اخلا صة املكونات أاه م اأن ال رشع يتم مل اللنب مكونات م ن كثري وهناك. أالبقار ا يف ال رشع وبع ض االآن حت ى اللنب يف تخليقه ا طريقة عل ى التع رف مراحل عل ى تخليقها يت م املكونات ه ذه أان يعتق د العلم اء ف إن الواقع ويف االآن حتى تتبعها ال صعب من ومعقدة متتالية عوامل لعدة تخ ضع اللنب إاىل الدم من املكونات انتقال عملية الدم ضغط عن الب صيالت داخ ل اللنب ضغط يزيد اأال منه ا انتقال ا ستمرارية ل ضمان وذل ك لها املغذية ال رشاين داخل عملية.وتعتر طبيعية بطريق ة اللنب اإىل الدم من املكون ات توؤثر الت ي الهامة أالم ور ا من الب صي الت داخ ل ال ضغ ط احلليب عملية رسعة عل ى مبا رشة غري اأو مبا رشة بطريق ة. املزارع يف 576 العدد:

22 21 ب- مرحلة اإفراز اللنب: تق وم احلوي صالت اللبني ة ب إفراز اللنب.وفيه ا يفرز اللنب م ن سيتوب الزم اخلالي ا املبطن ة للحوي ص الت اللبنية اإىل ف راغ احلوي ص الت ويتم ا إالف راز حتت ت أث ري هرمونات الروالكت ين واالإ سرتوج ين والروج س رتون وبع ض االإ س رتوالت املف رزة من غدة ف وق الكلي ة ب الإ ضافة اإىل هرم ون الثريوك س ين. وم ن أاه م العوامل الت ي تقلل أاو متنع اإف راز اللنب اأثناء احلمل هو زيادة ن سبة ا إال سرتوجينات امل شيمية اأثناء احلمل. ج-مرحلة اإخراج اللنب : ويف ه ذه املرحل ة يبداأ خ روج اللنب م ن القن وات اللبنية والفج وات احلوي صلي ة ( خم زن ال رشع ) ع ن طري ق احللم ات إاىل خ ارج ال رشع. وتنظ م عملي ة ا إالخراج ه ذه الع ضالت الال إارادية املبطنة للقن وات اللبنية والتي تقع بدورها حت ت ت أثري هرم ون االأك سيتوت س ين والذي يفرز من الف ص اخللفي للغدة النخامية. ويحت اج تفريغ اللنب من ال رشع إاىل رفع ال ضغ ط الداخلي للغدة اللبني ة وفتح قناة احللم ة. وتتم هذه العملية بت أثري اجلهاز الع صبي والهرموين للحيوان حيث يبداأ بتعر ض احليوان عادة للمنبهات املختلفة امل صاحب ة لعملية احلل ب ( مثل أا صوات ج رادل احلليب أاو ماكينة احلليب االآيل أاو صوت احلالب وخالفه مما ي صاحب عملية احلليب و سبق اأن تعود عليها احليوان ) ينقل ت أثري هذه املنبهات إاىل الهيبوثاالم وث الذي ينقلها عن طريق االألياف الع صبي ة إاىل النخامي ة اخللفية التي تف رز بدورها هرمون ا أالوك سيتوت س ين يف الدم. ي صل ه ذا الهرمون ا أالخري اإىل اخلاليا املغلف ة للب صيالت التي تنقب ض لتف رغ حمتوياتها يف الغ دة اللبنية مم ا يزيد من ال ضغط داخل الغ دة ويدفع اللنب بالت ايل نتيجة عملية احللب وفتح قناة احللمة اإىل اخلارج ويف حال ة انزعاج احليوان نتيج ة أاي م ؤوثر خارج ي ف إن ذلك ي ؤودى إاىل انخفا ض ال ضغط داخل الغ دة اللبنية مما ي ستحيل مع ه تفريغ ال رضع للنب. ويرج ع ذلك إاىل اإفراز هرمون ا أالدرينالن الذي يوؤث ر على خف ض ال ضغط الداخلي للغدة. وعادة ما يزول إافراز هذا الهرمون بزوال امل ؤوثر حيث يعود ال ضغط داخل الغدة اإىل ما كان عليه يف احلالة الطبيعية. وبالرغم من اأن هذا اجلزء من ال رضع يختزن كمية ال ب أ س به ا من اللنب يظل ج زء كبري من اللنب الكل ي موجودا عند احلل ب يف فراغ ات التخزين ال صغرية و القن وات ال شعرية وجتاوي ف ا أال سناخ واخلاليا الطالئي ة املفرزة. وقد قدرت بع ض الدرا سات متو سط ما تنتج ه كل ربع اأمامي بحوايل %20 من اللنب بينما ينتج كل ربع خلفي حوايل %30 يف حن ينتج الن صف ا أالمين و الن صف االأي رس لل رضع كال على حدة حوايل %50 تقريبا مع وجود تباين فردى من حيوان الآخر. التحكم الهرمونى لإفراز اللنب: من املعروف حدوث تغيريات حيوية نتيجة ت أثري هرمونات خمتلف ة تفرز و ينظم إافرازها بوا سطة الت أثريات التي يالقيها اجله از الع صبي فى احلي وان احللوب.و هن اك جمموعة م ن الغدد ال صماء يكتمل منوها ف ى مناطق عديدة من ج سم احليوان امل در للنب نتيج ة شعور احليوان ب رشورة أادائه لبع ض الوظائ ف احليوية التى حتددها طبيع ة حياته وذلك خالل الف رتات املختلفة من اأط وار من وه الطبيعي.فعندما يكتم ل منو ج سم احلي وان بعد سن معن م ع اكتمال بع ض الغ دد املنظمة لعمليات التنا س ل و التكاثر ي شعر احليوان عن طريق جهازه الع صبي ب رشورة أاداء هذه الوظيفة احليوية و تب د أا الغ دد املتخ ص صة فى إافراز الهرمون ات املختلفة فى ال دم لتق وم بوظيف ة اكتم ال الن ض ج اجلن س ي و اكتمال االأجهزة احليوية يف اجل س م و املتخ ص صة يف عمليات احلمل واإفراز اللنب. وجمموع ة الغدد املهم ة فى عملية اإف راز اللنب من احليوان املدر للنب هى : 1 -الغدة الكظرية او اجلار كلوية : وهى مهم ة لوظائف اجل س م الطبيعية و تعم ل على اإفراز هرم ون ا أالدرينال ين ال ذي ي ساعد عل ى اكتم ال الن ضج اجلن س ي ولكن معدالته العالية تخف ض اإفراز اللنب وهرمون ا ستريويدات الق رشة والذي ين شط عملية تكوين اللنب. 2 -املباي ض: وتف رز هرمون ات ت ساع د عل ى اكتم ال الن ض ج اجلن سى مث ل هرم ون اال سرتوج ين وال ذي يحفز من و و تطوير جهاز القن وات وهرمون الروج ستريون ال ذي يحفز منو و تطوي ر القن وات الدقيق ة و اجلهاز ال سنخ ى الف صي صي. وتف رز الهرمونات اجلن سية حتت ت أث ري الهرمون الليوتينى والهرم ون اخلا ص للحوي ص الت واملف رزان م ن الغدة النخامية 3 -الغدة الدرقية: و توجد عل ى جوانب النهاية العليا للق صب ة الهوائية وتفرز هرم ون الثريوك س ين وت أت ى اأهميته للحي وان املدر حيث يزيد ال شهي ة ومعدل رضبات القلب و رسيان الدم إاىل الغدد الثديية ومع دل إافراز اللنب. كما يعتر املنظ م ا أال سا سي فى

23 الإعجاز العلمي يف القراآن الكرمي 22 عملي ات التمثيل الغذائي وعند توفر ه ذا الهرمون ب صورة كافية ي زداد ا ستهالك خاليا اجل سم للطاق ة وتعمل يف أاعلى مع دل مما يحف ز إافراز اللنب وق د وجد أان مع دل االإفراز اليومي لهذا الهرم ون بوا سطة حيوانات اللحم يكون ن صف ما يفرز بوا سطة احليوانات املدرة للنب كما اأن معدل إافرازه يف ال شت اء يك ون أاكرث من ال صيف وذل ك يف رس جزئيا بطئ إاف راز اللنب يف الطق س احل ار.وعند اإزالة ه ذه الغدد يقل اإف راز الل نب ب ص ورة وا ضحة حت ى %75 كما يق ل اإفراز هرم ون الثريوك صن نتيجة لنق ص التغذية ويفرز هرمون الثريوك س ين حتت ت أث ري الهرمون احلاث للغ دة الدرقية و املفرز من الغدة النخامية. وهن اك الغدة اجل ار درقية وه ى عادة أاربع غ دد وتفرز هرم ون الباراثريوي د وال ذي يتحك م يف م ست وى اأمالح الكال سيوم و الف سفور يف الدم. 4- الغدة النخامية: وتقع عند قاع املخ و تفرز الهرمونات االآتية: أا- هرمون النمو: ويفرز من الغدة النخامية االأمامية وبالرغم من كونه أا سا سا يف معدل النمو للحيوانات ال صغرية وجد جتريبيا أانه ذا ت أثري وا ضح على اإفراز اللنب وهو مهم يف عملية تكوين اللنب حيث ي ؤودي إاىل زيادة جلوكوز الدم وا أالحما ض ا أالمينية والدهنية يف خالل الغدد الثديية كما ي ساعد على ا ستمرارية اإفراز اللنب يف ا أالبقار و املاعز. ب - هرمون الربولكتني: ويفرز من الغدة النخامية االأمامية و زيادة كميات اال سرتوجن التى تفرز فى مراحل احلمل ا أالخرية بوا سطة امل شيمة يعتر منبه إالفراز الروالكتن الذي ي ساعد فى بدء إافراز اللنب واملحافظة عليه يف معظم احليوانات فيما عدا ا أالبقار واملاعز. أاما بعد الوالدة فيعمل احللب أاو الر ضاعة كمنبه على اإفراز ذلك الهرمون الذي يخزن يف الغدة النخامية ا أالمامية وينبه احللب اجلهاز الع صبى م سببا تفريغ الروالكتن يف جمرى الدم الذي ي سري اإىل الغدد الثديية. وقد وجد أان هرمون الروالكتن يزيد الن شاط االإنزميي للخاليا الطالئية التي حتول املكونات املختلفة للدم إاىل مكونات لبنية. ومن ناحية أاخرى لوحظ اأن احليوان املدر املر ضع ينتج كميات من اللنب أاكرث من احليوان الذي يتم حلبه بوا سطة ماكينة احللب حيث اأن ر ضاعة احليوانات ال صغرية توؤدى اإىل حترر كميات كبرية من الروالكتن. ج-هرمون الوك سيتو سني: ويف رز من الغ دة النخامية اخللفي ة ويوؤثر عل ى ا املل ساء واخلاليا الطالئية الع ضلية أالع ضاء وجه الإعجاز فى تكوين اللنب م ا كان اأحد يعل م قبل اكت ش اف أاجهزة الت رشي ح يف القرنن املا ضين أا رشار ما يجري يف اجله از اله ضمي عند احليوان واالإن س ان ووظائ ف ذل ك اجله از املعقد وعالقت ه بالدورة الدموية ومراحل تكون الل نب يف بطون االأنعام.فلما تكاملت صناعة االأجهزة والتجارب العلمية عر قرون عرف االإن سان اأن مكون ات اللنب ت ستخل ص بع د ه ضم الطعام من بن الفرث وجتري مع جم رى الدم لت صل إاىل الغ دد اللبنية يف رضوع ا أالناث التي تقوم با ستخال ص مكونات اللنب من بن الدم دون اأن يبقى أاي اآث ار يف اللنب من الفرث أاو الدم وت ضاف إاليه يف حوي صالت اللنب مادة سكر اللنب التي جتعله سائغا لل شاربن. ه ذه ا أال رسار كانت حمجوبة عن الب رش فلم يكت شفوها اإال بعد رحلة طويلة من التج ارب والبحوث العلمية التي ا ستغرقت قرون ا وا ستعملت فيها أاجه زة صنعت الأول مرة على أايدي الباحثن مل يكن لها وجود عند الب رش قبل ذلك. ولكن القراآن الكرمي ك شفها اأمام قارئيه ب أجمل عبارة واأوجز لفظ قبل األف واأربعمائة عام. فمن علم حممدا صلى الله عليه و سلم من بن سائ ر الب رش يف ذلك الزمن أا رسار اجلهاز اله ضمي واجلهاز ال دوري ودقائق ما يجري يف غدد اللنب اإال الذي يعلم ال رس يف االأر ض وال سماء ويعلم اأ رسار ما خلق من الكائنات وكذل ك أا ش ار النبي صل ى الله علي ه و سل م إاىل قيمة اللنب الغذائية املتميزة يف زم ن مل يكن يدرك النا س وقتئذ تركيب الل نب وما يحتوي عليه من عنا رص ومركبات الغذاء احليوية املهم ة الت ي ال جتتمع يف رشاب غريه. ث م مل ا تق دم العلم وتوف رت ا أالجهزة تو صل العلم اء والباحثون اإىل اكت شاف هذه امل واد الغذائية التي يحتوي عليه ا اللنب من الروتينات والكربوهي درات وال سكري ات والده ون واملع ادن والفيتامين ات وغري ذل ك.كل ذلك يكون شاه دا على اأن القراآن ن زل بعلم الله و أان حممدا ر س ول الله. قال تعاىل: )ل ك ن الل ه ي ش ه د مب ا أا نز ل اإ ل ي ك أا نز ل ه ب ع ل م ه و امل ال ئ ك ة ي ش ه د ون و ك ف ى ب الل ه ش ه يد ا() 166 ( ]الن ساء: 166 [.

24 اخلطاب الديني جتديد اخلطاب الدعوي د/ اآمال حممد ح سن عتيبة أا ستاذ الرتبية الإ سالمية امل شارك بكلية الرتبية - جامعة اأم القرى 23 اخلط اب الديني هو االآلي ة املعرة عن الر ؤوي ة ا إال سالمية بكافة م ضامينها و أا شكالها واأ ساليبها وهو أاداة للتعارف مع االآخر املخالف يف العقيدة من اأجل التوا صل احل ضاري بن ال شع وب واالأمم قال تعاىل: )ي ا أا ي ه ا الن ا س إا ن ا خ ل ق ن اك م م ن ذ ك ر و أا ن ث ى و ج ع ل ن اك م ش ع وب ا و ق ب ائ ل ل ت ع ار ف وا اإ ن أا ك ر م ك م ع ن د الل ه اأ ت ق اك م اإ ن الل ه ع ل يم خ ب ري ) ]احلجرات: 13 [. و أالهمي ة اخلطاب الدعوي ف إن الله سبحان ه وتعاىل اأمر ر سول ه الكرمي ب أن يجاهد الكافري ن بالق ر آان لكي يقيم عليهم احلجة والره ان فقال تعاىل: )ف ال ت ط ع ال ك اف ر ين و ج اه د ه م ب ه ج ه اد ا ك ب ري ا(]الفرق ان: 52 [. والأهميت ه كذلك ف إن الر سول صلى الله عليه و سل م رفع من ش أنه فجعل ه صنو اجلهاد الع سكري وامل ادي فقال عليه ال صالة وال سالم:)جاه دوا امل رشكن ب أموالك م و أايديكم واأل سنتكم( ( أاخرج ه االإم ام اأحمد يف م سن ده واالإمام أاب و داود يف سننه(. يف ظل الظ روف احل ضارية ال سائدة الي وم وما يواجهه االإ سالم من حتديات ومع حماوالت االأعداء الرامية إاىل تغريب بع ض شباب ا أالمة االإ سالمية وزعزعة العقيدة يف نفو سهم وما ن شهده م ن ضعف مواكبة اخلطاب الدعوي يف كث ري م ن االأحيان- عل ى مواجهة ه ذه التحديات بال ص ورة املنا سبة ف إن احلاجة تتعاظ م لتجديد اخلطاب الدعوي خا صة يف هذه املرحلة املهمة من حياة ا أالمة. ومتثل اأي ضا ا أالحداث والق ضايا املعا رصة واملت سارعة يف عاملنا العربي وكذلك التغريات والتحوالت العاملية دعوة رصيحة ومتجددة لتجديد اخلطاب الدعوي ليتمكن من م سايرة عوامل الزمان واملكان م ستلهما وم ست شهدا بالتعاليم واملب ادئ والقيم ا إال سالمية. وال ش ك أان االجتهاد للتجديد يف هذا املج ال من االأهمية مبكان باعتبار أان االجتهاد من املقوم ات االأ سا سية الت ي حفظت لل رشيع ة حيويتها وللفقه االإ سالمي مرونته وم ن ثم صالحية ال رشيعة لكل زمان وم كان ولقد برز دور املجددي ن الذين يظهرون يف كل ع رش حتي يجددوا لالأمة دينه ا ويخل صوه مما شابه من البدع واخلرافات. املق صود بتجديد اخلطاب الديني: تنوع ت عبارات العلم اء يف تعريف التجدي د وتعددت صيغهم لكنها مل تخرج عن حماور ثالثة: اإحي اء ما انطم س واندر س من معامل ال س نن ون رشها ب ين النا س وحم ل النا س على العمل به ا وقمع البدع واملحدثات وتعرية أاهلها و إاعالن احلرب عليهم وتنقية االإ س الم مما علق عليه من اأو ض ار اجلاهلية والعودة به إاىل م ا كان عليه زمن ر س ول الله صلى الل ه عليه و سلم و صحابته الكرام وتنزي ل االأحكام ال رشعية على ما يجد من وقائ ع واأح داث ومعاجلتها معاجل ة نابعة من هدي الوح ي )انظ ر : عدن ان حمم د اأمامة:التجدي د يف الفكر االإ سالمي( واملق ص ود بالدعوة االإ سالمية ا صطالح ا : «تبليغ االإ سالم للنا س وتعليم ه إاياهم وتطبيق ه يف واقع احلياة«فلقد ب ين الله ع ز وجل عمل ر سول ه صلى الله علي ه و سلم الداعي ة ا أالول لالإ سالم وف صله مب ا ي شمل هذه العنا رص

25 أال اخلطاب الديني 24 الثالثة يف اأكرث من مو ضع يف كتابه فقال سبحانه وتعاىل: )ه و ال ذ ي ب ع ث يف اال أ م ي ين ر س وال م ن ه م ي ت ل و ع ل ي ه م آاي ات ه و ي ز ك يه م و ي ع ل م ه م ال ك ت اب و احل ك م ة و إان ك ان وا م ن ق ب ل ل ف ي ض ال ل م ب ن ) ]اجلمعة: 2 [. فاخلط اب الدع وي هو خماطب ة الثقلن )ا إالن س واجلن( ودعوتهم اإىل التوحي د ودين احلق دين االإ سالم ويتنوع ه ذا اخلطاب ح سب حال املخاطب ين وزمانهم ومكانهم وح سب ح ال اخلطي ب الداع ي فتارة يك ون اخلطاب بالقول وتارة يكون بالفع ل والقدوة احل سنة ولقد علمنا الق ر آان الكرمي اخلطاب القويل يف اأكرث من اآية أاذكر منها كما ج اء يف اخلطاب الدع وي اأهدافه وو سائل ه واأ ساليبه وميادينه لف ؤواد يو سف أابو سعيد: اأ- اخلطاب لعموم الثقلن: )ي ا م ع رش اجل ن و االإ ن س اأ مل ي أ ت ك م ر س ل م نك م ي ق ص ون ع ل ي ك م آاي ات ي و ي نذ ر ون ك م ل ق اء ي و م ك م ه ذ ا ق ال وا ش ه د ن ا ع ل ى اأ نف س ن ا و غ ر ت ه م احل ي اة الد ن ي ا و ش ه د وا ع ل ى اأ نف س ه م اأن ه م ك ان وا ك اف ر ين ) ]ا أالنعام: 130 [. ب-اخلط اب لعموم النا س: )ي ا أا ي ه ا الن ا س اع ب د وا ر ب ك م ال ذ ي خ ل ق ك م و ال ذ ين م ن ق ب ل ك م ل ع ل ك م ت ت ق ون ) ]البقرة: 21 [. ج-اخلط اب لالإن س ان: )ي ا أا ي ه ا ا إال ن س ان م ا غ ر ك ب ر ب ك ال ك ر مي ال ذ ي خ ل ق ك ف س و اك ف ع د ل ك يف اأ ي س ور ة م ا ش اء ر ك ب ك ) ]االنفطار: 8-6 [. د-اخلط اب للموؤمن ين: )ي ا أا ي ه ا ال ذ ي ن اآم ن وا ال ت ق ول وا ر اع ن ا و ق ول وا انظ ر ن ا و ا س م ع وا و ل لك اف ر ين ع ذ اب األ يم ) ]البقرة: 104 [. ه-اخلط اب للر س ل عليه م ال ص الة وال س الم: )ي ا اأ ي ه ا الر س ل ك ل وا م ن الط ي ب ات و اع م ل وا ص حل ا اإ ين مب ا ت ع م ل ون ع ل ي م و اإ ن ه ذ ه اأ م ت ك م اأ م ة و اح د ة و اأ ن ا ر ب ك م ف ات ق ون ) ]املوؤمنون: [. و-خط اب االأنبياء ب أ سمائهم: )ق ال ي ا اآد م أا نب ئ ه م ب أ س م آئ ه م ف ل م ا اأ نب أ ه م ب أ س م آئ ه م ق ال اأ مل اأ ق ل ل ك م اإ ين اأ ع ل م غ ي ب ال س م او ات و االأ ر ض و اأ ع ل م م ا ت ب د ون و م ا ك نت م ت ك ت م ون( ]البقرة: 33 [. )اإ ذ ق ال الل ه ي ا ع ي س ى اإ ين م ت و ف ي ك و ر اف ع ك إا يل و م ط ه ر ك م ن ال ذ ين ك ف ر وا و ج اع ل ال ذ ي ن ات ب ع وك ف و ق ال ذ ين ك ف ر وا ث م اإ يل م ر ج ع ك م ف أ ح ك م ب ي ن ك م ف يم ا ك نت م ف يه اإ ىل ي و م ال ق ي ام ة ت خ ت ل ف ون ) [ آال عمران: 55 [. )ي ا إا ب ر اه يم اأ ع ر ض ع ن ه ذ ا اإن ه ق د ج اء أا م ر ر ب ك و اإ ن ه م آات يه م ع ذ اب غ ري م ر د ود (]هود: 76 [. )ي ا ز ك ر ي ا اإ ن ا ن ب رش ك ب غ الم ا س م ه ي ح ي ى مل جن ع ل ل ه م ن ق ب ل س م ي ا ( ]مرمي: 7 [. )ي ا ي ح ي ى خ ذ ال ك ت اب ب ق و ة و اآت ي ن اه احل ك م ص ب ي ا( ]مرمي: 12 [. )ي ا د او ود اإن ا ج ع ل ن اك خ ل يف ة يف ا ر ض ف اح ك م ب ن الن ا س ب حل ق و ال ت ت ب ع ال ه و ى ف ي ض ل ك ع ن س ب يل الل ه اإ ن ال ذ ين ي ض ل ون ع ن س ب ي ل الل ه ل ه م ع ذ اب ش د يد مب ا ن س وا ي و م احل س اب ) ] ص: 26 [. ز-خط اب املالئكة عليه م ال سالم لالأنبياء: )ق ال وا ي ا ل وط اإ ن ا ر س ل ر ب ك ل ن ي ص ل وا اإ ل ي ك ف أ رش ب أ ه ل ك ب ق ط ع م ن الل ي ل و ال ي ل ت ف ت م نك م أا ح د اإ ال ام ر اأ ت ك اإ ن ه م ص يب ه ا م ا اأ ص اب ه م اإ ن م و ع د ه م ال ص ب ح أا ل ي س ال ص ب ح ب ق ر يب ) ]هود: 81 [. ح- خط اب املالئكة عليهم ال سالم مل رمي ر ضي الله عنها: )و اإ ذ ق ال ت امل ال ئ ك ة ي ا م ر مي إا ن الل ه ا ص ط ف اك و ط ه ر ك و ا ص ط ف اك ع ل ى ن س اء ال ع مل ن ي ا م ر مي اق ن ت ي ل ر ب ك و ا س ج د ي و ار ك ع ي م ع الر اك ع ن ذ ل ك م ن أا نب اء ال غ ي ب ن وح يه إا ل يك و م ا ك نت ل د ي ه م اإ ذ ي ل ق ون اأ ق ال م ه م أا ي ه م ي ك ف ل م ر مي و م ا ك نت ل د ي ه م اإ ذ ي خ ت ص م ون اإ ذ ق ال ت امل آالئ ك ة ي ا م ر مي إا ن الل ه ي ب رش ك ب ك ل م ة م ن ه ا س م ه امل س يح ع ي س ى اب ن م ر مي و ج يها يف الد ن ي ا و االآخ ر ة و م ن امل ق ر ب ن ) [ آال عمران: [. ط- خط اب االأنبياء وال صاحل ين الأبنائه م: )و و ص ى ب ه ا ب ن ي اإ ن الل ه ا ص ط ف ى ل ك م الد ين ف ال اإ ب ر اه يم ب ن يه و ي ع ق وب ي ا مت وت ن اإ ال و اأ نت م م س ل م ون( ]البقرة: 132 [. دعوة لقمان البن ه: )و إا ذ ق ال ل ق م ان الب ن ه و ه و ي ع ظ ه ي ا ب ن ي ال ت رش ك ب الل ه إا ن ال رش ك ل ظ ل م ع ظ يم ) ]لقمان: [. ي- خط اب االأنبياء وال صاحلن الآبائه م: ( إا ذ ق ال أال ب يه ي ا أا ب ت مل ت ع ب د م ا ال ي س م ع و ال ي ب رش و ال ي غ ن ي ع نك ش ي ئا ي ا أا ب ت اإ ين ق د ج اءين م ن ال ع ل م م ا مل ي أ ت ك ف ات ب ع ن ي اأ ه د ك رش اط ا س و ي ا ي ا أا ب ت ال ت ع ب د ال ش ي ط ان إا ن ال ش ي ط ان ك ان ل لر ح م ن ع ص ي ا ي ا أا ب ت اإ ين أا خ اف أا ن مي س ك ع ذ اب م ن الر ح م ن ف ت ك ون ل ل ش ي ط ان و ل ي ا ق ال اأ ر اغ ب اأنت ع ن اآل ه ت ي ي ا إا ب راه يم ل ئ ن مل ت نت ه الأ ر ج م ن ك و اه ج ر ين م ل ي ا ق ال س الم ع ل ي ك س أ س ت غ ف ر ل ك ر ب ي إا ن ه ك ان ب ي ح ف ي ا ( ]مرمي: [. ك- خماطب ة اأهل الكتاب: )ق ل ي ا أا ه ل ال ك ت اب ت ع ال و ا اإ ىل ك ل م ة س و اء ب ي ن ن ا و ب ي ن ك م أا ال ن ع ب د اإ ال الل ه و ال ن رش ك ب ه ش ي ئا و ال ي ت خ ذ ب ع ض ن ا ب ع ضا أا ر ب ابا م ن د ون الل ه ف إ ن ت و ل و ا ف ق ول وا ا ش ه د وا ب أ ن ا م س ل م ون (]64[ )ي ا أا ه ل ال ك ت اب مل حت آج ون يف إا ب ر اه ي م و م ا اأ نز ل ت الت ور اة و االإجن يل اإ ال م ن ب ع د ه أا ف ال ت ع ق ل ون (]65[. )ي ا اأ ه ل ال ك ت اب مل ت ك ف ر ون ب آي ات الل ه و اأنت م ت ش ه د ون ) [ آال عمران: 70 [. )ي ا ب ن ي إا رش ائ يل اذ ك ر وا ن ع م ت ي ال ت ي أا ن ع م ت ع ل ي ك م و اأ و ف وا ب ع ه د ي أا وف ب ع ه د ك م و اإي اي ف ار ه ب ون ) ]البقرة: 140 [. ل- اخلطاب للر سول حمم د صلى الله عليه و سلم: )ي ا أا ي ه ا

26 25 الر س ول ال ي ح ز نك ال ذ ي ن ي س ار ع ون يف ال ك ف ر م ن ال ذ ين ق ال وا اآم ن ا ب أ ف و اه ه م و مل ت وؤ م ن ق ل وب ه م و م ن ال ذ ين ه اد وا س م اع ون ل ل ك ذ ب س م اع ون ل ق و م آاخ ر ين مل ي أ ت وك ي ح ر ف ون ال ك ل م م ن ب ع د م و ا ض ع ه ي ق ول ون إا ن أا وت يت م ه ذ ا ف خ ذ وه و اإ ن مل ت ؤو ت و ه ف اح ذ ر وا و م ن ي ر د الل ه ف ت ن ت ه ف ل ن مت ل ك ل ه م ن الل ه ش ي ئ ا اأ و ل ئ ك ال ذ ين مل ي ر د الل ه اأ ن ي ط ه ر ق ل وب ه م ل ه م يف الد ن ي ا خ ز ي و ل ه م يف االآخ ر ة ع ذ اب ع ظ يم(]املائدة: 41 [. )ي ا أا ي ه ا الن ب ي ح س ب ك الل ه و م ن ات ب ع ك م ن امل ؤو م ن ن ي ا اأ ي ه ا الن ب ي ح ر ض امل ؤو م ن ن ع ل ى ال ق ت ال اإ ن ي ك ن م نك م ع رش ون ص اب ر ون ي غ ل ب وا م ئ ت ن و اإن ي ك ن م نك م م ئ ة ي غ ل ب وا اأ ل فا م ن ال ذ ين ك ف ر وا ب أ ن ه م ق و م ال ي ف ق ه ون( ]االأنفال: [. م- خط اب نوح عليه ال سالم لقومه: )ل ق د أا ر س ل ن ا ن وحا اإ ىل ق و م ه ف ق ال ي ا ق و م اع ب د وا الل ه م ا ل ك م م ن اإ ل ه غ ري ه اإ ين اأ خ اف ع ل ي ك م ع ذ اب ي و م ع ظ يم( ]ا أالعراف: 59 [. ن- خماطب ة دعاة اجلن املوؤمنن لقومهم: )ق ال وا ي ا ق و م ن ا إا ن ا س م ع ن ا ك ت ابا أا نز ل م ن ب ع د م و س ى م ص د قا مل ا ب ن ي د ي ه ي ه د ي اإ ىل احل ق و اإ ىل ط ر ي ق م س ت ق يم ي ا ق و م ن ا اأ ج يب وا د اع ي الل ه و اآم ن وا ب ه ي غ ف ر ل ك م م ن ذ ن وب ك م و ي ج ر ك م م ن ع ذ اب األ يم ) ]ا أالحقاف: [. خ-خماطب ة الر سل والدع اة الأقوامهم والعك س: )ق ال ت ل ه م ر س ل ه م اإ ن ن ح ن إا ال ب رش م ث ل ك م و ل ك ن الل ه مي ن ع ل ى م ن ي ش اء م ن ع ب اد ه و م ا ك ان ل ن ا أا ن ن أ ت ي ك م ب س ل ط ان إا ال ب إ ذ ن الل ه و عل ى الل ه ف ل ي ت و ك ل امل ؤو م ن ون و م ا ل ن ا أا ال ن ت و ك ل ع ل ى الل ه و ق د ه د ان ا س ب ل ن ا و ل ن ص ر ن ع ل ى م ا اآذ ي ت م ون ا و ع ل ى الل ه ف ل ي ت و ك ل امل ت و ك ل ون و ق ال ال ذ ي ن ك ف ر وا ل ر س ل ه م ل ن خ ر ج ن ك م م ن اأ ر ضن ا اأ و ل ت ع ود ن يف م ل ت ن ا ف أ و ح ى إا ل ي ه م ر ب ه م ل ن ه ل ك ن الظ مل ين و ل ن س ك ن ن ك م االأ ر ض م ن ب ع د ه م ذ ل ك مل ن خ اف م ق ام ي و خ اف و ع يد ( ] سورة إابراهيم :11-14[. ص-خماطب ة اإبلي س: )ق ال ي ا اإ ب ل ي س م ا م ن ع ك اأ ن ت س ج د مل ا خ ل ق ت ب ي د ي اأ س ت ك ر ت أا م ك نت م ن ال ع ال ن( ] ص: 75 [. دواعي جتديد اخلطاب الدعوي املعا رص: إان الناظ ر اإىل حياتنا اليوم يلحظ بها جمل ة من التعقيدات احلياتية اليومية التي حتي ط بنا مما يوؤثر على واقعنا على كافة امل ستويات ال سيا سي ة واالقت صادية واالجتماعية. وما يح دث يف جمتمعنا من تناق ضات وخلل يف مفهوم التدين يجعله حم صورا يف التعبد ال شخ صي فقط بعيدا عن اخرتاق احلي اة بالقي م ا إال سالمي ة وغري ذل ك وهذا م ا يجعل احلديث عن م بررات ودواعي جتدي د اخلطاب الدعوي املعا رص من ا أالهمية مبكان وجتمله الباحثة فيما يلي: التجديد مطلب ذاتي و رضورة حياتية: حتت ل ق ضي ة التجديد مكان ا مركزي ا يف الفك ر االإ سالمي فالتجدي د يف الر ؤوية ا إال سالمية سن ة من سنن الله التي ال تبدي ل له ا وال حتوي ل ولي س جمرد ح ق من حقوق العقل ا إالن ساين وميادين ه ذا التجديد عامة و شاملة فهو قانون دائم العم ل يف كل عوامل اخللق: املادية والنباتية واحليواني ة واالإن ساني ة وه و سن ة متبع ة يف ع وامل ا أالف كار. والدي ن والفكر الدين ي لي س ا ستثن اء من عمل واإعمال قان ون التجديد ويف ذلك يقول ر سول الله صلى الل ه عليه و سلم:)يبعث الله له ذه االأمة على راأ س كل مائة سنة من يجدد لها دينها( لذلك كان هذا التجديد االإ سالمي: ع ودة اإىل املنابع اجلوهري ة والنقية للدي ن الثابت وفقه ا لهذه الثوابت بعقل ع رصي ومعا رص وذلك ال ستلهامها يف ا إالجاب ة على عالمات اال ستفه ام للواقع احلياتي املعن فه و - يف حقيقته فقه للواقع املعن وا ستلهام للمنابع وعقد للقران بن فقه الواقع املتجدد وفقه الكليات والثوابت للدين على حد قول املفك ر االإ سالمي الدكتور حممد عمارة كما اأن عملي ة جتديد الفكر مبعنى الع ودة ملنابعه ال صافية ممثلة يف أا ص ول ال رشيعة الكتاب وال سنة بعي د ا عن االختالفات والتحي ز واالأه واء ق ضية حمورية منذ ظه ور االإ سالم ال ذي كان ظه وره يف ا أال صل عملي ة جتديد ض د الف ساد امل أل وف يف حياة النا س الذي ن أالفوا الظل م واال ستبداد وحتكم طبق ة حمدودة يف حياته م ال سيا سي ة واالجتماعية واالقت صادية. إان حاج ة جمتمعاتنا اإىل االجتهاد والتحديث حاجة متجددة الب د اأن تراعى اأولوي ات االجتهاد التي يتع ين علينا اأن نوليها العناية امل ستحقة فاالجتهاد - كما يرى الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري - اأنواع وله جماالته وهي: االجته اد الفقه ي وال سيا س ي واالقت ص ادي والتقني العلم ي والثقايف واحل ضاري وغري ذلك من رضوب االجتهاد الذي يخت ص كل منه ا مبجال يت سع بتعدد امل سائل الت ي تقت ضي االجتهاد. ولذلك ف إن حركة االجتهاد يف هذه املج االت جميع ا البد اأن ت ستمر وتتوا ص ل يف إاطار ر ؤوية دقيقة وموائمة ر شيدة ملقا صد ال رشيعة وم صالح العباد يف احل ال وامل آل. لذلك ن رى اأن هذه االأمة مل تعدم يف ع رص من ع صورها جمددين يف الدين واأئمة يف العلم وعماليق يف الفك ر واأبطاال يف اجلهاد و أاعالم ا يف االإ صالح. اإن ه ذا التجديد يت صل بطبيعة هذا الدي ن وقدرته العجيبة على ا إالنت اج والتولي د وطبيعة هذه االأم ة و صالحيتها للبعث اجلديد وهذا هو لطف الله بهذه االأمة بل ب الإن سانية اإذ لو

27 اخلطاب الديني 26 ضاعت هذه االأم ة ل ضاعت اأمانة ال سماء ول ضاعت اأمانة االإن ساني ة واإمن ا هي حرا ست ه الكرمية له ذا الدين الذي فر ض عليه اأن يراف ق احلياة إاىل آاخر مرحلة من مراحلها كما اأكد على ذلك يف قوله ع ز وجل: ( إا ن ا ن ح ن ن ز ل ن ا الذ ك ر و اإ ن ا ل ه حل اف ظ ون (]احلجر: 9 [ كما جاء يف درا سة د. اأحمد عرفات القا ضي جتديد اخلطاب الديني. ال رشيعة تدعو إاىل التجديد: إان التجدي د الذي يوؤ صل له البحث احلايل اليعني التحريف والتبديل اإمنا يعني إاعادة االأمة ( أامة االإجابة واأمة الدعوة( اإىل االإ س الم الدي ن احلق باعتب اره الدي ن اخل امت وله القابلي ة للتعاطي والتعامل مع الواق ع من خالل قواعده العام ة وكلياته اجلامعة والتي تعطي ه مرونة ال ستيعاب امل ستج دات والتعامل مع النوازل وف ق ضوابط االجتهاد املعروفة. وعاملية ا إال سالم و شموله يجعالن التجديد جزءا من ر سالت ه وجتعالنه جديرا بتق ومي املجتمعات وهداية النا س بقوت ه وبرهانيته وما أاودع فيه من احلكم واالأحكام كما ق ال إا سماعيل احلكيم يف درا ست ه نحو خطاب دعوي معا رص ومتجدد. الت أاثري على الآخر من خالل التجديد: ترز أاهمية جتدي د اخلطاب الدع وي و رضورته احلتمية ال ستم رار الت أث ري على املجتمع ات باحرتافه ا بالدعوة وقيم اخل ري و إاذا غاب التجديد طغ ى اجلمود الذي يعني االإطاح ة بحق احلي اة و سحقه ا يف ع رص تكتنف ه احلركة الثائ رة م ن كل جه ة اأو الذوبان الذي يعن ي االإطاحة بحق الدين وال رشيعة والثقافة )انظر سلمان العودة:«جتديد اخلطاب الديني إالخراج ا أالمة من التيه( لذلك يبقى املفهوم ال صحي ح لتجديد اخلطاب الديني املواكب واملوؤثر والتحدي الذي يواجهنا هو نقل الدين من قرن لقرن ومن جيل جليل وم ن زمن لزمن نقال الي رض به ويف ذات الوقت يوؤثر فيمن نقل اإليهم. ت صحيح مفهوم التدين: يقول اإ سماعيل احلكيم يف بحثه نحو خطاب دعوي معا رص ومتج دد: ومما يجعل م ن جتديد اخلطاب الدع وي اأي ضا رضورة ملحة وج ود خلل يف فهم بع ض امل سلمن للتدين ينت ج عنه خلل يف تنزيل قيم االإ س الم يف احلياة.و إاذا ر أاينا ف سادا يف جمتمع أاو انحرافا يف أامة فمن البدهيات أان نراجع اخلط اب الدعوي املوج ه لهذا املجتمع اأو ه ذه االأمة. مع االإق رار أان الدعوة مع صومة ومن هنا ي أتي اخللل وعلى كل تبقى احلاجة لتجدي د وع رصنة اخلطاب الدعوي ما سة وملحة الحتواء هذا ا أالمر وخا صة لدى رشائح يف املجتمع بعينها ومن أامثلة تلك ال رشائح والقطاعات: الأ رسة: فق د بداأنا نفقد العائلة املمتدة التي ت شمل: )اجلد واجلدة وا أالم واالأب واالأبن اء( وم ا أا صابه ا م ن ه دم يف مفاهيمها ومتزي ق الأوا رصها واالرتكان إاىل املاديات لتبقى االأ رسة متما سك ة ظاهريا ومنهارة واقعي ا وتف شت فينا إا شكاالت التف كك االأ رشي وازدياد حاالت الط الق والعنو سة والع زوف ع ن ال زواج وظه ور البدائ ل املحرمة وظهور العقوق من االأبناء... ب- ق ضايا ال شباب: من ينظ ر إاىل ال شب اب واهتماماته م الي وم والتي يدل بع ضها على سطحية واإغراق يف ال شهوات يعلم مدى حاجة ال شباب خلطاب ينا سبهم وي أخذ ب أيديهم اإىل حما ضن تربوية فيه ا خطاب جاذب يلب ي اأ شواقهم ويعال ج م شكالتهم بلغة قريب ة من وجدانهم. ف شبابنا اليوم ه م أاكر ضحايا العوملة م ع غياب اخلط اب الدعوي ال ذي ي أخذ ب أيديه م ويعالج م شكالتهم املعا رصة. ج- ق ضايا املر أاة: إان م ن أاعظ م اإ شكالي ات اخلط اب املوجه للم ر أاة أانه يف اأحاي ين كث رية يقع حت ت ت أث ري اخلطاب املنح رف الذي ينادي بتحرير امل راأة فيتولد خطاب با سم االإ سالم املت شدد مينع املر أاة حقها وبالتايل ضاعت املر أاة بن الغالة واجلفاة. وال يخف ى علينا ما تواجهه املر أاة م ن ا ستهداف وما تعانيه م ن واقع يحتاج ملعاجلة الظواه ر وبيان احلقائق وتغيري واقع املر أاة ومعاجلة م شكالتها وهمومها من خالل خطاب دعوي متجدد ومتزن.. ضوابط جتديد اخلطاب الدعوي: هناك جمموعة من ال ضوابط التي ال غنى عنها والتي يجب مراعاته ا عن د جتديد اخلط اب الدين ي. ويف ذلك يقول جمال حممد فتحي ن صار يف بحثه ر ؤوية معا رصة يف جتديد اخلط اب االإ سالمي املق صود بال ضواب ط جمموعة القواعد واملحاذير الواجب مراعاتها يف جتديد اخلطاب االإ سالمي والتي ت ضبط حركة العقل واالنفعاالت لدى االإن سان فت أتي النتائج إايجابية خالية من االنحرافات الفكرية والت صورية الت ي تخالف ال رشيع ة االإ سالمية ومقا صده ا. ومن أابرز

28 27 هذه ال ضوابط ما يلي: ال ضاب ط ا أالول: مراع اة االخت صا ص ف ش أن املعرف ة ب الإ سالم كعلم هو اأرفع العلوم واأعظمها نفع ا واأجلها ش أن ا وق در ا وعلو ش أنه ومكانته ت أتي من كونه يتعلق بامل رش ع وهو الل ه سبحانه وتع اىل ه ذا باملقارن ة بالتخ ص صات العلمي ة ا أالخ رى من ط ب وهند سة وكيمي اء وفلك مع اأن التخ ص ص ات ا أالخرية ي ش رتط للمتحدث ين با سمها اأن يكونوا م ن اأهل اخت صا ص ه ذه الفن ون اأو العلوم. فهذا املبد أا مب د أا االخت صا ص رشط بدهي بل و أا سا سي الأهل هذه التخ ص ص ات فكيف ب أرفع هذه العلوم واأعظمها واأ صل كل ثقاف ة أاال ي ستوج ب اأن يكون اأعظ م حرمة من هذه التخ ص ص ات. إان مثل م ن يتح دث يف االإ سالم من غري أاهل ه مثل احلالق ال ذي ا شتغل مب داوة املري ض ومعاجلة العليل. واالإ سالم قد اأقر هذا املبداأ مبداأ االخت صا ص بل واعتره مطلبا رشعيا وعقليا يقول الله تعاىل: )...ف ا س أ ل وا اأ ه ل الذ ك ر اإ ن ك نت م ال ت ع ل م ون ) ]النحل: 43[. وقال تعاىل: )و اإ ذ ا ج اءه م اأ م ر م ن االأ م ن اأ و اخل و ف اأ ذ اع وا ب ه و ل و ر د وه اإ ىل الر س ول و اإ ىل اأ و يل االأ م ر م ن ه م ل ع ل م ه ال ذ ين ي س ت نب ط ون ه م ن ه م و ل و ال ف ض ل الل ه ع ل ي ك م و ر ح م ت ه ال ت ب ع ت م ال ش ي ط ان إاال ق ل يال ( ]الن ساء: 83[. وقال تعاىل اأي ض ا: )و م ا ك ان امل ؤو م ن ون ل ي نف ر وا ك آف ة ف ل و ال ن ف ر م ن ك ل ف ر ق ة م ن ه م ط آئ ف ة ل ي ت ف ق ه وا يف الد ين و ل ي ن ذ ر وا ق و م ه م اإ ذ ا ر ج ع وا اإ ل ي ه م ل ع ل ه م ي ح ذ ر ون ) ]التوبة: 122[. والي وم يتجر أا على التجديد وينظر ل ه أان صاف املتعلمن واأرباعه م و أادن ى من ذل ك ف ضال ع ن غريهم ممن ال عالق ة لهم م ن قريب وال من بعي د ب الإ سالم وعلومه وفنون ه ومن ال علم له وال فقه وال خرة وال قدرة على اال ستدالل بالن صو ص و إانزالها يف منازلها وال يدري شيئ ا عن قواعد اال ستدالل من حيث العموم واخل صو ص وا إالطالق والتقييد والن سخ وامل صالح واملفا سد وه ؤوالء واإن كانوا بارعن يف جماالت معينة أاو يف اخت صا صاتهم وفنونه م التي ي شتغل ون بها لكنه م يف العلم ال رشعي ال يخرجون م ن ف صيلة العوام فالتجدي د مهمة الرا سخن يف العل م و أاه ل احل ل والعق د يف االأم ة ع بر املجامع واملوؤمترات العلمية اجلامعة التي تتمتع باال ستقالل وحرية الر أاي. ال ضابط الثاين: املو ضوعية والتجرد من االأهواء املذمومة: املو ضوعي ة يف الت صور ا إال سالمي ه ي البحث عن احلقيقة اتفق ت مع ميول الباحث اأو مل تتفق والتم سك باحلق بعيد ا عن االأه واء الباطلة واملزاعم الفا س دة كالكر واملذهبية والتقليد وغريهم وتتم يف ثالث خطوات: 1 ا سته داف احلقيقة 2 االنطالق م ن احلق بجعله املعيار ال ذي ي سعى يف عمله على اأ سا س ه ويزن ا أالمور مبيزانه دون ا أاله واء وال شهوات والرغب ات اخل سي سة. 3 االأخذ باحلق دون مراوغة. ال ضابط الثالث: االعت صام ب الأ صول والثوابت االإ سالمية. ال ضابط الرابع: االعرتاف مبحدودية العقل الب رشي وعدم إاحالله حمل الوحي. ال ضاب ط اخلام س: اأن يك ون الق صد م ن التجديد اإ صالح الفكر الديني لدى ا أالمة. ال ضابط ال ساد س: االلتزام ب أ ساليب اللغة العربية وقواعدها يف تف سري الن صو ص الدينية وت أويلها. ال ضاب ط ال سابع: عدم االعتماد على ن ص واحد يف احلكم و إاغفال بقية الن صو ص الدينية التي وردت فيه. ال ضابط الثامن: وج وب التزام الدعاة منهاج الو سطية يف الدعوة راجع االأمة الو سط واملنهاج النبوي يف الدعوة إاىل الله للدكتور عبد الله الرتكي. إان منه اج الو سطي ة ه و اأع دل املناه ج يف ن رش دعوة االإ سالم واحلف اظ على متا سك املجتمع امل سلم والدعوة اإىل سبيل الله باحلكمة واملوعظة احل سنة واجلدال بالتي هي اأح سن. وهك ذا فقد اأ صبح جتديد اخلط اب الديني من اأهم التحديات املعا رشة الت ي باتت ت شغ ل املهتم ين بالفك ر االإ سالمي املعا رش. وهو سمة مالزمة للدين االإ سالمي ولهذا ال سبب متي ز ا إال سالم عن بقي ة ا أالدي ان باعتباره الدي ن ال شامل للب رشي ة كافة منذ ن زول االآية االأوىل عل ى سيد الب رش: )اق ر اأ ب ا س م ر ب ك ال ذ ي خ ل ق ) ]العلق: 1 [.حتى قوله تعاىل: )..ال ي و م ي ئ س ال ذ ين ك ف ر وا م ن د ين ك م ف ال ت خ ش و ه م و اخ ش و ن أا مت م ت ع ل ي ك م ن ع م ت ي و ر ضيت ل ك م ال ي و م أا ك م ل ت ل ك م د ين ك م و االإ س الم د ين ا...( ]املائدة: 3 [. فالقر آان الكرمي يو ضح كل الر س االت ال سابقة والكتب املنزلة ويحتويها ومل يتوقف عند حدود الت صحي ح والتو ضيح وحفظه بل و ضح كذلك التغيري الذي طر أا على ال صحيح. وت أكي دا على ديناميكية التجديد يف ا إال س الم ف إن القانون االإله ي للتجديد امل ستمر يف حي اة االإن سان الفرد أاو اجلماعة يف قول ه تعاىل: )... إا ن الل ه ال ي غ ري م ا ب ق و م ح ت ى ي غ ري وا م ا ب أ ن ف س ه م...( ]الرعد: 11 [.ه و ت أكي د قاط ع عل ى ديناميكي ة عملي ة التجديد و رشورة ا ستمراريت ه بغية ح ض ا أالمة ودفعها لتجديد واقعه ا وتطوير نف سها ذاتيا نحو التق دم والرقي واحل ض ارة ولتك ن يف مقدمة ا أالمم االأخرى)راجع علي الكندري: جتديد اخلطاب الديني(. وبعد فنوؤكد أان طبيع ة هذا الدين صلبة وخطابه وا ضح ال

29 اخلطاب الديني 28 يقب ل التمييع وال يحتمل التلبي س والذين يحاربون هذا الدين يجدون م شقة يف حتويله عن طبيعته الوا ضحة لذلك ف إنه م يوجهون اإليه جهودا ال ت كل وحمالت ال تنقطع وي ستخدم ون يف حرفه ع ن جهته ويف متيي ع طبيعته كل الو سائ ل وكل التجارب.ول ذا ف إن للخط اب الدعوي أاهمي ة ق صوى خا صة يف هذه املرحلة املهمة من حياة االأمة ويف ظل الظروف احل ضارية ال سائ دة اليوم.ولكن هناك ق صور يف اخلطاب الدعوي املعا رص وهناك جتديد ولكنه حم دود غري كاف م ع إامكانية ا أالف ضل بكث ري. واإذا كان ثمة خلل يف اخلط اب الدعوي املعا رص فذلك راجع للدعاة اأنف سهم واأ ساليبهم واإال ف إال سالم يطالب امل سلمن بالتجديد واملواكب ة.وذلك بتحقي ق اأق صى درج ات النجاح وبذل اجله د وا ستف راغ الو س ع واال ستفادة من كاف ة التجارب االإن سانية فهو ي ستوعبها وفق قواعد كلية واأ صول جامعة. وجت در ا إال ش ارة اإىل أان جتدي د اخلطاب الدع وي نابع من ا إال س الم نف سه وجزء من ه وم ستمد من اأ صول ه ومل تنبع حتت ت أثريات خارجية عنه. ومن هنا ميكن القول اأن اخلطاب الدعوي املعا رص الفعال هو الذي يت صف ب أالبعاد التالية: البع د االإن س اين: فقد ا شتمل القراآن الك رمي على 240 نداء للنا س )يا أايها النا س( و 256 نداء للموؤمنن )يا أايها الذين آامنوا( االأمر الذي ي ؤوكد اأهمية اخلطاب االإن ساين. البعد العاملي: خطاب عاملي مبعنى انه جاء يخاطب الب رشية جمع اء بقط ع النظر ع ن اأعراقه م واأجنا سه م واألوانهم واخت الف األ سنتهم لذا خاطبهم القراآن ب )يابني آادم( و)يا أايها النا س( ف الإ س الم دين عاملي جاء للنا س كافة قال تعاىل: )و م ا أا ر س ل ن اك اإ ال ك اف ة ل لن ا س ب ش ريا و ن ذ يرا ( ] سب أ: من ا آالي ة 28 [. وقال تع اىل: )و م ا اأ ر س ل ن اك اإ ال ر ح م ة ل ل ع مل ين ) ]االأنبي اء: 107 [. ف إال س الم هو خ امت الديانات ور سول ه أا م ر اأن ينادي يف النا س جميع ا بح سب قوله تعاىل: )ق ل ي ا أا ي ه ا الن ا س اإ ين ر س ول الل ه اإ ل ي ك م ج م يعا...( ]االأعراف:من ا آالية 158[. الرحمة باخللق : فمن قواعد الدعوة اأن ي شعر الداعية النا س بالق رب منهم واحلر ص على البعد ع ن املخالفات املنفرة التي ي أمر بها ال رشع ( ي رسوا وال تنفروا(. الت درج واالأولوي ات: ذلك أالن أاح كام ال رشع لي ست كلها عل ى درجة واحدة من االأهمية ب ل تتفاوت تفاوتا كبريا فينبغ ي إانزال كل حكم منزلت ه والبدء ب الأهم قبل املهم. املجادل ة بالت ي ه ى أاح س ن : وذل ك بتخلي ص اخلطاب االإ سالمي من ال صبغة العدائية ومن روح التحدي وكلمات الوعي د وكل ما م ن ش أن ه أان ي ستفز ا آالخري ن ويتوجه اخلطاب للمجادلة باحل سنى واحلوار الهادئ وبناء ج سور التوا ص ل والرغبة ال صادقة يف هداية االآخرين وال يعني هذا اخلنوع أاو التذلل للمحاورين. - الو سطية واالعت دال: فاخلطاب الدعوي الناجح و سطي معتدل يب رش ويي رس ويبعد عن التنفري والتع سري. - التع اون يف املتف ق علي ه وا إالع ذار يف املختل ف في ه: فاخلط اب ا إال سالم ي خط اب اإيجابي يعم ق التعاون يف االأم ور املتف ق عليه ا وال يجعل املختل ف فيه باعث ا على التقاع س وداعية للتنافر بل يعذر امل سلمون بع ضهم بع ضا يف مواطن اخلالف ما دام ا أالمر يت سع لذلك. ويف النهاية نو صي مبا يلي: 1- الب د من جتديد اخلط اب الدعوي ملواجه ة التحديات املعا رصة حتى يكون خطابا نه ضويا يحقق النه ضة للفرد واملجتمع والدولة. 2 -الت أكيد على رضورة التزام اخلطاب الدعوي باملرجعية الفكرية ا إال سالمية ورف ض الدعوات الهادفة إاىل التجديد من خارج هذه املرجعية. 3 -اقت صار اخلطاب الدعوي على فئة املتخ ص صن ومنع املتطفلن عليه. 4- معاي شت ه للواق ع وتن اول هم وم النا س وق ضاياه م وم شكالتهم باملعاجلة الرفيقة. 5- التحذير من وراء االن سياق من ال شعارات الراقة التي تدعو اإىل جتديد اخلطاب الدعوي من أاجل علمنة االإ سالم ونزع عنا رص القوة احل ضارية منه. 6- على العلماء املخل صن والدعاة من اأبناء االأمة اأن يولوا هذا املو ضوع اهتماما أاكر وعناية فائقة ملا له من اأثر على م ستقبل االأمة االإ سالمية. 7- اإن ش اء اأق س ام خا ص ة بتجدي د اخلط اب الدع وي يف الكلي ات واجلامع ات التي له ا وزنها يف العامل ين العربي واالإ سالمي كجامع ة االأزهر ال رشيف بالقاهرة وجامعة أام الق رى مبك ة املكرم ة واجلامع ة االإ سالمي ة باملدينة املنورة. 8- مراجع ة املقررات واملناه ج الدرا سية يف معاهد إاعداد االأئمة والدعاة ومواكبتها للم ستجدات الع رصية 9- التو سع يف عق د الدورات التدريبي ة ل أالئمة والدعاة الإطالعهم على اأف ضل واأجن ح سبل اإي صال الدعوة يف ظل التحديات املعا رصة.

30 مواقف دعوية هذه خبرات وجتارب في الدعوة إلى اهلل كتبها الدكتور عبد العزيز بن أحمد سرحان الذي عمل مديرا في عدد من املراكز واملكاتب التابعة لرابطة العالم اإلسالمي في أوروبا وإفريقيا. وسوف يجد القارئ في السلسلة التي ننشرها تباعا مواقف مفعمة باإلميان واليقني وحوارات تلني لها قلوب الذين يخش ون ربهم وعبرا وعظات وفوائد يس تفيد منها العاملون في مجال العمل اإلسالمي والدعوي... الباحث عن احلقيقة بقلم: الدكتور عبد العزيز بن اأحمد رسحان 29 بينما كنت أازاول أاعمايل اليومية يف مكتبي باملركز مبدريد اإذ رن جر س الهاتف أالجد موظف اال ستقبال يقول يل ب أن رجال إا سبانيا يريد مقابل ة مدير املركز فا صطحبت مرتجم املرك ز وذهبت ملقابلة الرج ل. فوجئت برجل أاوروبي وجه ه أابي ض م رشب باحلم رة مقطب اجلب ين عاب س الق سمات اأ شعث ال شعر عيناه متيالن لالحمرار من جراء االإجه اد وال سهر ك أن هموم الدني ا وم شكالتها قد صبت فوق ر أا سه! وبعد الرتحيب به س ألته اإن كان يف ا ستطاعتنا تق دمي م ساعدة له فق ال مت سائ ال : اأنت مدي ر املركز. ف أجبت ه : نعم.. فقال يل الرجل : أان ا رجل ولدت م سيحيا كاثوليكي ا و أاري د أان اأ صدق ك القول فمنذ سن وات واأنا اأبحث عن احلقيقة فل م اأجدها!!. أابحث عن حقيقة ا أالديان وع ن حقيقة التثلي ث يف امل سيحية فق راأت الكثري من كتب امل سيحية وكتب اليهودية كما بحثت كثريا يف كتب الديانات االأخرى وذهب ت قبل املجيء اإليكم اإىل كثري من الق سي صن والرهبان وكثري م ن الكنائ س امل سيحية واملعابد اليهودية و س أل ت الهندو س والبوذين وغريه م فلم يطمئن قلبي ملا سمعت ه منهم ومل أا صل مل ا أاريد ف أنا اأعي ش يف قلق دائم و رشاع نف سي متوا صل ف أنا أاري د معرفة اأين هو احلق واأي ن احلقيقة!. ومل يتبق يل غري اأنت م اأيها امل سلمون ف أنا مل اأق ر أا عنكم كث ريا لكنني مت أث ر ) س ل بيا ( مب ا تعلمناه عن االإ سالم وامل سلمن يف مدار سنا ومبا يعك سه االإعالم الغربي عنك م!! وعندم ا و صل ت إاىل هذه الدرجة م ن ال رصاع النف سي واخلواء الروحي جل أت إاىل مركزكم هذا الذي سمعت اأن ه افتتح ليكون بيتا للم سلم ين يف اإ سبانيا ف أنا اأريد أان أا سمع منكم أالحدد موقفي يف هذه احلياة من الدين ف إما أان اأجد احلقيقة و إاما اأن اأهيم على وجه ا أالر ض حتى أا صل إاىل احلقيقة!. ف س ألن اه : ماذا تري د اأن تعرف فق ال: اأريد معرفة كثري من حقائق هذا الكون وهذه احلياة كما أاريد اأن أاعرف هل يوجد إال ه ورب واحد اأم هناك ابن ووال د أام أان الطبيعة هي من أاوجدت اخللق! واأريد اأن أاعرف حقيقة املالئكة وال شياطن واجلنة والن ار! والبعث والن شور والقر واحل ساب والروح وووو!. ويف احلقيق ة لق د فاج أنا الرج ل مبا لديه م ن ت ص ؤوالت وفاج أنا أاكرث ب أن لديه اال ستعداد أالن ي ستمع منا إاجاباتنا على ت ص وؤالته للو ص ول إاىل احلقيقة. كما الحظت ب أن الرجل يري د معرف ة اأكرث عن الغي ب... فدعوت اإم ام امل سجد وا ستعنا بالل ه سبحانه وتعاىل وبداأن ا يف اإجابة الرجل مبا فت ح الله علينا فكن ا كلما رشحنا له شيئ ا ا ستمع من صتا ال يتكل م وال يقاط ع عندما نتكلم كم ا كان عندما ننتهي من اإجابة ص ؤوال معن س أل عن شيء اآخر... وكانت جميع اإجاباتنا م ستقاة من الكتاب وال سنة ولله احلمد. ولكنن ي أايه ا االإخوة أا س أل الله أان يغف ر يل أالن نف سي حدثتن ي ب أن هذا الرج ل يريد تعجيزن ا ب أ سئلت ه و أانه ال يري د معرف ة احلقيقة كم ا ادعى واأن ه ال يري د اإ سالما ف أخ ذ ال شيط ان يو سو س يل ب أن هذا الرجل ل ن يدخل يف ا إال س الم ول و مكثنا نحدث ه وجنيب عل ى اأ سئلته عاما كامال و أانه بعيد ع ن االإ سالم بعدا كبريا! لكنني طردت الو ساو س بعيدا وا ستع ذت بالله من ال شيط ان الرجيم مم ا يحاك يف نف سي وتذكرت ب أن على الداعي أان ي صر وي صر وي صر فالهداية بيد الله سبحانه وتعاىل ف إذا أاراد الله ل ه الهداية اهتدى واإن مل يرد الله ل ه الهداية فلن جتد له ولي ا مر شدا... ولن ا يف ر سول الله اأ س وة ح سنة فلم يهت د عمه اأبو طالب على الرغم من اأن الر سول كان يدعوه لالإ سالم مرارا وتكرار ا حتى اأن عمه مات على كفره!!

31 مواقف دعوية 30 ويف املقاب ل ت سط ع لنا ق ص ة اإ سالم عمر ب ن اخلطاب ال ذي قال عنه ال صحابي عامر ب ن ربيعة ر ضي الله عنه خماطبا زوجه اأم عبد الله بنت اأبي حثمة وهما يف طريقهما للهج رة والتي طمع ت يف اإ سالم عمر ق ال لها زوجها )والله ال ي سلم حتى ي سلم حمار اخلطاب( يريد بكالمه عمر بن اخلطاب ومع ذلك اأ سلم عمر ر ضي الله عنه... لذا كان علينا أان ن صر ون صر ون صر مع الرجل لعل الله أان يوفقه وينزل عليه الهداية. واأثن اء كالمنا مع الرج ل خطر على ب ايل ال شيخ اأحمد سعيد ذلك ال ش اب االأ سباين االإجنلي زي امل سلم فقالت يل نف س ي قم يا رسحان وات صل به لي أت ي مل ساعدتنا يف تب سيط ما نقول ه للرجل وجها لوجه بدون ترجمة... فقد اأردت كالما مبا رشا من القلب اإىل القل ب وبل سان قومه لعل الل ه اأن يجعل هداية الرجل على يدي ه فهو من بني جلدته وق د يت أثر ب ه فطلبت من أاح د موظفي املرك ز اأن يت صل بال شي خ اأحمد سعي د و أان ي رشح له االأمر وم ا هي إاال حلظات حتى و ص ل ال شيخ اأحمد سعي د بزيه االإ سالمي وعمامت ه البي ض اء وع ص اه التي ال تفارق ه هذا الرجل الذي عندم ا تنظر اإليه يخي ل إاليك أان ك ت شاهد رجال من امل سلم ين ا أالوائ ل!. كان ت ل ه حلي ة مائل ة اإىل احلمرة وعينان زرق اوان ووجهه أابي ض ي شع منه نور ا إالميان وعندم ا ت ستمع اإلي ه يتح دث ت شعر بقوة كالم ه وت أثريه يف القل ب والنف س ف سل م علينا ث م جل س فعر ف ت ه على الرجل واأخرته بحاجته واأ سئلته ثم تركتهما يتحاوران و صعدت إاىل مكتبي ثم نزلت بعد ساعة فوجدتهما مازاال يتحاوران ف صعدت اإىل مكتبي ثم هبطت مرات عديدة وهما على نف س احلال وا ستم ر النقا ش واحلوار واالأ سئلة وا أالجوبة. أاكرث من ثالث ساعات... و أاخ ريا ذهبت لالطالع فلم اأر الرج ل ووجدت ال شيخ أاحمد سعيد دخل امل سجد ي صلي ويدعو ف س ألته عن الرجل فق ال يل: إان الرجل يحتاج من ا اإىل الدعاء ثم أاردف ب أن الرجل يف نف سه ت ص ؤوالت عجيبة ولقد زودناه مبا لدينا من عل م ولقد ذهب ليفك ر ووعدين ب أنه سي أت ي بعد أا سبوع ليوا صل احلوار معنا. وبعد أا سبوع ويف املوع د املحدد جاء الرجل مرة أاخرى وجل س مع ال شي خ أاحمد سعيد يتحاور ه ذا ي س أل وذاك يجي ب ومكثا زهاء ثالث ساعات أاخرى واأنا قلق اأريد أان اأطمئ ن على ح ال الرجل لكن الرج ل ذهب ووعد بالع ودة مرة اأخرى لكن ال شيخ اأحمد سعيد قال يل: اإن يف قلب ه ذا الرجل إاميان لكن هداية الله له مل تنزل على قلبه بعد وعلينا ال صر والدعاء له بالهداية. ففعلنا. ث م سافرت يف رحلة عمل اإىل مق ر مبكة املكرمة ث م رجعت إاىل مدريد و صادف اليوم الذي عدت فيه يوم جمع ة فاغت سلت ودخلت امل سجد و صليت اجلمعة وبينما اأنا اأ سل م الت سليمة الثاني ة يف نهاية ال ص الة التفت بوجهي اإىل ال ص ف اخللفي ف إذا بوجه ك أنن ي اأعرفه كان الوجه وجها م رشق ا ومرت بي الثواين رسيع ة واأنا اأنظر إاىل ذلك الوجه و أاخذت اأفكر اأين راأيت هذا الوجه! فبادرين صاحب الوجه بابت سامة وفج أة اأقبل علي ال شيخ اأحمد سعيد ليق ول يل وهو يق دم يل الرج ل: أاعرفك ب أخين ا يف الله ( أاحم د( الباحث عن احلقيق ة لقد هداه الل ه لالإ سالم!! ف صح ت منده شا واأنا يف غاية الف رح أا صحيح ما تقول!! قال يل : نعم فقمت م رسعا أاعانق الرجل و أاهنئه وعيناي تذرف ان الدموع وقلت له احلمد لله الذي هداك لالإ سالم ف أخ ذ الرجل يق ول يل بلغة عربي ة فيها لكن ة: احلمد لله. ونظ رت يف وج ه الرجل ف إذا ب ه ك أنه قطع ة من قمر و س أل ت نف سي: يا سبح ان الله أاين ذهب ذل ك التقطيب وتلك الظلم ة واأين اختف ت الق سمات الغريب ة التي كانت تكت سح وجه ه!!. اإنه نور االإميان إان ه االإ سالم!!. ثم س ألت ال شيخ أاحمد سعيد: هل علم النا س يف امل سجد ب إ سالمه فقال لي س بعد فقمت اإىل مك بر ال صوت بامل سجد فحمدت الل ه و صلي ت على ر سوله الك رمي صلى الل ه عليه و سلم واأخرت النا س بق صة الرج ل واأن الله قد اختاره لدينه فهو أاخون ا يف االإ سالم فق ام النا س يتدافع ون يعانقونه ويهنئونه و شعر الرجل ب أن ه قد و ل د من جديد ثم نظرت يف ناحية امل سجد حيث كان أاخي االأ ستاذ حممد علي بخاري ( رسوج ي( متواج دا يف مدريد قبل أان ي صب ح نائبا ملدير املركز حيث اأردت منه اأن يهنئ الرجل باعتناقه االإ سالم ف شاه دت ال رسوجي وقد ب ل ل خدي ه بالدموع ومل يكن يف ا ستطاعته اأن يوقفها من ت أثره باملوقف!!!. وتوجه ت اإىل الرج ل وقل ت له : اأن ت االآن خ ال من الذن وب ف الإ سالم ي ج ب ما قبله ف أن ت ا آالن نظيف كيوم ولدت ك اأم ك ف ال تن سانا من الدعاء فق ال يل اأحمد باللغة االإ سبانية: )اأوخلاله( وهي كلمة أا صلها عربي لكن ح ر ف ن طقها ومعناها : اإن شاء الله. ي ا لها من حلظ ات تلك التي يه دي الله فيها م ن يريد له الهداي ة والدخول يف االإ س الم... ال ندري متى تكون وال كي ف تك ون وال ملن تك ون وال االأ سب اب التي بها تك ون!!. كله بعلم الله وتدبري الله و إارادة الله وم شيئة الل ه... و أاطلقنا على )اأحمد( فيما بع د لقب )الباحث عن احلقيقة(.. وح س ن اإ سالم اأحمد ولله احلم د ن س أل الله له وجلمي ع م ن اعتنق وا االإ س الم وللم سلم ين وامل سلمات الثبات على احلق واحلمد لله رب العاملن.

32 مواقف دعوية التعامل شرعا مع غري امل سلمني بقلم : اأحمد صالح حمايري عميد الدعاة يف الربازيل 31 مهم ا ق س ت االأح داث وتع ددت الظروف ف ال يجوز للم سلم ين أان يخرجوا عن منهج ا إال سالم يف تعاملهم مع غري امل سلمن اأينما وجدوا س واء يف الديار االإ سالمية أاو يف خارجها. جن د اليوم بع ض امل سلمن الذين يفتقرون إاىل علم العقيدة وال سل وك واأدب احلوار ممن يعي ش ون حياة االغرتاب ت أخذه م احلمية يف ظل حدث ما في ؤوذون غري امل سلمن بع دة اأ شكال قد تك ون مادية اأو معنوي ة أاو يجرحون م شاع ر اأحد من اأهل هذه الب الد التي نعي ش معهم فيها. إان ح دوث مثل هذا ال قدر الله ينعك س سلبا على سمعة ا إال س الم واجلالي ة امل سلم ة برمتها بل وعل ى م ستقبل موؤ س ساته ا واإجنازاتها و أاجياله ا القادمة يف هذه البالد. و إاثارتنا اليوم له ذه امل س ألة ملا مل سناه من حماوالت جادة وخفي ة إالثارة الفتن ة الطائفية بن االأقلي ات امل سلمة من جانب وبن اأهل هذه البالد من جانب آاخر. اإن امل سلم ين وه م يعي ش ون يف ديار الغ رب عليهم أان يفهموا رشوط اإقامتهم فيها يف ظل الدولة التي اأمنتهم على اأر ضها فا ستجابت لطلبه م يف احل صول على الت أ شرية واالإقامة واجلن سية ومنحتها لهم و أالوالدهم و أالحفادهم م ن بعدهم بغي ة ت سويته م يف احلق وق والواجبات مع جميع مواطنيها بل واألزمت املتجن صن منهم بامل شاركة يف انتخابات املجال س البلدية وحكام واأع ضاء الواليات واأع ض اء جمل س ال شيوخ ب ل وامل شارك ة يف اختيار رئي س اجلمهورية وفر ض ت عقوبات على من تخلف عن االإدالء ب صوت ه يف االنتخابات. اأ ضف إاىل ذلك أان الدولة امل ضيفة قد ي رست لهم اأي ضا اأبواب الرزق والتملك والعم ل فمنحتهم رخ ص ة إاقامة امل صان ع وال رشكات واملحالت التجارية. واالأهم من هذا وذاك أانها منحتهم احلرية الدينية والثقافية على أار ضها و سمحت لهم ب إقامة شعائره م الديني ة ورف ع م ساجدهم إاىل جان ب كنائ س أاهل هذه الب الد. وبهذا ينطبق على الوافد من امل سلمن وعل ى امل ضيف غري امل سلم حكم املعاهدين أاي اأنهم أاهل عهد حترم أاذيتهم. و أاع ود هن ا بذاك رة اجلالي ة ا إال سالمي ة والعربي ة يف الرازي ل اإىل اخلم سيني ات من الق رن املا ضي ملا ن شبت م ش ادة بن أاحد الرازيلين و أاحد وجهاء اجلالية العربية ب ش أن ا أالح داث الت ي كانت دائ رة يف وطنن ا العربي وقتئ ذ ثم تو سعت ح دة اخلالف بينهما بتب ادل ال شتائم لت شم ل اجلالي ة العربي ة ا إال سالمية من جان ب وبع ض اأط راف برازيلين م ن اأهل مدينة كورتيب ا من جانب آاخ ر ف أ سفر اخل الف الذي ا ستمر نح و ع رشين يوما

33 مواقف دعوية 32 عن مهاجمة جمهولن للمح الت التجارية التابعة الأبناء اجلالي ة امل سلم ة خ الل اأي ام متتالي ة. وال ت زال هذه احلادث ة امل ؤو سفة كامنة يف ذاك رة من شهدها من الرعيل االأول وال ي زال بع ضهم حيا ي صف لنا ما حدث وقتئذ م ن خ سارة مادي ة ومعنوية للجالي ة. وباملقابل ف إين ال اأن س ى ما ح ص ل اأثناء زيارت ي التي اأجريته ا لكندا قبل سن وات حيث اأقيمت يف مدين ة غالغاري نحو ع رشة جوام ع وم صليات كب رية ومتباع دة... وكان جامع الو س ط التجاري ال يزال م رشوع ا على اخلارطة... فقلت ملرافقي أاين سن صلي اجلمعة اليوم فقال هنا واأ شار إاىل الكني س ة! ومل ا بدت عل ي أامارات التعج ب قال ال ت ستغرب. إان ع دد امل سلمن يف هذا احل ي كبري ولي سوا كلهم ي ستطيعون ح ضور اجلمعة يف امل ساجد البعيدة فطلبوا من راعي الكني سة اأن يوؤجرنا الطابق االأ سفل للكني سة كل ي وم جمعة لي ؤودي فيه امل سلمون فري ض ة اجلمعة التي يح رضها عادة أاكرث من مائة م صل فقال راعي الكني سة: ب ل اأعريكم املكان لت صلوا فيه من غري أاجرة ريثما ينتهي م رشوع م سجدكم و سط املدينة فدخلت إاىل قبو الكني سة حل ض ور اجلمعة ف إذا به صال ة كبرية خالية من التماثيل والرم وز ثم دخل امل سلمون وكانوا من جن سيات خمتلفة جله م من ال شباب ففر ش وا يف حلظات املكان بال سجاد اخلفي ف وثبت وا شبه من بر متحرك من ث الث درجات وحمراب ا ي ش ري إاىل اجتاه القبل ة ف أدينا يف قب و الكني سة ص الة اجلمعة. ومع اأين ال اأع رف الراجح من اأقوال الفقه اء يف حكم ال صالة يف الكني سة إاال اأنني فهمت أان هذا الق سي س اأدخ ل على كني سته علنا من ي شه د اأن ال اإله إاال الله و أان حممدا ر سول الله ومن يرفع ا أالذان الله أاكر الل ه أاكر.. وعليه ف إين أات ساءل هنا : مب اذا سنجازي راعي ه ذه الكني سة إاال بالكلمة الطيب ة ونحن نردد قول الل ه تعاىل )لكم دينكم ويل دين( )وه ل جزاء االإح سان إاال االإح سان( مع دعائنا ل ه بالهداية. وعليه ف إين األفت انتب اه اجلميع إاىل اأن فقهاء اال س الم منذ عهد النبي ص ق د حرموا حترميا قاطع ا ظلم النا س ول و ب سبب دينهم وخا صة إان كان يربطنا معهم مواثيق وعهود فاليجوز لن ا خمالفتها لقوله تع اىل )واأوفوا بعهد الل ه اإذا عاهدمت والتنق ض وا ا أالميان بع د توكيدها وقد جعلت م الله عليكم كفي ال ان الله يعلم ماتفعل ون( سورة النح ل 9. ف شيخ الفقه اء ابن قدام ة املتوفى عام 620 ه م يف كتاب ه املغني يف املجلد الثامن ال صفحة 458 يتحدث عمن دخل ب أمان م ن امل سلمن لبلد غري ا سالمي فقال )ال يحل للم سلم خيانة الكفار على اأر ضهم الأنه غدر وال ي صح يف دينن ا الغدر والنب ي حممد صلى الله علي ه و سلم يقول: امل سلمون عند رشوطهم ف إن خان امل سلم الكفار أاو رسق منه م اأو اقرت ض شيئا منهم وجب علي ه رد م أاخذه..( انته ى قول ابن قدام ة. و أاروي هنا احلديث املتفق عليه ع ن النبي صلى الله عليه و سلم أانه قال: )من اأم ن رجال على دم ه فقتله ف أنا برئ من القات ل واإن كان املقتول كافرا(. فهل من مدكر!

34 مو ضوع الغالف بحجة االلتزام بحقوق ا إالن سان: يريدون اإباحة ال شذوذ اجلن سي بقلم : رئي س التحرير 33 منذ اجتماع جمل س االحتاد االأوروبي يف )لوك سمرج( بتاري خ ) 24 من يونيو 2013 م( ان ضمت خم س دول م ن بينها فرن س ا وبريطاني ا اإىل الدول الت ي ت سمح لالأ شخا ص املثلين بالزواج واإقامة اأ رس باعتبار ذلك من حقوقهم. وكان ذلك االجتماع قد ناق ش: )املبادئ التوجيهي ة لتعزي ز وحماي ة التمتع بجمي ع احلقوق االإن ساني ة لالأ شخا ص املثلين م ن اجلن صن وذوي ازدواجية امليول اجلن سية, واملتحولن جن سيا (, و أاقر املجل س مب ادئ توجيهي ة يف هذا ال ص دد, وجاء يف اأوىل ه ذه املبادئ ما ن ص ه : )حقوق املثلين حمفوظة ب ناء على قانون حقوق االإن سان, اإال اأن هناك اأعماال يجب القي ام بها غالبا من أاجل ضم ان التمتع الكامل بحقوق االإن سان للمثلين ف إن لهم نف س احلقوق التي ل آالخري ن, مل ت ر سم لهم حقوق جدي دة, وال ينبغي اأن ي حرم وا شيئ ا من تلك احلق وق, وتلتزم الوحدة ا أالوروبي ة مببد أا عاملية حق وق االإن سان, وت ؤوكد من جديد أانه ال يجب اال ستدالل بالقي م الثقافية والتقليدية أاو الديني ة لترير اأي شكل م ن التمييز, مبا يف ذلك التمييز ضد االأ شخا ص املثلين(. ويف الوقت نف س ه اأ صدرت املحكم ة االأوربية قرارا ميك ن ال شواذ املغاربة الذين ي شعرون ب»اال ضطهاد«يف بلدهم أان يطلبوا»اللجوء اجلن سي«يف إاحدى دول االحت اد االأورب ي. وك شفت املحكم ة االأوروبية يف»لوك سم برغ«يف قرارها ع ن إامكاني ة منح الدول االأع ضاء صف ة الجئ رشيطة أان تك ون واأن يكون املتقدم من دولة املن ش أ )االأ صلية( دولة تعاقب على املثلي ة اجلن سية وه ي احلالة التي تنطب ق على احلالة املغربي ة حي ث يعاق ب القان ون اجلنائ ي املغربي )الف ص ل 489( بال سج ن كل عم ل يدخل يف سياق ال شذوذ اجلن سي. و ص در هذا القرار من املحكم ة االأوروبية بناء على طلب تقدم به جمل س الدولة الهولندي فيما ي شبه فتوى لتف سري اتفاقي ة جنيف لالجئن والتوجي ه ا أالوروبي اخلا ص بطالبي اللج وء حيث طال ب املجل س من املحكم ة البت يف طلب تقدم به ثالثة مواطنن ينتمون اإىل دول إافريقي ا جن وب ال صح راء ) سريالي ون أاوغاندا وال سنغ ال( للح صول على صفة الجئن يف هولن دا بناء على ميوالتهم اجلن سي ة على اعتبار اأن العودة إاىل بلدانهم ا أال صلية ي شكل خطرا على ال سالمة وا أالم ان ال شخ ص ي لكون ال دول ا أال صلية تعاقب على املثلية اجلن سي ة ب أحكام قد ت صل إاىل ال سجن مدى احلياة.

35 مو ضوع الغالف 34 املحكم ة أاقرت بك ون املثلي ة بالن سبة له وؤالء جزءا من هويتهم وان القواع د القانونية يف بلدانهم تعد هذه الفئة خمتلفة غ ري أانها عل ى الرغم من ذل ك تركت املجال لل دول االأع ض اء يف االحتاد ا أالورب ي للبحث يف حقيقة اإمكاني ة تعر ض طالب ي اللجوء اإىل اال ضطه اد يف البلد االأ صلي ف ال يكفي التن صي ص يف قوان ين البلد االأ صلي على جترمي ومعاقبة املثلية اجلن سية. و شه دت بع ض ال دول واملنظمات نقا ش ات بهذا ال ش أن للنظ ر يف اأبع اده وم آالته. ولي س م ن امل ستبعد اأن ي أتي الي وم ال ذي يك ون ال سم اح بحق وق املثلي ين عن رصا فاع ال يف العالق ات الدولية ب ل اإن وزيرة اخلارجية ا أالمريكية هيالري كلينتون قد اأ شارت اإىل ذلك بو ضوح يف اجتماع ات سابقة ملجل س حق وق االإن سان يف جنيف. وال شك أان عل ى املنظمات االإ سالمي ة ومنظومة العامل االإ سالم ي أان تت داول ه ذا االأمر و ص وال اإىل ت صو ر منا سب للتعامل مع التوجهات الدولية التي باتت تفر ض نف سها. كيف تطو ر التوجه اإىل إاباحة ال شذوذ اجلن سي: إان امل وؤر ق يف مو ضوع املثلية اجلن سية هو االجتاه اإىل تنظيمه قانونيا وت رشيعيا, واالعرتاف للمثلين باحلق يف تكوي ن اأ رش م ثلي ة موازية ل أال رش الطبيعية. لقد ا ستطاع اأن ص ار املثلي ة اجلن سي ة أان ي قحم وا مو ضوعهم ضمن مو ضوعات حقوق االإن سان, وي بعدوا عن املثلية و صف ال شذوذ أاو املر ض النف س ي, بل انتقل د عاتها من الدفاع إاىل الهج وم, ومن التقرير إاىل االإل زام, ومن مرحلة اال ستخفاء إاىل املجاهرة, حيث حت د وا القوانن وال رشائع التي حت ر م هذا الفعل ال شنيع وجتر م ه, ورغم قل ة عدد الدول الت ي جت يز ت رشيعات ه ا ال رشاكة املثلي ة والزواج املثلي اإال أانه يزداد فم ن حن آالخر نرى دوال اأجازت الزواج املثل ي اأو ال رشاكة املثلية وق د بلغ عددها حتى كتابة هذا ال سطور )17( دولة ]انظر اجلدول املرافق[. وهن اك م سعى لف ر ض هذه الظاه رة ال شاذة على الدول االإ سالمي ة, وح م له ا ق رسا عل ى االعرتاف به ا و س ن القوانن من اأجل حمايتها. كان ت البداي ة حن رك زت ا أالمم املتحدة عل ى ت رشيع ال شذوذ يف ع ام 1951 م, وحتركت يف هذا االإطار اإىل اأن وقع ت )66( دولة يف اجلمعية العام ة ل أالمم املتحدة بيان ا يتعلق برفع العقوبة عن املثلية اجلن سية, وكان ذلك يف )دي سم بر( عام 2008 م, ومن أاه م املوؤمترات التي تناول ت مو ضوع ال شذوذ موؤمتر القاهرة, الذي عقد يف ع ام 1994 م, ومل يقت رش الدعم ال دويل لل شواذ على بع ض منظم ات االأمم املتحدة, بل ات س ع لي شمل بع ض ال دول واحلكوم ات الغربية, الت ي تق دم الت سهيالت لل شواذ, ومن ذلك تقدمي حق اللجوء ال سيا سي. وظلت ق ضية املثلين حا رضة يف اجتماعات االأمم املتحدة اخلا صة بحق وق االإن سان يف جنيف وت ضافرت جهود عدد من ال دول االإ سالمية وبع ض ال دول االأخرى يف الوق وف بجدية عن د الت صوي ت للتحذير م ن تداعيات اأي ق رار ل صالح املثلية اجلن سية واإب راز خ لفياتها و سوء مقا صدها, واالآثار ال سلبية الناجمة عن انت شارها. ال شذوذ اجلن سي جمر م وحمرم يف جميع الديانات: مل يقت رص جت رمي ال شذوذ اجلن سي وحترمي ه على الدين ا إال سالم ي فح سب, بل هو حم ر م يف ا أالديان ال سماوية جميعها, مبا فيه ا الديانات التقليدية. ال رشيعة االإ سالمية حر مت هذا الفع ل وجعل ت ه كبرية من كبائر الذنوب التي

36 35 يعاق ب عليها فاعل ها ب أ شد العقوبات, كما انعقد إاجماع علم اء امل سلمن م ن كافة املذاهب عل ى ذلك. واتفق الفقه اء أاي ض ا على حت رمي اجلن سي ة املثلي ة االأنثوية )ال سحاق(. فلما كانت املر أاة ال حتل إاال لزوجها ف إنه ي حر م عليه ا اإباحة فرجها أاو ج سده ا لغري زوجها, سواء اأكان رجال أاو امراأة. وقد أاكد سبحانه وتعاىل على ش أن ف ح ش املثلية اجلن سية )اللواط( ب أنها مل يعمل ها أاحد من الع مل ن قبل قوم لوط فق ال الله تعاىل: ولوطا اإذ قال لقومه أات أتون الفاح شة ما سبقكم بها من اأحد م ن العاملن )ا أالعراف: ٨٠( ثم زاد يف الت أكيد ب أن ا ستنكر ما ت شمئز منه القلوب وت نبو عن ه االأ سماع وت نف ر منه الطب اع اأ شد ن فرة وه و إاتيان الرجل رجال مثل ه فقال الله تعاىل: إانكم لت أت ون الرج ال شهوة من دون الن س اء بل اأنتم قوم م رسفون )ا أالعراف: ٨١(, ثم نب ه على ا ستغنائهم عن ذل ك واأن احلامل لهم عليه لي س إاال جمرد ال شهوة, ال الفط رة التي أالجلها مال الذك ر اإىل االأنثى لق ضاء الوط ر وحتقي ق ل ذة اال ستمتاع وح ص ول املودة والرحمة وح ص ول الن سل الذي يحف ظ هذا النوع االإن ساين الذي هو اأ رشف املخلوقات وحت صن املراأة وق ضاء وطرها وح صول عالقة امل صاهرة التي هي اأخت الن سب وقيام الرج ال على الن ساء وخروج اأحب اخلل ق اإىل الله من ج ماعهن ك الأنبياء واالأولياء وامل ؤومن ين ومكاث رة النبي صل ى الله علي ه و سلم االأنبياء ب أم ته, اإىل غري ذلك من م صالح النكاح. وال جتي ز اليهودي ة ممار س ة اجلن س خ ارج اإطار الزوجي ة, وت عت بر كل ممار سة خارج ه ذا االإطار انحرافا, واعتر ت أا سف ار الكتاب العالقة الزوجية وثيق ة إالهي ة مقد سة: ( أاما ق ر أامت اأن ال ذي خ ل ق من الب دء خلقهما ذكرا واأنثى, وقال: من اأجل هذا ي رتك الرجل اأباه و أامه, ويلت صق بامراأته, ويكون االثنان ج س دا واحدا.. فال ذي جم عه الل ه ال يفرقه اإن سان( )مت ى 6-4(. 19: ويف مقاب ل ذل ك ي عتر الكت اب املقد س الوقوع يف املثلي ة اجلن سية دن سا واأمرا حمر م ا, فقد جاء يف س فر الالوي ين )18:22(: )ال ت ضاج ع ذك را م ضاجع ة امراأة, اإنه ر ج س(, وه ذا الرج س عاقبته القتل لكل من الفاعل ين: ( إاذا ا ضطجع رجل مع ذكر ا ضطجاع امر أاة فقد ف ع ال ر ج سا كالهما, اإنهما ي قتالن ودمهما عليهما( )الوين 20:13(. ويتح دث الكتاب عن العقوبة التي حاقت بقوم لوط, فقد دم رهم الله تدمريا : )التكوين 19 : 8-5(, و سبب ه ذا التدمري ه و الفاح شة, فق د اأراد الل ه اأن يجعل هالك مدينت ي قوم لوط ) سدمي وعمورة( ع رة الأهل الفواح ش )ر سالة يهوذا 7(. أاما اليه ود املعا رصون فتنق س م اآرا ؤوهم حول املثلية اجلن سية اإىل موقفن: موقف املتدينن املت شد دي ن الذين ال ي ظهرون ت ساحما اأب دا جت اه املثلين ومينعونه م من امل ه ام القيادية, وي رص ون على معاملتهم على اأنهم مر ض ى. وموقف املت ساهل ين الربانين الذي ن ي دعمون م س ألة امل ساواة املدنية للمثلين وي ستنكرون العنف ضدهم, وي رف ض ون الراأي الدين ي املعار ض لهم, وي طلبون م ن رج ال الدي ن مبارك ة زواج املثلي ين, وم ع و ضوح موقف التوراة واليهود التقليدين من املثلية, اإال اأن ا أالم ر غ ري حم سوم يف الوق ت احلا رض لدى اليهود املعا رصين.

37 مو ضوع الغالف 36 وت دين الكت ب الن رصانية ال ش ذوذ اجلن سي, وحتذ ر من م غ ب ة القيام به ذا الفعل, فقد حذ ر بول س من هذا ال سلوك ال ش اذ يف اأك رث م ن ر سال ة, و أاك د عل ى اأن )اللواط وال سحاق( عقوبة اإلهية, و سماها جنا سة وجهال. ومع ذل ك فقد تباين ت االآراء يف الديان ة امل سيحية حول مو ضوع املثلية اجلن سية وال شذوذ, فهناك عدم اتفاق بن الكنائ س الغربية وال رشقية حول هذا املو ضوع. أام ا الكني سة االأرثوذك سية فقد حافظ ت على موقفها امل دين ملمار سة ال ش ذوذ, واعتر ته خطيئة وفع ال ال اأخالقيا, وه ي تعتقد ب أن واجب الكني سة هو ال سع ي إاىل اإ صالح ال شاذ ع ن طريق شفائه ر وحيا وج سديا, ولي س مباركة ممار سته اأو ا ستح داث القوانن لت رشيعه ا وت شاركها يف توجهها معظم الكنائ س الروت ستنتية, إاال اأن بع ضها ا آالخر ي قر هذه العالقة وي بدي انفتاحا على املثلية اجلن سية. وتتعر ض الكني س ة الكاثوليكية حالي ا ل ضغوطات من قب ل ال شاذين جن سيا من أاجل تغيري موقفها من ال ش واذ, وال سم اح لهم بالزواج املثل ي وتغيري اجلن س وغريه, ولك ن الكني س ة مل ت غ ري موقفه ا, و أا ص در الفاتيكان وثيق ة مت ن ع ال شاذين جن سيا م ن كل ممار سة حتى من ال زواج, إاال اأن ه ذا الرف ض مل مين ع الكني س ة من اإبداء بع ض الل ن ففر ق ت بن من له جمر د م يل جتاه اجلن سي ة املثلية دون ممار سته ا فت ص حم ت معه, وبن من ميار س اجلن سية املثلية فعليا, فحر مت ف ع له فالبابا احلايل فرن سي س قال يف إاحدى اأكرث ت رصيحات الكني سة الكاثوليكية انفتاحا على ق ضية املثلية اجلن سية : «إاذا كان ال شخ ص مثليا لكنه موؤمن بالله وب إرادته فمن أاكون أانا حتى اأ ص در حكما م سبقا ب ش أن ه«وحث يف رحلة عودته من الرازيل امل سيحين اإىل عدم تهمي ش املثلين يف املجتمع. وح ين أاكد بابا الفاتي كان رف ض الكني سة لل زواج املثلي عقب ه مبا يفيد احرتام ه وحمبته للمثلي ين:»اإن الله خلق االإن س ان رج ال وام راأة واأعدهم ا ج سدي ا الواحد ل آالخ ر يف نظام قائم عل ى العالقة املتبادل ة يثمر يف وهب احلياة لالأوالد لهذا ال سبب ال توافق الكني سة على املمار سات املثلية لكن امل سيحين مدينون جلميع الب رش باالح رتام واملحبة بغ ض النظر عن توجههم اجلن سي أالن جميع الب رش هم مو ضع اهتمام الله وحمبته«. وهو ما ينب ئ بح سب بع ض املخت ص ين بوقوع حتوالت عميقة م ستقبال يف التعاطي مع هذه امل س ألة. ال شذوذ اجلن سي يف نظر بع ض العقالء يف الغرب : الغربي ون الذين ين ادون بت رشي ع املثلي ة لي سوا على درج ة واح دة يف ن ظرتهم لهذا ا أالم ر, فالكثريون من املن صفن الغربين أادركوا خطورة هذا االأمر من الناحية الدينية وا أالخالقية واالإن ساني ة واالجتماعية, وفيما يلي نقل بع ض اعرتافاتهم يف ذلك: يق ول الفيل سوف الفرن سي )فوك و(: اإن فه م الغربين للجن سية املثلية يت أت ى من معاي شة مرحلتن: الأوىل: عندما ح اول املحللون النف سيون يف أاواخر القرن التا س ع ع رش املي الدي اإعادة تعين اجلن سي ة املثلية من منظور علماين بعيدا ع ن احلكم امل سيحي الذي حر م هذا الفعل. والثانية: عندما ا ستطاعت تلك ا أالقلية ال شاذة التي اختلقها املحلل ون النف سيون حتويل هويته م اجلن سية إاىل م صدر قوة لهم وتنا رص. اعتر الرئي س االأمريكي االأ سبق )نيك سون( اأن هوؤالء ال شاذي ن ي قو ض ون أاركان املجتم ع, و أان الذي اأ ضاع االإمراطوري ة االإغريقية هو ال ش ذوذ اجلن سي, وذكر أان اأر سط و كان ش اذا, وكذل ك سق راط, واأن الذي ه دم ا إالمراطوري ة الرومانية هو انح الل االأباطرة, وم ضاجع ة الباباوات للراهب ات, ويخل ص نيك سون يف النهاية إاىل اأن اأمريكا تتجه اإىل امل صري ذاته. حذر امللياردير الفرن سي ) سريج دا سو( من أان ال شذوذ اجلن سي يعني انهيار ال دول واحل ضارات, م ست شهدا يف ذلك ب سقوط ا إالمراطورية االإغريقية. عق ب امللياردير اليهودي )دا سو( يف ت رصيح ل صحيفة»فران س كولت ور«عل ى ق رار احلكوم ة الفرن سي ة اال شرتاكية باملوافق ة على قانون ال زواج للجميع الذي ي سم ح بزواج مثليي اجلن س حمذرا من اأنه يهدد فرن سا باالنقرا ض, وق ال:»زواج الرجل بالرجل, وزواج امل راأة باملراأة, يعني توقف املجتم ع الفرن سي عن جتديد نف سه ب أجيال جديدة». و صف بابا الفاتي كان )بنديكت ال ساد س ع رش( زواج ال ش واذ جن سيا ب أنه اأحد عدة خماطر تهدد النظام التقليدي لالأ رسة, وت قو ض م ستقب ل الب رشية نف سها, واأدىل البابا ب أعن ف ت رصيحاته املناه ض ة لزواج ال ش واذ جن سيا يف اإحدى خطبه أامام الدبلوما سين املعتمدين لدى الفاتيكان, وتط ر ق لبع ض الق ضايا االقت صادي ة واالجتماعية التي تواجه الع امل اليوم وفقا لرويرتز, وق ال لدبلوما سين م ن نح و 180 دول ة: اإن تعلي م االأطف ال بحاجة اإىل اأو ضاع مالئمة و إان مكان ال صدارة يذهب اإىل ا القائمة على زواج رجل وامراأة. أال رسة

38 37 وتاب ع قائال :»هذه لي ست معاه دة اجتماعية فح سب بل اخللية ا أال سا س لكل جمتمع«وب ناء على ذلك ف إن»ال سيا س ات التي ت قو ض ا أال رسة تهدد كرامة االإن سان وم ستقبل الب رشية«. * رش ح )مارت ن ماي ر( موؤ س س» شبك ة العم ل امل سيحية«املحافظة ب أن ال شذوذ اجلن سي ضار وي ؤودي اإىل انت شار االأمرا ض, وقال:»اأنا ل ست على ا ستعداد لت سلي م هذه االأمة العظيمة الأح د أاكرث حكومات العامل تطرف ا وراديكالية من ال شواذ جن سي ا ناقلي املر ض وال سحاقيات املعاديات لقيم االأ رسة«. يقول الع مل الغرب ي ) شتاين( عن اآثار االبتعاد عن ال ش ذوذ:»جتم ع ت ال ش واه د والبي نات عل ى أان ه فيما ب ين عام ي) 1983 و ) 1987 غ ري ال ش ذ اذ جن سي ا ومم ر سو اجلن س وث نائي و اجلن س سلوكهم ونتج عن ذلك انخفا ض يف حاالت ا إاليدز بينهم«. عب ت نائب ة أامريكية سابقة عن والية أاوكالهوما عن ا ستغرابها من ال صمت ال ذي يتعامل معه املجتمع إازاء ال ش ذوذ اجلن سي الذي و صف ته ب أنه:»نقرة املوت بالن سب ة للدول ة االأمريكي ة, واأن ه أاخط ر عليها من االإره اب«, واأ ضاف ت يف ع دة ح وارات لها «أان املثلي ين خطر على االأمة والن سي ج االأخالقي والعائلة وال زواج التقلي دي ال ذي أابق ى عل ى ا ال سنن«. أالمم آالالف يف فرن س ا يرت أا س )فريجيدبارجو( حركة مناه ضة زواج مثليي اجلن س بفرن سا, ومناه ضة نظرية النوع باعتبارها االأ سا س الفل سفي ل رشعنة ال شذوذ اجلن سي وجت وب احلرك ة الع امل للتوا صل والتعبئ ة و رش ح خماطر زواج م ثليي اجلن س وانعكا ساتها ال سيئة على الفطرة الب رشية ال سليمة ونظ م ت احتجاجات لل ضغط على احلكومة الفرن سي ة لترتاجع عن تطبيق ما ي سمى ب»قان ون طوبريا«, وق د سبق لرئي س احلركة أان زار املغرب اأي ضا لهذا الهدف احرتازا من الت أثريات املحتملة للقانون املذكور على املجتمع املغربي. اجلن سية املثلية والقوانني الدولية: اإن املب ادئ التوجيهي ة ال صادرة من جمل س االحتاد ا أالورب ي ب ش أن االأ شخا ص المثلي ين )LGBTI( ذكرت أان حقوق ه ذه الفئة من صو ص عليها يف عديد من املواثي ق الدولية, وله نطاق وا س ع من التطبيق ب صفة خا صة على امل ستوى العاملي, واأ شارت اإىل أانه مدرج يف املادتن ) 2 و 26 ( من امليثاق الدويل للحقوق املدني ة وال سيا سي ة ويف املادة )2( م ن امليثاق الدويل للحق وق االقت صادية واالجتماعي ة والثقافية وتذكر كذلك أان م ا ذهبوا اإليه اأعاله م ن تف سري بوجود هذه احلق وق يف القان ون الدويل حلق وق ا خمتل ف الهيئ ات مبوج ب معاه دات ا واملقررين اخلا صن. إالن سان تدعمه أالمم املتح دة أاوال: وقب ل أان نخو ض يف مو ض وع التن صي ص على حقوق ال ) LGBTI ( يف القانون الدويل حلقوق االإن سان من عدمه, يجدر بنا نتطرق اإىل االأ س س التي تنق س م إاليها ال صكوك الدولية وم دى اإلزاميتها للدول وكيفية ان ضمام الدول إاليها : 1( االأ س س التي تنق سم عليها صكوك حقوق االإن سان : تنق سم صكوك حقوق االإن سان اإىل: اأ( صكوك بح سب االإلزامية: وهذه بدورها تنق سم اإىل: صكوك ملزمة لها قوة قانونية ملزمة على الدول امل صادق ة عليها أامام املجتمع ال دويل, وت سمى عهود اأو مواثيق. و صك وك ملهم ة وه ذه ال صكوك تعت بر ملهمة لل دول املوقعة عليها وت سم ى إاعالنات اأو مبادئ اأو قواعد. ورغم افتق ار هذه ال صك وك للقوة القانوني ة إاال أانها بد أات ت أخ ذ قوة جديدة من خ الل حتولها إاىل عرف دويل مث ل االإعالن العاملي حلق وق االإن سان حيث مت عق د م ؤومتر يف فينا سنة 1993 م ح رضه حوايل 170 دولة صادقوا كلهم على هذا االإعالن. ب( صكوك بح سب التغطية الدولية: وهذه اأي ضا تنق سم اإىل: صك وك دولي ة وهي ال صكوك الت ي ت صدر عن ا أالمم املتح دة وميك ن جلميع أاع ض اء االأمم املتحدة االن ضمام إاليها. و صكوك إاقليمية وه ي التي ت صدر عن منظمات اإقليمي ة مث ل االإع الن االإ سالمي حلق وق االإن سان وامليث اق ا إالفريق ي حلق وق االإن س ان وال شع وب واالتفاقية ا أالوربية حلقوق االإن سان وميكن أالع ضاء املنظمة االإقليمية فقط االن ضمام إاليها. 2( توقي ع وم صادق ة وحتفظ الدول عل ى ال صكوك الدولية: اأ( توقي ع الدول ة اأو ان ضمامها اإىل ص ك دويل يعني موافق ة احلكومة من حيث املبداأ عل ى م ضمونه دون التزام قانوين بها. ب( امل صادق ة على ص ك دويل تعني الت زام الدولة

39 مو ضوع الغالف 38 القانوين أامام املجتمع ال دويل بتطبيق بنود االتفاقية وقد ي شمل ذلك موافقة اجلهات الت رشيعية مثل الرملان على االتفاقي ة ومراجعة تعديل القوانن املحلية للدولة للتما شي مع بنود االتفاقية. ت( التحف ظ عل ى بند ه و اأن ال تقر الدول ة االلتزام بهذا البند على أان ال يلغي هذا التحفظ روح االتفاقية, مث ل حتفظ اململكة العربي ة ال سعودية على بع ض بنود االإع الن العاملي حلقوق االإن س ان التي ال تتما شى مع اأحكام ال رشيعة ا إال سالمية. ثانيا : بع د ا إال شارة اإىل طبيعة ال صك وك الدولية التي تنظم حقوق االإن سان الدولي ة ومدى إالزاميتها للدول يت ضح االآتي: 1( اأن املبادئ التوجيهية لتعزيز وحماية التمتع بجميع احلقوق االإن سانية لالأ شخا ص ال )LGBTI( ال صادرة من جمل س االحتاد االأوربي هي اإعالن مبادئ سيا سي صادر من منظمة اإقليمية ولي س من منظمة دولية يراد له أان يكون يف امل ستقبل قانونا دوليا. 2( اأن ه ذه املبادئ ال تعتمد على ن صو ص رصيحة يف ال صكوك الدولية الثالثة»الت ي ت شكل اأ سا س القانون ال دويل حلق وق االإن سان» فهي تن ص على حقوق االأ شخا ص ال )LGBTI( بينم ا تعتمد على تف سريات و آاراء لبع ض اخلراء واملقرري ن اخلا صن بحقوق االإن سان لهذه ال صكوك الدولية الغري متفق حولها حول عبارة«اأو اجلن س«الواردة يف املادتن ) 2 و 26 ( من العهد الدويل للحقوق املدنية وال سيا سية. 3( حت ى يج د جمل س االحت اد االأورب ي املرجعي ة القانوني ة يف دفاع ه ع ن ا أال شخا ص ال )LGBTI( الذي ن ن صب نف سه مدافعا عن حقوقهم دون تكليف من املجتمع الدويل ن ص على عبارة «أاو التوجه اجلن سي«يف املادة )21( م ن ميثاق احلق وق االأ سا سية لالحتاد االأوربي )منظمة اإقليمي ة( الذي بدئ العمل به يف سنة 2000 م اإ ضافة إاىل كلمة اجلن س املن صو ص عليها اأ صال والتي قال سابقا : إانها تعر عن هذه الفئة, و أا شار كذلك إاىل مبادئ يوجياكارتا يف تطبيق قانون حقوق االإن سان الدولية فيما يتعلق ب أال شخا ص ال )LGBTI( وهي ن ص تف سريي غري ملزم و ضعه جمع من اخلراء عام 2006 م,واأ ش ار كذلك اإىل بي ان ا أالمم املتحدة حول هذه الفئة عام 2008 م الغري ملزم وهو ب إ شاراته هذه يريد أان ير سي سابقة التن صي ص على هذه العبارة حتى تتبعه بقي ة الدول التي قرر يف مبادئ ه التوجيهية اأنها سوف تكون جمال عمله. وختاما : ف إن خط ورة املثلي ة اجلن سي ة ال ت كم ن يف وجودها بالدرجة االأوىل, ولكن تكم ن يف حماولة نق ل التجربة الغربية إاىل املجتمعات امل سلمة, وال سعي لفر ضها على املجتمعات االإ سالمية كما ه ي, والدعوة اإىل حمايتها تقنين ا وت رشيعا, متنا صن نتائ ج انت شار هذه الظاهرة يف املجتمع ات الغربية, وا آالثار ال سلبية اخلطرية التي ترك ت ها على املجتمعات هناك. من هنا ف إن الواجب على امل سلم ين وغري امل سلمن التكات ف والعمل يدا واحدة م ن أاجل حماربة ال شذوذ ب شتى الو سائل الفردية واجلماعية. وفيما يلي جملة م ن التو صيات التي خرجت بها جلنة خا صة بدرا سة املو ض وع يف رابطة العامل ا حول هذا ال ش أن: إال سالمي 1( الت شديد على ا ستخ دام م صطلح )ال شذوذ اجلن سي( عن د احلدي ث ع ن ه ذا الفع ل, ورف ض ا ستبداله مب صطلح ات اأخ رى كاملثلي ة اجلن سية, ال ذي يعتر جم رد تو صيف ملا ي سمى بامل ي ل اجلن سي للفرد, دون اأن يحت وي على اأي ح ك م اأخالقي بتحرميه وجترميه ورف ضه. 2( مب ا أان ال ش ذوذ اجلن س ي سل وك غ ري طبيعي, يخالف اأح كام ال رشائع ال سماوية كاف ة, وينايف الق يم االجتماعي ة يف جمتمعنا امل سلم, وفي ه اأ رضار صحية ونف سية, فال بد من االإبقاء على جترميه يف الت رشيعات الت ي جتر م ه, واملبادرة إاىل جترمي ه يف الت رشيعات التي تخلو من ن صو ص جتر مه. 3( الت أكي د يف قوان ين االأح وال ال شخ صي ة على اأن ال زواج رابطة بن رج ل وام راأة, واأن ي ذكر من موان ع ال زواج: ال زواج ال ذي يتم ب ين شخ صن م ن نف س اجلن س, واأن ي ن ص يف القان ون على عدم االعرتاف بالزواج امل ثل ي, وال رشاكة املثلية, واأنهما باطالن ال ترتتب عليهما أاية اآثار. 4( عل ى ال دول االإ سالمي ة اأن حت ذر عن د توقيع االتفاقيات اخلا صة بحق وق ا إالن سان, ال سيما ب ش أن االلت زام امل لق ى على ال دول االأطراف ب ش أن إالغاء جترمي املثلية, اأو االعرتاف للمثلين ببع ض احلقوق, وعلى امل مث لن لل دول ا إال سالمية اأن ي دق قوا يف بع ض امل صطلحات امل ستخد م ة, كم صطلح النوع )اجل ندر( ال ذي أاخ ذ ي حل م كان م صطل ح اجلن س, فهنالك تروي ج م غ ر ض لهذا امل صطل ح ال ذي ي ستخد م يف بع ض الوثائق الر سمية يف بع ض الدول-كجوازات

40 39 ال سفر مث ال - دون وع ي حقيق ي للغاية من ا ستخدام هذا امل صطلح. 5( ت ضاف ر اجله ود الر سمي ة واخلا ص ة م ن اأج ل الق ض اء على ظاهرة ال ش ذوذ اجلن سي بعقد امل ؤومترات والندوات وتب ادل الزيارات والتن سيق بن اجلهات التي تت صدى لهذه االآفات. 6( الت صدي للخطط الدولية التي تطالب بتعديل مناهج التعليم لتتنا سب مع التوجه العاملي الذي يدعو اإىل ت قب ل ال شذوذ اجلن سي وتقنينه. 7 (اال ستفادة م ن املن صفن الغربين والتعاون معهم اأفرادا ومنظمات على احلد من انت شار ال شذوذ. 8( تغلي ظ العقوب ة عل ى مرتكبي ال ش ذوذ اجلن سي, وعدم ت رشيع وجودهم, وال الرتخي ص جلمعياتهم. 9( الرقابة ال صارمة عل ى االإعالم املنحرف, وعدم التهاون يف بث ما يرو ج ل ه, أاو ي هو ن من وق عه من الق ص ص اخلليعة, اأو ا أالف الم ال ساقطة, والروايات االإباحية, وال شذوذ املمقوت. 10( دعوة ال شب اب من اجلن صن إاىل اال شتغال بالنافع املفي د, ف إذا كان الف راغ يوق ع يف امل صائ ب, ف إن اال شتغ ال بالنافع ي حفظ العم ر, وي ثمر الر واخلري, وما ينف ع ال جمال حل رشه, كخدم ة ا املعا ش وال صناعات والتجارات وغريها. أالهل وطلب 11 (االهتم ام بعالج حاالت ال ش ذوذ اجلن سي عالجا نف سي ا, وتطوير الو سائل العالجي ة التي ت ساعد ال شاذ على التخل ص من هذا الداء. 12( الرتكي ز على الرتبي ة االإ سالمي ة ال صحيحة يف ا أال رشة, بتوعي ة الوالدي ن, ودعوته م إاىل تطبيق املنهج النبوي يف تربية ا أالوالد. 13( اإيج اد احلل ول االجتماعية واالقت صادي ة مل س ألة العنو سة وت أخر الزواج,وارتفاع املهور, والت شجيع على الزواج املبكر, وع دم و ضع العراقيل أامام هذا الزواج. 14 (دع وة علم اء ا أالم ة ورج ال الفك ر وال ر أاي املخل صن إاىل تب صري امل سلمن بخطورة هذه الق ضية, وذل ك بتوعيتهم مبقاالت صادق ة, واأفكار خمل صة, وكتابات جادة يف املو ضوع. 15( مطالبة االأمم املتحدة والهيئات واملنظمات الدولية باحرتام القيم وا أالخالق وخ صو صيات ال شعوب. 16( مطالب ة احلكوم ات االإ سالمي ة برف ض كل االتفاقيات واملعاه دات واملواثيق الدولية التي تخالف ال رشيعة االإ سالمية, وعدم التوقيع عليها واالن سحاب مم ا قد مت الت صدي ق عليه, أاو التحف ظ على كل مادة تخال ف ال رشيع ة االإ سالمي ة, ال سيم ا االتفاقي ات والروتوكوالت التي تعطي االأمم املتحدة حق التدخل املبا رش يف ال ص ؤوون الداخلية للدول. 17( دع وة احلكومات االإ سالمي ة اإىل القيام بواجبها يف حماية الدين االإ سالمي واملنظومة الت رشيعية والقيم ا أالخالقي ة من االخ رتاق, ومن ع منا ش ط اجلهات ا أالجنبي ة واملنظمات املحلية املت صل ة بها, والتي تتبن ى هذه امل شاريع الهدامة وا أالفكار املنحرفة التي ت ستهدف االإ سالم وقيمه و أاخالقه. 18 (على علم اء االأمة االهتمام ب أبن اء امل سلمن الذين وقع وا يف االنحراف وعدم اإهمالهم, أالن كثريا منهم م ضل لون جاهلون غافلون, فعلى العلماء دعوتهم اإىل التوبة اإىل الله, وتعريفه م بالن صو ص ال رشعية التي حتر م ه ذا الفعل, وتوثي ق ال صلة بينه م وبن الله, وع دم تيئي سهم م ن رحمة الل ه الذي يغف ر الذنوب جميعا. الدول التي ت سمح بالزواج املثلي هولن دا )2001( حي ث كان ت أاول دول ة ت ضف ي ال رشعية على زواج املثلين. بلجيكا )2003(. اإ سبانيا )2005(. كندا )2005(. جنوب إافريقيا )2006(. الرنويج )2009(. ال سويد )2009(. الرتغال )2010(. آاي سلندا )2010(. االأرجنتن )2010(. الدمنارك )2012(. املك سي ك )يعق د ال زواج يف العا صمة مدين ة مك سيكو )2010( ووالية كينتانا رو )2011( فقط لكن يعرتف به يف جميع الواليات(. أاوروغواي )2013(. نيوزلندا )2013(. فرن سا )2013(. الرازيل )2013(. بريطانيا ( إاجنلرتا و ويلز( )2014(. بريطاني ا )ا سكتلن دا( )2014( مالحظ ة: القانون يف ا سكتلندا مل يدخل حيز التطبيق بعد.

41 قراءات رحلة من الإحلاد إاىل الإميان قراءة يف كتاب» ضياع ديني«ملوؤلفه د. جيفري لنغ بقلم : د. حممد تاج العرو سي 40 و ل د د. جيف ري ع ام 1954 م وترب ى يف أا رسة كاثوليكية متدين ة وتلقى تعليمه يف مدر سة كاثوليكية إاال أان ه ترك امل سيحية و صار ملح د ا وهو يف ال ساد سة ع رش م ن عم ره ومل ي ستطع أاح د اإقناع ه بوجود ا إالل ه إال رشاره عل ى راأي ه وع دم قبول ه الر أاي املخالف. وا ستمر على ذلك إاىل أان ح صل على شهادة الدكت وراه يف الريا ضي ات وعن مدر س ا يف جامعة سان فران س سكو لفرتة طويلة تزيد على الع رشين سنة. ويف بدايات عام 1980 م تع رف على أا رسة م سلمة م ن ال سعودية ت سمى اأ رشة ( اآل قنديل( وبد أا جيفري ي س أل كبري االأ رسة «حممود «عن بع ض امل سائل التي كان ت ال شغل ال شاغ ل له مثل وج ود ا إالله وبع ض الق ضاي ا التي تتعلق بحياته ولكنه الحظ عدم حتم س «حمم ود» اخلو ض معه يف مناق شة م ا يطرحه من االأفكار وخا صة امل سائل التي فيها نوع من االإحلاد ولكن ه حافظ على عالقته مع ه وكان يعامله معاملة ح سنة. ذات يوم عندما دخل جيفري النغ مكتبه وجد ن سخة من ترجمة اإجنليزية ملعاين القر آان الكرمي تركها له حممود. وبع د أاخ ذ ورد يف سبب إاهداء ه ذا امل صحف مع اأن حمم ودا مل يكن متحم س ا للحديث ع ن االإ سالم بداأ )النغ( يت صفحه من ب اب حب اال ستطالع ومل يخطر ببال ه اأن الق راآن س وف ي أخذه اإىل الطري ق امل ستقيم الذي تاه عنه. وبع د اال ستغ راق الطوي ل يف قراءة الق ر آان وتدبر معاني ه اكت ش ف ما كان يبح ث عنه منذ سن ين إانها الق ضاي ا التي كانت ال شغ ل ال شاغل ل ه واأيقن ب أن الق راآن لي س م ن صنع الب رش و أانه من ل دن عزيز حكيم واأن دين االإ سالم الذي نزل به القر آان هو دين احلق يقول: ( ولدى متابعتي قراءة القراآن اكت شفت فيه اأمور ا جعلتني اأ شك يف اإحلادي االأمر الذي قادين يف النهاي ة اإىل اعتناق ا إال سالم(.. ويقول اأي ضا : ( كنت اأ شعر واأنا اأق راأ القراآن اأنن ي أازداد ثقافة با ستمرار و أانه يرفعني اإىل اآفاق من التفكري اأعلى و أا سمى تتعلق باحلياة واالإن سانية واملحاكمة الروحية(. ويف ع ام 1994 م اأي بعد سنة 14 من إا سالمه األف كتابه Struggling to Surrender )ال رصاع من اأجل االإ ست سالم ) وعنوانه الكامل «Struggling to Surrender: Some Impressions of an American Convert to Islam» ( ال رشاع من اأج ل اال ست س الم بع ض انطباعات اأمريكي اعتنق االإ سالم ) تط رق الكت اب اإىل مو ض وع دقيق ج دا أاال وهو

42 41 م س أل ة التفك ري يف خالق ه ذا الك ون والنف س وقد عر ض ذلك ب أ سلوب ممتع يجع ل كل من اطلع عليه يخرج بفائدة علمية وخا ص ة الذين كانت لديهم اأفكار م شابه ة الأفكاره قب ل االإ سالم وبي ن لهم كيف بد أا رحلة ا إالمي ان والتغلب على عقل ه املت شكك بالتعرف على ه ذا الكتاب شيئ ا ف شيئ ا... إاىل اأن و صل اإىل ا آالية التي تتح دث عن ق صة خل ق ا إالن سان ووقف عندها كث ري ا و أاخذ يقراأه ا إاىل أان قرر الدخول يف االإ س الم وتبن له كذل ك اأن اجلهل والعناد من أاهم اأ سب اب ا إالحلاد عند النا س واأن العلم هو الذي رفع ق در بني الب رش وجعل املالئك ة ت سجد أالول خملوق على وج ه االأر ض اأال وهو آادم علي ه ال سالم امتثاال لق ول الله تع اىل: ( ا سج دوا له ) ف سج دوا مظهرين اعرتافه م بتفوق ه وال سجود رمز للخ ض وع واإن رف ض اإبلي س أان ي سج د له خلري دليل على أان الكر الزائف مدمر للذات... ه ذا ا أال سلوب الذي حتدث به املوؤل ف يف هذا الكتاب جع ل عددا كبري ا م ن امللحدين ميطرون علي ه اأ سئلة يع برون فيها ع ن مواقفهم نح و الق ر آان والر سالة اخلامت ة وال شبهات التي تثار من ح ين آالخر حول االإ سالم.. ويف سنة 1997 م أالف كتاب ه الثاين بعنوان Even Angels Ask )حتى املالئكة ت س أل( حتدث فيه عن نف س ه واملراحل الت ي مر بها قبل دخول ه يف االإ سالم ب ص دق ت ام وح س ع ام وم ست وى دقي ق من التحري الديني وت أرجح مثري ما بن موه بتي رواية الق صة وعر ض العقيدة. ويف عام 2004 م األف الكتاب الثالث بعنوان ( ضياع دين ي ) وهو الذي نحن ب ص دد احلديث عنه وميتاز الكت اب ب إ رشاك ه الغالبية العظمى للجالي ة االإ سالمية ا أالمريكي ة يف احلديث ع ن انطباعاتها نحو االإ سالم وامل شكالت التي حال ت دون ا ستفادة الكثريين منهم م ن املراك ز االإ سالمي ة يف اأمريكا كم ا حتدث عن املراح ل الت ي مر به ا يف حياته وكي ف حتول من قم ة ا إالحل اد إاىل عم ق االإميان يق ول يف بيان ذلك: )...عندم ا بلغ ت الثامن ة والع رشين كن ت اأقمت قلع ة ح صين ة م ن النقا ش ض د وجود الل ه ولكن عندم ا اأخذت اأ ش ق طريقي عر القر آان ب د أات اأرى ه ذه القلعة تنهار حجر ا بعد حج ر.. وما أان اأجنزت قراءة القراآن حتى بقي لدي اعرتا ض واحد هو أاين مل اأ ستط ع اأن أاجد رابطة بن عمل اخلري واالقرتاب من الل ه وعندما اكت شفت اأخري ا ه ذه اجلوهرية بف ضل الت أمل والتفك ري يف اأ سماء الله احل سنى تبن يل أان االأم ر ب سيط جدا بحيث عجب ت كيف مل أاكت شف ا ستنباطه ا وحدي ومع ذلك ساعدتني قراءة القراآن عل ى اإ ض اءة أاف كاري وتنظيمه ا وترتيبه ا ح س ب ا أالولويات وحتليلها...(. ه ذا الكت اب نقله اإىل العربي ة االأ ست اذ اإبراهيم يحيى ال شهابي وهو من اأ ص ل فل سطيني ذكر يف ترجمته أانه وجد نقط ة م شرتكة بينه وب ين املوؤلف )هي نقطة االإمي ان بالله وبكتابه ور سوله صلى الله عليه و سلم وبالت ايل اعتناق االإ س الم عن عقل ويق ين ودرا سة واعية ولي س بالوراثة (. ويق ع الكت اب يف صفحة 407 مبا فيه ا كلمة النا رش ومقدمت ين للمرتج م وامل ؤولف وف صل ين درا سين الف ص ل االأول : بعن وان ) ضي اع دين ي( والث اين بعن وان: )اأين ذهب االأبناء كله م( وحتت كل ق سم عناوين فرعية. و س وف اأخ ص ص لكل ف ص ل حلقة خا ص ة نظر ا ملا يف الكتاب من امل واد الد سمة والدرو س املهمة التي سوف نقدمها للقراء. والكت اب يف اأ صله مكون من ثالث ة ف صول : اإال اأن اجلهة التي تولت ن رشه وهي «دار الفكر «ر أات اأن ت ست ل الف ص ل الثاين لكون ه يحتاج إاىل جه ود علمية متخ ص ص ة ملناق شت ه ومتحي ص ه ون رشه يف كتاب م ستقل حت دث فيه املوؤلف عن ال شبه ات التي كانت تثار حول بع ض ا أالحاديث. ويف الف صل االأخري : حتدث عن م شكالت اجليل الثالث يف أامري كا ومعاناتهم القا سية وابتعاد ما يقرب من %80 م ن امل سلمن ع ن امل ساجد واملراك ز االإ سالمية رغم اأن املجتمع بحاجة ما سة اإىل م ساهمتهم وحتدث عن ذلك بنوع من االإ سهاب. وق د ك سب املوؤلف بعد ن رشه ه ذا الكتاب شهرة كبرية وعل ق عليه الكث ريون وكان ت ت أتي ه ر سائل من امل سلم ين وبع ض امللحدي ن ي س ألونه ع ن أامور كانت ت شغله م يف حياتهم ويعت بر ا آالن م ن ال شخ صيات البارزة واملهتمة بال صوؤون االإ سالمية يف أامريكا. وق د اأثنى على الكت اب معظم م ن قراأه ثن اء عطرا على اخت الف م ستواهم العلم ي وتوجههم الفكري و رشح بع ضهم ب أن كتاب ه كان سبب ا ال ستقامته

43 قراءات 42 وت صحيح اأفكاره و أانه يحمد الله على اأن وفقه لقراءة هذا الكتاب الذي كان سببا لتغيري سلوكه وهكذا اأ صبح املوؤل ف م شهورا ل دى العام ة واخلا ص ة يف الدول الغربي ة حتى أا صبح اأحد ا أال ص وات الن شطة يف خدمة ا إال س الم يف اأمري كا و أاك رث املتحدث ين املعروف ين مبركز مك ة حيث كان ع ض و ا يف اللجن ة املوؤ س سة ملجموعة جيل إا سالم أامريكا ال شمالية. درا سة مف صلة ملحتوى الف صل االأول : يف مقدم ة الكت اب بداأ امل ؤولف ب رسد ق ص ة ابنته حيث س ألته عن انطباعه فيما اإذا قررت التحول اإىل امل سيحية م ع اأنه ا يف التا سعة م ن عمرها وعن قلقه ا ب ش أن عي شه ا يف بيئة ال تتمكن فيه م ن أاداء شعائر ا إال سالم بحرية كاملة ورغم حماولت ه ثنيها عن هذا التفكري اإال اأنها اأ رصت على راأيها ووجهت اإليه صوؤاال اعتره اأكرث اإحراجا ل ه حيث قالت له: )هل غ ضبت جدتي وه ل غ ضب جدي منك عندما تخليت عن امل سيحية ( واأ صيب ب صدمة قوية جراء ذلك خوفا على م ستقبلها. وبداأ يفكر بعمق فيما ينبغي له أان يقوم به الإنقاذها قبل اأن ي ستع ص ي ا أالمر وبعد تفكري عميق أادرك أان هذا ال شع ور مل يكن قا رصا عل ى ابنته بل يوجد لدى كثري من االأطفال املولودين م ن أابوين م سلمن يف املجتمع االأمريكي حيث يرون معاملة االآخرين لهم قا سية ونظرته م إاليهم فيه ا نوع من ال سخري ة واالزدراء ب سب ب مت سكه م بالقي م االإ سالمية الت ي ورثوها عن اآبائه م مما يجعلهم يقعون يف حرية م ن أامرهم خوفا على م ستقبلهم وخا صة أان الطفل يق ضي جزء ا كبري ا من وقت ه يف املدر سة وي سمع م ن اأ صدقائه وبع ض املدر س ين كذل ك اإ س اءة إاىل االإ س الم عام ة واإىل اجلالي ات امل سلمة املتم سك ة بدينها خا ص ة ثم عندما يع ود اإىل البيت يرى ال صورة ال سلبي ة التي تعر ض عن امل سلم ين يف الروايات واالأف الم ا إالنكليزية ويف و سائ ل ا إالعالم املختلفة كالتلفاز واأفالم الكرتون والكتب الهزلية واألعاب الفيديو وازداد االأمر سوءا بعد اأحداث سبتمر م. وتط رق كذل ك إاىل م ا يواجهه االأطف ال من حتيز وحتامل حيث يدفعون اإىل هام ش املجتمع ا أالمريكي الأن سلوكه م واأخالقه م خمالف ة لقواع د ال سل وك االجتماع ي لغالبي ة النا س يف املجتم ع ا أالمريكي ف رضب مثاال لذلك باملمار سات اجلن سية قبل الزواج حيث تعد يف أامري كا معلما جذاب ا ومقبوال على نطاق وا سع من مع امل ثقافة ال شب اب يف حن يعتر ذلك يف ا إال س الم جرمية يعاق ب عليها كم ا أان ا أالزياء الغربي ة ت صمم بحي ث تك شف جمال امل ر أاة للعامة يف ح ين ي أمر ا إال سالم امل راأة باحل شمة و أان يكون لبا سها ساترا لذلك اجلمال. إا ضافة اإىل أان املهاجرين امل سلم ين ي صدم ون عندم ا يرون ع دم االكرتاث والوقاحة التي يعامل بها ا أالطفال االأمريكيون آاباءهم واأمهاتهم بع د كر سنهم بينما االإ سالم ي أمر ا أالبناء بر الوالدي ن واالإح سان اإليهم ق وال وعمال ماداموا على قيد احلياة. وباملقابل تط رق امل ؤولف ملوقف بع ض اجلاليات عن املر أاة حيث ال ي سمح له ا باحل ضور اإىل امل ساجد لت أدية ال صلوات جماعة مما جعل الكثريات ي شعرن باالبتعاد فكري ا عن ا أالن شط ة الديني ة التي تق ام يف امل ساجد وي ستفيد منها الرجال فقط وكذلك عدم اإ رشاكهن يف كثري م ن االأمور التي تتعلق باملجتمع عامة وترتب على ذلك كله وجود فجوة كبرية بن اجليل ا أالول من املهاجري ن املتم سكن بدينهم واجلي ل الثاين والثالث الذي اكت سب ب رسعة طرق التفكري االأمريكية وت أثر باحلري ة الغربي ة وح ب التعبري عن النف س ومتجيد العقل والبعد عن الدين. وخل ص اإىل نتيج ة اأن اأداء اجلالي ة االإ سالمية يف اأمري كا ضعيف جد ا بغ ض النظر ع ن انت شار امل ساجد واملنظم ات االإ سالمي ة وح ض ور قل ة م ن النا س للموؤمترات. يق ول يف ذل ك : «اإن أاح دث موج ة م ن هج رة امل سلمن إاىل اأمريكا بداأت يف اأواخر خم سينيات القرن الع رشين وما ت زال م ستمرة حتى اليوم وقد ظهر اليوم اأعداد كبرية م ن م سلمي اجليلن الثاين والثالث الذي ن يعي شون يف الواليات املتحدة ا أالمريكية ولكن لي س من أابناء اجليل الثاين يف امل ساجد ا أالمريكية سوى قل ة قليلة اأما اجليل الثالث فال وجود له تقريب ا يف هذه امل ساجد«. وذكر أان من أاهم م شكالت بع ض اجلاليات االإ سالمية االإ رصار على الف صل بن اجلن صن يف أاماكن العبادات ومكان التجمع يف املنا سب ات املختلفة وعدم ال سماح للن س اء اأداء ال صل وات اخلم س و ص الة اجلمعة يف امل ساج د جماعة واأن ه ذا العزل قد يث ري ذكريات ا أالمريكي ين وتاريخه م املظل م ويزيد م ن شعور التمييز لدى االإفريقيات امل سلمات الالتي اكت سنب حقوق

44 43 امل ساواة م ع البي ض يف املطاعم واحلافالت وي صعب عليهن أان يقال لهن: اذهنب إاىل الغرفة اخللفية.. وذك ر بع ض احلكايات لن س اء أامريكي ات تعر ضن للتعنيف لدخولهن امل سجد واأخري ات اتهمن بالت شكيك يف دافع دخولهن االإ سالم ( التهمة ال شائعة هي: البحث عن زوج( كما أان زعماء اجلالية االإ سالمية يزرعون ال شك وك ب إجاباته م على ال شبه ات العقلي ة لل سائلن بجواب مكرر وعدم وجود خط معتدل يف ا ستخدام العقل سوى اخل ط الفا صل بن التعلي ل العقلي ال سليم والتعليل العقلي ال سقيم. وحت دث بالتف صي ل ع ن التجرب ة التي مر به ا بحثا ع ن الدين احل ق و رشح كي ف انتقل م ن ا إالحلاد اإىل االإمي ان عن طريق درا سة الق راآن درا سة نقدية م ن اأجل املعرفة حت ى وقع على اأجوب ة شافية قادته ل إالمي ان العمي ق ويف أاثناء ذل ك كان ي رسد بع ض االأ سئلة الت ي كانت ت أتيه على املوق ع ا إاللكرتوين من امل سلم ين االأمريكين وم ن اأبناء امل سلم ين املهاجرين ( اجلي ل الث اين( وكان ت اأ سئلة حمرج ة تظهر مدى امل شكالت النف سية واالجتماعية والعقائدية التي يعانون منها.. وتتعلق ب ص ؤوالهم عن الدافع من وراء خلق الله ا إالن س ان ومبعاناة املر أاة من ع دم اإن صاف القائمن على املراكز االإ سالمية لها وتعدد زوجات الر سول صل ى الله علي ه و سل م وخل ط امل سلم ين عاداتهم وتقاليده م بالدي ن الذي اأدخل وا عليه م ا لي س منه وبالقبلة االأوىل و سبب حتولها اإىل الكعبة واعرتا ض البع ض االآخر على الق ضاء والقدر... ا ستط اع املوؤلف أان يعر ض كل ذلك بطريقة جتذب كل م ن يوجه اإليه الل وم اإىل قراءة جتارب ه الطويلة املليئة بال شكوك واالإحلاد واجلهد الذي بذله بحثا عن جواب مقنع لتلك االأ سئل ة التي كانت تدور يف خلده اإىل أان و صل اإىل احلقيقة االإميانية. وامللفت للنظر أان من يقراأ الكتاب أالول مرة يظن أان امل ؤول ف ال يزال مرتددا بن ا إالحل اد واالإميان و أانه األف الكت اب وه و يف مرحلة االإحلاد ولك ن القارئ سيكت ش ف اأنه تعم د هذا االأ سلوب لك ي يدعوه لقراءة القراآن بتدب ر والتعرف على االإ س الم عن قرب وقد جن ح فعال يف إاقن اع الكثريين مم ن كانت لديهم مفاهي م مغلوطة ب أنه مل يرتاج ع إاال بعد درا سة عميقة للق ر آان وفه م صحيح ب أن م ا كان علي ه قبل ذلك ضالل وخط أ فا ضح. وعن سبب ت أليفه لهذا الكت اب يقول امل ؤولف: بعد ن رش كتاب ي «حت ى املالئكة ت س أل «تلقيت ق در ا كبري ا من الر سائ ل االإلكرتونية وغريها الأ شخا ص من اأبوين م سلمن ومم ن اعتنقوا االإ سالم ومن غري م سلمن يطلبون مني الكتاب ة يف عدد من الق ضايا الدينية وقد اأبدت الغالبية العظمى يف هذه املرا سالت شكوى ب ش أن تردده م يف التم س ك بتعاليم االإ س الم كما اعرتف بع ضهم بعدم إاميانه ب إال سالم وذكر ا آالخرون ب أنهم يف طري ق التخلي ع ن ا إال سالم وذك ر آاخرون اأن شكوكه م يف بع ض تعاليم االإ سالم ه ي التي دفعتهم للردة. يق ول امل ؤولف: صدم ت صدمة عميق ة ب أولئك الذين يكتنفه م ال ش ك فهم ي شع رون باحلاج ة اإىل اختيار الدي ن و شعرت كذل ك بالقلق واحل رج الأين اأ شعر ب أين ل ست كفوؤا ملثل هذه املهم ة ال شاقة... ووجدتني م ضطرا للبحث عن حلول فقررت اأن اأعد ملفا خا صا له ذه االأ سئل ة التي ت ردين با ستمرار حت ت عنوان ) ضياع دين ي ) Religion Loosing My أاجمع فيه االأ سئل ة واإجاباتي عنها بحيث اأمتك ن من الرجوع اإليها بن حن واآخر وبه ذه الطريقة اأ صبحت قادر ا عل ى ا سرتجاع ت أمالتي ال سابق ة حول مو ضوع ما إاذا اقت ض ت احلاج ة إاىل ذل ك... وق ال : إان هذه االإجابات الطويلة ت شكل ف صول الكتاب التي أاحلق بها أاكرث االأ سئلة طرح ا مع االإجابات الق صرية. ثم رسد جتربته االأ رسية القا سية مع أابيه ال سكري و أامه الطيب ة كما يقول وو صل به ا أالم ر إاىل درجة اأنه كان يتمنى زوال والده من الدنيا حتى يختفي العنف. ولك ن بق اءه على قيد احلي اة جعله ي ش ك يف وجود االإله ودخل إاليه االإحلاد من باب وا سع اإ ضافة إاىل ذلك كانت اال ضطراب ات التي ح صلت يف ال ستينيات وال سبعيني ات من القرن الع رشين قد عززت شكوكه وارتياب ه وكذلك مذبحة فيتن ام الغربية واغتيال ج ون روب رت كنيدي كل ذل ك عزز م ا انغر س يف نف سه م ن ال شكوك يف أان احلي اة فو ضى ي سودها العن ف ولي س هناك اإل ه رحيم به ذه املخلوقات وبداأ ي س أل نف س ه أا سئلة تدور يف خلده يعرت ض فيها على ق ضاء الله وقدره وخلق الله جلميع املخلوقات على خ الف ما ته واه نف سه فيق ول : ملاذا جتري ا أالمور عل ى هذه ال شاكل ة ملاذا خلق الل ه مثل هذا العامل العنيف الناق ص ملاذا جعلنا نزاعن ل إالجرام

45 قراءات 44 قابلن للف ساد والتخريب ملاذا جعل االأقوياء يعذبون ال ضعفاء وي ضطهدونهم... وقرر نتيجة ذلك كله عدم ا إالميان بوجود اإله... وحتدث كذلك ع ن ق صة إا سالمه وكيف ب د أا بقراءة كت اب وجده على مكتبه بعد نقا ش مع بع ض طالبه وكان ت بداية قراءته للقراآن حتدي ا حيث كانت لديه رغبة يف اكت شاف التناق ضات التي وردت فيه ح سب زعم ه ولك ن كان ت صدمت ه االأوىل يف أاول آاية قراأها» أامل ذلك الكت اب ال ريب فيه«حيث أاح س برع شة تنتابه عندما قراأ هذه االآية فبد أا يفكر يف نف سه هل االآي ة تخاطبه يقول: بداأت أاق ول يف نف سي إان الهداية التي دع وت للح صول عليها موجودة يف هذا الكت اب فنظ رت مرة أاخرى يف ق ول الله تعاىل: )ذل ك الكتاب ال ريب في ه ) وكلما تقدمت يف القر آان ازداد احرتام ي ملهارته لقد ت أث رت بالطريقة التي جتعلن ي أاك رر االإح سا س الذي حتدثت مع ه آانفا بيد أانه على امل ستوى االأعمق وتولد لدي شعور غريب ب أن القراآن كان يخاطبني فعال يف الفكر والروح بل اأك رث من ذلك... ولكنه ال يج د كلمة يعر بها عن ذلك. التعليق : يتجاوز كتاب جيفري النغ كتب زمالئه من الكتاب الغربين الذي ن اأ سلموا يف اأنه ال يكتف ي ب رسد رحلته العقلي ة والروحي ة من االإحل اد إاىل ا إالمي ان و إامنا يتقدمه ا برواي ة جتربت ه يف ت صحي ح اإمي ان اجلالية ا أالمريكي ة االإ سالمي ة وتق ومي سلوكها ف ريد على طائف ة من ال شبهات املتداولة حول االإ سالم والقراآن ورمبا كانت الرتجمة ال صحيحة لعنوان كتابه ( ضياع دين ي ) هي ا ستغاثة حمتواها أادركوين.. اإين أاخ رس إا سالمي وهو تعبري ع ن مئات ال شكاوى وال شبهات الت ي كان يتلقاها عر بريده االلكرتوين لريد عليها اأو ليجلوها. ونظ را الأهمي ة ه ذا املو ض وع رك ز امل صن ف يف الف ص ل ا أالول على معاجلة بع ض م شكالت امل سلمن االأمريكين من اجليل الثاين املبتلن بجاذبية املمار سات اجلن سية احلرة واهتم كذلك بعر ض نقاط اخلالف بن الثقافة ا إال سالمية واالأمريكية مع ذكر طرق عالجها وتو صيت ه الأولي اء ا أالمور ب رشورة ا ستماعهم اإىل م ش كالت أابنائهم ومعاجلة االأف كار التي يطرحونها بنوع من احلكمة وبعيدا عن العنف وكيل التهم لهم وعدم توبيخهم على االأفكار التي يطرحونها واإزالة احلواجز الت ي كانت حتول دون معرف ة ما يفكر فيه أابن وؤهم مم ا مل يتعودوا سماعها عندم ا كانوا يف مثل عمرهم واحلر ص ال شديد على بيان الوجه ال صحيح الأبنائه م يف االأمور التي يرونها اأنه ا مت س العقيدة واملخالفة ملا كان عليه امل سلمون يف بلدانهم. وقدم بع ض املقرتح ات لعالج هذه الظاهرة اخلطرية اأهمه ا دعوة القائمن على ال صوؤون االإ سالمية للبحث حلل ه ذه امل شكل ة قب ل أان تخرج االأم ور من طور قدرته م وفح ص املمار س ات االإ سالمي ة احلالي ة التقليدي ة ومتييز م ا هو جوه ري يف الدين عما هو داخ ل عليه ليت الءم الدين مع الع رش احلا رض فهما و رشع ا على اأ س س متينة لئال يرت د امل سلمون اجلدد وال ينهزموا اأمام عدوهم املرتب ص بهم. وقبل ق راءة هذا الكت اب واالطالع عل ى امل شكالت التي حت دث عنها املوؤلف كانت يل زي ارة اإىل أامريكا مع زميلي الدكتور عثم ان اأبو زيد بدعوة من مركز التوفي ق االإ سالم ي بوالية مني سوت ا حل ضور امل ؤومتر الرابع ع رش وكانت معظم الق ضايا التي نوق شت فيه تدور حول الق ضايا التي تطرق إاليها امل ؤولف يف كتابه وخا صة ما يتعلق باجليل الثاين والثالث. وق د الحظن ا اهتم ام امل سلم ين بق ضية تربي ة االأوالد تربي ة اإ سالمية وخوفهم ال شديد على م ستقبل اأبنائهم واأن تنفل ت االأمور عن زمامه م اإذا مل يعاجلوا االأمر يف الوق ت املنا سب وكان وا يحر صون غاية احلر ص على تعليم أابنائه م العلوم ال رشعية وحتفيظهم القراآن الكرمي و إار س ال من اأكمل مرحل ة الدرا سة الثانوية منه م اإىل اجلامع ات املوج ودة يف ال دول االإ سالمية والعربية. وقد ر أايت اأن اأوؤخر احلديث عن الف صل الثاين ( اأين ذهب االأبناء كله م( الأن املو ضوعات التي تطرق لها املوؤل ف يف هذا الف صل وامل شكالت التي ذكرها مل تعد قا رصة على من يعي ش يف اأمريكا واأوروبا بل انتقلت إاىل ال دول االإ سالمي ة والعربي ة عن طري ق الغزو الفكري فتعتر من ق ضايا ال ساعة فالبد من طرحها والبحث عن احلل ول املنا سبة لها س واء ملن يعي ش يف الغرب أاو ال رشق. وهذا م ا ق صدت يف ت أخري املو ض وع للف صل الثاين و صلى الله على سيدنا حممد وعلى اآله و صحبه و سلم.

46 مقال ق صة هداية بقلم: الر شيد حميدة اخلرطوم اأثن اء ف رتة عمل ي مب صف اة الريا ض اململك ة العربية ال سعودية بق سم الرتجمة تعرف ت على العديد من ا أالجانب الذي ن يعملون يف ا إالدارات الفنية املختلفة للم صفاة. وكان غالبيته م من أامري كا وبريطانيا ممن يعتنق ون امل سيحية وباملنا سبة كانوا ال يعرفون عن امل سيحية إاال النزر الي سري وعل ى قلتها فهي معرف ة مغلوطة وباطل ة اإىل حد كبري. فهم والعي اذ بالله يعتقدون أان امل سيح اب ن الله سبحانه وتعاىل تنزه عن أاي رشيك اأو ولد أاو زوجة فهو الواحد االأح د الفرد ال صمد الذي مل يلد ومل يولد ومل يكن له كفوا اأحد. وبحكم عملي يف الرتجمة اأتيحت يل فر صة كبرية يف االحتكاك بهم والتحدث اإليهم وخماطبتهم نظر ا لرتددهم املتك رر على مكتبي بغر ض ترجمة شهاداتهم وم ستنداتهم اأو التقارير الفنية ال صادرة باللغة العربية من إادارة امل صفاة أاو املوؤ س س ة العام ة للب رتول واملعادن )برتوم ين( أاو بغر ض الرتجمة الفورية يف بع ض احلاالت املتعلقة بالعمل أاو ال ش ؤوون املتعلقة بهم و أا رسهم من ج وازات واإقامات وغريها. ولل ه املنة والف ضل فقد كان ت مناق شاتي معهم تنته ي دائما ويف وق ت وجيز إاىل قناعته م واقتناعهم ب سماح ة تعالي م دين ا إال س الم ولكن العقب ة التي تقف يف طري ق اإ شه ار اإ سالمهم هي أا سب اب تتعلق ب أم ر العائلة وال ش وؤون االجتماعية ( أاو ما يعرف ب الأحوال ال شخ صية( أال رسهم فهم م ن حيث االعتقاد ب أن ا إال سالم هو الدين احلنيف القيم وال رشاط امل ستقيم و أان حممدا ر سول الله ال غب ار على ذل ك فهم ي شهدون ولكنه م ال ي شهرون ويرتددون ويتخوفون من نبذه م اجتماعيا وطردهم من كيان ا أال رسة. 45

47 46 يف ذات ي وم التقيت مدير ال صوؤون املالية بامل صفاة وكان رجال م ن اأهل التق وى وال صالح ( أاح سب ه كذلك( ومن اأه ايل مك ة املكرم ة وذك ر يل أان )خواج ة( أامريكي التحق ب إالدارة الفنية للم صفاة وه و يو شك على اعتناق ا إال س الم دينا ف أو صاين به واالق رتاب منه وا أالخذ بيده و رشح بع ض امل سائل الدينية التي يطلبها. وبالفعل تعرفت عل ى الرجل الذي قارب ال ستن من العمر. وجل ست معه وتبادلنا احلديث فعلم ت من خالل تلك املقابلة )التمهيدية( اأن ب ين الرج ل واالإ س الم ) شع رة( فه و م سيحي من طائفة )الروت ستانت( وهي فئ ة مناوئة اأو خمالفة لكثري من ا أالف كار التي تروج له ا الكني س ة ومعتقداتها الباطلة يف ح ق امل سيحية. كما تبن يل أانه ج اد يف م س ألة اعتناق االإ سالم واأن ه اقتنع متاما بالكثري مم ا يدعو له االإ سالم ولكنه ي ود االطالع واال ستزادة م ن املعرفة لكي يتمكن م ن الوقوف على بع ض الق ضايا التي ت شغ ل باله. كان الرج ل قد ان رشح صدره ل إال سالم وهذا يف ظني خطوة كب رية وم شجعة ومب رشة. فكانت ن صيحت ي التلقائية له اأن ه ما دام قد ان رشح صدره لالإ س الم ف الأوىل أان ي سعى فورا اإىل اعتناق ا إال سالم و إا شهار دينه ثم من بعد )يثقف( نف س ه يف ا أالمور الدينية. وقد بينت ل ه أان االإ سالم يج ب م ا قبله مبعنى أانه ستفتح له صفحة جديدة ويدخل االإ سالم كما ولدته اأمه بدون ذنوب اأو خطايا مما رفع معنويات الرج ل. وذكرت له أانه ال ي ضمن ما ذا يحدث غدا أاو بعد حلظة فقد يباغته املوت فيم وت على دين امللة الكافرة بعد أان رشح الله صدره ل إالمي ان واالإ سالم فتكون ح رسة فا ستح س ن الرجل الفك رة وطلب مهل ة للتفكري واتخاذ القرار. ومل مي ض اأ سبوع من ذلك اللقاء إاال والرجل يتغري ويتبدل ش كال وحمت وى و سل وكا ولهج ة ومعاملة ممتلئ ا قوة ون ش اط ك أنه شاب فقد جاءين وزارين يف مكتبي وق ص علي تلك اللحظات املوؤثرة التي )عجلت( ب إ شهار إا سالمه وذك ر يل اأن ه كان وحي دا يف شقته ت صطخ ب يف ر أا سه ا أالف كار وتت ص ارع عندم ا سمع صوت هات ف يناجيه ويناديه با سمه ويكرر له نف س الن صيحة التي أا سديتها له من اأنه ال ي ضمن حياته م ن موته وعليه اأن ي سارع باعتناق االإ س الم بعد أان و صل يف قرارة نف سه اإىل اقتناع ب أنه دين احلق الذي يعل و وال يعلى عليه وحاول االت صال بي يف البيت ليب رشين وكنت وقتها قد خرجت مع أا رستي وكان يوم عطلة اخلمي س فتوجه إاىل منزل مدير ال صوؤون املالية املجاور له يف نف س احلي ال ذي يقطنه وبلغه بنيته وقراره اعتناق ا إال سالم ف أخذ بيده وطلب منه االغت سال والو ضوء ويف امل سجد بعد صالة املغرب كانت اأول صالة مفرو ضة يوؤديها وي شه ر اإ سالمه أامام املالأ. اخت ار )عبد الله( ا سما له و شذب حليته التي كان قد أاطلقها من قبل وحف شاربه امتثاال واإتباعا لهدي امل صطفي صلى الله عليه و سلم وملا ر أاي ت الرجل أايقنت أانه قد اعتنق ا إال سالم فقد كان النور ي ش ع من وجهه ال صبوح وكانت يف ل سانه عقدة و )لكنة( قد حلت وان رشحت أا سارير وجهه. ويف اليوم التايل وبناء عل ى طلبه ا صطحبته إاىل املحكمة ال رشعية حي ث أا شهر إا سالمه أامام ف ضيل ة القا ضي وكان م ن بن م ن أا شه ر إا سالمهم يف ذل ك الي وم ع رشات ال شغاالت واملمر ضات الفلبينيات العامالت )وهذه ظاهرة م شاه دة يف اململكة العربية ال سعودية أان الفلبينين من أاكرث اجلالي ات اإ سالم ا وبخا صة الن ساء( يف منطق ة الريا ض وق د لقنه م القا ض ي ال شهادتن وخط ب فيه م مبينا لهم ب إيج از مبادئ ا إال سالم وف ضائله ومقا ص ده النبيلة وقمت برتجمة تلك اخلطبة املوجزة جلميع من اأ شهر اإ سالمه أامام املحكمة, وكان عبد الله هاملن وهذا )ا سمه اجلديد( يف قمة سعادت ه,كان رم ضان على االأبواب ف صامه عبد الله بكل جوارحه وا ستفتى القا ضي يف اأمر اخلتان وبي ن القا ضي ل ه اإنه سنة ولكن ه أا رص على اأن يختنت ف كان له ذلك إاذ اأجريت ل ه عملية اخلتان واأ رص عل ى اأن يوؤدي شعرية العم رة فورا وكان النظام ال ي سمح ل ه الأنه يحمل اإقامة )غري امل سلمن م سيحي( فتقدمنا له بطلب ل سماحة ال شيخ عب د العزيز ب ن باز يرحم ه الله )مفتى اململك ة العربية ال سعودية آانذاك( ف أ صدر له ت رصيحا ميكنه من اأداء العمرة وزيارة املدينة املنورة. وقد ح س ن اإ سالم )اخلواج ة( عبد الل ه وكان مثاال حيا للم سلم امللت زم ب أداء واجباته دون تق ص ري مواظبا على أاداء صلوات ه يف امل سج د وق د طل ب مني تعليم ه اللغة العربية لكي يتمكن من أاداء ال صالة وحفظ القراآن واأ رص ب ش دة على اأن يكون تعليمه مقابل أاجر مفوتا على احت ساب االأج ر عند الله وقد كان جمدا مثاب را حري صا على تعلم العربي ة رغم كر سنه ولكنه مل ي سل م من ا أالذى النف سي ال ذي سببته له زوجته امل سيحية أالن ه ) صب أ( وترك دين آابائ ه و أاجداده وطلبت من ه النكو ص والرجوع ولكن قوى االإمي ان كانت قد متكنت من صدر عبد الله وتغلغلت يف قلب ه الكبري الذي ذاق حالوة االإميان وت شبع بالتقوى وا ستل ذت روح ه ونف سه بحب ه الدين اجلدي د وحب الله العظي م ور سوله الك رمي واآثر واخت ار الطريق اجلديد ونبذ وطرد كل تلك االأف كار التي هيمنت على حياته طيلة الفرتة املا ضية من حياته )اجلاهلية( موقنا موؤمنا مقبال على حياته اجلديدة بكل ن شاط وهمة... الله م اأح سن إالي ه حيث كان وحيث ح ل واحفظه من كيد احل ساد و رش رشار العباد اإنك على ذلك قادر واحلمد لله رب العاملن.

48 بحوث علمية من الدعوة اإىل الإعالم الإ سالمي اأو القيمة كمطلب يف التكوين الإعالمي د. ن صري بوعلي كلية الت صال جامعة ال شارقة الإمارات العربية املتحدة 47 مقدمة: يع د تخ ص ص االإع الم االإ سالمي أاح د الرواف د االأ سا سية للنهو ض بالر سال ة االإعالمي ة انطالق ا من أاط ر ح ضارة املجتم ع ال ذي ننتم ي اإليه. وقد ج اءت فكرة اإن ش اء اأق سام أاو شع ب لتدري س االإع الم يف بع ض جامع ات العل وم االإ سالمي ة )*( بداي ة م ن أاوائ ل الثمانيني ات م ن الق رن املا ضي عل ى أاهميته تعبريا عن منط من أامن اط الفن والفهم االإعالم ي يف حماولة الت أ سي س القيم ي والت أ صيل ا أالخالقي ملقوم ات واأ س س و أاركان العملية االإعالمي ة. وت أتي هذه الدرا سة حماولة لت شخي ص ال داء وو ضع الدواء انطالقا من مالحظة مت ر صدها من خ الل جتربة متوا ضعة يف التكوين ( التدريب( بهذا التخ ص ص. حيث و أالول وهلة يالحظ الدار س غياب ذلك التج اور املتفاعل ب ين م ساقات العلوم االإ سالمي ة وم ساقات عل وم االإع الم يف التخ ص ص الواحد»ا إالعالم االإ سالمي«. هذا الغياب اأو التباعد اأدى إاىل ظهور نتائج سلبية على م ستوى التكوي ن اأو الت أطري وحتى التنظري ( ق سم كبري م ن درا سات االإعالم االإ سالم ي انتهت وك أنها شعارات وعناوين خالبة م ستلة من جمموعة تخ ص صات يف الدرا سات االإ سالمية والعلوم ال رشعية كالتف سري واحلديث وال سرية حتى غدت وك أنها علم بالتف سري اأو احلديث أاو التاريخ التي ي صلح أان يكون االإع الم و سيلة لتو صيلها ). وقد عل ق أاحد االأ سات ذة عن هذا التخ ص ص ( أاي االإعالم االإ سالمي( ب أن ه شجرة با سقة بدون ثمار. وتنطلق هذه الدرا سة من هذا الت ص وؤل الرئي س: كيف تتقارب الدعوة وا إالعالم من حيث املو ضوع واملنهج وكيف يكون التجاور بينهما ب شكل متفاعل ي ؤودي اإىل ميالد اإع الم إا سالمي حقيقي ومت ى نح صل اأو جنني ثمار ال شجرة التي ت ؤوتي اأكلها كل حن ط رح ه ذا املو ض وع عل ى ب س اط البح ث يف ع دد من جامع ات العل وم ا إال سالمية من وجهات نظ ر خمتلفة كما ي ش كل- حاليا- هاج سا مركزيا يف اإعداد الرامج والوحدات الدرا سية ولي س ببعيد فقد عالج املوؤمتر الوطني االأول الذي انعق د بجامعة االأمري عبد القادر للعل وم االإ سالمية باجلزائر حول طرق تدري س العلوم االإ سالمي ة ومنها ا إالعالمية هذا املو ضوع وح اول امل ساهمة فيه )1(. كم ا اأ سهم ق سم ا إالعالم بكلية العل وم االجتماعي ة بجامعة أام القرى بتق دمي برنامج درا س ي ي د ر س للطلبة حاليا مب ا يوافق العقي دة ا إال سالمية ال صحيح ة دون ا إالخالل بالوح دات الدرا سية االإعالمية الت ي تعد الركي زة االأوىل لرجل االإعالم م ع تزويد الطلبة ب أح دث املواد يف فروع ا إالعالم التخ ص صي احلرفية حيث يه دف الرنامج يف عمومه ب أن يلتزم االإع الم ال سعودي ب الإ س الم يف كل ما ي صدر عنه واأن يحافظ على عقيدة سلف هذه االأمة و أان ي ستبعد من و سائله جميعا مبا فيها التكوينية كل م ا يناق ض ال رشيع ة ومناه ض ة التي ارات الهدام ة واالجتاه ات ا إالحلادية والفل سفات املادي ة وحماولة رصف امل سلم ين ع ن عقيدتهم وم ن حر ص ق س م ا إالعالم على سالمة من يقوم بدور االإعالم راأى اأن ال يتم التحاق الطالب بالق سم إاال بعد اختبار حتريري و شفوي لبيان مدى ا ستعداده و إادراك ه لر سالته كما أانه اليقب ل إاال الطالب الذي يح صل على شه ادة إامتام الدرا سة الثانوية بتقدي ر»جيد جدا«على ا أالقل. كم ا يعمل الق سم على إايجاد تراب ط وثيق بينه وبن املوؤ س س ات الدينية وا إالعالمية مثل رابط ة العامل االإ سالمي ومكات ب التوعية التابعة إالدارات البح وث العلمية وا إالفتاء والدعوة واالإر شاد والتلفزيون مبكة املكرمة وجدة كل هذا من أاج ل ربط الدعوة ب الإعالم واالن صهار يف بوتقة واحدة ت سمى «ا إالعالم ا إال سالمي«)2(. اإن االإ شكالية املعرفي ة ودالالتها املطروحة دوما على ب ساط البحث تتمث ل يف: هل الدعوة هي ا إالع الم ( أاي اأن الدعوة ت شم ل بداخلها ا إالعالم وهي االأ صل واالإعالم هو الفرع ( وه ل ا إالعالم ه و الدعوة ( اأي اأن االإع الم يحتوي بداخله الدع وة وهو ا أال ص ل والدعوة ه ي الفرع( ه ل الدعوة

49 بحوث علمية 48 ترتبط بامل ضمون فقط دون الو سيلة و أان ا إالعالم يتمثل يف الو سيل ة فقط من دون امل ضم ون ومن هذه الزاوية يرى البع ض ب أن االإعالم هو و سيل ة لنقل الر سال ة الدعوية. ويت س اءل آاخرون عما إاذا كان ه ذان املفهومان مرتادفن أاو متغايري ن الخ. هذه ا أال سئل ة وغريها ت شكل قلقا م ستمرا ل دى االأ ساتذة والطلب ة بجامعة ا أالمري عب د القادر للعلوم االإ سالمية بق سنطينة )اجلزائر(. وم ن املوؤكد اأن هذا القلق ق د يخيم عند كل اأ ستاذ يرغب يف ربط هذا التخ ص ص ببعده احل ضاري. حتت اج االإجابة عل ى هذه االأ سئل ة إاىل نقا ش طويل وبحث م ستفي ض ولي س هدف ه ذه الدرا سة س وى طرح هذه الق ضي ة للنقا ش بن املتخ ص صن يف علوم االإعالم من جهة وعلماء ال رشيعة من جهة اأخرى لكي يفكروا يف سبل متكن من اإيجاد الو ضع ال ذي يلتقي فيه هذا التخ ص ص»ا إالعالم االإ سالمي«ب كل تكامل بن الدع وة واالإعالم ومن دون اأي تناف ر. فكث ري ا ما نالحظ جت اور م ساق ات )مقايي س( الدع وة مع م ساق ات االإع الم )وهي قليل ة( يف جامعات العل وم االإ سالمية جت اور ا ال نرى في ه التفاعل املطلوب. بل املفردات املج س دة بيداغوجيا )تربويا( للم ساقات توحي للمتمع ن أان هن اك تباع دا بن الدع وة وا إالع الم نتيجة تباع د ا أال ساتذة معرفي ا وثقافيا ورمب ا حتى ح ضاريا مما ق د ينعك س هذا سلب ا على الطلب ة املتخرجن حي ث ي سود اال ضطراب الفكري لديهم. يحت اج مو ض وع تالقي الدع وة ب إالع الم اإىل مزيد من الدرا س ة والتخطي ط والفه م. أالن معظم املناه ج املطبقة الت ي نعرف على ا أالقل يغلب عليه ا الطابع التقني وتنعدم فيه ا خ صو صيات البعد احل ض اري ومن ذلك نقول مثال اأن االإع الم الذي يدر س يف جامعات العل وم ا إال سالمية )واملفردات بن اأيدينا( ينطلق من مفاهيم ونظريات غربية ينعدم فيها الرتابط البنيوي ( اإن ساننا ترابنا وزمننا( كما اأنه ال ين سجم مع مفاهي م واأخالق املجتمع الذي نعي ش فيه. يف املقابل الدعوة لي ست هي صفات االإمام وفنون اخلطابة على املنر فح سب ب ل الدعوة ر سالة ح ضارية واأداء تكنولوجي اأي ضا. اإن التن اول املتب ع يف ه ذه الدرا س ة تناول غ ري اأحادي اجلانب )االجت اه اأو املوقف مع الدع وة اأو مع االإعالم( كم ا اأن ه اجت اه ال يتبن ى املوق ف الثنائي )احل ق بدال من الباط ل وال ص واب بدال م ن اخلط أ مثال( يف ه ذه الق ضية العلمي ة والفكري ة ب ل إان ه ذه الدرا سة حماول ة للنظر الثاق ب اإىل الدع وة و مدى تكاملها م ع االإعالم من حيث املو ضوع واملنه ج لو ضع تخ ص ص االإعالم ا إال سالمي يف الطريق ال صحيح. وقبل ذلك ينبغي حتديد مفهومي الدعوة واالإعالم وفق ترتيبهما املنطقي يف هذه الدرا سة. معني ان: املعن ى االأول ر سال ة االإ سالم وم ا تت ضمنه من عقيدة و رشيعة وقيم و أاخ الق و سلوك. واملعنى الثاين هو التبليغ اأو إاي صال هذه الر سالة اإىل النا س وحثهم على فهمها واالإميان بها واتخاذها معيارا ل سلوكهم يف احلياة )4(. والدع وة كما يقول اإبراهيم اإمام ه ي وظيفة الر سل وذلك من ذ االأزمنة الغابرة من ذ اأن دب اخلالف بن بني الب رش بداع ي البغ ي والهوى وقد كان وا أا صال عل ى ملة واحدة و رشيعة واحدة وهي ملة ا إال س الم لقوله تعاىل: )و م ا ك ان الن ا س إا ال أا م ة و اح د ة ف اخ ت ل ف وا( )5(. ويق صد بالدع وة ا إال سالمية الدعوة إاىل الل ه واملق صود بها الدع وة اإىل ديننا احلنيف وهو االإ س الم )اإ ن الد ين ع ن د الل ه االإ س ال م ) ( 6( الذي جاء به حممد صلى الله عليه و سلم من ربه سبحانه وتع اىل ف الإ سالم )يف االأ صل( هو مو ضوع الدعوة وم ضمونها. وق د ب ل غ الر سول الكرمي هذا االإ سالم )كم ا ورد يف كتب ال سرية( أاح سن تبليغ و أاكمله وظل يدعو إاليه منذ اأن اأكرمه الل ه بالر سالة حتى وفاته. والداعي هو املكلف رشعا بالدعوة اإىل الل ه والدعوة تكليف وفري ضة عل ى كل م سلم بالغ عاقل ذك را كان أاو أانثى رشيطة اأن تكون الدع وة قائمة على عل م وب صرية: )ق ل ه ذ ه س ب يل ي أا د ع و اإ ىل الل ه ع ل ى ب ص ري ة أا ن ا و م ن ات ب ع ن ي و س ب ح ان الل ه و م ا اأ ن ا م ن امل رش ك ن ) )7(. نفه م اإذن م ن ه ذا أان الدع وة االإ سالمي ة ه ي اجلانب»التب ش ريي«بالعقيدة وهي كم ا يقول اإبراهي م اإمام تكاد توازي مفهوم ا إالعالم الأن الدعوة هي االإعالم ب الإ سالم والتعريف ب ه بوا سطة تكنولوجيا االت ص ال. يقول حممد سي د حممد يف هذا االإطار إان الدعوة هي جزء من ا إالعالم االإ سالمي... اأو هي اجلزء االإيديولوجي )العقائدي( فيه علما أان الدع وة ال ت شمل و سائل ا إالعالم فح سب بل ت شمل الق دوة احل سن ة واالإج راءات االقت صادي ة امل شابهة لدعم املوؤلف ة قلوبهم وما شابه ذل ك. وي ضيف لي س يف قولنا ب أن الدع وة اإىل االإ سالم جزء من االإع الم ا إال سالمي ت ضخيم لالإعالم االإ سالم ي اأو ت صغري للدع وة االإ سالمية. ولكن Public( العالقات العام ة قولنا ب أن بهذا املوق ف شبي ه )Relations ت ستخدم كافة و سائل ا إالعالم لتحقيق أاهدافها اإىل جانب االت صال ال شخ صي واجلمعي واحللول ا إالدارية وم ا شابه ذل ك. برغم اأن العالقات العام ة جزء من علم االإع الم واأن التخ ص ص يف العالقات العامة فرع من علم ا إالعالم وهو االأ صل )8(. وقد جع ل عبد اللطيف حمزة ا صط الح الدعوة يف ع رص النب وة م ساويا متاما ال صطالح االإع الم يف ع رصنا هذا. وهو يق ول:»كان القدماء منذ ظهور الر س ول صلى الله عليه و سل م ال يعرفون ه ذا امل صطلح احلدي ث م صطلح االإعالم واالت صال ب أنواع ه الثالثة: ال شخ صي واجلماعي )جماعة صغرية من سجمة( واجلماهريي )جماعة كبرية غري من سجمة ينطب ق عليها مفهوم احل ش د(. وا ستخدموا مكانه املفهوم املعروف عندهم وهو مفهوم الدعوة. والدعوة إاىل ش يء هي الرتغي ب يف هذا ال شيء اأو مبعن ى آاخر الدعاية له )9(. 1- الدعوة: ت شتق الدعوة لغويا من الفع ل دعا يدعو دعاء ودعاوة ودعاي ة مبعنى حث وطلب ون ادى ورغ ب. فدعاه إاىل ا أالمر يعني ساق ه اإليه وحثه علي ه) 3 ( وللدعوة ا إال سالمية

50 درا سات 49 ويع رف الطيب برغوث الدع وة ب أنها ذلك اجلهد املنهجي املنظم اله ادف إاىل تعريف النا س بحقيقة االإ سالم واإحداث تغي ري ج ذري مت وازن يف حياتهم عل ى طري ق الوفاء بواجب ات اال ستخالف ابتغاء مر ضاة الل ه تعاىل والفوز باجلن ة. وقد اأو ض ح اأمري ن اأ سا سين يف الدع وة وهما: الدعوة بو صفه ا م ضمونا ر ساليا اأي دين ا يبلغ ويلتزم. والدع وة بو صفه ا عملي ة تبليغ )اإع الم( له ذا امل ضمون وحماول ة لتعريف النا س به وحركة جه اد من اأجل البناء ومواجهة الهدم )10(. وتتف ق جل ه ذه التعاريف على أان الدع وة تت ضمن شقن رئي سين. شق يرتبط بامل ضمون )الر سالة( و شق يتمثل يف االأداة )الو سيل ة(. و يرى حممد اجليو شي أان نف س عنا رص العملية ا إالعالمي ة هي نف سها العنا رش الدعوية: الداعية م ضمون الدع وة و سيلة الدعوة املتلق ي للدعوة واالأثر الذي حتدثه هذه العنا رص على العملية الدعوية ككل) 11 (. و سوف نحلل هذه العنا رص ب أكرث تف صيل عند تناول مفهوم ا إالعالم. 2- الإعالم: ويق ص د ب الإع الم )Information( عام ة ص ريورة انتق ال املعلومات من مر سل إاىل متلقي )جمهور( ويرمز االإع الم يف ال صحاف ة اإىل م ا تبث ه و سائ ل االت صال من صحافة مكتوب ة اإذاعة وتلفزيون وانرتنت من حمتويات إاخباري ة ثقافي ة اجتماعية دينية وترفيهي ة إاىل قطاع وا س ع من املجتم ع. ويت ضمن هذا التعري ف عدة عنا رص متداخل ة ت شكل ه ي ا أالخرى ما ي سم ى بالعملية االإعالمية وه ي: املر س ل: وهو القائ م بعملي ة النق ل اأو ا إالبالغ اأو الدعوة. الر سالة: ومتثل امل ضمون أاو حمتوى املعلومات. الو سيلة: وهي ا أالداة أاو القناة التي يتم بوا سطتها نقل الر سالة. املتلقي: وهو اجلمهور اأفرادا اأو جماعات. واأخريا رد الفعل: وهو ا أالثر الذي حتدثه هذه العملية سلبا أاو إايجابا )12(. واإذا ف إالع الم يت ضمن هذه العنا رش اخلم سة التي تنح رص يف مقول ة هارولد ال سوي ل ( Lasswell ) Harold من ( أاي املر س ل( ق ال م اذا ( أاي املحتوى( ب أي ة و سيلة )اأي القن اة( ملن )اأي اجلمهور املتلقي( وب أي اأثر )اأي املتفاعل مع كل ه ذه املكونات(. يقول عزي عب د الرحمن إان هذا املعنى ورد ذكره يف القر آان الكرمي يف قوله تعاىل: )و ق ول وا ل لن ا س ح س ن ا (. فالفعل قول وا يت ضمن املر س ل والو سيلة و«للنا س«متثل اجلمهور و»ح سن ا«هو حمتوى الر سالة واأثرها االإيجابي )13(. وق د اأثار عزي عبد الرحمن هذا اجل دل القائم بن الدعوة واالإع الم من ذ أاواخ ر الثمانيني ات وح اول أان يعاجل ه بطريقت ه اخلا ص ة مت سائال عم ا إاذا كان ه ذان املفهومان مرتادف ين أاو متغايرين م ست شهدا بقول حممد سيد حممد اإن ا إالعالم و سيلة لن رش الر سالة االإ سالمية اأي اأن الرتكيز يف ا إالعالم على املعلومات وهي تنتقل بينما ترتكز الدعوة على الر سال ة فالو سيلة. وينطلق اأي ضا مما يذه ب اإليه آاخرون إاىل اأن االإعالم والدعوة كلمت ان متماثلتان ف إالعالم هو الدع وة والدعوة هي االإعالم. وميكننا يف هذا امل ستوى أان ندخل كلمة االإبالغ )من التبليغ( وهي اأقدم و أابلغ كما ت شري الكلمة من االإعالم واالت صال أاي يف االإبالغ بالغة. وقد ارتبط االإبالغ بالقيم ولي س باخلر رضورة فيقال أاعلمته باخلر واأبلغت ه الر سالة. وي شتق من االإبالغ حمتوى القيم أاي البالغ املبن. ويف نظر عزي عبد الرحمن ف إن ا أال صح اأن نق ول الدع وة وا إالب الغ ولي س الدع وة واالإعالم الأن االإب الغ يخ ص حمتوى غري حم دد بالزمان واملكان بينم ا يخ ص ا إالعالم اخلر الذي يتح ول إاىل التاريخ فور فقدان ه عن رص االآنية. ويقول ع زي عبد الرحمن دائما يف هذا ا إالط ار ميكن اأن ت ستخدم الدع وة ال صحف واملجالت واالإذاع ة والتلفزي ون واالإنرتن ت يف اإب الغ اجلمه ور بالر سال ة ش أنها يف ذلك ش أن الرتبوي ين الذين ي ستخدمون التلفزيون واحلا س ب يف التعليم وي سم ون ذلك تكنولوجيا التعلي م وال ب أ س يف ه ذه احلالة من ا ستخ دام تكنولوجيا الدعوة اقتداء مب صطلح الرتبوين. و إان كان ت ه ذه الت صورات ه ي على م ست وى املجرد. فالواق ع املج سد يق ول عزي عبد الرحم ن إان ا إالعالم هو و سيل ة لن رش الدع وة يف و ضعية الع امل ا إال سالمي احلايل ولكنه ا ه ي االإع الم )االإبالغ( يف ح د ذات ه يف جمتمع إا سالمي م ستقبلي. 3- التدري س الإعالمي: هل الر سالة هي القيمة مل تع د العودة إاىل ال ذات والبحث ع ن ا أال صالة واملعرفة الدال ة مطلبا فح سب يف علوم االإع الم واالت صال بل هي ق ضي ة جوهري ة اأ ضحت مطلب ا يف سائر العل وم خا صة العل وم االجتماعي ة وقد انتب ه علماء االقت ص اد إاىل هذه احلقيق ة حي ث ظه رت درا س ات واأبح اث يف االقت صاد االإ سالم ي كما يهت م أا سات ذة الرتبية- حالي ا مبو ضوع التوجي ه ا إال سالم ي يف تربي ة االأطفال. وقد ع ادت منذ مدة كت ب اأبي حامد الغزايل وغريه م ن العلماء إاىل بوؤرة االهتمام ال شديد. إان ارتب اط االإع الم بالدع وة اأو الدعوة ب الإع الم لي س س وى حلقة من حلقات ا ستعادة ال رتاث وبناء العلوم على اأ س س اأ صيلة ورا سخ ة. ومما ال شك في ه اأن اإن شاء اأق سام لعل وم االإع الم يف جامع ات العل وم االإ سالمي ة ظاهرة صحي ة واإيجابية ولك ن هذه املبادرة حل د االآن هي- يف اعتق ادي- خط وة يغل ب عليه ا احلما س اأكرث مم ا يغلب عليها التخطي ط العلمي والفكري الدقيق الأن اإن شاء اأق سام لتدري س االإعالم يف ه ذه اجلامعات لي س ب أالمر الهن فهي اإىل جانب االإمكانات املادية والفنية حتتاج إاىل اإمكانات ب رشية ق ادرة على اإع داد اإط ارات اإعالمية مثقف ة قيميا )اإ سالمي ا( واإعالميا )تقنيا( من منطل ق الر سالة هي القيمة value( )the Message is the وه ذه العنا رص الب رشية غ ري متوف رة حاليا وم ن هنا ي أت ي االنف صام ب ين الثقافة ا إال سالمية والثقافة االإعالمي ة. ويت ضح هذا االنف صام جليا اإذا أاخذن ا بع ين االعتبار جامعة االأمري عب د القادر للعلوم

51 بحوث علمية 50 االإ سالمي ة يف اجلزائ ر اأمنوذج ا. حي ث يتخ رج منها سنويا دفع ات من الطلبة ب شه ادة البكالوريو س من ق سم االإع الم ا إال سالم ي وهم يفتق رون يف تكوينه م اإىل عديد م ن العنا رص التي ت شكل ذلك التفاع ل املتكامل بن الدعوة )امل ضم ون( وا إالع الم )املهارات واالأداء( فه م اإما شبه دع اة ال عالقة لهم أا صال بفن ون ا إالعالم اأو شبه إاعالمين يفتق رون للمرجعية الدينية وجمردون من فنون اخلطابة واأ سالي ب الدع وة. وهذا االنف ص ام )التباع د( يرجع يف اعتقادن ا اإىل جتاور م ساقات العلوم ا إال سالمية مع م ساقات عل وم ا إالع الم جت اورا ال نرى في ه التفاع ل املطلوب. ويت ض ح أان م س اق»ا إالع الم م ن منظ ور اإ سالم ي«امل س اق الوحيد املرم ج لطلب ة ال سنة الرابع ة وحده غري كايف إالحداث ه ذا التفاعل بن العل وم االإ سالمية والعلوم االإعالمية. وحتى اأن هذا امل ساق «أاي ا إالعالم من منظور اإ سالمي«هناك من ي شكك فيه من منطلق اأن ا إالعالم واحد ولي س هناك إاعالم اإ سالمي واإعالم غري اإ سالمي. وحول هذه النقطة اأثار البع ض أاكرث من مرة ويف أاكرث من منا سبة العديد من ا أال سئلة واال ستف سارات مت سائلن: أالي س ا إالعالم هو االإع الم وفنون ه وو سائله يف الغرب ه ي نف س فنونه وو سائل ه عندن ا اأو يف أاي مكان آاخر وه ل يختلف تنفيذ التحقي ق ال صحف ي أاو املقابلة التلفزيونية م ن بلد إاىل اآخر األي س ت هي نف س اخلطوات ونف س ا أال سل وب يف التنفيذ وه ل الت صوير التلفزي وين اأو ال صحفي يختلف يف اجلزائر عن ه يف كوبا إان اأ صحاب هذه الت ص وؤالت ال ينظرون إاىل االأ شياء بنظرة ثاقبة. ومن ذلك فهم ينطلقون من أا سا س اأن االإعالم ش أنه ش أن أاي»فن«أاو»حرفة«ميكن ا ستخدامه يف أاغرا ض اإن سانية نبيلة خلدمة االإن سان و سعادته وميكن ا ستخدام ه يف أاغرا ض عك س ذل ك متاما. ومعنى ذلك اأن ي صبح تعليم االإعالم كفن أاو كحرفة منف صال )ميكانيكيا( عن تعليم الهدف الذي ي ستخدم من أاجله والغاية التي يخدمها. يط رح اأ صحاب هذه الت س وؤالت يف احلقيقة- نقا شا قدميا ط رح يف الغرب )اأواخ ر القرن 19( عندم ا كانت النظرة إاىل االإع الم نظرة تقنية بحتة ولكن ه ذه النظرة تطورت يف الغ رب فيم ا بع د حي ث أا صب ح ا إالع الم ابت داء من الع رشيني ات من الق رن املا ضي يت ضمن وح دات نظرية وتعددت حديثا ا أالطر التي يتم فيها التكوين املتخ ص ص بتعدد اهتمامات املوؤ س سات ال صناعية الكرى وتكنولوجيا االت صال وحمتوياته ا بحيث اأ صبح هناك كما يقول عزي عبد الرحمن تداخل بن الو سيلة والر سالة و مت تقلي ص تلك الفجوة املتمثلة يف»التالغي«( أاي من ا إاللغاء( التي كانت بينهما )14(. اأ- التدري س الإعالمي: علم و سيلة أام علم ر سالة إانن ا نتف ق مع أا صح اب هذه الت س وؤالت عل ى أان حرفية الفنون االإعالمي ة وتقنياتها قد ال تختلف بن كوبا مثال )بلد شيوع ي( و أامريكا )بل د ليرايل( واجلزائ ر اأو االإمارات )بلدان انتقالي ان( واأن اخلطوات التي يتبعها صحفي كوبي عند تنفيذ حتقيق صحفي ه ي نف س اخلطوات واالإجراءات الت ي يتبعها صحف ي أامريك ي اأو جزائ ري أاو اإماراتي. ونف س الطريقة التي ن ص ور بها فيلما وثائقي ا عن جماعة م ا. ولكننا نق ول إان اخلالف الرئي س ي واالأ سا س والهام هو م ضمون الر سالة التي نقدم- ب رصف النظر عن حرفية التنفيذ- والهدف الذي تخدمه الر سالة وت سعى إاىل حتقيقه ث م ما ه و امل سموح به وما هو غري امل سم وح به يف كل هذا سواء بالن سب ة لل شكل أاو امل ضم ون اأو الطريقة التي يتم بها التنفي ذ. من هن ا يكمن الفارق بن ما ه و إا سالمي وما هو غري اإ سالمي يف الهدف والغاية من التنفيذ. ب- الإعالم : علم له مرتكز وي ستند اإىل مرجعية: إان رج ل ا إالعالم لي س خمرا يح س ن الكتابة والكالم عن الوقائ ع احلا صلة خا ص ة يف الف ضاء ال سيا س ي اأو اأنه تقني صحفي ( Technician )Press فح سب بل هو رجل ثقافة بالدرجة االأوىل ميلك مرجعية وي ستند اإىل ت صور ح ضاري مع ين وهو على حد تعبري ابن خل دون يتموقع مع املقا صد )الغايات(. ومن هذا املنطق فه و يكيف ر سالته االإعالمية من بعد قيم ي كمرجعية ومرتكز ومركز ر ؤوية ونالحظ م ن هذه الزاوي ة م س ألة اأخرى تتمث ل يف»تغييب القيمة«يف برام ج التدري س االإعالم ي يف أاق سام عل وم ا إالعالم واالت ص ال وح ض ور ه ذه القيمة ب شكل غ ري إاعالمي يف كلي ات العل وم االإ سالمية. ولكي يك ون االأمر أاكرث جالء واأ شد و ضوح ا ن ست شهد هنا بقول ك رم شلبي الذي ت ساءل بخ صو ص هذه الق ضية قائ ال:»هل تبيح لنا رشيعة الله اأن ن س رتق ال سمع اأو نتج س س اأو نتل ص ص للح صول على خر ن سعى به لل سبق ال صحفي )scoop( والتفرد قبل االآخرين وه ل يبيح لنا ا إال س الم اأن نن رش أاخب ار اجلن س واالأ رسار اخلا صة والف ضائ ح ثم يت ساءل من ناحية أاخرى هل تقدمي االأخبار واملعلومات وتوجيه و سائل ا إالعالم خلدمة أاهداف الرو س ) سابقا( يف ال شي ش ان يت ساوى مع تق دمي االأخبار واملعلوم ات وتوجي ه و سائ ل االإع الم لتحقي ق أاهداف امل سلم ين هناك األي س هناك فوارق وا ضح ة شا سعة بن الهدفن والغر صن واالإعالمن«( 15(. نق ول نحن من هذا الت س وؤل املحوري إان م ادة االإعالم من منظور إا سالمي أا سا سية وت صبح درا ستها أامرا واجبا وي صبح إاع داد رجل ا إالعالم من منطل ق أاطر ح ضارتنا واجبا ال مفر منه. ومن ه ذا املنطلق ميكن اقرتاح إادراج نظرية احلتمية القيمية االإعالمية** يف التدري س ا إالعالمي أالنه ا تتميز بامتالكه ا البعد الفكري املنا س ب الذي يربط ب شكل علمي ب ين القيمة والعلوم االإعالمي ة. ف إالعالم- صحي ح- مل يعد كلمة جمردة ومل يعد جمرد تقدمي ا أالخبار واملعلومات ملجرد اأنها أاي أاخبار و أاي معلومات واإمنا تقدم ا أالخب ار واملعلومات عل ى أا سا س نظري ات هي خال صة لفل سف ة أانظم ة سيا سي ة واقت صادي ة متثل م صال ح معينة وتخ دم فكرا بعينه )مثال اإعالم الفكرة ال صهيونية(. ومن ثم ف إن انتقاء هذه ا أالخب ار واالأفكار وتقدميه ا و أا سلوب عر ضه ا ال ي أتي من فراغ وال يتم لغري هدف اأو غر ض.

52 51 هذا وينبغي ب إال ضاف ة اإىل ذلك الق ضاء على بع ض املفاهيم غري ال صحيحة عن ا إالع الم وو سائله لدى البع ض االآخر بحيث ا ستقر يف اأذهان ه ؤوالء أان االإعالم مرادف للرق ص والغن اء والت سلي ة والعب ث اأو كمال يق ول اآخرون»فن الك ذب!«. وهذه ا أالطروحات بقدر ما يغلب عليها الطابع االنفعايل )ردود فعل رسيع ة( بقدر ما هي عبارة عن نقد اختزايل حيث يختزل ا إالعالم كله حتت مفهوم» سلبي«فتح ص ل الغفل ة عن التع دد والتنوع والتط ور املذهل يف جمال ا إالعالم وفنونه ونظرياته. وطبعا هذه االأطروحات أاو ا أالح كام امل سبقة مل يعان منها االإع الم فقط فقد عانى علم النف س ه و اأي ضا من تلك االأطروح ة التي تختزله يف»فرويد واجلن س«وعلم االجتماع عندما كان يختزل يف»دوركامي واالنتح ار«. بينما هن اك مدار س فرعية عدة حتى يف اإط ار الفرويدية نف سها كم ا اأن تخ ص صات علم االجتماع يف الغرب وحده ق د و صلت إاىل 50 تخ ص صا. يق ول م صطفى ع ش وي إان عمر اجلمعي ة االأمريكية لعلم النف س ا آالن أاك رث من ق رن واإن تخ ص ص ات الفروع االجتماعية جمن دة خلدمة ا إالن سان واملجتمع واإن بع ضها جمن د أاي ض ا للت أث ري يف املجتمعات ا إال سالمي ة وحماربتها وغزوه ا ثقافيا ونف سيا بل ولتعمي ق خالفاتها وت رشذمها وتركيز اهتمامها يف الق ضايا ال سطحية ( 16(. وت أ سي س ا على م ا سبق ينبغ ي النظ ر اإىل االإعالم على اأ سا س اأنه و سيلة ور سال ة يف نف س الوقت. وهذه االأخرية ت ستطي ع اأن تبني اأو تهدم ح سب الهدف امل سطر لها والغاية م ن بثها. كما ال يفوت هن ا القول اأن الدع وة اإىل ت أ صيل االإع الم ال يق صد منها أان جنع ل ال صحفين سجناء الرتاث أاو نكبلهم به فيتحولون اإىل فقهاء أاو رجال فتوى ويتحول تدري س ا إالعالم إاىل علم اأ صول الفق ه أاو اأ صول الدين اأو تاريخ إا سالمي... فالعلوم ال رشعي ة لها طبيعتها اخلا صة والعلوم االإعالمية لها طبيعتها اخلا صة اأي ضا ولها متطلباتها و أاهدافها وفنونها املختلفة. 4- نحو منهج للتكامل املتفاعل: والنتقال من ماذا نقول إاىل كيف نقول يتع ين ا آالن لتفادي ه ذه امل آزق تقدمي ت ص ور وا ضح لهذا التخ ص ص»ا إالع الم يف العلوم االإ سالمي ة«يخرجه من جح ر ال ضب ويحميه م ن متاهات اخلراف ة والدجل التي األ صقت به لفرتة من الوقت. و إاذ نحن ن ستخدم هذا امل صطلح»التكام ل«اأو»التج اور املتفاعل«فذل ك أالننا نريد يف نهاية املطاف و ضع الدعوة وا إالعالم يف سكة واحدة يكون االإعالم يف خدمة الدع وة وتكون هذه ا أالخرية هدفا ساميا لالإعالم ويحدث التفاعل بينهم ا من حيث امل ضمون ( ماذا نق ول ) و ال شكل ( كيف نقول ) والغاية والهدف.و هو ما ي سمى نظريا ب إالعالم ا إال سالمي العلمي. إان تالقي الدع وة ب إالعالم من حي ث التدري س والت أطري والتوجيه ال ينح رص يف حمتوى الر سالة و شكلها فح سب بل يتعداها اإىل املر سل فالو سيلة فاملتلقي ف الأثر و ضمن نظام اجتماعي وبعد ح ضاري. وقد ات ضح ب أن االإ سالم يقدم اأمنوذج ا اإعالميا يقوم على فل سفة مغايرة لتلك الت ي متيز االإعالم احلايل ويوفر نظرة ع ن كل مكون من مكون ات االإعالم التي اأ رشت اإليها. فالر سال ة االإعالمية يف ا إال سالم تهدف اإىل تكوين ا إالن سان معرفيا كما تت ص ف بال صدق وا إالن ص اف. فال صدق يف القول هو قوام االت ص ال والتعامل والتعارف والتنا صح وقد نهى االإ س الم عن الكذب بكل ص وره و أا شكاله. قال تع اىل: )اإ من ا ي ف رتي ال ك ذ ب ال ذ ي ن ال ي وؤ م ن ون ب آي ات الل ه و أا و لئ ك ه م ال ك اذ ب ون ) ( 17(. وقال تعاىل: )و اج ت ن ب وا ق و ل ال ز ور ) ( 18(. ويف قوله تع اىل اأي ضا: )ي ا اأ ي ه ا ال ذ ين اآم ن وا ات ق وا الل ه و ك ون وا م ع ال ص اد ق ين ) )19(. وملا كان ا إالعالم يف كل ص وره يقوم عل ى الر سالة فال ب د أان تكون هذه الر سال ة يف املجتمع امل سلم خا صة هي ال صدق كل ال صدق أاي ال ب د اأن تكون صادقة املنبت نابعة ع ن روؤية صادقة صحيحة بحي ث تهدف اإىل حتقيق اخل ري والنفع. وحن ن أت ي إاىل جمال التطبيق االإعالم ي ف إن صفة ال صدق يف االإعالم ت ستلزم ما يلي: صدق اخلر: وهو ما يعني االلتزام باحلقيقة بغري زيادة وال نق صان واالبتعاد عن االإ شاعات والدعايات املغر ضة حتى ال ي صب ح املجتمع يف ريبة و شكوك وهما أا سا س الفتنة. قال تع اىل: )ي ا اأ ي ه ا ال ذ ين اآم ن وا اإ ن ج اءك م ف ا س ق ب ن ب أ ف ت ب ي ن وا اأ ن ت ص يب وا ق و م ا ب ج ه ال ة ف ت ص ب ح وا ع ل ى م ا ف ع ل ت م ن اد م ن ()20(. صدق ال صياغة: ف الإع الم يف صياغته للخر ملتزم ب أمانة الكلم ة فال يعم د اإىل ما يعم د اإليه غريه م ن التهويل اأو ا ستخدام أا سل وب ا إالثارة اأو االإيحاء بغري احلقيقة املجردة. قال تع اىل: )ي ا أا ي ه ا ال ذ ي ن اآم ن وا ات ق وا الل ه و ق ول وا ق و ال س د ي د ا ي ص ل ح ل ك م اأ ع م ال ك م و ي غ ف ر ل ك م ذ ن وب ك م و م ن ي ط ع الل ه و ر س ول ه ف ق د ف از ف و ز ا ع ظ يم ا( )21(. والقول ال سديد ح س ب حامد عب د الواحد ه و ذلك القول ال ذي يتوفر ل ه جانب ا ال صدق واخلري مع ا و سداد الق ول يحتم- كما يقول- التفك ري والتعقل والروية قبل اإ ص دار القول إاىل جان ب اأن يكون القول صادرا عن صدق و إاميان )22(. أاما يف ب اب الو سيلة يف ا إال سالم ف إن الدي ن االإ سالمي يدعو اإىل اكت س اب كل الو سائ ل احلديثة التي متك ن من اإي صال الر سالة دون عوائق زمكانية. وينبغي يف هذا ا إالطار دمج الو سيل ة )التقنية( يف املنظور الثقايف القيم ي للمجتمع اأي إادخ ال الثقافة يف التقنية ولي س حتوي ل الثقافة اإىل تقنيات. فهذه العملية تعطي االأولوية الفائقة للتحول الثقايف وت ضمن االإ رشاف أاو التوجيه الثقايف القيم ي للتقنية والتكنولوجيا. وم ن هذه الزاوية ن ستطيع القول أان الدعوة ت صبح موجهة ل إالع الم عند اإدخاله ا يف التقنية ب رشط دمج ا إالعالم اأي ضا )كتقنية( يف املنظور القيمي للمجتمع. اأما على م ستوى املر س ل فينبغي علي ه مراعاة ميول اجلمه ور وحوافزه النف سية وم ستوى ثقافته والظروف االجتماعية التي يحياها والر سال ة تك ون فعال ة عندما تك ون مبنية عل ى معرفة اجلمهور املتلقي. واملعادلة ال صحيحة يف هذا ا إالطار ترتكز

53 علمية بحوث ه حم رم 2014 م نوفم ر يقروؤوا أان النا س يحب ماذا فح سب لي س االآتي: ؤوال ال ص على النا س يقراأ أان يجب ماذا اأي ضا واإمنا وي شاهدوا وي سمع وا هذا اأو املعادلة هذه حتقيق اأن شك وال وي شاه دوا وي سمعوا من املعرفة حق اجلمهور معرفة بال رضورة ي ستلزم املطلب الدرا سات من النوع هذا اإىل اأحوجنا وم ا آارائه صر خالل اإيجابيا فيكون االأثر م ستوى على اأما امليدان إاىل تنتقل التي وم ساحته وثقافته املجتمع بقيم إالعالمي ا املحتوى اقرتن كلما )23(. احل ضارية العلوم م ساقات ب ين أاو واالإعالم الدعوة ب ين التكامل اإن املوا ضيع يف ينح رش ال االإعالمي ة والعل وم إال سالمي ة ا يكون اأن ينبغي بينهما الناج ح التكامل بل فح سب الديني ة والثقافي ة واالقت صادي ة ال سيا سي ة املج االت شت ى يف املنهج م ستوى على وحت ى الخ. والريا ضية واالجتماعية الدعوية االإ سالمية العلوم فت ستفيد أالكادميي ة( ا الناحية )من أاغلبها يف مناهج وهي واالت صال االإعالم علوم مناهج م ن إالعالم ا وي ستفيد إامريقي ة و )Induction ( ا ستقرائي ة أاغلبها يف وه ي ال رشعية العل وم اأو الدع وة مناه ج م ن. )Normative ( معيارية اأو )deduction ( ا ستنباطي ة والعلوم االجتماعية العل وم بن الناجح التكامل اأمثلة فم ن مهما مثال االقت ص اد فعلم االقت ص اد. مو ضوع ال رشعي ة اأن ينبغي ال اإح صائي ة وتقنيات علمية مناه ج من ا ستعم ل االقت صاد علم ف إن ولذا عقي دي. نظري اإطار عن ينف صل عن ينف صل اأن ميك ن ال االإ سالمي القيم ي االإطار ضم ن يف الت رصف يف االإن سان ودور للملكية االإ سالمي الت ص ور العامة إال سالمية ا املبادئ عن ينف صل اأن ميكنه ال بل امللكية بالبيع مثال االإ س الم ي سمح ال بحيث أالم وال ا ت داول يف مبفهومي معظمها يف ترتبط و رشوط قي ود دون وال رشاء واحلرام. احلالل اخلامتة: املتوا ضعة الدرا س ة ه ذه خالل من نري د ال اخلت ام ويف تكوين إاىل نطمح واإمنا م ستحيل فذلك الكمال إاىل الو صول العلوم بن متفاعل ب شكل االأقل على يجاورون إاعالم رجال ال نحن مهدي بن الرحمن عبد يقول إالع الم. وا إال سالمية ا كما ال سنة يف ب إمام ولي س احلديث يف اإمام رجل يف نرغب احلديث. يف ب إمام ولي س ال سنة يف إام ام رجل يف نرغب ال هو الذي اأن س بن كمالك رجل إاىل ن صل فلن يكن مهما ولكن جميعا. فيهما اإمام والهوام ش: املراجع االأق سام و الكلي ات إاىل االإط ار هذا يف إال ش ارة ا ميك ن ).( ق سم ال رشيف االأزه ر بجامعة االإعالم ق س م : التالية وال شع ب مباليزيا العاملية باجلامعة إالعالم ا ق سم القرى أام بجامعة االإعالم بجامعة إالعالم وا الدعوة ق سم بالريا ض إالعالم وا الدعوة كلية إالعالم وا الدعوة شعبة باجلزائ ر بق سنطينة القادر عب د أالمري ا إالعالم ا ق سم باجلزائ ر باتنة بجامع ة االإ سالمية العل وم بكلي ة االأندوني سية. بجاكرتا االإعالم ق سم واأعتقد الباك ستانية باجلامعة إال سالمي ة ا العل وم تدري س ط رق ملتق ى حم اور اأنظ ر - 1 عبد أالمري ا بجامع ة انعقد الذي واالآف اق الواقع واالإن ساني ة اأيام: اجلزائر: ق سنطينة االإ سالمية للعلوم القادر مايو املوافق 1421 ه صفر : الت ايل الراب ط 2 -انظ ر )2011/04/03( 454/page/ar االإ سالمي إالعالم ا أا ص ول. ) 1985 ( إابراهي م. اإم ام ص العربي الفكر دار القاهرة يف إالعالمي ة ا امل سئولي ة. 1986( سي د.) حمم د حمم د - 4 ص 45. للكتاب الوطنية ؤو س سة امل اجلزائر االإ سالم االآية: 19 يون س سورة االآية: عمران اآل سورة االآية: يو سف سورة ص سيد 8 االإ سالم صدر يف االإعالم. ) 1974 حمزة.) اللطيف عب د ص العربي الفكر دار القاهرة صلى النبي منهج 1997(. مقالت ي.) صحراوي حمم د - 10 التجديد جمل ة ومنجزاتها. الدع وة حماية يف و سلم علي ه الل ه )2( مباليزيا العاملية اجلامعة الع رص يف ورجالها الدعوة 1982(. اجليو شي.) حمم د ص النه ضة مكتبة القاهرة احلديث االإع الم )1989(. ع زي. سليم ان الرحم ن عب د 12 جامعة حولي ات الو سيلة. ع رش يف الر سالة تع رث االإ سالم ي: )4( اجلزائر جامعة اجلزائر 39. ص ال سابق املرجع - 13 إالعالمي: ا التكوي ن. ع زي.) 1990 ( الرحم ن عب د - 14 اجلزائرية املجل ة والر سال ة. الو سيل ة ب ين والتالغي التالق ي )4( اجلزائر جامعة لالت صال و ضوابطه ال صحفي اخلر )1988(. شلبي. سليمان كرم ص ال رشوق دار جدة االإ سالمية. العل وم تكام ل نح و )1997(. ع ش وي. م صطف ى - 16 العاملية اجلامعة التجدي د جملة ال رشعي ة. والعلوم االجتماعي ة نظرية موق ع انظ ر **.60 ص )9(1 مباليزي ا االإعالم: يف القيمية احلتمية االآية: النحل سورة االآية: احلج سورة االآية: التوبة سورة االآية: احلجرات سورة آاليتان: ا االأحزاب سورة - 21 املجتم ع يف االإع الم )1984(. حام د. الواح د عب د - 22 valuemediadeterminismtheory/home ا العامل رابطة جمل ة االإ سالمي..72 ص )33( ال سعودية العربية إال سالم ي 23- Nassir Bouali (2011). La Médiologie entre Marshall Mac-Luhan et Azzi Abderrahmane, de la Technologie a la compétence Morale. El Hikma Magazine, Algéria 6(3), ( In French ) 576 العدد:

54 اأ صالة الفل سفة الإ سالمية من منظور الإ ست رشاق احلديث الدكتور مرزوق العمري جامعة باتنة اجلزائر 53 م ن ال شبه ات الت ي أاثارها در س اال ست رشاق يف الع رص احلديث حماولة ربط ه الن صو ص واملعارف االإ سالمي ة باملنظومة الغربية فكما حاول ربط الن ص القراآين بغ ريه من ن صو ص الكت اب املقد س وربط الفقه االإ سالمي بالقانون الروماين حاول كذلك ربط الفل سفة االإ سالمية بالفل سفة اليونانية مدعيا عدم وجود فل سفة اإ سالمية اأ صال.فما مدى صحة هذا االإدعاء االإجاب ة عل ى ه ذا الت س وؤل تقت ضي الوق وف عند اجلزئيات التالية: 1- أا صالة الفل سف ة االإ سالمية: امل راد ب أ صالة الفل سفة االإ سالمي ة ا ستقالليته ا ب شخ صيته ا اأي اأنه ا لي ست فل سفة منقول ة عن اأي فل سفة أاخ رى وال هي جمرد ترجمة لها وال هي ناقلة عن غريها وال هي منتحلة ل صف ة ف أ صالتها كما هو م ستوحى من ا سمها فل سفة اإ سالمية- تعن ي أانها: فل سفة نبت ت يف الف ضاء املعريف االإ سالمي مرجعيتها االإ س الم اأعالمها م سلمون اإ شكالياته ا عل ى صلة ب الإ س الم وق ضاي ا امل سلمن ومنهجها يتف ق مع تعاليم ا إال س الم وعقائده نتائجها املرت سم ة اأو املتو ص ل اإليه ا ت ص ب يف امل صب العام للت ص ور االإ سالم ي ف إذا كانت كذلك فق د اكت سبت متيزها و فرادتها فكان ت بحق فل سفة اإ سالمية اأ صيلة ولي س ت دخيلة واف دة مت نقلها اإىل العربي ة و صيغت صياغة عربية كما قيل. 2- طبيع ة املوق ف اال ست رشاق ي: م س أل ة اأ صال ة الفل سفة االإ سالمية وع دم أا صالتها م س ألة على ارتباط بالتحوالت الت ي عرفها در س ا إال ست رشاق يف الع رص احلدي ث فامل ست رشقون هم الذين اأث اروا هذه امل س ألة يف اإطار مناق شتهم جلدلية الت أثري والت أثر بن الفل سفتن الغربية واالإ سالمية وقد اآلت الروؤية االإ ست رشاقية اإىل القول ب إنكار وجود فل سفة اإ سالمية واأن هذا اال سم فل سف ة إا سالمي ة ا سم ال م سمى له أالن ه ح سب هذه الروؤي ة ال يعد اأن يكون ترجمة للفل سفة اليونانية وقد مثل هذا االجتاه الكثري من امل ست رشقن الذين ا شتهروا ببحوثه م يف جم ال الفل سف ة ا إال سالمي ة مث ل :دي بور) DeBoer ( )1( ال ذي قال:«ظلت الفل سفة العربية على ال دوام فل سفة انتخابية عمادها االقتبا س ال رصف مما ترجم من كتب االإغريق وجمرى تاريخها اأدنى اأن يك ون فهما وت رشبا ملع ارف ال سابقن ال ابتكارا ومل تتميز متيزا يذكر عن الفل سفة التي سبقتها ال ب إنتاج م شكالت جدي دة وال هي ا ستقلت بجدي د فيما حاولته م ن معاجلة امل سائل القدمية فال جن د لها يف عامل الفكر خطوات جديدة ت ستحق اأن ن سجلها لها«)2(. إان ه ذا النموذج االإ ست رشاقي ق دم لنا بو ضوح ر ؤوية االإ ست رشاق أال صالة الفل سف ة االإ سالمية وهي ر ؤوية

55 بحوث علمية 54 تنفي كلية وجود م سمى الفل سفة ا إال سالمية. 3- م بررات املوق ف االإ ست رشاق ي: اإذا م ا ت ؤومل هذا املوقف جنده يقوم على عدة عوامل ومررات هي: 1-3- العام ل العرق ي: وه و عام ل رئي س ل دى امل ست رشق ين يف نظرته م الأ صال ة الفل سف ة ا إال سالمي ة وم ضمون ه اأن: التفل س ف قم ة التنظري وقم ة التجريد ومنته ى الت أم ل وهو أام ر اخت ص ب ه اجلن س االآري ومل يك ن للجن س ال سام ي حظ من ه ولذل ك مت اإنكار الفل سف ة عند امل سلمن الأنهم سامي ون وفل سفتهم اعترت نقال ودرا سة لفل سفة االآري ين املتمثلة يف الفل سفة اليونانية خا صة. وقد كانت هذه وجهة نظ ر امل ست رشق الفرن سي إارن ست رين ان خا ص ة ( Renane )3( Ernest. الذي كان يقول:»ما يكون لن ا أان نلتم س عند اجلن س ال سامي درو سا فل سفية ومن عجائب القدر أان هذا اجلن س الذي ا ستطاع اأن يطبع ما ابتدع ه من ا أالديان بطابع القوة يف اأ سم ى درجاتها مل يثمر أادنى بح ث فل سفي خا ص وما كان ت الفل سفة قط عند ال سامي ين إاال اقتبا سا رصفا وتقليدا للفل سفة اليونانية«)4(. م ن خالل هذا ال كالم يب دو اأن االأ سا س ال ذي اعتمده رينان يف نف ي الفل سفة االإ سالمية ه و ا أال سا س العرقي فك ون العرب سامين ذلك ما ح ال بينهم وبن التلف سف يف نظ ره وه ذا ال راأي أاخ ذ ب ه أاي ض ا امل ست رشق ا إالجنليزي دي ب ور الذي اعتر انط الق التفل سف عند امل سلم ين مرتبطا باطالعهم على الفل سفة اليونانية فقال:«مل تك ن للعق ل ال سامي قب ل ات صال ه بالفل سف ة اليونانية ثمرات يف الفل سف ة وراء ا أالحاج ي وا أالمثال احلكمية وكان هذا التفكري ال سامي يق وم على نظرات يف صوؤون الطبيعة متفرقة ال رباط بينها ويقوم بوجه خا ص على النظر يف حياة االإن سان ويف م صريه و إاذا عر ض للعقل ال سام ي ما يعجز عن إادراكه مل ي ش ق عليه أان يرده اإىل اإرادة الله التي ال يعجزها شيء والتي ال ندرك مداها وال اأ رسارها«)5(. و إاذا كان ه ذا الن ص عل ى منوال ن ص رين ان يف نفي وجود فل سف ة االإ سالمية ب سبب عجز العق ل ال سامي ف إننا جند هذا املوقف يتجلي ب شكل اآخر عند اإميل برييه) Emile ) Brehier )6(. ال ذي مل ين ف وجود فل سف ة اإ سالمية ب ل اأثبتها لك ن اأعالمها لي سوا سامين ب ل آارين اعتنقوا االإ س الم وهذا ما يتجلى يف قول ه:«كان فال سفة العرب ممن اعتنقوا االإ سالم وكانوا يكتبون اآثارهم بالعربية لكن جمهرتهم مل تكن من اأ صل سامي بل من أا صل اآري«)7(. واملت أم ل يف اعتماد امل ست رشقن على ه ذا العامل يف نفي وجود فل سفة اإ سالمية ي سجل املالحظات التالية: أا-اإن م ا قاله رينان من عجز العقل ال سامي عن التفل سف وم ن ثم الت أ سي س لفل سفة متكاملة رغم نفي ه ذلك اإال أانه اأ ش اد مبقدرة العق ل ال سامي يف جم ال ا أالديان مما يدل عل ى أان التفك ري الديني جم ال فل سفي وق د عرف عند ال سامي ين أاكرث م ن غريهم كم ا اأن االإ س الم يرف ض الع صبي ة للعرق ويجعلها للدين أالنه احلق. وترتب على ذل ك موقف امل سلمن فهم مل يقولوا فل سفة سامية اأو غري سامية بل قال وا فل سفة إا سالمي ة اأي أان العرة للدين ال ل شيء اآخ ر مهما كان وقد انتبه الدكتور حممد علي اأبو ري ان يف مناق شته له ذه الروؤي ة ا إال ست رشاقية فذهب اإىل اأن:«امل سلمن اأنتجوا فل سفة خا صة بهم جديرة ب أن ت سمى فل سفة اإ سالمي ة اأ سهم فيها مفكرو االإ س الم من ال شعوب املختلف ة من ع رب وفر س وروم و رسي ان«)8(. إاذا فالعرقية ال عرة بها يف االإ سالم. ب- اإن التفل سف ي أخذ البعد الفطري الطبيعي يف االإن سان وهذا ما توؤكده الفل سفة م ن أان االإن سان منذ فجره االأول وج د نف سه جمابه ا ب أ سئل ة فل سفية كبرية عل ى غرار ما يعرف ب الأ سئلة اخلال دة : من ومن أاين واإىل اأين. و بالت ايل فجعل الفل سف ة حكرا على ع رق دون عرق و سالل ة دون اأخ رى أامر مناف لطبيع ة الفل سفة يف حد ذاتها. ج- ما ذهب إاليه اإمي ل برييه ي ؤوكد وجود فل سفة اإ سالمية ولكنه اعتر اأعالمها غري سامين. اإن النظرة االإ سالمية ال تهتم بالعرق بقدر م ا تهتم بالدين والوالء له ولذلك اأح سب اأن هذا الر أاي يف ص ف االإ سالم وتاريخ الفل سفة ا إال سالمية العامل الديني: ب الإ ضافة اإىل العامل العرقي الذي اعت بره امل ست رشقون ح ال دون وجود فل سف ة اإ سالمية هن اك العام ل الدين ي وم ضمون ه طبيعة نظ رة الدين االإ سالم ي اإىل الفك ر احلر و إاىل ملك ة التجريد ومدى ت شجيعه أاو نهيه عن ذلك. لقد ذهب امل ست رشقون إاىل اأن ا إال سالم نهى معتنقيه عن اخلو ض يف م سائل الفل سفة على غ رار: م س ألة ا أاللوهي ة وم س ألة اجل بر واالختيار.. وغ ري ذلك وهذا ما ذهب اإليه رينان إاذ يعتر االإ سالم ضيق آافاق العرب وانتزع منهم كل بحث نظري. وم ا يالحظ عل ى هذا العامل أانه وظ ف ب شكل انتقائي ف إذا كان من امل سلمن م ن انتقد الفل سفة بحجة معار ضتها للدي ن فهناك من امتدحها منهم بحجة أانها طريق لالإميان واأنه ا ا أالخ ت الر ضيعة لل رشيع ة وكان خري من مثل هذا االجتاه اأبو الوليد ابن ر شد )9( وقد متيز بتعريفه ذي البع د االإمياين للفل سفة الذي قال في ه:«فعل الفل سفة لي س شيئ ا أاكرث من النظر يف املوج ودات واعتبارها من جهة داللتها على وجود ال صانع«)10( العام ل التاريخي: وم ضمون ه اأن تاريخ العرب مل ي سجل اأنهم أام ة متفل سفة اأو ا شتهرت بفال سفتها و رمبا كان ه ذا احلك م مبنيا على ما ذهب اإلي ه بع ض موؤرخي

56 55 ا إال س الم لق د كان صاعد االأندل سي يق ول عن العرب:»و أام ا علم الفل سفة فلم مينحهم الله عز وجل شيئا منه وال هي أ طباعه م للعناية به وال أاعلم أاحدا من صميم العرب شه ر به إاال اأبا يو س ف يعقوب بن إا سح اق الكندي واأبا حممد احل س ن الهمذاين«)11(. فهذه شه ادة موؤرخ م سلم ينفي وج ود فل سفة عند العرب ويحكم ب أن التاريخ مل ي سجل لهم أاي شيء من ذلك. وي شب ه ه ذا املوق ف موق ف ال شهر ستاين ال ذي اعتر اال شتغ ال بالفل سفة عند العرب:«اأقرب إاىل فلتات الطبع وخط رات الفكر والغالب عليهم الفط رة والطبع«)12(. من خالل ه ذا املوقف وموقف صاع د االأندل سي اللذان اطل ع عليهم ا امل ست رشق ون بالت أكيد ب الإ ضاف ة إاىل عدم وج ود فل سفة عربي ة يف م ستوى درجة تنظي م و شهرة فل سف ة اليونان تكر س يف النهاي ة موقف ا ست رشاقي ينفي اأ صال ة الفل سف ة االإ سالمي ة وقد جتلى ذل ك يف موقف حا س م عند رينان الذي قال:«من اخلط أ و سوء الداللة ب الألفاظ على املعاين أان نطلق على فل سفة اليونان املنقولة اإىل العربية لفظ فل سفة عربية مع اأنه مل يظهر لهذه الفل سفة يف شب ه ج رية العرب مب ادئ وال مقدمات ف كل ما يف االأمر أانها مكتوبة بلغة عربية«)13(. 4- تداعيات هذا املوق ف عربيا: وما جتدر االإ شارة إاليه اأن هذا املوقف االإ ست رشاقي صار له امتداد داخل االإطار الثق ايف العرب ي فمن املفكري ن العرب م ن يعتر العقل العرب ي لي س بعقل فل سف ي واأن العرب ما عرفوا الفل سفة قب ل اطالعهم على فل سفة اليونان يقول اأحمد اأمن:«مل يكن العرب يعرفون الفل سفة أالنها لي ست من طبيعتهم فقد ا شتهروا ب أنهم اأهل ل س ن ال اأهل فل سفة عميقة وهم اأقرب إاىل احلكم ة منه م إاىل الفل سفة ولكل منهم ا ميزة إامنا عرفوا الفل سفة بع د أان اختلطوا باليونان والفر س والهند والروم ونقل وا اإليهم كتبهم الفل سفية«)14(. وغري اأحمد اأم ين العدي د من الكتاب م ن ي أخذ بهذا ال راأي. وهكذا صار ه ذا املوقف االإ ست رشاقي من ي روج له يف الف ضاء املعريف العربي. 5- رد الفعل االإ سالمي: لقد ولد هذا املوقف االإ ست رشاقي موقفا آاخر مناوئا للر ؤوية االإ ست رشاقية هو رد فعل إا سالمي اأجن زه من سموا ب أن صار املدر س ة الف سلفية احلديثة مثل: ال شيخ م صطفى عبد الرازق والدكتور إابراهيم مذكور و شيخ االأزه ر ال شيخ عبد احلليم حمم ود.. وغريهم فعن وج ود فل سفة اإ سالمية وع دم وجودها اأي متميزة بخ صو صياته ا و اإ شكالياته ا يق ول الدكت ور إابراهي م مذكور:«نعم هناك فل سفة إا سالمية امتازت مبو ضوعاتها وبحوثه ا وم سائلها ومع ضالتها ومبا قدم ت لهذه وتلك من حلول «)15(. واملت أمل يف هذه الر ؤوية االإ سالمية وهذا االجتاه يجده يقوم على عدة عوامل اأي ضا: 1-5 -العام ل التاريخي: وه و ذات العامل الذي وظفه خطاب االإ ست رشاق من زاوية وظفته الروؤية االإ سالمية من زاوية أاخرى وهذا لطبيعة املوقع الذي متوقعت يف هذه الروؤية إاذ إانها كان ت تتابع شبهات االإ ست رشاق من أاج ل تفنيدها والرد على اأ صحابه ا ولذلك عادت الر ؤوية االإ سالمي ة اإىل التاريخ م ستندة اإلي ه للرهنة على اأ صالة الفل سف ة االإ سالمي ة وقد ركزت الروؤي ة ا إال سالمية يف تعاطيها مع العن رص التاريخي على عاملن اثنن: اأ- طبيع ة العقل العربي: فم ا عرف عن هذا العقل اأنه مل يكن ساذجا حتى يف اجلاهلية وب شكل خا ص حلظة ظهور االإ س الم و ذلك ما جتل ى يف موقفه م ن: م س ألة الوحي و ا أاللوهي ة والنبوة وم ا جاء به االإ سالم م ن تعاليم لها بعده ا الفل سف ي وكيف اأنها اأف رزت مواقف خمتلفة مل تك ن مبن أى عن الط رح الفل سفي كما هو عن د الفال سفة فناق ش العقل العربي- م س ألة التوحيد التي هي جوهر ا إال سالم وناق ش م س أل ة النبوة التي طرحت من خاللها م س ألة الوح ي وكيفية االت صال ب ين اخلالق واملخلوق ومو ض وع االإن س ان...وغ ري ذل ك مم ا كان حمل جمادلة م رشكي العرب للنبي صلى الله عليه و سلم. وطبيع ة هذا العقل هي التي جعلته يث ري اإ شكاليات فل سفية قب ل االإ س الم مثل: اجل دل الدين ي التفك ري العملي احلكمة...وغري ذلك وهي االإ شكاليات التي اعترتها الر ؤوي ة االإ سالمي ة ب ذورا عربي ة للتفك ري الفل سفي يف االإ سالم. فاجلدل الدين ي من ش أه تع دد الديانات يف البيئ ة العربية التي ضم ت: اليهود الن ص ارى ال صابئة املجو س امل رشكن. وق د اأ شار القراآن الك رمي إاىل هذه الطوائف يف قوله تعاىل: )اإ ن ال ذ ين آا م ن وا و ال ذ ين ه اد وا و ال ص اب ئ ن و الن ص ار ى و امل ج و س و ال ذ ين اأ رش ك وا اإ ن الل ه ي ف ص ل ب ي ن ه م ي و م ال ق ي ام ة اإ ن الل ه ع ل ى ك ل ش ي ء ش ه يد ( )احلج/ 17 (. وم ن الطبيعي أان تث ار يف هذه البيئة املتع ددة الديانات مناق ش ات و أان يكون ص دام بن معتنقيه ا. قال ا إالمام ال شافعي:»كانت املجو س يدينون غري دين اأهل ا أالوثان ويخالفون أاهل الكتاب م ن اليهود والن صارى يف بع ض دينهم وكان اأهل الكتاب اليهود والن صارى يختلفون يف بع ض دينه م«)16(. وظاهرة اجلدل ه ذه هي التي اأ شار اإليه ا القراآن الكرمي يف قوله تعاىل: )و ق ال ت ال ي ه ود ل ي س ت الن ص ار ى ع ل ى ش ي ء و ق ال ت الن ص ار ى ل ي س ت ال ي ه ود ع ل ى ش ي ء ) )البقرة/ 113 (. أام ا التفكري العملي فهو رضب م ن التفكري عادة ما تدفع إالي ه احلاج ة وهذا عن د جمي ع االأمم في أخذ بذل ك البعد الطبيع ي الواقع ي والفل سفة م ن اأبعاده ا البعد العملي وه ذا ما ي صطلح عليه باحلكم ة العملية وهذا النمط من التفك ري أاكد وجوده عن د العرب صاع د ا أالندل سي على

57 بحوث علمية 56 الرغ م من نفيه الفل سفة عنده م كما سبق الذكر حيث قال عنهم يف اهتمامهم بهذا النوع من التفكري ب أنهم:«اأدركوه بفرط العناية وطول التجربة الحتياجهم إاىل معرفة ذلك يف اأ سب اب املعي شة ال على طري ق تعلم احلقائق وال على سبيل التدرب يف العلوم«)17(. أام ا ظاهرة احلكمة فق د ا شتهر بها الع رب قبل االإ سالم ب ش كل ملف ت لالنتب اه حي ث مت تخليده ا يف اأ شعارهم وحكمه م و أامثاله م وبق ي ق ول احلكمة له ش أن عند العرب حتى بعد جميء ا إال سالم بل اعتر االإ سالم ذلك من الف ضائ ل والنعم التي مين الله عز وجل بها على من ي ش اء الأنها اخلري الكثري كما يف قول ه تعاىل: )و م ن ي وؤ ت احل ك م ة ف ق د اأ وت ي خ ري ا ك ث ري ا( )البقرة/ 269 ( يقول ال شيخ م صطف ى عبد الرازق عن ظاه رة احلكمة عند العرب:»كان لهوؤالء املفكرين اأمثال جت ري على أال سنتهم شعرا أاو ن رثا حكما بالغة من ثمار االختب ار والتجربة والعقل الراج ح وكانت ه ذه االأمثال عند الع رب تراثا علميا ثمينا يتناف سون يف االحتفاظ به«)18(. ب- اأع الم العرب: ب الإ ضاف ة إاىل اجلانب ا أالول الذي رك زت عليه الر ؤوي ة االإ سالمية الإثباته ا اأ صالة الفل سفة االإ سالمي ة وهو طبيعة العقل العربي الذي مل يكن ساذجا وال ذي أا س س لبع ض االإ شكاليات الفل سفي ة تتجه هذه الروؤية اإىل اإثبات وج ود أاعالم ومفكرين عرب أا صالء هم الذي ن كانوا يثريون ه ذه امل سائ ل الفل سفية هوؤالء االأع الم كان لهم ش أنه م عند العرب مل ا ات صفوا به من حكم ة ورجاحة عق ل وبعد نظر وت أم ل ومواقف ميزتهم ع ن غريهم حتى حفظ تاريخ الع رب اأ سماءهم ومواقفه م. وقد أا شار اجلاح ظ اإىل ه ؤوالء بقوله:«ومن القدماء من كان يذكر بالقدر والريا سة والبيان واخلطابة واحلكمة والدهاء«)19(. ومن ه ؤوالء ا أالع الم اأكثم ب ن صيفي بن رب اح الذي ا شتهر بحكم مثلت نظرته الفل سفية للحياة من ذلك قوله: «إان قول احلق مل يدع يل صديقايت شابه االأمر اإذا اأقبل واإذا أادبر يعرفه الكي س وا أالحمق««ال تغ ضوا عن الي سري ف إنه يجني الكثري«)20( التمي ز املو ضوعي: مادامت الر ؤوية االإ ست رشاقية هي التي اأثارت م س ألة أا صالة الفل سفة ا إال سالمية ووجدنا كي ف اأن امل ست رشق ين نف وا متي ز الفل سف ة االإ سالمية ب أي ة اإ شكالية ذهبت الروؤي ة ا إال سالمية يف ردها على ذلك ب إثب ات موا ضي ع فل سفية اإ سالمية مثل ت بتكاملها مو ض وع الفل سفة ا إال سالمية ومن ثم فهي فل سفة متميزة مبو ضوعاته ا وهذا يوؤدي اإىل الق ول ب أ صالتها. يقول الدكتور اإبراهيم مذك ور:» اإن الفل سفة االإ سالمية ذات طاب ع خا ص و شخ صي ة م ستقل ة اأخ ص خ صائ صها التوفيق واالختيار توفق بن النقل والعقل وت ؤواخي بن الدي ن والفل سفة وذلك الأن فال سفة االإ سالم يرون اأنه ميك ن ك شف احلقيقة من طرق شتى وبو سائل متعددة فيقودن ا اإليها املنطق والرهان كم ا يقودنا إاليها الوحي وا إاللهام» )21(.كما اأن ال شيخ م صطفى عبد الرازق يف و صفه للفل سفة االإ سالمية اأ شار اإىل أانها ت ستوعب م سائل احلكم ة وكذا ق ضايا عل م الكالم والت ص وف واأ صول الفقه )22(. من خ الل هذا يب دو اأن الفل سفة االإ سالمي ة متيزت عن غريه ا من الفل سفات مبو ضوعها حي ث ا ستوعبت أاق سام احلكم ة النظرية والعملية وتناول ت بالبحث امل شكالت الفل سفية الكرى مثل: نظري ة الوجود وعاجلت م س ألة الزم ان وامل كان وامل ادة ونظرية املعرف ة وف صلت الق ول يف نظرية ال سع ادة كما اعتن ت مب شكلة الواحد واملتعدد وال صلة بن الله وخملوقاته وحتاول التوفيق ب ين النقل والعقل فاكت سبت بذل ك خا صية أاخرى وهي الروحاني ة وع دت فل سفة روحي ة يف مقاب ل الفل سفات املادي ة كفل سفة اليونان ثم ات سع ت مو ضوعات الفل سفة ا إال سالمي ة وانتظمت وخ ضعت لل ضب ط املنهجي اإىل اأن صارت معارف مكتملة شكلت بتكاملها ما ي سمى بالفل سفة االإ سالمي ة الت ي هي ا سم له م سمى خ الف ما ذهب إاليه امل ست رشقون. وم سماه ا يتمث ل يف: علم ال كالم علم اأ ص ول الفقه عل م الت ص وف ب الإ ضاف ة إاىل م سائ ل احلكم ة وهذا بالنظر اإىل طبيعة هذه املع ارف فمن جهة ن ش أتها يف بيئة اإ سالمي ة بحت ة ومن جهة اأخ رى م سائله ا على صلة بالدي ن االإ سالمي ومن جهة ثالث ة ان شغل بها امل سلمون قب ل اطالعهم على الفل سفة اليونانية. وهذا االأمر شهد به امل ست رشقون أانف سهم فق د كان رينان يقول:«اإن احلركة الفل سفية احلقيقية يف االإ س الم يجب أان تلتم س يف مذاهب املتكلمن«)23(. بن اء على م ا تقدم م ن إاثبات متي ز الفل سف ة االإ سالمية مبو ضوعاته ا و اإ شكاليته ا وبن اء عل ى شه ادات امل ست رشقن من اأن الواجه ة االأ سا سية للفل سفة االإ سالمية تتمث ل يف علم الكالم وهو علم اإ سالم ي اأ صيل بناء على ذلك اأكدت الروؤي ة االإ سالمية اأ صالة الفل سفة ا إال سالمية. وهذه النظرة الت أ صيلية للفل سفة ا إال سالمية ميكن القول أانه انتب ه إاليها يف وقت مبكر شيئا م ا الذين ا شتغلوا بت صنيف العلوم عند امل سلمن على غرار التهانوي يف كتابه ك شاف ا صطالحات الفنون الذي قال فيه:«اإذ التحقيق اأن الكالم والفقه من احلكمة«)24(. وذه ب حاجي خليفة اإىل اعتبار الطريق اإىل التفل سف يتم من وجهتن: اإحداهما طريقة أاهل النظ ر واال ستدالل وال سالكون له ذا الطري ق اإن التزم وا مل ة م ن ملل االأنبي اء عليهم

58 57 ال ص الة وال س الم فه م املتكلم ون واإال فه م احلكماء امل ص وؤون. طريق ة اأهل الريا ضة واملجاه دات وال سالكون لهذه الطريق ة اإذا وافق وا يف ريا ضته م اأح كام ال رشع فهم املت صوفة و إاال فهم ا إال رشاقيون )25(. ث م كان لهذا املوقف جت ل وا ضح عن د الكثريين فال شيخ م صطف ى عب د الرازق ذه ب إاىل أان علم أا ص ول الفقه لي س ضعيف ال صلة بالفل سفة )26( وكان الدكتور اإبراهيم مذكور ين ادي ب رضورة ضم علم ال كالم وعلم أا صول الفقه اإىل مباحث الفكر الفل سفي عند امل سلمن )27(. مم ا سبق وبن اء على العام ل ا أالول- تاري خ العرب- ال ذي اأكد وجود بذور فكر فل سف ي عربي ومن خالل العامل الثاين التميز املو ضوع ي- الذي اأكد ا ستقاللية الفل سفة ا إال سالمية ب إ شكالياتها بناء على ذلك آالت الر ؤوية ا إال سالمي ة إاىل اإثبات اأ صالة الفل سفة االإ سالمية و أان هذا ا إال سم له م سم ى يتمثل يف: م سائل احلكم ة وعلم الكالم والت صوف وعل م اأ صول الفقه )28(. ومم ا ال شك فيه اأن هذه معارف إا سالمي ة اأ صيلة بع ضها عرفه امل سلمون قبل اطالعهم على الفل سفة اليونانية مثل علم الكالم وبع ضها كانت ن ش أته حلاجة اإ سالمية بحتة مثل علم أا صول الفقه. الهوام ش: 1 هو فيل سوف إاجنليزي م ن موؤلفاته: تاريخ الفل سفة يف االإ سالم. 2 دي بور: تاريخ الفل سفة يف االإ سالم ترجمة الدكتور حمم د عب د اله ادي اأبوري ده دار النه ض ة العربية- بريوت بال تاريخ ص م ست رشق فرن سي من م ؤولفاته ابن ر شد و الر شدية. 4- Ernest Renane : Averroes et L averroisme,8=eme ed,(1925) p دي بور: تاريخ الفل سفة يف االإ سالم ص م ست رشق فرن سي من أاهم موؤلفاته : تاريخ الفل سفة. 7- Emile Brehier: Histoire de la philosophie,t1, p حمم د عل ي أابو ري ان : تاري خ الفك ر الفل سفي يف االإ س الم دار النه ض ة العربي ة ب ريوت) 1976 ( ص أاب و الوليد بن ر شد قا ض وطبي ب وفقيه وفيل سوف أاندل س ي من اأه م موؤلفات ه: ف صل املق ال وتقرير ما بن احلكم ة وال رشيعة م ن االت صال بداي ة املجتهد ونهاية املقت صد...تويف سنة 505 ه. 10- ابن ر شد: ف صل املقال تعليق الدكتور أابو عمران ال شيخ وا أال ستاذ جلول الب دوي ال رشكة الوطنية للن رش والتوزيع اجلزائر ط 1 ) 1982( ص صاع د ا أالندل س ي: طبق ات ا أالمم نق ال ع ن ال شي خ م صطف ى عبد ال رازق متهيد لتاري خ الفل سفة االإ سالمي ة. مكتب ة الثقاف ة االإ سالمي ة القاه رة ط 1426(1 ه/ 2005 م( ص ال شهر ست اين: املل ل والنح ل حتقي ق حممد سيد كالين دار املعرفة بريوت ج 2 ص Ernest Renane, Averroes et L averroisme, p اأحم د أامن: ظه ر االإ س الم دار الكتاب العربي بريوت ط 3 ج 2 ص إابراهي م مذك ور: يف الفل سف ة االإ سالمي ة منه ج وتطبيق ه سرييك و للطباعة والن رش ط 2 بال تاريخ ج 1 ص ا إالم ام ال شافع ي: االأم دار املعرف ة بريوت ط 1393(2 ه( ج 4 ص صاع د ا أالندل سي: طبق ات ا أالمم نقال عن ال شيخ م صطفى عبد الرازق متهيد لتاريخ الفل سفة االإ سالمية ص م صطف ى عب د ال رازق: متهي د لتاري خ الفل سفة االإ سالمية ص اجلاح ظ: البيان والتبين حتقيق فوزي عطوي دار صعب بريوت ط 1998(1 م( ج 1 ص امل صدر نف سه إابراهي م مذك ور: يف الفل سف ة االإ سالمي ة منه ج وتطبيقه ج 1 ص ال شيخ م صطفى عبد الرازق: متهيد لتاريخ الفل سفة االإ سالمية ص Ernest Renane: Averroes et l Averroesme, p التهان وي: ك ش اف ا صطالح ات الفن ون ط بريوت) 1966 ( ص حاج ي خليف ة : ك ش ف الظن ون ب أ سام ي الكتب والفنون ج 1 ص ال شيخ م صطفى عبد الرازق: متهيد لتاريخ الفل سفة االإ سالمية ص إابراهي م مذك ور: يف الفل سف ة االإ سالمي ة منه ج وتطبيقه ج 1 ص عبد احلميد عرفان: الفل سفة االإ سالمية درا سة ونقد موؤ س سة الر سالة ط 404(2 ه/ 1984 م( ص 20.

59 مقال الهجرة املباركة إا رشاقة أامل على وجه التاريخ حممد م صطفى نا صيف ع ضو رابطة الأدب الإ سالمي العاملية 58 توطئة يف حلظات الت أمل تتداع ى اخلواطر فكلما رحل عام هجري واأط ل عام جدي د هرعنا اإىل املخ زون من تاريخن ا نقرع الذاك رة ك أمن ا ن ستله م اإ رشاق ات املا ض ي.. مت ر بن ا دقائق و ساع ات و سنوات تت ساوى يف الوقت بع د انق ضائها أالنها تعلن ب دء االنطالق اإىل زمن آاخر جدي د وهي مت سارعة مثل دقات ال ساع ة.. نه رول خل ف االأي ام الهاربة.. نتلم س يف ضوء م صابي ح الذكرى معامل الطريق اأن ذك رى الهجرة العطرة يف هذا املو ضع ال يحتاج ل رسد ا أالحداث والوقائع اإذ من الواجب اأن يكون جميع امل سلمن على دراية تامة واإملام حميط مبغازيها وعيا وحفظا وفهم ا. وال رفعة الأمة ال حتفظ وحتافظ على تاريخها و أاي تاري خ أارف ع واأنقى واأ سمى م ن ذلك ال ذي اأ ضاء نوره االإ س الم وزرعه ر س ول الله حممد صلى الل ه عليه و سلم يف صحراء القلوب يتعهده اجليل الق راآين الفريد الذي اأثمر بهم.. ومنهم منا وترعرع وكمل. نحاول اإزاح ة الغبار عن وجه تلك االأيام الت ي غط اها ب عدنا عن ضيائها نزيح عن القل وب كل ال ستائر ال سوداء لنعيدها م رشقة ب آم ال نر سمه ا ب أمانين ا ننت شله ا م ن رسابن ا ونقتن صها من االأح الم بر سم ب سمة على شفاه الع ام اجلديد.. نفتح له القلوب وجنعل ال صدور واحة أام ان بارتداء ثوب االإميان ليكون حمطة ا ستقرار تتيح لنا القوة على مواجهة احلياة من جديد. إان الزم ن لي س ل ه قيمة أاو مدلول بحد ذاته م ا مل يكن عن رصا م ن عنا رص الفعل ا إالن س اين اإذا مل مت أال ذرات ه وثوانيه ودقائقه باجله د النابع م ن عقل االإن سان وفك ره و ساعده اأي ض ا منا سبة خال دة مميزة لي وم ا ستيقظ أالول م رة يف التاريخ اأ س دل ال ستار عل ى االأيام املظلمة التي سبقته لينري التاريخ جمددا والذي ارت أته حكمة الفاروق )ر ضي الله عنه( بنظرته الثاقبة وب صريته ا إالميانية ال شاخم ة ال صادقة ب أن يكون ذلك اليوم تاريخا لالإ سالم وامل سلمن لفهم ه العمي ق والدقيق ملا ينط وي عليه و أان يك ون ذلك اليوم اخلال د بداية لزمن اإ سالمي جديد توقيتا للزمان كله ومنهاج حياة حي ث قام النبي الكرمي بت أ سي س دول ة ا إال سالم فور قدومه.. بعد غر س االإ سالم واالإميان يف العقول والقلوب املكي ة طيلة ثالثة ع رش عام ا لتثمر وعلى أا سا س متن يف تواأمه ا املدينة املنورة..ومن امل سجد الذي اأ س س على التقوى حن كان العمل االأول الذي قام به حال و صوله. لتبقى الب رشية مدينة لهذا النبي العظيم بت شكيل نظام جديد ودولة جديدة حتمل م شعل االإميان وال ضياء ور سالة اخلري واله دى لالإن سانية.. فكانت عنوانا للن رش وبداية لعهد النجاح. وه ذا بعد اأن أافرغت قري ش كل ما يف جعبتها من التنكيل وا إاليالم واالأذى واملطاردة يف مكان ي حج ر فيه على العقيدة ويحا رص فيه الفكر وتفر ض فيه رشيعة الوثنية وتعدد ا آاللهة. مل يك ن هناك بد من اأن يرتك حممد وم ن كان معه من امل سلمن املكرم ة مك ة- رف ضا ملجتم ع اخلطيئة وجمتم ع الوثنية.. جمتمع ا إالكراه الغ ارق يف أامي ة اجلهالة الذي ي رص على ممار سة التخوي ف والظلم ورف ض الدعوة رمزت فيه قري ش إاىل القوة بالوثنية واملج د املزعوم بال صنم االأ ص م و شكلت فيه اجلاهلية كهاف ة متخل فة ت ضيق ذرعا ب الإميان و أاهل ه الأنه جمتمع يفرت ش الرتاك م الفردي والغرور ا أالجوف وهنا ال بد من االبتالء ب سبب ال ص دام مع اجلاهلي ة و أانواعه ا املتعددة.. أالن احل ق واحد ال يتعدد يف كل زمان وم كان.. و أالن الباطل مهما اختلفت أا شكاله وتعددت ص وره وتنوع ت م شاربه ال ميك ن أان يهادن احلق ولي س الواقع املعا رص عن ا ببعيد اأو غريب. ج اءت الر سال ة ا إال سالمي ة ا ستجاب ة ل رصخة احل ق و أالنن ا إالن س ان ع بر الق رون.. وه و ي شك و ظل م االإن س ان و صلفه وغروره حيث كانت مكة ت سع جميع النا س من اأهلها والوافدين اإليها.. ولكنها ضاقت يومذاك بر سول الله وامل ؤومنن الذين التفوا حوله لي صوغهم بالقر آان الكرمي صياغ ة إا سالمية يواجهون بها

60 59 الباطل اليوم وغ دا.. على كل اأر ض... وحتت كل سماء.. بعدم ا أا صب ح املجتمع كل ه يف جاهلية مطلي ة باملكي اج و أادوات التجميل كافة. كان ال بد من الهجرة لتكون ب سمة أامل على وجه التاريخ فكانت الهج رة النبوية تطه ريا للعق ول والنفو س مما خلفت ه اجلاهلية وانعطافة ك برى يف دواعي الهج رة بالدع وة ونقطة التحول الك برى يف تاري خ ونقط ة البداي ة يف اإقامة الدول ة االإ سالمية. كانت الهجرة النبوية امل رش ف ة من اأبرز االأحداث ذكرا واأعمقها معنى واأبعدها أاثرا والهجرة الروحية غري مرتبطة بزمان وال مكان.. أالنها تتجاوز الواقع التاريخي. كان ت الهجرة الكرمية عبقري ة احلدث ب إن شاء الدول ة وا إالن سان والزم ان واملكان لتتفاع ل هذه العنا رص وتتم ازج جميعها ت أثرا وت أثريا..اأخذا وعط اء لت شكل ن سيج التاريخ وا أالمة الواعية التي تخط ط مل سريته عل ى أا سا س من بعد النظر وح س ن التقدير وقوة ا إالعداد و سالمة التهي ؤو بحيث يكون لكل خطوة ح سابها. وكان ت الهج رة رمزا اإمياني ا للخروج من جمتم ع اخلطيئة إاىل جمتم ع احلقيق ة.. لتكون الرحل ة م ساح ة تت سع ل كل امل ؤومنن وامل ضطهدي ن واملظلومن.. وانت ص ارا للواقعة ا إالميانية حيث شكلت الهج رة املحمدية احتفاء معرفيا النت ش ال ا إالن سان من هذه ال ضالل ة وذل الوثنية إاىل ن ور الهداية وع ز الوحدانية وانتقاال اإىل ه ذا الدين الذي س اوى اجلميع عرقا ولون ا ولغة يف م سرية الهج رة النبوية الطاهرة مل يكن املوكب النب وي مدج جا بال سالح والعتاد واأ صناف التقني ة الب رشية كافة.. موكبا مل يحظ بع رشات احلرا س موكب ا مل ت سبقه حمالت اال ستطالع والتفتي ش و أاجهزة الر ص د واالت صال واإمن ا كان»عبد الله بن أاريق ط«يقود جمال وحي دا يقطع به هول ال صح راء املرتامية..ك أمن ا يغر س بذور االإ سالم على طول الطريق لتكون رحلة. االنت صار أالكرم من اأقلته الغراء.. واأظلته اخل رضاء. إان تعاقب االأيام وتدابر ال سنن ال يعني شيئا اإال اإذا جاءت من سجمة م ع نوامي س ال رشاع احليات ي لتحقق االأف ض ل وا أالكمل الأن اأجمل شيء يف امل ستقب ل اأننا ال نعرف عنه شيئا. و أان اأجمل شيء يف الغ د هو اأننا نعي شه بلحظته ونن سى اأن الزمان ال يتدحرج إاىل الوراء.. واأن ه ال أاحد ي ستطيع أان مي سك الظ ل.. ف سوانا يكون ح ساب ه للعام اجلدي د مبظاهر اجلدة.. وتغي ري االأرقام.. آاملن اأن ال نكون من اأم ة ا ستعارت اأعوام و أازمان االآخرين وتبات غافية يف ظلها.. اأحر ص ما تكون على حياة. م ضى ذاك العام تاركا خلف ه وعودا بال تنفيذ.. واأحالما ب ال األوان.. نقلب بعده ال صفحات ونبدل ا أالرقام لنكر عاما ونزداد هموما. ان رشم ذاك الع ام.. خملف ا وراءه اأوراق ا وورودا عط ش ى وحبات زيتون بال زيت. م ض ى الع ام املا ض ي.. دون أان يو صلنا اإىل ب ر االأمان.. أاو يعطينا شعورا باالطمئنان. م ضى ذاك العام تاركا جراحا نازفة تن ساب يف حياتنا يف صمت.. لعل العام اجلديد يداويها. وهاه و العام اجلديد قادم على ا ستحياء ق د ال ت ستحق هذه االأمة والدته فيه ا أالنها التزال تعي ش خارج س ور الزمن وعلى هام ش التاريخ ويف زمن ا آالخرين دون أان تلونه ب إرادتها وهي مذهولة مب سل سالت النوازل والكوارث التي ت صيبها وهي تنظر إاىل م أ ساة الع رص التي خيمت على عاملنا العربي واال سالمي وهي يف أا ش د ح االت االختالف وع دم االتفاق عل ى حتديد موقف واح د ثابت واأنها تقيم احتفاالت تعلن عن قدومه دون اأن حتفل به اأو تعطيه حقه. نع م ستبق ى الهج رة انت ص ارا لالإن س ان امل سحوق ب الإذالل. وكم ا تبقى حتد ي ا لال ستغالل الغا شم أالن الل ه سبحانه وتعاىل قد أار س ل ر سوله باله دى ودين احل ق وهو سبحان ه اأعلم حيث يجع ل ر سالته بقول ه تعاىل: و م ا اأ ر س ل ن اك إا ال ر ح م ة ل ل ع مل ن )االأنبي اء: 107 (. ف ال ب د و أان تك ون هجرت ه ور سالته رحمة للعاملن اأي ضا منذ بدايتها: ف ا ص د ع مب ا ت وؤ م ر )احلجر: 94 ( إاىل قوله تعاىل: ال ي و م أا ك م ل ت ل ك م د ين ك م و اأ مت م ت ع ل ي ك م ن ع م ت ي و ر ضيت ل ك م ا إال سالم د ين ا )املائدة: 3 (. فقد بلغت غايته ا وبهذا بلغ فهم ال سلف ال صالح ل روح معانيها بقوله تعاىل: )ال ذ ين اإ ن م ك ن اه م يف االأ ر ض أا ق ام وا ال ص الة و آات و ا الز ك اة و اأ م ر وا ب مل ع ر وف و ن ه و ا ع ن امل ن ك ر( )احلج: 41 (. اأما نح ن أابناء اأمتي فم اذا يجب علينا بعدما خط لنا قائد امل س رية الطريق و أاناره وتركنا على املحج ة البي ضاء ال يزيغ عنها اإال ضال حيث ال يكفي اأن ي سمع النا س منا ال كالم عن ا إال سالم فقط بل يجب م شاهدته وتلم سه يف اأفعالنا.. ي دا حانية مت سح جراحات املعذبن ودمعة الهبة يف اأعيننا الآالم امل صابن و رصخة مد وية يف وج ه الظلم والظاملن وعونا لكل ا أالخوة امل ضطهدين واملهجري ن ورحمة وا سعة تغمر ا إالن سانية وجميع اإخواننا امل سلمن. ف أي ن يقف امل سلمون اليوم من فقه الهجرة ومعطياتها ودوافعها ثم نتائجها وهل يعلمون اأن من أاهم معانيها التحلي ب أخالق صاحب الهجرة قوال وعمال.. فقد جاء حدث الهجرة اإنقاذا مل سرية الدعوة مم ن يرتب صون له ا واإخراجها اإىل حيز التطبي ق العملي كما واإن اأه م درو س الهجرة الثبات على العقي دة واملبداأ. ونقل اأمة االإ س الم من اأمة الدعوة إاىل دولة الدع وة ومن اأم ة متفرقة إاىل أامة موحدة. فهي بداية أاخوة ا إالميان احلقيقية. و إان عظمتها تكمن يف ت أ سي س الدولة ودوامه ا و ص ؤوددها يتم يف احلفاظ واملحافظة على جميع ذلك. ويج ب أان جنعل من ذك رى هجرة ر سول الب رشي ة ) صلى الله علي ه و سلم( بداية لهجرة امل سلم ين اإىل ربهم.. اإىل نبيهم و إاىل كتابهم كي تعي د اأمتنا اأجمادها وت سرتد م ا اغت صب من اأر ضها وتقيم حكم ربها.. وتنبذ وثنية الب رش.. الأنها كوثنية احلجر. وهك ذا ستظل الهجرة الكرمية رمزا ودر سا لكل الذين ميار سون زراعة اخل وف يف املجتم ع ا إالن ساين ولكل الذي ن ي صادرون احلرية ج س دا وقوال الأن يف غربة االإ س الم.. اغرتابا للروح وابتع ادا ع ن ال سم و.. ويف غرب ة ال روح نزوح ع ن منابع الذكرى ومناهل االإميان. ومن واجب هذه الأمة : اأن جتعل من هذا اليوم توقيتا للزمان كله.. وب رشى ب ضياء جديد يه دي ا إالن سانية إاىل الطريق ال ذي ارت ضاه الل ه للعاملن ور سم معامل ه ر سول الب رشي ة ومعلمها اخل ري ) صلى الله علي ه و سلم( اإعمارا واإ صالحا للزمان واملكان وا إالن سان.

61 رشق وغرب م شاعر ا أالمريكيني جتاه املجموعات الدينية بينما يجد اليهود والكاثوليك واالإجنيليون تعاطفا حار ا ي قابل امل سلمون مب شاعر مغايرة يج د اليهود والكاثوليك وامل سيحي ون ا إالجنيليون تعاطفا حار ا من اجلمهور ا أالمريكي يف حن ال يجد امل سلمون وامللحدون مث ل ذلك القبول. هذا م ا اأ سفر عنه ا ستط الع للر أاي نظمه مركز )بي و( ا أالمريكي لالأبحاث يف الفرتة م ن 30 مايو اإىل 30 يوني و وق ام اال ستط الع عل ى قيا س م شاعر اجلمهور بحيث ج اء التقومي بالدرجات من صفر اإىل ويعك س صفر أاكرث تقييم سلبي ممكن يف حن يعر 100 على اأف ضل ت صنيف اإيجابي. وجاءت النتيجة ب أن تلقت املجموعات الثالث )اليهود والكاثوليك واالإجنيلي ون( على متو سط تقييم اأعل ى م ن )63 60 لليهود 62 للكاثولي ك و 61 للم سيحين االإجنيلين(. وتلقى البوذيون والهندو س واملورمون درجات حمايدة يف املتو سط ت رتاوح بن 48 اإىل 53 للمورم ون وللبوذين. ولكن امللحدين وامل سلمن نال وا م شاعر اأكرث برودة إاذ تلقي امللحدون على متو سط تقييم 41 وامل سلمن على متو سط تقييم.40 و أاظه ر حتليل النتائ ج أان اليهود وج دوا تقييم ا اإيجابي ا من البي ض )66( يف حن وجد امل سلمون نظرة اأكرث اإيجابية من ال سود واإن كان ت صنيفا حمايدا )49 يف املتو سط( وهي نظرة أاف ضل باملقارنة مع نظرة البي ض التي جاءت اأكرث سلبا )38(. اجلمهوري ون والذي ن يوؤي دون احل زب اجلمه وري مييل معدله م اإىل االإجنيلي ين اإيجابي ا ج دا )71 يف املتو سط(. كما أانه م عر وا عن امل شاعر الدافئة جتاه اليهود )67 يف املتو سط( والكاثولي ك )66(. وهذا يعك س اأن العدي د من اجلمهورين هم أانف سهم م ن االإجنيلين. ويف املقاب ل سج ل الدميقراطيون وموؤيدوه م ميال اأكر لليهود )متو س ط تقييم 62( والكاثوليك.)61( يف آاي سلندة أاقلية صغرية من امل سلمني 60 اأي سلندا- صحيفة الب رشى اللكرتونية: ت ضم اآي سلندا أاقلية صغرية من امل سلمن قد تكون االأ صغر على م ستوى الع امل با ستثناء ال دول واجلزر ال صغرية. هذا البلد شهد دخول العديد من مواطنيه االإ سالم اإذ يبلغ عدد امل سلمن يف هذا البلد 692 ن سمة منهم 419 هم اأع ضاء يف»جمعي ة امل سلم ين يف اأي سلندا«و 275 ه م اأع ضاء يف»مركز م سلم يف اأي سلن دا«منذ سنة 2012 أاي ما يعادل تقريبا 0.2 من سكان اآي سلندا. بعد ت أ سي س فرع يف اآي سلن دا لوقف الر سالة اال سكندنايف ب داآ م رشوع بن اء أاول م سج د يف العا صم ة ريكيافيك. وعق ب ا ستالم املكان العام 2012 مت ت املبا رشة بالعمل وفر ش ال سج اد و صناعة املنر اأما حاليا فتقام ال صلوات يف ه ذا الوقف رغم عدم االنته اء بالكامل من ت شييده ومت ت أج ري الطابق ا أالر ضي ملدر س ة اآي سلندية والطابق العلوي ي تخذ م سجدا والدور الثالث م صلي للن ساء ومكاتب ومطعم ويوجد مواقف لل سيارات تابعة للمبنى. وم ن املعلوم أان مناطق أاق صى ال شم ال ا أالوروبي تتميز مبناخ بارد جدا وه و ما كان يدفع بقاطني هذه املناطق اإىل الهج رة الداخلیة باجتاه اجلنوب دوما اأو باجتاه البالد ا أالوروبیة االأخرى التي ال تعرف ا ضطرابا يف مناخها ويف ف ص ل اخلريف وال شت اء تختفي ال شم س متاما على م دى ت سعة أا شه ر تقريب ا يف مناطق ككریون ا ال سويدية الواقعة يف أاق صى ال شم ال ال سويدي واأكوريري وهافنار الواقعتن يف جزي رة اآي سلندا التي يعاين سكانها من غیاب كامل لل شم س يف ف صل ال شتاء.

62 اال ستخدام غري املن ضبط ل شبكات التوا صل االجتماعي االأحيان ومراعاة اخل صو صية واحرتامها واتخاذ كافة التدابري الوقائية حلماية أاف راد املجتمع من البيانات واملعلومات ال ضارة وامللوثة. كما اأكد التقرير على رضورة احلفاظ على هوية االأمة االإ سالمي ة والثقافية و شخ صيتها الذاتية وع دم االن سياق وراء اأخطار االنفتاح غري املن ضبط, الذي ميكن أان يحدث من جراء عملية التوا صل االلكرتوين, وااللتزام بالقيم الثقافية االإ سالمية اجلادة والت ي تت سم باحرتام القواعد الديني ة وا ال سليمة املتمثلة بالنزاهة واحلوار وال شفافية. أالخالقية والقيم وجتدر االإ ش ارة إاىل وجود مظاهر سلوكي ة سلبية لدى بع ض الفئ ات الت ي تتفاعل م ع مواق ع التوا ص ل االجتماعي ومن أابرزها: االإدم ان اأو ما ي سمى اال ستخدام القه ري لالنرتنت واجللو س ساع ات طويلة مما ي سبب ان سحاب امل ستخدم من املجتمع ومن عالقات ه الطبيعية مع ا أال رسة واملجتمع وق ضاء ساعات طويلة يف الليل م ع التوا صل االلكرتوين مما ي ؤوث ر سلبا على ساعات العم ل أاو الدرا سة. وينتاب البع ض نوع من ضعف االإح سا س بقيم ة الذات فيه رب إاىل االنرتن ت لين شئ مفهوم ا افرتا ضيا يعو ض به نواق ص الواقع بدال م ن مواجهة امل شكالت الواقعية وال سعي حللها. القاهرة ( اإينا ) ح ذرت دار ا إالفت اء امل رصي ة م ن اال ستخدام غ ري املن ضبط ل شب كات التوا صل االجتماع ي ون رش ص ور ومقاطع خمالفة لالأعراف االجتماعية والقواعد الدينية. و أاك دت دار االإفتاء يف تقرير اأعده مر صد دار ا إالفتاء امل رصية للفت اوى التكفريية وال ش اذة من خالل درا س ة عميقة ل شبكات التوا صل االجتماعي اإىل رضورة و ضع ميثاق رشف ملجموعة م ن ال ضواب ط الدينية التي يج ب اأن يراعيه ا رواد التوا صل االإلك رتوين فيم ا بينه م. وقال ت اإن تلك ال ضواب ط تتمثل يف احلفاظ عل ى ال رضوريات اأو الكليات اخلم س التي أامرنا الله سبحانه وتع اىل باحلفاظ عليها وهي الدي ن والنف س والعر ض واملال والعقل. واأ شار التقرير اإىل اأن هن اك جمموعة من ال ضوابط االأخالقية واالجتماعية والثقافية التي يجب اأن يراعيها من ي ستخدم مواقع التوا ص ل االجتماعي ة اأثناء عملي ة التوا صل ا إاللك رتوين فيما بن امل ستخدم ين وت أتي يف مقدمتها حتري ال ص دق واملوثوقية واالأمانة يف طلب البيانات واملعلوم ات وتداولها والت أكيد على حماي ة حقوق امللكي ة الفكري ة وقوانن الف ض اء ا إاللكرتوين و رشورة كفاية اأمن البيانات واملعلوم ات و رسيتها يف بع ض م سلمو اأ سرتاليا يرف ضون االإرهاب ويدعون اإىل عدم التحيز ضدهم 61 سيدين )اإينا( اأ شاد رئي س ال وزراء اال سرتايل طوين ابوت مب ساهمات اجلالية امل سلم ة يف ب الده يف تعزيز االأم ن وال سالم يف الب الد موؤكدا العم ل كفريق واحد م ع قادة املجتم ع امل سلم من اأج ل مواجهة التطرف واالإرهاب. وجاءت ت رصيحات ابوت خالل لقائه قادة املجتم ع امل سلم يف الب الد ح رضه مفتي اأ سرتالي ا الدكتور إابراهيم اأب و حممد واأع ضاء جمل س ا أالئمة والدع اة وروؤ ساء اجلمعيات واملراك ز ا إال سالمية ملناق شة ا إالج راءات والقوانن اجلديدة التي و ضعتها احلكومة اال سرتالية حتت بند مكافحة ا إالرهاب. وطل ب ابوت من املجتمع ين دعم القوان ين والتعديالت اجلديدة موؤكدا أانها ال ت ستهدف اجلالية امل سلمة. م ن ناحيته اأك د مفتي ا سرتالي ا الدكتور اإبراهيم أاب و حممد على مواطنية والتزام امل سلمن اال سرتالين بالقوانن املرعية ب أ سرتاليا باعتبارها موطنا لهم و أالبنائهم. وب ن اأن امل سلم ين يحملون ر سالة ال س الم والت سامح يف املجتمع ا أال سرتايل ويرف ضون كل أا شكال التطرف واالإرهاب وا إالخالل ب الأمن الذي يتنافى مع التزامهم الديني وا أالخالقي. ودع ا املفت ي اإىل العم ل م ن اأج ل معاجل ة ظواه ر التهمي ش واحلمالت املتحيزة وفقدان فر ص العدالة ونق ص فر ص العمل التي يعاين منها ال شباب االأ سرتايل امل سلم. بدوره طالب رئي س جمعية ال صداقة ا إال سالمية اال سرتالية قي رص طراد و سائل االإعالم بعدم اإطالق ت سميات وم صطلحات إا سالمية عل ى املتهمن بالتطرف وا إالرهاب. ودعا ال سلطات ا أال سرتالية اإىل ع دم التعامل بازدواجي ة مع ظواهر االإره اب والتطرف معرب ا عن قل ق اجلالية امل سلم ة من بع ض البن ود يف التعديالت اجلديدة ومنها ما يتعلق ب سفر ا أال شخا ص إاىل سوريا والعراق. واأك د رئي س الوزراء يف نهاية االجتم اع على حر ص احلكومة اال سرتالي ة عل ى اال ستماع اإىل الق ادة امل سلم ين واالأخذ بوجهة نظرهم مبا يتعلق بالتعديالت املقرتحة.

63 مقال تداعيات الفو ضى الإعالمية على اخلطاب الديني الزبري مهداد املغرب 62 خطابات دينية تعرب عن ر أاي شخ صي عبارة اخلطاب الدين ي يف هذا املقال نق صد بها كالم الوعظ وا إالر ش اد املنت رش عل ى امل ست وى ال شعب ي ال صادر عن بع ض رجال الوعظ والدع وة الذين ال ي ضبطهم ضابط وال يحتكم ون ملعرف ة اأو ي ستفي دون من عل م ي ستثمرون م ا أاتيح لهم من قن وات ات صالية سمعي ة وب رصية و شبكات انرتنيت يروجون من خاللها خطبهم ور سائلهم واأفكارهم وكتاباتهم. فهذا اخلطاب حم سوب على الدين وكان حريا ن سبته اإىل اأ صحابه أالنه يعر عن آارائهم واأفكارهم أاكرث مما يعر عن حقيقة الدين االإ سالمي ومقا صده وغاياته. والظاهرة لي ست جديدة وال وليدة هذا الع رص فقد سجل ابن احلاج العبدري يف كتابه املدخ ل اأن اخلطاب الديني العلمي يف ع رشه كان يناف سه يف االنت ش ار اأي ضا خطاب شعبوي ميثله الوعاظ والق صا صون الذين كان اهتمامهم من صبا على احلكاي ات واخلراف ات و رسدها على ع وام النا س الذين ي سمعونها كثريا وال يفقهون حكما وال ي ستفيدون علما. فامل ساج د وهي موؤ س سات العلم كان ت حتت ضن العلماء من خمتلف حق ول املعرف ة تعقد حوله م احللق ات فيجل سون للدر س اأو الفت وى أاو ا إالم الء أاو املناظ رة ومن حولهم طالبهم يتابعون النقا ش أاو يتلقون عنهم العلم. واإىل جوار العلم اء كان الق صا ص ون يعقدون حلقاته م أاي ضا يتولون فيه ا تذكري النا س ب أحوال ا آالخرة و س ري ا أالنبياء وا أالولياء وال صاحلن يف اأ سل وب ق ص صي مثري. وكان بع ض العلماء يب دون اعرتا ضا عليه م أالنهم كما قال احلاف ظ العراقي يف حتذي ر اخلوا ص )يحد ثون كثريا م ن العوام مب ا ال تبلغه عقولهم فيقعوا يف االعتقادات ال سيئة هذا لو كان صحيحا فكي ف اإذا كان باطال!( أاو كما ذكر ابن اجلوزي يف تلبي س اإبلي س )و إامن ا ذ م الق صا ص الأن الغالب منهم االت ساع بذكر الق ص ص دون ذكر العلم املفي د ثم غالبهم يخلط فيما يورد ورمب ا اعتمد على م ا اأكرثه حمال(. وق ال عنهم ابن قتيبة الدينوري يف ت أويل خمتلف احلديث: )مييلون وجه العوام وي ست درون ما عندهم باملناك ري والغريب واالأكاذيب من احلدي ث وم ن ش أن الع وام القع ود عند القا ص ما كان حديث ه عجيبا خارجا عن فطر العقول اأو كان رقيقا يحزن القلب(. اإال أان ذل ك مل يكن ي ؤوثر كثريا على نفوذ وانت شار اخلطاب الديني العلمي الذي كان ممثال يف الكتب وامل صنفات اجلادة حيث كان ت ال ساحة الثقافي ة االإ سالمية تتمي ز دوما ب إنتاج علمي ر صن و ضعه العلماء واملفكرون منه ما هو شعبي ب سي ط موجه للعامة من النا س ومنه ما هو اأكادميي خا ص بالنخب العلمي ة ذات التكوين العايل. فالعلماء كانوا يكتبون لكل فئة من النا س ما يليق بها وكانوا يو صون دوما بالعناية بالثقافة املكتوبة املتمثلة يف الكتب رشاء اأو ا ستعارة اأو ن سخا. وظل الكتاب الورقي مهيمنا على ال ساحة الثقافية االإ سالمية مت داوال على نطاق وا سع خمطوطا يتناقله النا س بالرواية والن س خ. امت د ذلك ع بر ق رون حتى ظه رت املطابع وانت رش الكتاب املطبوع الذي ساهم ب ش كل قوي يف انت شار الثقافة املكتوبة.

64 63 تراجع املكتوب يف مواجهة املرئي وامل سموع ث م ظه رت قن وات و أاوعي ة جدي دة لنقل ون رش وحمل املعلوم ات ع بر ا أالثري من خ الل ا إالذاعة ث م التلفزيون ف شبكات االنرتنيت التي احتلت فيها االإثارة أاهمية بارزة وكان ت لل ص ورة سلطاته ا املهيمنة وامل ؤوث رة يف هذا احلقل التوا صل ي الهام فان شغل اجلمي ع باكت ساح البث االإعالمي جلميع فئات املواطنن والطبقات االجتماعية بكل البلدان. وكان م ن نتائ ج ذل ك اأن اكت سح جم ال االإع الم الديني اأ شخا ص ال ميت ون ب صلة إاىل العل م وموؤ س سات ه الر صينة اجل ادة كما شكل ت ا أال رشطة ال سمعي ة إاىل جانب بع ض الن رشات الورقية وحلقات الوعظ أانظم ة دينية متكاملة ي صب ح م ن ي ستوعبها يو صف ب أنه من أاه ل العلم يف عرف بع ض ال شب اب. و أا ضحينا جن د كتابا وخائ ض ين ومنتجي أا رشطة يحدث ون ويعظون بلهج ات العام ة اأو الف صحى وكث ري منهم ي ذ ك ر اأحاديث ضعيفة اأو مو ضوع ة ي ض ل بها النا س ت سم ع رشيطا واح دا وت ستنتج من ه اأن كل اأفعالنا زندق ة وكفر حم ض واإ رشاك بالله واأن جميع من مي شي عل ى قدمن هم من أاه ل جهنم حتى أا صب ح كثري من هذه االأقوال والفت اوى والت رصيحات واالأحكام مما ي ت ن د ر به يف املجال س. قال ا أال ستاذ عبد الل ه الدوي ش يف مقال بجريدة عكاظ )22 حمرم 1429( : ه ؤوالء الوعاظ دخالء على اخلطاب الديني حت ى واإن كانوا م ن ال صاحلن دافعهم الغ رية واحلما س لك ن ب ضاعتهم العلمية ال رشعية مزج اة ضحلة أالنهم غري متخ ص ص ين وال ضالعن يف العلم ال رشع ي وال عارفن مبقا ص ده واأولويات ه وال ب رشوط وفن ون التوا ص ل واخلط اب يف هذا احلق ل. وهوؤالء ق د ي ف س دون أاكرث مما ي صلحون أالنه م شغلوا املواطنن وحجب وا عنهم م صادر املعرف ة الر صين ة واملفي دة فانتهك وا حقوقه م يف املعرفة احلقيقية ال شاملة مبو ضوعات تتعلق بحياتهم أاو م ستقبلهم. اإن ه ذا التط ور اجلديد يف عمل وغاي ات املنابر االإعالمية ص ادم لثقافتنا وقيمنا وه ذه ال صدمة تعمق ت بفعل تو سع شبك ة )االنرتنيت( ما ح دا بها اإىل أان ت صب ح و سيلة تهدد االأمن وال سلم االجتماعي والتما سك القطري. وقوة ال صدمة تك شف عنها ردود الفعل التي تثريها برامج وو سائل االإعالم املتنوع ة عل ى م ست وى ت داول املعلومات ونقله ا وعلى م ستوى ن وع القيم التي تت ضمنها ه ذه املعلومات وتدعمها خا صة اإذا علمنا اأن االأمية متف شية يف جمتمعنا وحتول دون قدرة النا س على فك صحي ح لرموز الر سائ ل االإعالمية الت ي يتلقونها بكثافة كل يوم جتعله م ي صدقون كل شيء. فانحراف و سائل ا إالعالم ع ن غاياتها النبيلة مل ي ساعد على التحرر بل اأدى اإىل تهديد االأمن والتما سك االجتماعي. أاف ضال التكنولوجيا احلديثة واإذا كان الراديو قد ا ستغرق أاكرث من ثالثة عقود للو صول اإىل 50 ملي ون م ستخدم ف إن شبك ة االنرتنيت مل ت ستغرق م ن الوقت لت صل اإىل ذل ك العدد س وى سنوات. 5 ولعل اأح د أا سباب تو سعها ال رسيع هو اعتمادها التقنيات التفاعلية وقدرته ا على أان تك ون و سيلة لب ث آاراء املتلق ين اأنف سهم وحتويلهم إاىل منتجن للر سالة االإعالمية.. وبالتايل ت شكيلها ملجتمعات إاعالمية م ستقلة ال تخ ضع ل سلطة وال حتتاج ماال. تعدد جريدة اجلزي رة ال سعودية ال صادرة يوم شوال ف ضائ ل ثورة االت صاالت يف فت ح قنوات جديدة متنوع ة الإي صال اخلطاب الديني فبعد اال ستخدام الكثيف ل إالذاع ة ث م التلفزي ون وبعدهم ا ا أال رشط ة ال سمعي ة واأ رشط ة الفيدي و يف ت سجي ل ون رش اخلط اب الديني ب شكل وا سع موؤثر ا ستخدم ت ال شبكة العاملية )االنرتنت( إالي ص ال ر سالة االإ سالم و رشيعت ه واأحكامه من خالل مواق ع جمع ت ب ين التقني ة العالي ة وال ش كل اجلذاب وحفل ت بكل م ا يعن على فه م االإ سالم كم ا مت اإدراج اآالف الكت ب واملجالت واملخطوط ات الثمين ة واإتاحتها للمت صفح ين ق راءة وطباعة ون سخا كم ا ترجمت اآالف الكت ب والوثائق اإىل اللغ ات االأجنبية لتمك ين الناطقن بغ ري العربية من معرفة االإ سالم وفهمه ف ضال عما تتيحه أاجهزة احلا سوب ومتعلقاتها من فر صة هامة حلمل وحفظ وت سجيل املعلومات ومعاجلتها يف االأقرا ص املرنة وال صلبة والذاكرة الوم ضية وغريها. إان االنرتن ت واالندماج بن و سائ ل االت صال وا إالعالم مكن ت الفرد الع ادي من اأن يتح ول اإىل إاعالم ي باملعنى ال شام ل لالإع الم حيث ميكنه ن رش ا أالخب ار والتقارير امل ص ورة الأحداث عاي شه ا أاو اقرتب منه ا اأو تابعها عن بع د كم ا ي ستطي ع أان ين رش راأي ه اأو آاراء االآخرين عر مواقع االنرتنت واملدون ات و صفحات الفاي سبوك وتويرت با ستخدام هاتفه اجلوال وغريه م ن اأ شكال االت صال املتاحة بتكلف ة زهيدة ومه ارات ب سيطة وبدون رقاب ة تقريبا. بل و ص ار يف اإمكان ه اأن ين شئ قناة تلفزيوني ة يبث من خاللها خطب ه ومواعظه واأغاني ه دون اأن يكلفه ذلك درهما وال دينارا وال أاجهزة ب ث. فلم يعد ممكنا ال سيطرة على و سائل االإع الم مع تع دد املنافذ ا واملعلومات. إالعالمية التي ت أت ي منها االأخبار هذه التجربة ت سهم يف إانت اج االأفكار ون رشها وتوؤدي اإىل تو سي ع م ساحة املعلوم ة لكن امل شكل ة اأن تزايد م ستخدمي

65 مقال 64 شب كات التوا ص ل االجتماع ي اأدى اإىل انت ش ار ال شائعات واملعلومات الناق صة واخلاطئ ة واالأفكار املنحرفة وال صور واملقاط ع امللفقة الكاذبة والتعليق ات امل سيئة التي ال تعرتف بحق وال قانون وال أاخالق. أازمة اخلطاب الديني إان مظاهر االنحرافات الفكرية ال سائدة والفتاوى النا زشة وال سلوكات غ ري ال سوية التي يبديها كث ري من املثقفن جتاه بع ضهم وردود اأفع ال العامة نحو بع ض الثقافات و أانواع العلوم واملعارف وغري ذلك مما يالحظ يف ساحتنا الثقافية م ن مظاه ر الفرق ة والتنافر ت دل على تخب ط اخلطاب الدين ي يف متاه ات متفرقة مظلم ة ومتعار ضة ما جعله عاج زا ع ن اأداء وظيفت ه التنويرية يف املجتم ع وحماية التما س ك االجتماعي وتر سي خ اال ستق رار وا أالمن. و ساد االعتق اد اليوم اأن الفك ر الديني يعي ش داخ ل حلقة مفرغة بخطاب تائه ال يحقق املق صود وتوا صل ناق ص مع خمتلف ال رشائ ح وانعزال ع ن الق ضاي ا االجتماعي ة وال سيا سية الوطني ة الكرى عجز هذا الفكر عن اأن يتحول اإىل حركة ثقافي ة له ا امت دادات جمتمعية. ه ذا ا أالم ر يتعار ض مع الدع وة الو سطية التي كان يرفع لواءه ا علم ؤونا االأعالم وخط اب التب شري والتي س ري واالإر شاد الدين ي ال سليم الذي يراع ي اأحوال النا س يف املع اد واملعا ش وم صاحلهم يف الدي ن والدنيا. فالفو ضى ا إالعالمية املعا رشة ض ي ق ت على العلماء وحا رصته م و أا د ت بالتايل إاىل تراجعهم يف ساحة الدع وة الو سطية ليح ل حملهم رجال الدع وة الفو ضوية واأبطالها م شه ورون باجلهل والتنطع والت شدد والتطرف خطاب يت صف بالتوتر والت شن ج واال ضمحالل ال يواكب التط ورات وال يواج ه الثقاف ات املدمرة التي ته دد ا أالمن االجتماعي والوحدة الوطني ة واال ستقرار ال سيا سي. ولهذا الو ضع عدة اأ سباب منها: ت أثر اخلطاب الدين ي باحلزبية واملذهبية ال سيا سية نتيجة انخ راط الوع اظ يف الن ش اط ال سيا س ي احلزب ي وت أثري ذلك عل ى قناعاتهم واأفكارهم فت أثره م مببادئ تنظيماتهم وخ ضوعهم لها اأوقعهم يف اخللط بن املو ضوعي والذاتي فقد لوحظ اأن كثريا من الوعاظ يف خ ضم ا أالحداث ال سيا سية كاالنتخابات ي ستغلون وظائفهم الدينية وميررون خطاب تنظيماته م ال سيا سية وخطاباته م ال شخ صية ويحيدون عن دورهم احلقيقي فبدل وظيفة ا إالر شاد والتوعية القائمة على اخلطاب العق الين واحلياد االإيجاب ي وامل شاركة امل ستنرية وب دل االنخ راط املندمج من أاج ل بناء جمتم ع مت ضامن ومتكام ل ومتجان س يتقا سم امل ص ؤوولي ة ويتناوب على تدبري ال ش أن العام ب دل هذا يتبنون اخلط اب املدافع عن حزب ا ا معن اأو طائفة ما أاو خط اب التعبئة ال سيا سية والتحري ض ال سيا سي إار ضاء للدهماء. اجلم ود الفك ري والتحج ر الثق ايف لعدد م ن امل شتغلن بالوع ظ والدعوة فم ن ا آالف ات ال سيئة التي تنخ ر الفكر الدين ي من الداخ ل اكتفاء بع ض الوعاظ مم ن تتطابق أافكاره م مع م ا هو سائ د من وع ي زائف بواق ع احلال ملجتمعاته م مب ا ح صل وا علي ه م ن تعليم حم دود وعدم حر صهم عل ى متابعة امل ستج دات العلمية ال سيم ا املتعلقة بطبيع ة عملهم وب سائر العلوم ا إالن ساني ة ما جمد إامكاناتهم العلمي ة والفكرية واملهنية عن د احلد الذي ب د أاوا فيه وهو ب سي ط جدا. ما جعلهم يعتمدون االنفعال والعاطفية وال سعي ملالم سة م شاعر وعواطف النا س واإثارتها. تخلف احلياة الثقافية وغياب املجالت واملنابر االإعالمية الورقي ة املن ضبط ة لقوان ين الن رش التي تعت بر ساحات للنقا ش وتب ادل الر أاي واحل وار احلر ب روح امل ص ؤوولية. وانت ش ار التقلي د وف شو التع ص ب للمذهب وقم ع احلريات االأ سا سي ة يف التعبري والتفكري وتلق ي املعلومات. فكثري من املح سوبن على العلم ال يرون احلقيقة خارج مذهبهم الديني وال سيا سي ومينع ون ا ستعمال العقل والفكر يف الدرا سات الديني ة وال رشعي ة وكل م ن عر ع ن راأي خمالف ف إن م صريه التعر ض لالتهام بالف س وق والكفر والزندقة وما يرتت ب عن ذلك من تكفري وتفريق ب ين الزوجن والدعوة اإىل اال ستتابة. كله ا عوامل ساهمت ب شكل قوي يف الرتدي احلايل للمكانة االجتماعي ة للفك ر الدين ي وج راأ العام ة والدهماء على التطاول عليه واخلو ض فيه بدون علم وال هدى. و إاذا كان ممكنا إاىل حد ما االإ رشاف على امل ساجد ومراقبة من ينت صب يف حلقاتها للق ص اأو اإلقاء املواعظ أاو غري ذلك خالل الق رون املا ضية م ن خالل املحت سب ال ذي ينت صب له ذه امله ام أاو مراقبة الن رش الورقي واإنت اج املطابع يف ع رصنا ف إنه يف وقتنا هذا ي صعب اإحكام املراقبة على عملية الوع ظ واخلطابة التي أا ضحت تبث عر القنوات االإذاعية والتلفزيوني ة واالأ رشطة و شب كات االنرتنيت فهذه املنابر إالعالمي ة كثري منه ا ال يخ ضع لقان ون وال يراعي للعمل إالعالمي اآدابه. الفو ضى الإعالمية وق د عدد ا إالعالم ي عبد القادر طا ش رحم ه الله يف مقال ل ه مبجلة الدع وة )1420( بع ضا من ح سن ات التكنولوجيا االت صالي ة احلديثة منها أانها اأتاح ت ا ستعمال عدة و سائط يف خدم ة الدين ومكنت امل شاهدين م ن اال ستمتاع برامج وحوارات وم شاهد مبا رشة ومعلومات ب شكل جذاب سل س

66 65 سه ل و رسي ع لبى كثريا م ن احتياجاته م املعرفية. فمما يح س ب لهذه القنوات يف ر صيده ا االإيجابي اهتمامها بربط امل سلمن يف اأنحاء العامل ب شعائرهم ورموزهم املقد سة وذلك ع ن طريق النقل احلي املبا رش ل شعائ ر ال صلوات وتكثيف العناية باملنا سبات الدينية كرم ضان واحلج والعيدين ولهذا اأث ر فعال يف توحي د م شاعر النا س وتوثي ق صلتهم ب شعائر دينه م ورم وزه املقد سة. كم ا ا ستفاد امل شتغل ون يف احلقل الديني من الو سائل التكنولوجية وا ستثمروها ومكنتهم من حتقيق انت شار وا سع وجاذبية اأكرث ورفع ن سبة متابعيهم. اإن الرام ج الديني ة يف القن وات الف ضائي ة العربي ة ه ي النافذة الوا سع ة التي يطل منها علماء الدي ن والدعاة واأهل االخت صا ص ال رشعي على جماه ري عري ضة من امل شاهدين يف اأرجاء الكرة ا أالر ضية. اإال أانه مع ازدياد أاهمية القنوات الف ضائية و شب كات االنرتنيت ازدادت بالتايل خماطرها فمقابل املحا سن التي اأح صينا بع ضها فقد طغت على ال سطح م س اوئ متعددة له ذه الطفرة ا إالعالمي ة يف ظل املتغريات العاملية التي حدثت يف االآونة االأخرية بحيث اأ صبحت جماال لل رصاعات الدينية واملذهبية واحلروب الباردة ومن ذلك تعمد بع ض و سائل االإع الم الغربية ومواقع االنرتنيت بث م واد اإعالمي ة م ضللة ع ن امل سلم ين والتحري ض ضدهم وو صفه م بالتع صب وا إالرهاب اإىل جان ب ا ستغاللها من طرف بع ض امل سلمن يف إاثارة النعرات الطائفية املذهبية. إان ا إالعالم له دور يف الت أثري االيجابي على اجتاهات النا س وا ستجاباته م ال سلوكية وتغيريها وتروي ج القيم واملفاهيم اجلديدة التي يطرحها ويركز على الدور االإيجابي للمواطن املتعل م العامل املنت ج وامل ش ارك والفعال ويق دم صورة حقيقية واقعية عن االأو ضاع االجتماعية واالقت صادية للبالد دون تهوي ل أاو تلميع حتى تتيح للمواطن ين فر ص املقارنة والتفكري والت أمل وامل شاركة الفعالة الواعية واملنتجة. ف الإع الم يق ود عملي ة تثقيفي ة ذات أابع اد اجتماعي ة واإيديولوجية فهو يقوم برت سيخ عنا رص االنتماء االجتماعي حن يحدد ما هو م ستحب وما هو ومنبوذ من اأمناط ال سلوك والت رصف ات ويدخل قيم ا ويوؤ س س معاي ري جديدة كما اأن ه قادر عل ى التحكم يف ال راأي العام و صياغت ه والت أثري فيه. وي شكل حميطا ثقافيا يطب ع النا س بطابعه ويتحكم يف سلوكهم واجتاهاتهم. وعل ى الرغم م ن ا أالهمي ة الق صوى له ذه القن وات إاال اأن بع ض النا شط ين يف احلق ل الديني مل يدرك وا خطورة مواقعه م اجلدي دة و أاهمي ة منابره م يف تر سي خ ال سل م واال ستق رار ودوره ا يف ت شكيل ال ر أاي الع ام والت أثري عليه فان شغلوا بالق ضايا اجلزئية بدل الق ضايا الكرى التي حتت اج النقا ش الإخراج ا أالمة من تخلفه ا وعالج اأزماتها التي تهدد ا ستقراره ا ال سيا سي واأمنها ووحدتها ورخاءها. فبع ض القنوات تراجع ت عن االلت زام باملنه ج الديني واأحدث ت جدال وا سعا حول ما طرحته من معاجلة لالأحداث ال ساخنة يف الفرتة ا أالخ رية ف أن صار بع ض التيارات جل أوا إاىل الفت اوى التكفريية والتحري ض عل ى القتل والع صيان املدين. ومل تك ن هذه الفت اوى ه ي الوحيدة م ن نوعها حيث ذك رت ا إالعالمي ة م روة ال صيف ي يف درا س ة له ا عن القن وات الف ضائي ة ا إال سالمي ة )2012( اأن بع ض الدعاة اأطل ق يف بع ض املنابر ا إال سالمية دع اوى رصيحة با سم اجله اد ض د أا صح اب االآراء ال سيا سي ة الت ي تخالفهم م ؤوكدين اأن الدميوقراطي ة كفر و أانهم يف معركة نتيجتها الن رش اأو ال شهادة. فهذه املواقف غ ري امل صوؤولة أادت اإىل تق سي م امل سلم ين اإىل ج زر منعزلة مت صارع ة يف بع ض االأحي ان وممزقة عل ى الرغم من الزع م ب أنهم ميثلون الدي ن ويعملون على اإع الء م صلحة االأم ة على م صلحة الفرد وم ن الغريب أان ت رصفاتهم ت وؤدي إاىل العك س فال ش يء الذي جن ح فيه هوؤالء ه و االإ س اءة إاىل االإ سالم وتخويف امل سلمن وتنفري غريهم وهذا ما ي ؤوكد رضورة الف ص ل بن الفتوى الدينية والراأي ال سيا سي للداعية الأن الكثري من االأخط اء التي وقعت فيها الف ضائيات ا إال سالمية يف الف رتة االأخرية سببه اخللط بن تق دمي صحيح االإ سالم م ن القر آان الكرمي وال سنة النبوي ة وبن الراأي ال سيا سي الذي جتوز خمالفته الأنه اجتهاد ب رشي. فجنوح الكثري من الدعاة عن اأداء دورهم ور سالتهم احلقيقية جعل املواطن الب سي ط الذي يتابع الرامج الدينية املختلفة ي صاب بالتخبط والت شت ت مم ا يراه م ن ت ضارب يف الكثري م ن ا آالراء املطروحة حول عدد من الق ضايا وا أالحداث. اإن أاجه زة االإعالم أا صبح له ا دور بارز يف صياغة املعتقد االجتماعي واإ شاعة القيم اجلديدة يف حن اأ صبح ينظر اإليها البع ض كمجرد مق اوالت جتارية همه ا االأ سا سي تكدي س ا أالرباح و ضمان أاو سع انت ش ار جتاري بغ ض النظر عن الو سائل املعتمدة واالأ ساليب املتبعة أالجل حتقيق ذلك فطغيان اله دف اال ستثم اري جعلها تتهاف ت على ا ستن س اخ اأفكار وبرام ج ذات مكا س ب مالية جمزية ع ن طريق ا أالغاين وا أالنا شيد امل ص ورة اأو اإدخال القر آان الك رمي يف م سابقات الر سائ ل الق صرية»»s.m.s والرام ج التي تعتمد على ات ص ال امل شاهدين كرامج الفتاوى وتف سري االأحالم. معظم الف ضائي ات اتخذت شكال متحجرا ميل من ه امل شاهدون. اأو س ع ت خلف شخ صيات ذات شعبية جماهريية ليخرج على شا شتها ب غ ض النظر عن توافق هذه ال شخ صية مع الر سالة الت ي حتملها القن اة وحتول بع ض الوع اظ اإىل جتار كلمة

67 مقال 66 ي راك م ون بها ث روات مالي ة أاو منافع سيا سي ة بعيدا عن االأهداف العقائدية فتمل ق الوعاظ شخ صيات اأو اأحزابا أاو ن ظما ملجرد حت صيل دعم مادي أاو معنوي. ت صحيح امل سار بني الواعظ وامل ستمع إان و سائل االإعالم املختلفة مبثابة جامعات مفتوحة مبا تقدمه م ن برامج تعليمية علي ا تخدم هذا الغر ض وتنمي وعي النا س وتكون لديهم اجتاهات اإيجابية نحو التعليم وا أالن شطة االقت صادي ة امل ستم رة واملخطط ات االجتماعي ة الفعال ة وي ضم ن لهم ح دا أادنى م ن الت ش ارك يف إادارة جمتمعهم املحل ي و أان شطته وم ؤو س ساته. فينبغ ي اأن يكون لها دور يف إانتاج الثقافة اجلديدة والقي م االإيجابية وامت صا ص أازمات املجتمع والبح ث عن حلول له ا با ستح ضار ا إال شكاالت االجتماعي ة الكرى التي ت ؤوطر املجتم ع كله وهذا يقت ضي بالتايل تقدير دور املوؤ س س ات االجتماعية ا أالخرى و سماع صوتها وااللتفات لراأيها ون شاطها ووظائفها اجلديدة. بخ صو ص الواعظ اإن الوع اظ ومقدم ي الرام ج الديني ة مبثاب ة االأ سات ذة املرب ين فينبغ ي اأن يعمل وا عل ى الت ص دي للم ش كالت املجتمعية الكرى وذلك يتطل ب الت سلح بالتكوين ال سيا سي واالقت ص ادي والقان وين واالجتماعي املت ين و رضورة ات صافهم باالعت دال واحلر ص على اإي صال املعاين الراقية وال سامية للدين احلنيف. و إان ا ستثم ار القن وات الف ضائي ة يف الدع وة والتوعي ة االجتماعية يتطلب تطوير اخلطاب الديني املوجه اإىل مالين امل شاهدي ن من خلفي ات خمتلفة وبيئات متنوع ة ومراعاة اخلط اب حلاجات أاولئ ك امل شاهدي ن واأن ي سلك وا سبيل الو سطي ة واالعتدال وينهج وا أا ساليب التي س ري والتب شري واال ستيعاب بدل التع سري والتنفري واال ستبعاد. كم ا يتطلب حماي ة وتنظيم حق ل الدعوة اإخ راج قانون دور العب ادة املوحد إاىل النور لقطع الطريق على املتالعبن واملزايدي ن واأي ضا درءا للفنت الطائفي ة التي تطل براأ سها من حن آالخر. بخ صو ص الن شء امل ستمع م ن عي وب تن شئتنا االجتماعي ة واملدر سي ة اعتمادها على التلقن وال سلطة يف فر ض الر أاي والتعامل مع النا شئة وما ينتج ع ن ذلك من شباب م سل وب االإرادة فالنا شئ املتلقي س واء يف امل سجد أاو الو سيلة ا إالعالمي ة ي أخذ ما تلقاه كحقيقة م سل م به ا ال يت رسب إاليه ا ال شك والريب ة. دون أان ميرر م ا يتلقاه على عقل ه لتمحي صه قبل أاخ ذه. فالتلميذ باملراحل التعليمية م ن احل ضانة حتى اجلامعة مع م ا يتلقاه من علم ف إنه يكتفي بدور املتلقي ال سلبي الذي ال ي شارك وال يجادل وال ي سعى ملعرفة احلقائق من م صادرها ومنابعها ا أال صيلة. كم ا اأن املدلل االأناين املعتد بر أاي ه ال يقبل نقا شا ملا يحمله من اآراء. لذلك البد اأن يتعلم ال صغار منذ نعومة اأظافرهم ف ضيلة االختالف والت سامح مع االآخر وعدم التمييز واأن يتدرب جيدا على ا ستعمال عقله والثقة فيه. كم ا اأن اقت ص ار النا شئة يف تثقيفهم عل ى الو سائط ال سمعية الب رصي ة م ن تلفزي ون وانرتني ت والتي تتمي ز عموما بال سهول ة وا إالثارة يوؤدي اعتياده ا إاىل عرقلة منو القدرة العقلي ة واإىل االعتماد يف اكت ساب اخلرات على كل ما هو جاهز ما ي ضعف الرغبة يف التعلم الدائم. الذي يتطلب بذل اجلهد الفكري الت أملي يف الكتب الورقية املطبوعة. فيجب ن رش الثقافة املكتوبة وترويجها بن النا شئة وت شجيع ا إالقب ال عليه ا حتى ت صب ح سل وكا عاديا ومن ط حياة ويغ دو االإعالم بالتايل اآلية من آاليات نقل املعرفة واخلرات والتنمية بالت شجيع على القراءة بلغة سليمة واعتماد اأ ساليب أادبي ة نا ضجة والت شويق االأدبي كمب داأ أا سا سي يف العمل ال صحف ي دون ت سطي ح ا أالم ور اأو زخرف ة احل دث أاو االإ رضار بامل ضمون. اأهمية الوعي وروح امل سوؤولية ال ش ك اأن ا إالم س اك بزمام االإع الم والتحكم فيه عمل صعب فمحا رشة الفو ض ى ا إالعالمي ة عم ل شاق حتت اج لت ضافر جهود كثري من االأطراف وحتل يهم بروح امل صوؤولي ة النا ش ئ ع ن وعيه م الذك ي مبخاطر هذه الفو ض ى وتداعياتها على تدين النا س وعلى اال ستقرار ال سيا سي للدول والتما سك االجتماعي. لهذا ال ميلك املرء إاال تقدي ر وتثمن جهود بع ض ال دول التي تعمل يف هذا االجت اه من خالل مراقبة ما يح صل يف امل ساجد واملنابر ا إالعالمي ة خا ص ة خ الل املوا سم الديني ة التي تعرف اإقباال متزايدا على ا أالن شطة الثقافية واالجتماعية والفكرية ذات الطاب ع الدين ي الت ي تنتع ش يف كل امل ؤو س س ات االجتماعية. ففي غياب اال ستقرار االجتماعي واالأمن ال ميك ن للم سلم ممار سة شعائ ره الدينية وال ميكن للدعاة التب ش ري ب إال سالم وال الدعوة اإليه بن االأمم. فالتقيد التام للمواطن ين باح رتام القوان ين واالأنظم ة واالأعراف يف حياته م اليومي ة وعالقاتهم مبواطنيه م وبغريهم من مواطن ي ا أالمم االأخ رى ومت سكه م ب أالم ن والتنمية واال ستق رار والتما س ك االجتماع ي حري ب أن يقدم االإ س الم يف اأح س ن ص ورة ويجعل امل ساج د وبيوت العب ادة وامل ؤو س س ات االإعالمي ة يف هذه ال دول منوذجا ح ضاري ا راقي ا م رشق ا وعامل ج ذب نحو ه ذا الدين احلنيف.

68 تقرير وباء ايبول ح صد الآلف و شل احلركة القت صادية يف سرياليون وباء ايبول جمد جميع الأن شطة التجارية والقت صادية يف البالد ثلث سكان البالد يعي شون على املواد الإغاثية التي توزعها املنظمات الكن سية التب سريية 67 إاعداد : توفيق حممد ن رصاهلل يعي ش ال س كان يف سريالي ون م أ س اة حقيقي ة وخا ص ة امل سلم ون منهم الذين تبلغ ن سبته م % 75 من عدد ال سكان بحجم ات ساع رقعته ا اجلغرافية ب سبب وباء )ايبوال( الذي اجت اح البالد وق ض ى على االأخ رش والياب س و شل احلرك ة االقت صادية وجميع مناح ي احلياة. و أا صبح ثلث ال س كان يعي ش ون على ما جت ود به الهيئ ات واملنظمات االإغاثي ة التب شريي ة و أا صبح ت جث ث املوت ى تنت رش يف ال ش وارع كما تنت رش جثث احليوان ات ال سائبة يف بع ض االأماك ن. وي زداد حجم امل أ س اة اإذا علمن ا اأن % 58 من االأطف ال امل رشدين هم م ن امل سلمن الذين فق دوا أا رسهم ج راء هذا املر ض. وبد أات املوؤ س سات الكن سية والتب شريية وغريها من النحل املعادية ت سعى اإىل تبنيهم. ويف التقرير التايل الذي وردنا من ال شيخ حممد عبده كالون رئي س احتاد الدع اة امل سلمن واملدير الع ام الإذاعة صوت ا إال س الم بفريت اون ب سريالي ون ن ستعر ض جوان ب هذه امل أ ساة. بداية املاأ ساة : بد أات حاالت الوب اء تكت شف يف البالد منذ اأواخر شهر مايو املا ض ي وبالتحدي د يف 2014/05/26 م ب إالقلي م ال رشقي املتاخم لدولتي غينيا وليبرييا, حيث سجلت فيهما اأوىل حاالت االإ صابة بالوب اء يف منطقة غرب إافريقيا خالل شهر فراير املا ضي ومنذئذ لالآن اكت شف ت حاالت االإ صابة بالفريو س يف خمتلف مناطق البالد, وبلغ عدد االإ صابات إاىل حد مقلق كما اأن عدد الوفيات يف ارتفاع مطرد وم ستمر. إان ارتف اع عدد ح االت االإ صابة و الوفي ات بن امل صابن وتو سيع املناطق املوبوءة اأرغمت اجلهات احلكومية املعنية بال صحة العام ة على تغيري اإ سرتاتيجية التجاوب مع الو ضع وحت س ين التعامل مع املناطق املوب وءة وامل صابن من حيث توفري املعدات وا أالجهزة الطبية الواقية لالأطباء واملمر صن وعم ال اخلدمات ال صحية خا صة عندم ا بداأ الوباء حت صد أارواح ا أالطب اء واملمر صن )حيث تويف حتى ا آالن 5 اأطباء وحوايل 40 ممر ض ا وممر ضة نتيجة اإ صابتهم بالوباء اأثناء معاجلتهم امل صابن( ب الإ ضافة اإىل وفاة 25 من كبار االأئمة والدعاة.

69 تقرير لقد جم د الوباء كل االأن شطة االقت صادية والتجارية يف البالد, كم ا اأث ر سلب ا على حياة ال شع ب االجتماعية والنف سية وجعل ثل ث سكان الب الد يعي ش على املواد االإغاثي ة التي توزعها املنظمات الكن سية التب شريية اخلارجية واملحلية. وق د طلب ت احلكومة من املنظم ات الدولي ة ووكالة االأمم املتحدة للتدخل ال رسي ع إالنقاذ حياة ال شعب ما جعل منظمة امل سلمون ال صحة العاملية والهيئات الطبية توفد اأطباء اأخ صائين مل ساعدة ي شكلون الغالبية ا أالطب اء املحلين كم ا اأعلنت يف املناطق املوبوءة وزارات ال صح ة واملالي ة واالإعالم عن عزمها امل شرتك وهم اأكرث عر ضة يف مكافحة الوب اء ب الإ ضافة لالإ صابة بالوباء إاىل تع اون جميع ا إالذاعات احلكومية والديني ة والتجارية - م ع ال سلط ات يف توعي ة عموم ال شعب بتعليمات صحية وقائية وعالجية. ونظ را لكون غالبي ة اجلهات التي ت ستع ين بها احلكومة يف مكافح ة فريو س ا إاليب وال جهات كن سي ة تن صريية و الن امل سلم ين ي شكلون غالبية سكان املناط ق املوبوءة فهم اأكرث عر ض ة للوباء ولكن مم ا يدمي القلب ه و تكالب اجلهات الكن سي ة على أايت ام االإيبوال ه ذه االأيام قب ل ا % 85 من الأطفال اأيتام ايبول من امل سلمني وجهات كن سية تتكالب عليهم إالعالن عن انته اء الوب اء م ع العلم أان %85 من هوؤالء االأيتام هم من اأبناء امل سلمن إا ضافة للظروف املعي شي ة ال صعبة م ع انقطاع امل واد الغذائي ة ال رضوري ة عنهم وخل و ال ساحة تقريبا من املنظمات االإغاثية ا إال سالمية. وع ن احتياج ات ال شع ب ال سرياليوين عامة وامل سلمن منهم خا صة يقول ال شيخ كالون ب أن امل سلمن بحاجة اإىل نوعن من ا إالغاثة هما : ونظ را أالن املع دات الطبية تق دم جمل ة اإىل احلكومة عر اجله ة املتخ ص ص ة- وزارة ال صح ة- ف إن امل واد الغذائية يبا رش توزيعها احتاد الدعاة امل سلم ين بالتعاون مع اجلهات الر سمية املعنية ( وزارة شئون االجتماعية, والهيئة الوطنية ملكافحة االإيبوال(. اجلهة املنفذة مل رشوع الإغاثة يتوىل تنفيذ هذا امل رشوع احتاد الدعاة امل سلمن وهو منظمة إا سالمي ة حملي ة مرجعية تتمت ع باالع رتاف الر سمي وله شعبية إا سالمية وا سعة يف طول البالد وعر ضها وين ضوي حت ت ع ضويته أاك رث من ثالثمائ ة )300( خري ج جامعي يف خمتل ف التخ ص صات م ن جامعات عربي ة واإ سالمية وم ضى على ت أ سي س ه 28 عاما من االأن شطة الدعوية وتعليم ا إال سالم وتوعية امل سلمن وتب صريهم ب أمور دينهم. وقد اأن ش أ ا إالحت اد اإذاعة ص وت ا إال سالم لتكون ذراع ه ا إالعالمية عام 2006 م وتعتر من اأبرز االإذاعات املحلية يف البالد. ويتمتع االإحتاد باعرتاف احلكومة املركزية وجميع الهيئات الر سمية, كما يتفاهم ويتعاون مع املنظمات املجتمع املدين, مما يجعله اأهال لتنفيذ امل شاري ع من هذا القبيل بدون صعوبة اأو م شقة اأو اعرتا ض. 68 أا- الإغاثة الغذائية: - مث ل االأرز, وال سكر, والزي ت, واحلليب وغريها من املواد الغذائية ا أال سا سية. - املواد غري الغذائية: كاملالب س للن ساء وا أالطفال والرجال, والبطانيات والفر ش. ب- االإغاث ة الطبي ة, وه ي ا أالدوي ة و املع دات الطبي ة وا أالدوات الواقية لعمال اخلدمات ال صحية.

70 رصخة ا ستغاثة ملنكوبي» سرياليون«د. حممد سعيد باه ال سنغال 69 يف مكاملة هاتفي ة ظهر يوم ال سبت ا أالول من حمرم 1436 ه م ع االأخ الداعية حممد عب ده الزكي كال ون يف جمهوري ة سريالي ون ر س م يل لوحة قامتة عن حالة البوؤ س التي يعي شها سكان سرياليون عموما وامل سلمون منهم على وجه اخل صو ص. واأع رتف يف البدء ب أنني عاج ز اأن اأنقل لكم أايها االأحبة الكرام ما مل سته من شحنة ا أال سى يف صوت ون برة وكلم ات ا أالخ الداعي ة وعلي ه أاكتف ي هنا بتلخي ص أاهم ما ورد يف شهادته ثم أاكد ذلك بخطاب عقب به على املكاملة: يعي ش النا س اليوم يف سريالي ون م أ ساة بكل معنى الكلمة م أ ساة حادة يف طبيعتها بقدر ات ساع رقعتها هي اأب شع ما راأيته أاو سمعته يف احلياة.. وملا قل ت له: كيف نقارن ذلك باحلرب االأهلية التي اجتاحت البالد منذ سن وات قليلة وكادت ت أتي على االأخ رض والياب س.. قال حمتدا: ال وجه للمقاي سة! ثم أاردف: ميوت النا س يف هذه البالد املحا رصة كما

71 تقرير 70 تنف ق احليوانات عند حدوث ا أالوبئ ة الفتاكة ويظن النا س يف اخلارج ب أن وباء فريو س» إايبوال«هو القاتل الرئي س اليوم بل البعبع لكن ذلك خط أ حم ض فالذين حت شدهم اآلة املوت ب سبب اجل وع والظروف املعي شية املتفاقمة يفوقون ع رش مرات ضحايا»اإيبوال«. ونتجت هذه احلال ة ا أالليمة عن سيا س ة احل صار التي تبنت ه احلكوم ة الحتواء الوب اء والتي أا صب ح النا س جراءها ال ي ستطيعون التح رك لك سب لقمة العي ش اأو البحث عما ي سدون به رمقهم وتبادل املنافع وممار سة احلد ا أالدنى من احلياة ا إالن سانية. ومن االأمثلة املبكية التي رسدها يل االأخ الداعية قوله: تنت رش جثث املوتى كما تنت رش جثث احليوانات يف بع ض االأماك ن وذلك أالن الف رق املكلفة للقي ام ب أمر هذه اجلثث م ن جمعها ومعاجلتها ونقله ا إاىل اأماكن دفنها تت أخر وقد ال ت أتي وبالتايل ال يجد النا س حمي صا من رمي جثث ذويه م يف ال شوارع ويف ال ساحات العامة تخل صا منها. اأما اخل سائر التي منيت بها ال ساحة الدعوية ففادحة هي ا أالخرى حيث بلغ عدد م ن ح صدهم الفريو س القاتل بال رحم ة )25( من كب ار ا أالئمة والدع اة والعلماء ومن خريتهم كذلك! ومما شكاه ال شيخ الزك ي أانه اأمام هذا الو ضع املحزن املبك ي تتبارى الدول واملوؤ س س ات الغربية من كن سية وغريه ا يف تق دمي امل ساع دات م ع متريره ا ع بر قن وات م سيحية حملية ويف مقابله ا تخلو ال ساحة من اأي ة م ؤو س سة اإ سالمي ة وحتى امل ساع دات ا إال سالمية الت ي و صلت من البنك ا إال سالم ي ومن بع ض الدول ا إال سالمي ة اخلليجية خ صو صا ف إمن ا تتم عن طريق احلكوم ة وبالتايل قد يح رم امل سلمون م ن اال ستفادة منها. ومن النقاط احل سا س ة التي لفت االأخ الفا ضل اأنظارنا إاليه ا م ا ميكن أان نطل ق عليه»ملف اأيت ام اإيبوال«حيث جترى خط ة خطرية من قبل املوؤ س سات الكن سية وغريها من النحل املعادية تهدف اإىل تبني هوؤالء علما ب أن ن سبة %85 منهم م سلمون. أايه ا ا أالحبة االأعزاء قد ال نحتاج اإىل مزيد من ت صوير ه ذه امل أ ساة الت ي جتري ف صوله ا يف كل مناطق هذه الدول ة املنكوب ة الت ي تبلغ ن سب ة امل سلمن م ن تعداد سكانها 75 % لك ن الذي يجب علينا من باب الداللة على اخلري والتعاون على الر والتقوى والتنا صح يف اأمر امل سلمن اأن نوجه هذا النداء: هي ا نهب جميع ا كرجل واح د لنقدم م ا ن ستطيع من االإ سن اد للتخفي ف من وط أة املعاناة ع ن اإخواننا يف سرياليون الذي ن يواجهون م صريا موؤمل ا لدرجة أان الو ضع يو شك اأن يخرج من نطاق ال سيطرة. ف إذا كن ا ال ن ستطي ع ن زوال عن د احلك م ال رشعي وخ ضوع ا لثواب ت اأخرى اأن ن ساف ر اأو ننتدب من يتوجه اإىل هناك لتقدمي يد امل ساعدة فلدينا و سائل اأخرى إالي ص ال امل ساعدات اإىل من ه م يف أام س احلاجة اإليها من إاخواننا. ون ستطي ع اأن نتخذ من املوؤ س سات االإ سالمية املوجودة يف الب الد وخا صة اأن بع ضها موثقة وذو م صداقية قنوات لتق دمي الدعم للمحتاجن ف ضال عما يف ذلك من تقوي ة موقعه ا يف املجتمع ح ين منكنها م ن امل ساهمة ب ص ورة اإيجابي ة يف تخفي ف وط أة االآالم والقي ام بواجب املوا ساة ولو نيابة عنا. وم ن ه ذه املوؤ س س ات التي ميك ن اأن تق وم بت سهيل ا أالم ر على من يرغب يف مد يد العون والقيام ببع ض الواج ب»احت اد الدع اة امل سلم ين يف سرياليون«منظم ة اإ سالمي ة حملي ة مرجعية تتمت ع باالعرتاف الر سم ي وله شعبي ة إا سالمية وا سع ة يف طول البالد وعر ضها وين ضوي حتت ع ضويته اأكرث من ثالثمائة )300( خريج جامع ي يف خمتلف التخ ص صات وقد م ض ى عل ى ت أ سي سه )28( سنة ول ه خرة جيدة يف املجال االإغاثي. والل ه ج ل يف عليائه ن س أل اأن يرف ع البالء عن اإخوانن ا يف ه ذه الب الد و أان يرزقن ا فع ل اخلريات والدعوة إاليها اإنه جواد كرمي.

72 مقال امل سلمات يف الربازيل يطالنب باحلجاب الربازيل: خا ص 71 طالب ت أاول نائب ة م سلمة باملجل س البلدي مبدينة «فوز دو اإيجوا سو«بوالية «بارانا» ال سيدة أاني سة الغزاوي با ست ص دار قرار ب أحقية املر أاة امل سلمة با ستخدام صورتها باحلج اب يف ا أالوراق الر سمية وقد ناق شت جل سة املجل س البلدي هذا الطلب يف ضوء الد ستور الوطني بالبالد. و رصح ت ال سيدة أاني سة الغزاوي أان احلجاب ح ق للمر أاة امل سلمة و أان الد ستور الرازيلي مينح املراأة احلرية الديني ة وق د ا ستطاع امل سلمون النجاح يف اأن يحمل «جواز ال سفر والهوي ة» صورة املراأة باحلجاب وبقي تطبيق ذلك يف»رخ صة القيادة«واأ ضافت اأن هناك خط أ يف تف سري مواد الد ستور الرازيلي حيث اإن م صلحة املرور الوطنية حتظر ا ستخدام القبعات اأو أاي نوع من املالب س يغطي الوجه اأو الراأ س. واأ ضافت ال سيدة أاني سة الغزاوي اأن اجلدل القانوين حول هذا االأمر م ستمر حتى نح صل على حق املر أاة امل سلمة يف ا ستخ دام احلج اب يف ا أالوراق الر سمية وقالت إان مدينة «فوز دو إايجوا س و «ي سكنها ثاين اأكر جتمع للم سلمن يف الرازيل األفا وهم مواطنون برازيليون من الدرجة االأوىل ي ساهمون يف دفع اقت صاد الرازي ل وعجلة التنمية ولهم ح ضور متميز يف اجلانب العلمي والثقايف ومن حقهم احل صول على حقوقهم التي يكفلها القانون واأنه قد مت ت شكيل جلنة ت ضم ممثلن من اجلالية العربية وا إال سالمية وجمل س حقوق املراأة وبع ض الرملانين الرازيلين واملحامن ملتابعة اإقرار قانون حرية ا ستخدام احلجاب يف رخ صة القيادة. ومت ا ستدعاء مدير العالقات العامة يف ال رشطة االحتادية ل سماع اإفادته حول املو ضوع الذي أاكد اأن ال رشطة الفيدرالي ة الرازيلي ة ت سمح با ستخدام احلج اب يف صور جوازات ال سفر وهي بذلك تلت زم باللوائح التي مت و ضعها من قبل «منظمة الطريان املدين الدويل». وم ن جانبه قال حمم د الغزاوي رئي س املركز الثق ايف اخلريي االإ سالمي مبدينة «ف وز دو اإيجوا سو «اإنه يتوا ص ل ب شكل ر سم ي وعلى جميع امل ستويات داخل دول ة الرازيل حتى يتم إاقرار تف س ري موحد للد ستور الرازيلي الذي يكفل حرية ممار سة ال شعائر الدينية جلميع املواطنن الرازيلين. وق د وعد املجل س االأعلى لالأئمة وال ش وؤون ا إال سالمية اأعلى سلطة رشعية دينية داخل الرازيل مبتابعة االأمر على جميع امل ستويات ال سيا سية واالجتماعية والدفاع عن حرية املراأة امل سلمة يف جميع املحافل الرازيلية. جدي ر بالذك ر أان امل سلمن يف والية» ساوباول و «وكثري من الواليات الرازيلية كان وا قد ح صلوا على حق املراأة امل سلمة با ستخدام احلجاب يف جميع ا أالوراق الر سمية ومن ضمنها رخ صة القيادة.

73 متابعات امل شاريع التطويرية والتنموية مبكة املكرمة 72 إاعداد: اأ سامة بامعلم اطلع أامري منطقة مكة املكرم ة صاحب ال سمو امللكي االأمري م شعل بن عبدالله بن عبد العزي ز على امل شاريع التطويرية مبكة املكرمة م ن خالل زيارات ميداني ة متوا صلة حتى اكتملت ال صورة عل ى اأر ض الواقع تنفيذ ا لتوجيهات خادم احلرم ين ال رشيفن و سمو ويل عه ده االأمن و سمو النائب الثاين بالعناية واالهتمام مبكة املكرمة و سكانها وقا صديها. وكان سموه قد اطلع على كاف ة امل شاريع التي تنفذها رشكة البل د االأمن وا ستم ع ل رشح مف صل ع ن مالمح املخطط اال سرتاتيج ي ال شام ل ملك ة املكرمة ومنظوم ة النقل العام مبكة وا ستعر ض م شاريع الع شوائيات و شبكة قطارات مك ة وم شاريع البلد االأمن وبواب ة مكة ووقف على ما مت إاجن ازه وما يجري العمل عليه حالي ا واملخطط إالجنازه م ستقبال وكان حري صا عل ى متابعة أادق التفا صيل لو ضع االأولويات و ضم ان تنفيذ ما سبق وف ق اأعلى امل ستويات العاملية. كما حر ص سموه على معرفة املعوقات التي تعرت ض العمل حتى يتم تالفيها يف وقت مبكر والفرتة الزمنية لتنفيذها. م رشوع بوابة مكة: وم ن تلك امل شاريع م رشوع بوابة مك ة )ال ضاحية الغربية( وهو م رشوع تنموي واإن ساين ميثل واجه ة ح ضارية ملكة املكرم ة من الناحية الغربية وهو من امل شاريع التي حتظى بامل شارك ة ب ين القطاعن العام واخلا ص والتي حث على تنفيذها خادم احلرمن ال رشيفن. ويهدف امل رشوع ال ذي أاو صت ب ه ا إال سرتاتيجية التنموية للمنطق ة خلدمة جمتم ع مكة املكرم ة مبا ي شتم ل عليه من عنا رش تنموية وم شاريع حكومي ة ضمن خمطط عمراين مدرو س وف ق أا س س علمية حيث ي ستوعب 900 األف ن سمة وينفذ يف فرتة زمنية متتد ما بن 15 اإىل 20 عاما. ويق ع امل رشوع على بعد 14 كيلو م رتا غرب احلرم املكي ال رشي ف و 42 كيلو مرتا عن جدة ويغط ي م ساحة 110 كيلو مرتات مربعة فيما يحده شماال طريق مكة جدة القدمي وجنوبا طري ق الليث وغرب ا طريق ال شمي س ي )الدائري اخلام س( و رشقا خط كهرب اء ال ضغط العايل اإ ضافة لعدة م شاريع جماورة واأحياء من مدينة مكة املكرمة. ويق ع اجلزء االأكر م ن امل رشوع يف منطق ة احلرم بواقع 61 /كل م 2 )54 يف املائة( وباقي امل رشوع يف منطقة احلل املحاذي ة لطري ق ال شمي سي و شمال طري ق مكة جدة القدمي على م ساحة 49/ كل م 2 )46 يف املائة( ويق سم طريق جدة مك ة ال رسيع املوقع إاىل جزاأي ن االأول شماال بواقع / 88 كل م 2 وا آالخر جنوبا مب ساحة تق در ب 22/ كلم 2 كما يق سم قطار احلرمن موقع امل رشوع من اجلهة جنوب خط مكة ج دة ال رسيع إاىل جزء شمايل يق در ب 100 كيلو مرت مربع وجنوبي بواقع 10 كيلو مرتات مربعة ويتكون املوقع من أار ض منب سطة عدا كتلة جبلية متت د على شكل رشيط يف الناحية الغربي ة كما يخرتق املوقع وادي املقر املوؤدي اإىل وادي فاطمة والذي يحدد طبيعة جماري ال سيول خالله. وم ن ضمن امل شاري ع التي اطل ع عليها االأم ري م شعل بن

74 73 عبدالل ه مناطق التطوير يف م رشوع بوابة مكة وتتمثل يف ع رش مناطق هي: - منطق ة ( 1( 22.7 كيل و مرت مربع م شاري ع ا ستثمارية شمال اخلط ال رسيع. - منطق ة ( 2( 7.5 كيل و مرت مرب ع م شاري ع ا ستثمارية جنوب اخلط ال رسيع. - منطق ة )3 ) 11.4 كيل و م رت مرب ع م شاري ع سكني ة متنوعة. - منطق ة ( 4( 15 كيل و م رت مرب ع املنت زه الوطني مبكة املكرمة. - منطق ة ( 5( 9 كيل و م رتات مربعة م شاري ع يف منطقة احلل. - منطقة ( 6( 9.4 كيلو مرت مربع منطقة اأمالك خا صة. - منطقة ( 7 ) 5.5 كيلو مرت مربع م رشوع وزارة املالية. - منطق ة ( 8( 23 كيل و م رت مرب ع م شاري ع متع ددة اال ستخدام. - منطق ة ( 9( 7 كيلو مرتات مربعة م شاريع خارج حدود التنمية. - منطقة ( 10( 6.5 كيلو مرت مربع م شاريع سكنية. املنتزه الوطني: وم ن ضم ن امل شاريع الت ي اطل ع عليها سم وه م رشوع املنتزه الوطني ويهدف إاليجاد متنف س ل سكان مكة املكرمة و ضواحيه ا اإذ ميكنهم من اال ستمت اع بالطبيعة وجمالها ويتميز موقع امل رشوع ببيئات طبيعية خمتلفة ومثالية لتطوير م رشوع من هذا النوع حيث إان العن رص الطبيعي الرئي س هو سل سل ة جبال اأظلم والتي ي ص ل ارتفاعها اإىل 300 مرت فوق سطح البحر وتنحدر منها املياه خالل موا سم االأمطار م شكلة قنوات مائية جتري اإىل املناطق املنب سطة م شكلة بركا مائية موؤقتة ويوفر املنتزه الوطني 42 ن شاطا تقريبا. وي ض م امل رشوع أان شط ة اجتماعي ة وثقافي ة وتعليمي ة مث ل حديقة الق ر آان ومت تق سيم املنطق ة اإىل 5 مناطق بناء عل ى هذه االأن شط ة وهي: مناطق التخيي م والواحات وال شاليهات والن شاطات الريا ضية واملالهي. اإ سكان املوظفني: كم ا اطل ع سمو أام ري منطقة مك ة املكرمة عل ى م رشوع اإ سكان املوظفن يف القطاع الفندقي وم ساحته 500 أالف مرت مرب ع يف و سط اجلزء ال رشقي من منطق ة التنمية رقم 3 بن حم ور طريق الليث وخط قطار احلرمن وي ستوعب ه ذا امل رشوع 25 أالف ن سمة وهو رشاكة بن ال رشكة ا أالم ) رشك ة البل د ا أالمن( بن سب ة 51 يف املائ ة و رشكة روؤيتي املميزة بن سبة 49 يف املائة. وا ستعر ض سم وه م رشوع االإ س كان البديل وه و اأحد م شاري ع ال رشكة ا أالم» رشكة البلد االأمن«مب ساحة 500 أال ف مرت مرب ع يف منطقة التنمي ة رقم 3 و سيط ور ب آلية ال رشاكة مع القطاع اخلا ص ويقع ضمن منطقة بوابة مكة الت ي تبعد م سافة 17 كم عن امل سج د احلرام تقريبا ويحده جنوبا طريق الليث وم ن ال شمال وال رشق والغرب منطقة البوابة وي ضم ثالثة أاجزاء هي. - االأول ( أا(: خم ص ص ل س كان جب ل ال رشا شف واملناطق الع شوائية االأخرى وهو عبارة عن شقق سكنية مب ساحات خمتلفة ) 150 م 2 و 180 م 2 و 240 م 2 ( وعلى م ساحة 780 األف م 2. - الث اين )ب(: خم ص ص لالإ سكان اال ستثماري وهو عبارة عن فلل منف صلة ودوبلك س على م ساحة م 2 - الثال ث )ج(: وت ضم منطقتن اإحداهما خم ص صة للمن ش آت اال ستثماري ة التجارية متعددة اال ستخدام على م ساحة 130 أال ف م 2 واالأخرى خم ص ص ة مل ساحات خ رضاء مفتوحة على م ساحة أاكرث من 111 أالف م 2 امل رشوع ال ستثماري الثاين: ومن امل شاريع التي ا ستعر ضه ا أامري مكة املكرمة امل رشوع اال ستثم اري الث اين ويق ع يف الناحية ال شمالي ة من اأر ض م رشوع بواب ة مكة وحتديدا يف اجل زء املقابل للم رشوع اال ستثماري ا أالول) ضاحية سمو( يتكون من 6 جماورات سكني ة مت ت صميمه ا ب شكل يحاكي الن سي ج العمراين للمدينة العربية القدمية ولكن بطريقة حديثة. صندوق بوابة مكة: واطل ع سموه عل ى م رشوع صن دوق بوابة مك ة االأول للتطوي ر العق اري ويه دف الإتاح ة الفر ص ة للمواطنن للم شارك ة يف تطوير ج زء من اأر ض البواب ة عن طريق رشاء سن دات يف صن دوق ا ستثم اري ي ؤو س س مبوجب متطلب ات هيئة سوق امل ال وقد خ ص ص ت لهذا امل رشوع أار ض تقع يف منطقة التنمية رق م 3 على م ساحة تزيد على ملي ون ون صف ملي ون مرت مرب ع مت تخطيطها مبوجب معايري تخطيط م رشوع البوابة ككل. واحة مكة: كما اطلع سموه على م رشوع واحة مكة )االإ سكان املي رس( ويعم ل على توفري ال سكن املالئم ل ذوي الدخل املحدود مع ج ودة عالية مع االأخذ بع ين االعتبار تلبي ة الطلب على اأن واع امل ساكن املختلفة وتوفري حل ول ت صميمية منا سبة مع

75 متابعات تخفي ض تكاليف البناء و رسعة االإجناز ويقع هذا امل رشوع على م ساحة 670 األف م 2 شمال خمطط أام اجلود غربي مكة املكرمة على بعد 14.5 كم جنوب غرب امل سجد احلرام وتق وم بتطويره رشك ة واحة مكة للتنمي ة واال ست شاري رشكة مكيون ويتوقع اأن ي ستوعب عند اكتماله ما يرتاوح بن 20 أالف ا و 25 األف ن سمة ويتوق ع اأن ينتهي يف خم س سنوات م ضت منها سنتان وتبلغ قيمة امل رشوع التقديرية 1.4 مليار ريال سعودي. درب امل شاعر: يعتر م رشوع درب امل شاعر من امل شاريع اخلا صة ب رشكة البل د االأمن ويعت بر همزة و صل م ا بن منطق ة امل شاعر املقد س ة وامل سجد احلرام وي شكل أاهم الروافد حلركة امل شاة م ن واإىل امل شاع ر املقد سة ويعت بر بوابة م ؤودي ة للم سجد احل رام من اجله ة ال رشقية وامت دادا طبيعي ا ملنطقة ج رس اجلمرات وتقدر م ساح ة موقع امل رشوع ب م 2 وم ساح ة املب اين م 2 وتبلغ قيمت ه التقديرية سبعة مليارات ريال سعودي. تطوير جبل ال رشا شف: تعت بر ذات اأولوية ق ص وى يف التطوي ر لقربها من احلرم املكي ال رشيف وو ضعها العم راين و ستتحول اإىل خمطط عمراين متعدد اال ستخدامات على م ستوى عاملي مما ي سهم يف حت صن الن سيج احل رضي العم راين ملكة املكرمة وتبلغ م ساحة جبل ال رشا شف حتت التطوير ما يقارب 1.7 مليون مرت مربع على بعد 500 مرت من امل سجد احلرام. ضاحية ريتاج: وم ن امل شاريع التي اطل ع عليها ا أالمري م شع ل بن عبدالله م رشوع ضاحية ريتاج ) سكن املوظف ين(, وتبلغ م ساحته مرتا مربع ا ويقع على بعد 17 كيلومرتا تقريبا م ن و سط مكة املكرمة وخم سة و أاربعن كيلو مرتا عن جدة على طول طريق الليث امل ؤودي اإىل و سط مكة املكرمة. ويوفر نوعن م ن الوحدات ال سكنية وح دات للعزاب واأخرى للعائالت من خمتلف امل ستويات املعي شية االقت صادية واملتو سطة واملرتفع ة وت شمل م صوؤوليات املطور الت صميم والتطوير والتمويل والبناء والت شغيل وال صيانة. غراب وحددت الهيئة العليا لتطوير مكة املكرمة وامل شاعر املقد س ة العم ل والتطوير يف ه ذا امل رشوع تدريجيا وفق برنام ج يحاف ظ على ا ستق رار سوق العقار مبك ة املكرمة ويلب ي احتياجات املواطنن وال س كان الدائمن واملو سمين ل إال سكان. ي ش ار إاىل أان م رشوع طريق املل ك عبدالعزيز املوازي ل ش ارع اأم الق رى سي ساه م يف ت سهي ل حرك ة النقل من امل سج د احلرام واإليه عر البواب ة الرئي سة ملكة املكرمة ف ض ال عن م ساهمته يف تفتيت الب وؤر الع شوائية يف املناطق الت ي سيخرتقه ا ويف مقدمته ا حي الزهاري ن واملن صور وجب ل غراب ودحلة الر شيد. كم ا سيوفر امل رشوع عددا م ن الفنادق واملم رات وامل صليات عل ى درجة عالية من اجلودة والت صميم اجلديد. وينف ذ امل رشوع عل ى ثالث مراح ل االأوىل ت شمل ثالث مراح ل فرعي ة تتمث ل يف املنطقة الواقعة غ رب م رشوع جب ل عمر حتى شارع جرهم ويبلغ عدد العقارات املزالة 535 عقارا مب ساحة 176 أالف مرت مربع كما تت ضمن هذه املرحلة منطقة ح ي الزهارين الواقعة غرب شارع عبدالله عريف حت ى الطريق الدائ ري الثالث وع دد العقارات املزال ة 698 عق ارا مب ساحة 289 أالف م رت مربع ف ضال ع ن منطقة م سجد امللك عبدالله ويبل غ فيها عدد العقارات املزالة 601 مب ساحة 130 األف مرت مربع. وتتمث ل املرحل ة الثاني ة يف تنفي ذ الطري ق اجلنوب ي للم رشوع ويبلغ ع دد العق ارات املزالة في ه 1021 عقارا مب ساحة 226 أالف مرت مربع ويف املرحلة الثالثة يت م ا ستكمال إازالة بقية العقارات يف امل رشوع من م سجد امللك عبدالله حتى شارع جره م رشقا ومن م سجد امللك عبدالله حتى شارع عبدالله عريف غربا حيث يبلغ عدد العقارات املزالة يف هذه املرحلة 848 عقارا على م ساحة 381 األف مرت مربع. 74 طريق امللك عبدالعزيز: كم ا اطل ع سموه عل ى م رشوع طري ق املل ك عبدالعزيز املوازي ل ش ارع اأم القرى الذي يخ رتق خم سة أاحياء هي الر صيفة والطندب اوي والزهاري ن والهنداوية وجبل

76 ا ستطالع بيان هيئة كبار العلماء يوؤكد ثوابت اململكة ونهجها يف مكافحة الإرهاب 75 إاعداد : توفيق ن رص اهلل ال ش ك أان االإرهاب هو أابرز التحديات االإقليمية والعاملية يف وقتن ا احلا رض وقد وجهت اململك ة العربية ال سعودية عناي ة خا صة له ذه ا آالفة التي تعمل عل ى زعزعة االأمن وتروي ع ا آالمن ين وقتل االأبري اء و سفك الدم اء وتدمري املن ش آت وهدر ا أالموال واعترتها جميع االأو ساط العلمية جرمي ة نكراء وظلم ا وعدوان ا ت أباه ال رشيع ة والفطرة ب ص وره واأ شكاله كاف ة. ومن ناحية اأخ رى ف الإرهاب عندم ا تبنته فئات تن سب نف سها إاىل االإ سالم واالإ سالم منها ب راء ت شويه ل صورة ا إال سالم بنقائه و صفائه واإن سانيته وبذلك تتعر ض م صالح ا أالمة أالعظم االأخطار. لق د ا ستم ع العامل كل ه إاىل الكلمة القوية خل ادم احلرمن ال رشيفن التي وجهها ل أالم ة للتحذير من االإرهاب وما ينت ج عنه وما ي زال صدى تلك الكلمة ت رتدد يف اأنحاء العامل. و صدر بيان هيئة كبار العلماء يف اململكة العربية ال سعودية يف ختام ال دورة ا أالربعن التي عق دت مبدينة الريا ض بدءا م ن 1435 / 11 / 19 ه لي ضع االإرهاب يف موقعه ال ذي يليق به نقي ض ا ملقا صد هذا الدين ال ذي جاء رحمة للعامل ين, والذي فيه صالح الب رش يف العاجل واالآجل. ونورد بيان هيئة كبار العلماء ونر صد بع ض اآراء العلماء واملثقفن حول م ضامينه. ن ص بيان هيئة كبار العلماء: احلم د الله رب العامل ين والعاقبة للمتق ين وال عدوان إاال عل ى الظاملن وال ص الة وال سالم على عب د الله ور سوله نبينا حممد وعلى اآله و صحبه ومن سار على نهجه واقتفى أاثره إاىل يوم الدين اأما بعد : فق د نظرت هيئة كبار العلم اء يف دورتها الثمانن املنعقدة مبدين ة الريا ض ابتداء م ن تاري خ / 1435 ه /11 19 م ا سب ق اأن صدر عنها من ق رارات وبيانات عن خطر االإرهاب والتحذي ر منه وجترمي و سائل ه ومتويله ومنها القرار ذو الرقم 239 وتاري خ / 1431 ه /4 27 والذي و ص ف ت فيه االإرهاب باعتباره : جرمية ت ستهدف االإف ساد بزعزعة االأمن واجلناية على االأنف س واملمتلكات اخلا صة والعام ة, كن س ف امل ساك ن واملدار س وامل ست شفي ات وامل صانع واجل سور ون سف الطائرات اأو خطفها واملوارد العامة للدولة ك أنابيب النفط والغاز ونحو ذلك من اأعمال االإف ساد والتخريب املحرمة رشعا. واالإرهاب به ذا التو صيف على النقي ض من مقا صد هذا الدي ن العظيم الذي جاء رحمة للعامل ين, وملا فيه صالح الب رش يف العاج ل واالآجل. حيث جاءت رشيعته بعمارة االأر ض, وحفظ نظام التعاي ش فيها, وا ستمرار صالحها ب صالح امل ستخلفن فيها. وكان ت سماحة هذا الدين العظيم التي هي ضد االإرهاب بتجاوزات ه وعدوان ه م ن اأب رز اأو ص اف ال رشيعة االإ سالمية واأك بر مقا صدها كما يف قوله تعاىل : و م ا ج ع ل ع ل ي ك م يف الد ين م ن ح ر ج احل ج: 78 وقوله فيما ثبت عنه : «اأحب الدين إاىل الله احلنيفي ة ال سمحة«. وعل ى ضوء ه ذه املقا صد العظيمة لل رشيع ة االإ سالمية, تتجلى عظمة هذا الدين وكماله, واأن التطرف واالإرهاب الذي يف سد يف االأر ض ويهلك احلرث والن سل لي س من ا إال سالم يف شيء. كما ا ستعر ضت الهيئة كلمة خادم احلرمن ال رشيفن امللك عب د الله بن عبد العزيز اآل سعود حفظه الله املوجهة إاىل االأم ة العربي ة وا إال سالمية واملجتمع ال دويل, وما ت ضمنت ه من حتذي ر واإنذار جت اه ما يواجه الع امل أاجمع

77 ا ستطالع 76 من خطر االإره اب الذي اتخذ ذريع ة لت شويه صورة االإ سالم بنقائه و صفائه واإن سانيته. وم ا نبه علي ه حفظه الله من أان لالإره اب اأ شكاال خمتلفة, س واء ما كان منها من جماعات اأو منظمات, اأو دول وهي االأخطر ب إمكانياتها ونواياها ومكائدها. وقد أاخذ اأيده الله على املجتمع الدويل صمته, وحم له م صوؤوليت ه جتاه ما حدث أاله ل فل سطن من نكاية العدو وغطر سته, حمذرا من نتائج ذلك, و أان من ي صمتون عن جرائم االإرهاب سيكونون أاول ضحاياه يف امل ستقبل القريب. ه ذا و إان االإره اب يعر ض م صال ح االأم ة أالعظ م ا أالخطار, وم ن زعم أانه من اجلهاد فهو جاهل ضال, فلي س من اجله اد يف سبي ل الله يف ش يء, واالإ سالم بريء من هذا الفكر ال ضال املنحرف مبا جر ه على بع ض البلدان م ن سفك للدم اء وتفجري للم ساك ن واملركبات واملرافق العامة واخلا صة, وهو حم ض اإف ساد و إاجرام ت أب اه ال رشيعة والفطرة كما يف عموم قوله تعاىل:) و م ن الن ا س م ن ي ع ج ب ك ق و ل ه يف احل ي اة الد ن ي ا و ي ش ه د الل ه ع ل ى م ا يف ق ل ب ه و ه و أا ل د اخل ص ام )204( و اإ ذ ا ت و ىل س ع ى يف اال أ ر ض ل ي ف س د ف يه ا و ي ه ل ك احل ر ث و الن س ل و الل ه ال ي ح ب ال ف س اد )205( و اإ ذ ا ق يل ل ه ات ق الل ه أا خ ذ ت ه ال ع ز ة ب ال إ ث م ف ح س ب ه ج ه ن م و ل ب ئ س امل ه اد ) البقرة: وبالنظ ر اإىل اأعم ال االإرهاب ال ص ادرة عن بع ض اجلماعات مثل : داع ش والقاعدة, وما ي سمى بع صائب اأهل احلق وحزب الله واحلوثين, أاو جرائم االإرهاب الت ي ميار سه ا االحت الل االإ رسائيل ي, أاو ا أالعم ال املجرمة التي متار سها بع ض الفرق واجلماعات املنت سبة اإىل االإ س الم, فكلها حمرمة وجمرمة, ملا فيها من هتك للحرم ات املعلوم ة بال رشورة : هتك حلرم ة النف س املع صوم ة, وهتك حلرمة االأم وال, وهتك حلرمات االأمن واال ستق رار وحياة النا س االآمنن املطمئنن يف م ساكنه م ومعاي شه م, وهتك للم صال ح العامة التي ال غنى للنا س يف حياته م عنها. وما اأب شع و أاعظم جرمية من جتراأ على حرمات الله وظلم عباده واأخاف امل سلمن واملقيم ين بينهم, فويل له من عذاب الله ونقمته, ومن دع وة حتيط به. ن س أل الله اأن يك شف سرته و أان يف ضح أامره. وعل ى ضوء ما ح ر ر اأعاله ف إن هيئة كبار العلماء تقرر االآتي: اأوال : اإن االإره اب املو ص ف أاعاله جرمية نكراء وظلم وع دوان ت أب اه ال رشيع ة والفط رة ب ص وره و أا شكاله كافة ومرتكبه م ستح ق للعقوبات الزاجرة الرادعة, عمال بن صو ص ال رشيعة االإ سالمية, ومقت ضيات حفظ سلطانه ا, وحت رمي اخلروج عل ى ويل االأمر. يقول النب ي صلى الله علي ه و سلم : من خ رج عن الطاعة وف ارق اجلماعة فمات, مات ميتة جاهلية, ومن قاتل حت ت راية ع م ي ة يغ ضب لع ص بة, اأو يدعو اإىل ع ص بة, اأو ين رش ع ص بة, ف قت ل ف ق ت لة جاهلية, ومن خرج على اأمت ي ي رضب بر ها وفاجر ها وال يتحا ش ى من موؤمنها, وال يفي لذي عهد عهده فلي س مني ول ست منه اأخرجه م سلم. فعل ى شب اب االإ س الم التب رش يف االأم ور, وع دم االن سي اق وراء عب ارات و شع ارات فا س دة, ترفع لتفري ق ا أالمة وحملها على الف س اد, ولي ست يف حقيقتها م ن الدين واإمنا هي من تلبي س اجلاهلن واملغر صن, وقد ت ضمنت ن صو ص ال رشيع ة عقوبات من يقوم بهذه االأعم ال ووجوب ردع ه والزجر ع ن ارتكاب مثل عمله ومرد احلكم بذلك اإىل الق ضاء. ثاني ا : وبناء على ما سب ق ف إن هيئة كب ار العلماء توؤيد م ا تقوم به الدولة أاعزها الل ه ب إال سالم من تتبع ملن ينت سب لفئ ات االإره اب واالإجرام والك ش ف عنهم, كداع ش والقاعدة واحلوثين وما ي سمى بحزب الله, اأو ينتمي اإىل والءات سيا سية خارجية لوقاية البالد والعباد رشه م ول درء الفتنة وحماي ة بي ضته م, ويجب على اجلمي ع أان يتعاونوا يف الق ضاء عل ى هذا ا أالمر اخلطري الأن ذلك من التعاون على الر والتقوى الذي اأمرنا الله تعاىل به يف قوله سبحانه :» و ت ع او ن وا ع ل ى ال ر و الت ق و ى و ال ت ع او ن وا ع ل ى اال إ ث م و ال ع د و ان و ات ق وا الل ه إا ن الل ه ش د يد ال ع ق اب«املائدة:. 2 وحت ذر الهيئة من الت سرت على هوؤالء اأو اإيوائهم ف إن هذا من كبائر الذنوب وهو داخل يف عموم قول النبي صلى الله عليه و سلم : لعن الله من اآوى حم د ثا متفق عليه. و امل ح د ث يف ه ذا احلديث ه و : من ي أت ي بف ساد يف ا أالر ض. ف إذا كان هذا الوعيد ال شديد فيمن اآواهم فكيف مبن اأعانهم اأو اأي د فعلهم. ثالث ا : تهيب الهيئ ة ب أهل العل م : اأن يقوموا بواجبهم, ويكثف وا اإر شاد النا س يف هذا ال ش أن اخلط ري, ليتبن بذلك احلق. رابع ا : ت ستنك ر الهيئ ة ما ي ص در من فت اوى اأو اآراء ت س و غ ه ذا االإج رام اأو ت شجع عليه لكون ه من اأخطر

78 77 ا أالمور واأ شنعها فال يجوز بحال من االأحوال ت سويغ جرائم ا إالره اب حتت أاي ذريعة, وق د حذر الله من ش أن الفتوى بغري علم وحذر عب اده منها وبن أانها من أام ر ال شيطان, قال تعاىل : ( ي ا اأ ي ه ا الن ا س ك ل وا مم ا يف اال أ ر ض ح ال ال ط ي ب ا و ال ت ت ب ع وا خ ط و ات ال ش ي ط ان إا ن ه ل ك م ع د و م ب ن ( 168 ) اإ من ا ي أ م ر ك م ب ال س وء و ال ف ح ش اء و اأ ن ت ق ول وا ع ل ى الل ه م ا ال ت ع ل م ون ) البقرة: وقال تع اىل: )و ال ت ق ول وا مل ا ت ص ف اأ ل س ن ت ك م ال ك ذ ب ه ذ ا ح ال ل و ه ذ ا ح ر ام ل ت ف رت وا ع ل ى الل ه ال ك ذ ب اإ ن ال ذ ين ي ف رت ون ع ل ى الل ه ال ك ذ ب ال ي ف ل ح ون )116( م ت اع ق ل ي ل و ل ه م ع ذ اب األ يم ) النح ل: وقد صح عنه صلى الله عليه و سلم اأنه ق ال: من دعا اإىل ضاللة كان عليه م ن ا إالثم مثل اآثام من تبعه ال ي ن ق ص من آاثامهم شيئا أاخرجه م سلم. ومن صدر منه مث ل هذه الفتاوى اأو ا آالراء التي ت سوغ االإرهاب ب أي و سيلة كانت, ف إن على ويل االأمر اإحالته إاىل الق ض اء, لي ج رى نحوه ما يقت ضي ه ال رشع ن صحا ل أالمة و إابراء للذمة, وحماية للدين, وعلى من اآتاه الله العلم التحذير من االأقاويل الباطلة وبيان ف سادها وك شف زورها, وال يخفى أان هذا م ن اأهم الواجبات وهو من الن صح لله ولكتابه ولر سوله و أالئمة امل سلمن وعامتهم, ويعظ م خطر تلك الفتاوى اإذا كان املق صود بها زعزعة ا أالم ن وزرع الف نت والقالق ل, أالن ذل ك ا ستهداف ل أالغ رار من ال شب اب, ومن ال علم عن ده بحقيقة هذه الفت اوى, والتدلي س عليهم بحججها الواهية, والتمويه عل ى عقولهم مبقا صدها الباطلة, وكل هذا شنيع وعظيم يف دين االإ س الم, وال يرت ضيه اأحد م ن امل سلمن ممن عرف حدود ال رشيعة وعقل أاهدافها ال سامية ومقا صدها الكرمي ة, وعمل هوؤالء املتقولن عل ى العلم من اأعظم اأ سباب تفريق ا أالمة, ون رش العداوات بينها. خام سا : على ويل ا أالمر منع الذين يتجر ؤوون على الدين والعلم اء, ويزين ون للنا س الت ساهل يف أام ور الدين واجلر أاة عليه ويربطون ما وق ع بالتدين وامل ؤو س سات الدينية. و إان هيئة كبار العلماء لت ستنكر ما يتفوه به بع ض الكتاب من ربط اأفكار االإرهاب باملناه ج التعليمية اأو مب ؤولفات أاه ل العلم املعترة كما ت ستنك ر توظيف هذه ا أالحداث للنيل من ثوابت هذه الدول ة املباركة القائمة على عقيدة ال سلف ال صالح. ساد سا : إان دين االإ سالم جاء ب الأمر باالجتماع واأوجب الل ه ذلك يف كتابه, وحر م التفرق والتحزب يقول الله عز وجل: ( و اع ت ص م وا ب ح ب ل الل ه ج م يع ا و ال ت ف ر ق وا ) اآل عمران: 103 ويقول سبحان ه : )اإ ن ال ذ ين ف ر ق وا د ين ه م و ك ان وا ش ي ع ا ل س ت م ن ه م يف ش ي ء ( االأنعام: 159 فربأ الل ه ر سوله صلى الله عليه و سلم من الذين فرقوا دينهم وحزب وه وكانوا شيعا, وهذا ي دل على حترمي التفرق واأنه من كبائر الذنوب. وقد ع ل م من الدين بال رضورة وج وب لزوم اجلماعة وطاعة م ن توىل اإمامة امل سلم ين يف طاعة الله, يقول الل ه عز وجل : ( ي ا اأ ي ه ا ال ذ ين اآم ن وا اأ ط يع وا الل ه و اأ ط يع وا الر س ول و اأويل اال أ م ر م نك م ) الن ساء: 59 ويف احلديث عن اأبي هري رة ر ضي الله عنه قال : ق ال ر سول الله صل ى الله علي ه و سل م : علي ك ال سم ع والطاعة يف ع رشك وي رشك ومن شط ك ومكرهك واأث رة عليك اأخرج ه م سلم وعن أابي هريرة ر ض ي الله عنه قال: ق ال ر سول الله صل ى الله عليه و سل م : من اأطاعني فقد اأط اع الله ومن ع صاين فقد ع صى الله, ومن يطع االأم ري فقد اأطاعني, ومن يع ص ا أالمري فقد ع صاين متف ق عليه وقد سار على هذا سل ف االأمة من ال صحابة ر ض ي الله عنهم, ومن جاء بعده م يف وجوب ال سمع والطاعة واجتماع الكلمة. لذل ك كله توؤكد هيئ ة كبار العلماء حت رمي اخلروج اإىل مناط ق ال رصاع والفتن ة واأن ذلك خروج عن موجب البيعة لويل ا أالمر وحتذر صاحبه من مغبة فعله ووقوعه فيما ال حتمد عقباه. وعلى الدول ة اأن تتعقب املحر صن عل ى اخلروج اإىل مواط ن ال رشاع والفتن ة, فهم دعاة ضالل ة وفرقة وحتري ض على مع صي ة والة االأمر واخلروج عليهم, وذلك من أاعظم املحرمات, يقول النبي صلى الله عليه و سلم: إانه ستكون ه ن ات وه ن ات, فمن اأراد اأن يفرق اأم ر هذه ا أالمة وهي جميع فا رضب وه بال سيف كائنا من كان اأخرجه م سلم. ويف هذا حتذير لدعاة ال ضاللة والفرقة والفتنة, وحتذير ملن سار يف ركابهم عن التمادي يف الغ ي املعر ض لعذاب الدنيا وا آالخرة. وهيئة كبار العلماء وهي ت صدر هذا البيان تو صي اجلميع بالتم س ك بهذا الدين الق ومي, وال سري فيه على ال رصاط امل ستقي م املبني عل ى الكت اب وال سنة وفق فه م ال سلف ال صال ح ومن تبعهم ب إح سان, ووج وب تربية الن شء وال شب اب على هذا املنهاج القومي وال رشاط امل ستقيم,

79 ا ستطالع 78 حت ى ي سلموا بتوفيق الله من التي ارات الفا سدة ومن ت أثري دع اة ال ضاللة والفتن ة والفرقة, وحت ى ينفع الله به م اأمة االإ سالم ويكونوا حملة علم وورثة لالأنبياء واأهل خري و ص الح وه دى, وت ؤوكد على وج وب االلتفاف حول قيادة هذه البالد وعلمائها, ويزداد ا أالمر ت أكيدا يف مث ل هذه االأوقات اأوقات الفنت, كما نحذر اجلميع حكاما وحمكوم ين من املعا صي, والت ساهل يف أامر الله, ف ش أن املعا ص ي خطري, وليحذروا ذنوبهم ولي ستقيموا على اأمر الله ويقيموا شعائ ر دينهم وي أمروا باملعروف وينهوا عن املنكر, وقى الله بالدن ا وجميع بالد امل سلمن كل سوء, وجم ع الله كلمة امل سلمن على احل ق والهدى, ورد الله كيد ا أالعداء يف نحورهم, اإنه سبحانه سميع جميب و صلى الل ه على نبين ا حممد وعلى آاله و صحب ه و سلم ومن سار على دربه واقتفى اأثره إاىل يوم الدين. الت أاكيد على الثوابت: ور صدن ا بع ض ا ستطالع ات ال راأي ح ول م ضامن ه ذا البي ان ويف ذلك يقول الدكتور عب د الرحمن سعيد احلازمي وكيل عمادة معهد إاعداد ا أالئمة والدعاة برابطة العامل االإ سالمي إان ا إال سالم دين ال سالم واخلري والوئام هك ذا ارت ض اه الله تعاىل وهك ذا جاء الق ر آان الكرمي وال سن ة النبوية ال رشيفة واملت أم ل ل سرية النبي صلى الله علي ه و سلم يجده ا كلها رحم ة ورفقا لكاف ة الب رش على خمتل ف األوانهم ومعتقداتهم وبيئاتهم امتثاال لقوله تعايل: ]و م ا اأ ر س ل ن اك اإ ال ر ح م ة ل ل ع مل ن ] )االأنبياء :107( وهو القائل:»ف إ ن الل ه ي ح ب الر ف ق يف اال أ م ر ك ل ه«وقوله صلى الل ه عليه و سلم :»ب رش وا و ال ت ن ف ر وا و ي رش وا و ال ت ع رش وا«. واإن أاي انح راف ع ن ه ذا املنهج ا إال سالم ي القومي هو انح راف خطري يهدد حياة االأف راد واملجتمعات وا أالمة بل العامل ب أ رسه لذلك ما ن شاهده اليوم من قتل ل أالبرياء وهتك ل أالعرا ض وت رشيد لالآمنن وهو بعبارة وا ضحة اإف س اد يف االأر ض اأمي ا اإف س اد ولكن امل شكل ة الكرى والعظم ى هى أان جتد من يرر سفك ه ذه الدماء الريئة وت رشيد الن س اء واالأطفال وال شيوخ بحج ج واهية لي ست من الدين اأو االأخالق أاو االإن سانية ب شيء. اإن ه مهما يكن م ن خالفات مذهبية أاو عرقي ة أاو دينية أاو أاي ش يء كان يج ب أان ال ي صل إاىل كل م ا و صل اإليه الي وم وما نراه م ن اأح داث دامية م ؤوملة تقط ع القلب وجتع ل احلي اة االآمن ة حياة كله ا خوف ورع ب فت قتل ال سعادة واملحبة واالآمل واملحبة وتوغر القلوب ب الأحقاد واالنتقام فت صبح القلوب قا سية كاحلجارة أاو اأ شد ق سوة ومتوح شة كا رسة وك أن هوؤالء الب رش قد كتب الله عليهم العي ش يف غابة رش سة ي أكل القوي فيها ال ضعيف. وا ستط رد الدكت ور احلازم ي قائ ال : ال ش ك اأن ب الد احلرمن ال رشيف ين بقيادتها وعلمائها من اأوائل املحذرين من مغب ة هذه الفنت العمياء التي جتت اح أاجزاء كثرية من العامل وخا صة العامل االإ سالمي فقد سبق خلادم احلرمن ال رشيف ين امللك عبد الله بن عبد العزيز آال سعود حفظه الله - التحذير مما يواجه العامل اليوم من خطر االإرهاب الذي اتخذ ذريعة لت شويه ص ورة االإ سالم بنقائه و صفائه واإن سانيته. ثم ج اء يف بي ان هيئة كب ار العلم اء يف اململك ة العربية ال سعودي ة - حفظهم الل ه وبارك يف جهوده م الت أكيد اجلازم ب أن االإرهاب عل ى النقي ض من مقا صد هذا الدين العظي م الذي ج اء رحم ة للعاملن, وال ذي فيه صالح الب رش يف العاجل واالآجل حي ث جاءت رشيعته بعمارة ا أالر ض, وحفظ نظام التعاي ش فيها, وا ستمرار صالحها ب صالح امل ستخلفن فيها. وقال الدكتور احلازمي: اإن االأمة االإ سالمية اليوم بحاجة ما س ة ج دا اإىل توحيد صفه ا وكلمتها والبع د كل البعد ع ن النزاع والفرقة والت شتت امتث اال لقول الله تعاىل : ]و اع ت ص م وا ب ح ب ل الل ه ج م يع ا و ال ت ف ر ق وا [) اآل عمر آان : 103( وقوله تعاىل : ]و اأ ط يع وا الل ه و ر س ول ه و ال ت ن از ع وا ف ت ف ش ل وا و ت ذ ه ب ر يح ك م و ا ص ر وا إا ن الل ه م ع ال ص اب ر ين ] )االأنف ال : 46( حتى ت صبح اأمتنا اأمة له ا هيبتها ومكانتها الالئقة بها التي اأرادها الله تعاىل لها. ودع ا امل سلمن بعام ة والعلماء وط الب العلم على وجه اخل صو ص بتق وى الله تع اىل مذكرا بقول الل ه تعاىل : ]و ات ق وا ي و م ا ت ر ج ع ون ف يه اإ ىل الل ت و ف ى ك ل ن ف س م ا ه ث م ك س ب ت و ه م ال ي ظ ل م ون ] ( البق رة :281( وقوله تعاىل : ]ي ا اأ ي ه ا ال ذ ين آا م ن وا ات ق وا الل ه و ق ول وا ق و ال س د يد ا ي ص ل ح ل ك م أا ع م ال ك م و ي غ ف ر ل ك م ذ ن وب ك م و م ن ي ط ع الل ه و ر س ول ه ف ق د ف از ف و ز ا ع ظ يم ا ] )االأحزاب : 71-70(. وختام ا وجه كلمة خمت رصة ل شب اب االإ سالم: ب أن عليهم التب رص يف االأمور بالعل م ال رشعي من العلماء الثقات من اأهل ال سنة واجلماعة ممن ه م على سلف ا أالمة ال صالح, وعدم االن سياق وراء عبارات و شعارات فا سدة لي ست يف حقيقتها من الدين واإمنا هي من تلبي س اجلاهلن واملغر صن احلاقدي ن سائال الله عز وجل أان يه دي ضال امل سلمن

80 79 واأن يلهمهم ر شدهم واأن يحفظ علينا ديننا واأمننا واأن يرد كيد الكائدين يف نحورهم و أان يرفع راية االإ سالم بالن رص والع زة والتمكن إانه جواد كرمي واحلمد لله رب العاملن. التعاي ش ال سلمي مع الآخرين : من جهته قال رئي س جامعة نايف العربية للعلوم االأمنية الدكتور جمعان ر شيد بن رقو ش اإن البيان الذي صدر عن هيئة كبار العلماء مبا متثله من مكانة سامقة ومرجعية دينية موثوق ة على ال صعيد املحل ي وا إال سالمي اأجمع ي أتي ت أكيدا على موقف اململكة احلازم يف مكافحة ودحر ا إالره اب مبختلف ص وره و أا شكاله وبي ان خمالفته ملقا صد الدين احلنيف الذي ج اء رحمة للعاملن و سعيا نحو رد ال شبهات التي تثار حول االإ سالم. و أاو ض ح اأن البيان ج س د ر سالة ا إال س الم يف الت سامح والرحمة وكفالة حقوق االإن س ان والتعاي ش ال سلمي مع ا آالخري ن ونبذ العنف والتخري ب وحماية النف س التي حرم الله قتلها إاال باحلق. و أافاد أان البيان يع ضد جهود اململكة يف مكافحة االإرهاب الذي ي سته دف االأبرياء واالآمن ين وي ستهدف قبل ذلك كله اإح سا س ا أالمن الذي تعي شه املجتمعات ويقدم للعامل منوذجا عل ى سماحة هذا الدين ونبذه للجرائم االإرهابية النك راء كما أانه ي أتي انطالقا م ن قيم الدين االإ سالمي احلنيف الذي قامت على اأ س سه البالد منذ ن ش أتها. واأ ش ار إاىل اأن من اأبرز ما ت ضمنه البي ان اأ سماء العديد من التنظيمات االإرهابية التي ت سعى يف االأر ض ف سادا لبي ان عظي م خطرها ولك ي ي ستب ين ال شب اب سبيل الر شاد ويكونوا على بينة من اأمرهم جتاه هذه املنظمات ال ضالة كما أاكد خطورة اخلروج على والة االأمر وما ي ؤودي إاليه ذلك م ن ف ساد يف ا أالر ض وفتنة تهدد ا أالمن وال سل م االجتماعي وتنبيه ال شب اب إاىل عدم االن سياق وراء ال شع ارات الكاذب ة التي يرفعه ا البع ض لتفريق ا أالمة وزعزعة االأمن. ظاهرة إاجرامية قدمية : ويف ذات ال سياق قال مدير جامعة سلمان بن عبد العزيز الدكت ور عبد الرحمن بن حممد العا صمي: إان االإرهاب ظاهرة إاجرامية قدمية ومتج ددة ال تنتمي إاىل دين اأو جمتمع واإمنا ت ص در عن اأ شخا ص وجماعات امتالأت جوانحها بال ضغينة والكراهية جتاه االآخرين وتعاظمت نفو سهم يف أاعينهم بدافع من الغرور والتعامل وت سرتوا بال شع ارات الدينية لترير اأفعاله م القبيحة وت رصفاتهم ال شنيعة التي ال يقبلها العقالء ويلفظها االأ سوياء. واأ ش ار اإىل اأن علماء اململكة االأفا ض ل ك شفوا يف بيانهم اأم س حقيق ة ا إالره اب املنب وذ الذي جت ب حماربته والت ص دي أالهله مقدم ين صورت ه احلقيقية بجالء بحيث ال يتبقى الأهل الرتدد والت شكك م سوغ يف تقاع سهم ع ن جمابهة الباطل اأو العمل م ع االأيدي املخل صة على اإق صائه ودح ره. واأ ضاف»اإننا يف ه ذه ا آالونة ن شاهد نوعا م ن االإرهاب هو االأكرث قبح ا وب شاعة وخطورة يف آان واح د حيث إانه ميار س با س م الدين االإ سالمي وه و منهم براء كم ا أانه ي ستهوي ال شب اب الغر الذي مل يطلع على احلقائ ق ومل تعركه التجارب وجنده يف الوقت نف س ه ال يعوزه التمويل ا أالمر الذي ي شي بتمدد تلك االأفعى وخفائها«. واأ ش ار إاىل اأنه لزام على اجلمي ع يف بالدنا املباركة اأن يقوموا بواجب التوعي ة ال شاملة مذكرين ا أالجيال ب أن الدول ة ال سعودية املبارك ة اإمنا قام عماده ا على الدين ا إال سالمي احلنيف الذي ه و عنوان ال سماحة والو سطية واالعت دال ال ذي ي أمرنا باملحب ة واالإخ اء وعمارة االأر ض وكل ما في ه صالح االإن س ان و سعادته وهي يف طليعة الدول العامل ة على حماربة االإرهاب ووقاية املجتمع من رشوره و أا رضاره خطر يهدد العامل : بدوره ق ال مدير جامعة امللك سعود الدكتور بدران بن عب د الرحمن العم ر اإن االإرهاب خط ر حقيقي يهدد العامل كله وال سيما منطقتن ا العربية االإ سالمية ب سبب االأفكار اخلارجة عن نهج الدي ن و رشائعه التي دفعتهم إاىل التهاون يف الدماء واالأموال وا أالعرا ض. وق ال معلقا عل ى بيان هيئة كب ار العلماء ح ول خماطر ا إالره اب و آاث اره ومفهوم ه: اإن ما ن شاهده م ن أاحداث ون سمعه من أاخبار عما يجري يف مناطق ال رصاع املحتدمة حولنا توؤكد للجميع أاننا نواجه متددا لفكر ضال منحرف ال ينح رص خط ره على بالدنا فقط ب ل يتعداها إاىل املناطق املجاورة التي يجب عليها حماربته والتهي ؤو لدفعه. واأ ض اف: «إان خادم احلرم ين ال رشيفن امللك عبد الله ب ن عبد العزيز اآل سع ود قد تنبه مبك را إاىل خطر هذا الفكر قبل أان ي ص ل اإىل ما هو عليه اليوم ودعا مرارا إاىل حماربته منذ ع ام 2005 م بدعوة اململكة حن ذاك

81 ا ستطالع 80 اإىل ت أ سي س املركز ال دويل ملكافحة االإره اب ثم دعمه موؤخ را ب )100( ملي ون دوالر اإدراكا من ه حلج م اخلطر وتهديده اأمن وا ستقرار الدول. واأ ش ار اإىل اأن بي ان هيئة كب ار العلماء ك ش ف حقيقة هذا الفكر وممار ساته ال ضالة ووقوعه يف الدماء حمذرا من املنتم ين إاليه والداعن له مدعما كل ذلك بت أ صيل رشعي لف ساد ذلك الفكر وخطره توحيد الكلمة وال صف : م ن ناحيتها أاكدت ع ضو جمل س ال ش ورى الدكتورة فدوه أابومريفة اأن بيان هيئة كبار العلماء جاء مذكرا مبا أاو صى به الله جل وعال فيما يتعلق بتوحيد الكلمة وال صف ووجوب طاعة ويل االأمر يف غ ري مع صية مبينة أان اخلروج عن اجلماعة اأكر اأ سباب الف ساد يف البالد والعباد و أان الطاعة تقوم على تربية النف س وتقوميها على االمتثال أالوامر الله التي ي أتي يف مقدمتها طاعة ويل ا أالمر وعدم اخلروج عليه وخمالفته منوهة برتابط املجتم ع شعبا وقيادة متبادلن احلب والعط اء وال سمع والطاع ة وال سيم ا اأن القيادة الر شيدة تعمل دون ملل يف م صلحة املواطن أاوال. ولفتت اأبومريفة النظر إاىل رضورة أاخذ العرة من الدول املج اورة التي ت شه د فتنا ت سبب ت يف اإزه اق ا أالرواح وانته اك ا أالعرا ض ب سبب اخت الف كلمتهم ووحدتهم م ش ددة على وجوب املداومة على حم د الله و شكره على نعم ة ا أالمن واالأم ان ووح دة ال صف مبحارب ة شعلة االإرهاب وحت صن شبابنا من الدعوات امل ضللة بالتوعية الدينية التي تقوم على اأ سا س املحبة والتعاون واالإخاء. اخللط بني الإرهاب واجلهاد : إاىل ذل ك اأثنت ع ضو جمل س ال شورى الدكتورة حنان بنت عبد الرحيم االأحمدي على بيان هيئة كبار العلماء الذي جاء شام ال وجمرما لالإرهاب بجميع صوره وحا سما ملا كان يلتب س على البع ض وبخا صة من ال شباب ويدفعهم للخلط بن االأعمال االإرهابية واجلهاد ويقطع الطريق على من يغ رر ب أبنائنا لالن ضمام للجماع ات االإرهابية التي ت ستغل صفاء رسيرة املجتمع ال سع ودي ونقاء فطرته لت ستقطب شبابن ا فينتهي بهم االأمر ب إي ذاء أانف سهم وذويهم ووطنهم و إايذاء االآمن ين وامل ست أمنن يف دول اجلوار حتقيقا لغايات سيا سية ال نقرها وال متثلنا. ومتنت االأحمد أان ي ضع البيان ح دا لنزيف الدماء والعنف وا إالره اب الذي ي سيء لديننا احلني ف و رشيعتنا ال سمحة ووطننا وي رض مب صالح ا أالمة االإ سالمية وامل سلمن يف كل م كان ويحد من الت ص وؤالت ح ول دور علماء االأم ة يف و ضع حد للعن ف واالإرهاب واملجازر التي ترتك ب با سم الدي ن ا إال سالمي.وو صفت بيان هيئ ة كبار العلماء بال رصي ح وال سيما اأنه جاء لريد باليق ين الذي ال يدع جماال لل شك على كل من دعا وحث واأفتى بوجوب اجلهاد املزعوم من دعاة التطرف موؤكدة اأن ه ذا البيان هو م ا نحتاج إاليه يف ه ذا الظرف ال صعب ال ذي متر به االأمة االإ سالمية داعي ة جميع املنابر الدينية والدعوي ة إاىل تبني ما جاء يف ه ذا البيان حقنا لدماء اأبنائنا وحفظا لالأمن واال ستقرار يف بالدنا حماها الله. جرمية نكراء: من جهته قال ف ضيلة ال شيخ يو سف العفالق قا ضي اال ستئناف يف املنطقة ال رشقية على امل سلمن اأن يتعاونوا فيما بينهم على اخلري والر والتق وى واأن ال يعين وا الظاملن واملعتدين انطالقا من قول احلق تبارك وتعاىل:»وتعاونوا على الر والتقوى وال تعاونوا على االإثم والعدوان«. واإن م ن االإث م والعدوان الذي ال يرى في ه شك ما اأبانته هيئ ة كب ار العلماء يف ه ذه الب الد من متوي ل االإرهاب واالإعان ة عليه اأو الت س رت على اأ صحاب الفك ر ال ضال أاو اإيوائهم كم ا قال - صلى الله عليه و سل م- )لعن الله من آاوى حمدث ا( رواه م سل م واأ ضاف ف ضيل ة ال شيخ قائال: اإن متويل اجلرائ م وا إالعانة عليها مبثاب ة فعلها فال يجوز بحال من االأحوال اإعانة الظامل ين. واأ ضاف ف ضيلته : اإن من حما سن هذه البالد تالح م قادتها مع علمائها والراعي والرعي ة وهذا اأمر نح سد عليه فنحن نعلم أان هذه البالد من ذ ت أ سي سها وقيامها على يد االإمام حممد بن سعود وحتى يومنا هذا اإمنا هي قائم ة على الدين وال رشيعة ا إال سالمية وها نحن نرى التالحم بن القادة والعلماء يف كل منا سبة واإن م ا اأ صدرت ه هيئة كب ار العلماء م ن جترمي متويل االأموال وحترمي ذلك ه ذا من اأ صول ديننا فلي س الأحد اأن يدف ع ماال يف اأمر حر م ه الله ويعاق ب عليه فاعله. واأك د ف ضيلته أانه ال يجوز ب أي وجه م ن الوجوه م ساعدة املجرمن الذين يعملون على زعزعة ا أالمن وقتل ا أالبرياء والتخريب يف االأر ض واأ شار ال شيخ العفالق اإىل رضورة التنبه ملثل ه ذه االأمور ب أن ندفع امل ال جلهة موثوقة تكفل اليتيم اأو تطعم الفقري اجلائع اأو تك سو عاريا اأو ت ساعد طالب علم حمتاجا فهذا أامر ال خالف فيه وبه يك سب امل سلم االأجر من الله تعاىل.

82 م ؤمترات موؤمتر مكة املكرمة اخلام س ع رش بعنوان:»الثقافة الإ سالمية.. الأ صالة واملعا رصة«81 مكة املكرمة- احلبيب ال رشيف برعاية كرمية من خادم احلرم ين ال رشيفن امللك عبدالله ا بن عبدالعزيز اآل سع ود -حفظه الله- عقدت رابطة العامل االإ سالم ي م ؤومت ر مك ة املكرم ة اخلام س ع رش بعنوان:»الثقافة االإ سالمية.. االأ صالة واملعا رصة«وذلك يف الفرتة م ن 1435/12/6-4 ه املواف ق 2014/9/30-28 م. بقاع ة املوؤمترات الك برى مبقر الرابط ة يف مكة املكرمة. افتت ح املوؤمتر صاحب ال سمو امللكي االأمري م شعل بن عبدالله ب ن عبد العزيز أام ري منطقة مكة املكرم ة املوؤمتر نيابة عن خادم احلرم ين ال رشيفن. بح ض ور سماح ة املفتي العام للمملكة رئي س املجل س االأعلى للرابطة ال شيخ عبدالعزيز بن عبدالل ه اآل ال شيخ كما ح رض احلف ل االفتتاحي جمع غفري من العلماء والباحثن و ضيوف املوؤمتر. احلفل اخلطابي: وق د اأقيم حفل خطابي به ذه املنا سبة بدىء بت الوة اآي من الذكر احلكيم. بع د ذلك أالقي ت كلمة امل شارك ين األقاها نيابة عنه م االأ ستاذ الدكت ور عبدالله بن إابراهيم بوخلخال رئي س جامعة االأمري عبدالقادر للعلوم ا إال سالمي ة يف اجلزائر, عر فيها بالنيابة عن العلم اء واملفكرين والباحثن أاع ضاء املوؤمتر عن ال شكر

83 م ؤمترات 82 والتقدير خلادم احلرمن ال رشيفن حفظه الله وحكومته الر شي دة على رعايت ه الكرمية للموؤمتر, وحي ا هذه البالد الطيب ة التي تغم ر ضيوفها مبعاملة طيب ة صادقة كلما حل وا بها.واأ ش ار الدكتور بوخلخال اإىل م ا سماها الفتنة الكرى التي عا شها ويعي شها العامل العربي واالإ سالمي منذ اأكرث من خم س ة وع رشين سنة ب داأت باجلزائر وما ت زال م ستمرة متنقلة من بلد اإىل اآخر. وت ساءل كيف يحدث هذا يف اأر ض االإ سالم وبا سم االإ سالم ال ذي وحد القبائ ل وال شعوب يف اأمة واح دة وخل صها من آاف ات ال شق اق والفرقة واالخت الف والكراهية ب ين اأبناء املجتمع الواحد واأ ش ار رئي س جامع ة االأمري عبدالق ادر اأن ثقاف ة ال سلم والت سامح واإ صالح ذات البن والتقدم والرقي والتعاي ش ال سلمي كله موجود يف الثقافة االإ سالمية. ودع ا اإىل التم سك به ذه الثقافة الكفيل ة باملحافظة على قوة االأمة ومتا سكه ا ومواجهة خمطط ات التق سيم واال ستالب احل ضاري والغزو الفكري. عقب ذلك األقى معايل االأمن العام لرابطة العامل االإ سالمي الدكت ور عبدالله ب ن عبداملح سن الرتكي كلم ة رحب فيها ب ضي وف الرابط ة سائال الل ه تعاىل اأن يوف ق حجاج بيت الله احل رام الأداء منا سكهم على الوجه الذي يحبه وير ضاه ويف راح ة واطمئنان, واأن يثيب خادم احلرمن ال رشيفن و سم و ويل عهده ا أالمن و سمو ويل ويل العهد و سمو اأمري منطقة مكة املكرمة على اجلهود العظيمة يف خدمة احلرمن ال رشيفن وقا صديهما. وق ال: اإن االأمة مل تكن يف ع رص من الع صور اأكرث تعر ضا للتحديات امله ددة خل صو صيتها الثقافية وانتمائها احل ضاري منها يف هذا الع رص. وركز معايل ا أالمن العام على اأبرز التحديات الداخلية التي تواجهها الثقافة االإ سالمية, وهي الناجتة عن اخللل الواقع يف أاذهان النا س يف فهم بع ض أاحكام االإ سالم واأهدافه وتطبيقه يف واقع احلياة, وهذا اخللل فرز ا ضطرابا يعاين منه العامل العربي وا إال سالمي ب سبب ظهور الطائفية البغي ضة واحلزبية ال ضيقة والتطرف املوؤدي اإىل التكفري واالإرهاب. وه ذه االآفات الثالث ة التي اأ صيبت بها االأم ة هي اأخطر ما يواج ه الثقافة االإ سالمية اليوم, وم ن ثم ينبغي أان تت ضافر اجله ود من العلم اء واالإعالمين والرتبوي ين وكل من له ت أثري يف التوجيه الثقايف يف التعاون على مكافحة هذه االآفات بالتوعية وت صحيح املفاهيم. ون وه معايل االأم ين الع ام إاىل اجلهود التي تبذله ا اململكة العربي ة ال سعودي ة يف مكافحة التط رف واالإرهاب, تلك اجلهود التي تعد جتربة فذة وحتتوي على ر صيد من اخلرة والنجاح, وهي جديرة ب أن ي شاد بها وت ستثمر يف الدرا سات والبحوث التي تعتني بهذا املو ضوع. ووجه املفت ي العام للمملكة رئي س املجل س االأعلى للرابطة سماح ة ال شيخ عبدالعزي ز بن عبدالله اآل ال شي خ كلمة اأمام اجلل س ة االفتتاحية للموؤمت ر أا شار فيه ا اإىل ال رشف العظيم ال ذي ينت سب اإليه امل ؤومنون وهو االإميان بالله تعاىل وبكتابه وبر سول ه وباليوم االآخر وبالقدر خ ريه و رشه, و أان هذا الإميان يوجه عبادتنا واأخالقنا و سلوكنا. وقال سماحت ه: اإن ثقافتنا االإ سالمية تنب ع من عقيدتنا ومن اإميانن ا فهي لذل ك توجه عالقة امل ؤومن ين بربهم وعالقة بع ضهم ببع ض وعالقتهم باملجتمع. وق ال سماحة املفتي الع ام للمملكة إان االإ س الم ب ن العقيدة ال سليم ة وال رشيع ة التي تق وم عليها معام الت النا س يف بيعهم و رشائهم وموقف ال رشع من املطعومات وامللبو سات وامل رشوب ات وب ن امل صوؤوليات عل ى اأفراد املجتمع ليقوم كل ف رد ح سب طاقته ب أداء هذه امل صوؤوليات معظمن اأوامر الله تعاىل والدعوة إاىل اخلري. وح ض سماحة املفتي على ا ستنقاذ ال شباب من هذه الفنت التي جاءت لتفريق كلمتنا وا أالخط ار التي حتيق بنا, وتوعيتهم من امل صائب والكوارث التي عمت بالد امل سلمن. واأو ص ى على اجلد واالجتهاد يف توعية ال شباب املغيب عن احلق, وا ستنقاذه من االأفكار ال ضالة والدعوات الزائفة. اإثر ذلك األقيت كلمة خ ادم احلرمن ال رشيفن امللك عبدالله ب ن عبدالعزيز اآل سعود حفظه الل ه أالقاها بالنيابة عنه صاحب ال سمو امللكي االأمري م شعل بن عبدالله بن عبدالعزيز اأمري منطقة مكة املكرمة. وجاء يف ه ذه الكلمة ال ضافية خل ادم احلرمن ال رشيفن ما يلي: اإن الثقافة االإ سالمية ه ي التي توحد االأمة وت صل بن شعوبها ودوله ا فينبغي أان ي عطى له ا وملكو نها االأ سا سي وهو الدي ن اهتمام ا اأ سا سي ا يف االعتناء بالثقاف ات املحلية والوطني ة وتنميته ا. ووج ه اإىل واجب االأم ة اأن تتم سك بثقافتها وتدافع عنها بالط رق امل رشوعة موؤكدا أان الوفاء

84 83 بالتزاماته ا يف التع اون الدويل وا إالن س اين ال يتعار ض مع خ صو صيتها الثقافية. واأهاب خادم احلرمن ال رشيفن بالعلماء والدعاة واأ صحاب االأقالم أان يدر سوا ما تعي شه اأمتنا من واقع ثقايف م ضطرب, ويتتبع وا اأ سباب اخللل, ويعاجلوه ا باحلكمة واحلجج املقنعة حت ى ي ستقيم عل ى املنهج ال صحي ح الذي يت ص ف بالو سطية واالعتدال ونبذ التطرف والعنف واالإرهاب. ح رش احلفل صاح ب ال سمو االأم ري فواز ب ن نا رص اآل فرح ان م ست شار سم و رئي س هيئ ة تطوير مك ة املكرمة وامل شاع ر املقد س ة ومع ايل امل ست ش ار يف الدي وان امللكي وع ضو هيئة كب ار العلماء ال شيخ الدكت ور صالح بن حميد ومع ايل الرئي س الع ام ل ش ؤوون امل سجد احل رام وامل سجد النبوي ال شيخ الدكتور عبدالرحم ن ال سدي س ومعايل اأمن العا صم ة املقد سة الدكت ور أا سامة بن ف ض ل البار ومعايل رئي س البن ك االإ سالمي للتنمي ة الدكتور اأحم د بن حممد عل ي وعدد من امل صوؤولن وكذل ك ضيوف رابطة العامل االإ سالمي امل شاركن يف املوؤمتر. الأمني العام يف موؤمتر صحفي قبيل انعقاد املوؤمتر: ك شف االأمن الع ام لرابطة العامل االإ سالمي الدكتور عبدالله ب ن عبداملح سن الرتكي أان م ا يعي شه املجتمع امل سلم يف الوقت احلا رض م ن االأو ضاع املختلة يف كثري م ن البالد يعود إاىل سوء فه م ا إال سالم واالبتع اد عن الثقاف ة االإ سالمية. ودعا إاىل و ض ع الثقافة االإ سالمية يف مكانه ا ال صحيح يف املناهج التعليمية واالإعالم وجميع صوؤون احلياة. ج اء ذلك يف موؤمت ر صحفي عق د يف يوم اخلمي س املوافق 1435/12/1 ه مبقر الرابط ة مبنا سبة انعق اد م ؤومتر مكة املكرم ة اخلام س ع رش )الثقاف ة ا إال سالمي ة.. االأ صال ة واملعا رشة( خالل الفرتة م ن 4 / 1435/12 ه 6 برعاية كرمية من لدن خادم احلرمن ال رشيفن ويفتتحه اأمري منطقة مكة املكرمة صاحب ال سمو امللكي االأمري م شعل بن عبد الله ويح رضه سماح ة املفتي العام للمملكة رئي س املجل س االأعلى للرابطة ال شيخ عبد العزيز بن عبد الله آال ال شيخ. واأبان مع ايل ا أالمن العام للرابط ة اأن امل ؤومتر سريكز على االجتم اع مع اأهل العلم وال شخ صيات املهمة الذين قدموا من خمتل ف الدول االإ سالمية تلبية لدع وة للم شاركة يف اأعمال املوؤمتر. وقال معاليه : قد يظ ن بع ضهم اأن مو ضوع الثقافة غري مهم فه و موجود يف املكتب ات واجلامعات لك ن ثقافات االأفراد واملجتمع ات يف ه ذا الوقت م صابة ب شيء م ن اخللل بعد اأن كانت الثقافة االإ سالمية هي الثقافة ال سائدة يف العامل كله وقد نق ل االإ سالم العرب من جمتمع قبلي اإىل جمتمع قوي الثقافة ذي ح ض ارة متميزة واإذا ما ع اد امل سلمون اإىل فهم دينهم وال س ري يف حياتهم وفق ثقافتهم ف إنهم سيتمكنون من مواجهة م شكالتهم. واأ ض اف : اإن الثقاف ة االإ سالمية حتت اج اإىل مراجعة جادة من حي ث املفاهيم والروؤى واالأ ساليب والو سائل التي تخفف ا أالزمات التي تعي شها البالد االإ سالمية. وقال معايل ال شيخ الرتكي: نحن يف دولة قامت على االإ سالم وتخ دم احلرمن وتطب ق ال رشيع ة وعلين ا م صوؤولية جتاه وطننا وديننا ولغتنا ورابطة العامل االإ سالمي معنية بال ش أن االإ سالم ي العام وتركز ن شاطها م ع اجلمعيات واملنظمات يف جمي ع اأنحاء الع امل االإ سالمي وهي تعط ي احلج اأهمية خا صة فقد اأ س ست يف مو سم احلج يف م ؤومتر إا سالمي جامع ولذلك ت سعى إاىل ا ستف ادة امل سلمن بع ضهم من بع ض كل يف جماله خالل اجتماعهم يف مكة املكرمة. اأهداف امل ؤومتر: 1- تعميق انتماء امل سلم بالثقافة االإ سالمية واعتزازه بها. 2- جتديد ثقاف ة امل سلم واإعادة بنائها عل ى اأ صول االإ سالم ومبادئ ه اخلالدة بعيدا ع ن اخلرافات وا أال ساط ري والتقاليد اجلاهلية وبعيدا ع ن الثقافات املهج نة اللقيطة التي ال جذور

85 م ؤمترات لها وال قيود وال حدود وال ثوابت. 3- إايج اد املجتم ع االإ سالم ي املث ايل الواقع ي وتكوي ن ال شخ صي ة االإ سالمية املتكاملة واإيج اد الهوية املميزة لالأمة االإ سالمي ة الت ي جتم ع أافرادها مب ص ري ت ضامن ي اإ سالمي واحد يقوم على مبادئ االإ سالم وهديه. 4- جتديد صل ة امل سلمن ب الإ سالم برتجم ة أافكاره وتعاليمه اإىل قانون عملي وواقع سلوكي واأخالقي. 5- توف ري من اخ اإ سالمي مت شبع ب آداب االإ س الم وتعاليمه ال سمح ة بحيث تعم الثقاف ة االإ سالمية ال صاحل ة بكل قيمها واآدابها و أافكارها جميع جماالت احلياة. 6- تكوي ن امل سل م الواعي ال ذي ميتلك التوفي ق بن حقائق العل م وحقائق الدي ن ويك شف عن تواف ق احلقائق الكونية م ع احلقائق القراآنية لرت شيد العل وم االإ سالمية نحو عمارة االأر ض و صالحها. 7- متك ين امل سلم من املقارنة واملوازنة والنق د والفهم ال سليم لالآراء واالجتاهات الفكرية املعا رصة وتنمية روح التجديد يف ال صحيح منها. 8- التعري ف ببع ض م ستجدات الثقاف ة االإ سالمية وق ضاياها املعا رصة. 9- التعريف ببع ض التحديات الت ي تواجه الثقافة االإ سالمية وبيان كيفية مواجهتها. 10- تنمي ة شعور الوالء لالأم ة االإ سالمية واملحافظة على شخ صيتها وتوثيق ال صلة بن حا رضها وما ضيها وم ستقبلها. و شارك يف اإثراء جل سات امل ؤومتر اأ ساتذة اجلامعات وم صوؤولو اجلمعيات واملراكز االإ سالمية حيث ناق شوا بحوث واأوراق املوؤمتر يف املحاور التالية: املحور الأول: الثقافة الإ سالمية.. املفهوم واخل صائ ص: 1- روؤى يف ت أ صيل الثقافة. 2- مقومات الثقافة ا إال سالمية. 3- نحو عوملة الثقافة االإ سالمية. املحور الثاين: الثقافة الإ سالمية.. الواقع والتحديات: 1- الغزو الثقايف والهزمية النف سية. 2- الفرقة وال رصاع والتع صب. 3- اجلهل والتخلف وغياب املرجعية. املحور الثالث: الثقافة الإ سالمية ومتغريات الع رص: 1- معايري قبول املتغريات الثقافية. 2- العالقة بن الثقافة االإ سالمية والثقافات االأخرى. 3- االإعالم واالأزمة الثقافية. املحور الرابع: نحو ثقافة واعية: 1- ق راءة يف كلمات خادم احلرم ين ال رشيفن واأثرها يف بناء الثقافة الواعية. 2- االت صال الثقايف بن ال شعوب واملجتمعات ا إال سالمية. 3- التنوع الثقايف ووحدة االأمة امل سلمة. 4- كيف نبني ثقافة واعية املحور اخلام س: ق ضايا يف الثقافة الإ سالمية: 1- التوجهات الثقافية يف العامل االإ سالمي. 2- احلوار الثقايف العاملي وم آالته. 3- الثقافة وتكنولوجيا االت صاالت احلديثة. 84

86 كلمة خادم احلرمني ال رشيفني امللك عبد اهلل بن عبد العزيز اآل سعود 85 ب سم الله الرحمن الرحيم اأ صحاب الف ضيلة واملعايل وال سعادة. س الم عليك م ورحمة الله وبركات ه. وي رشين اأن أانقل اإليكم حتيات خادم احلرمن ال رشيف ين امللك عبد الله بن عبد العزيز اآل سعود. واأرح ب ب الإخوة امل شارك ين يف هذا امل ؤومتر ال ذي يعقد يف ه ذه االأيام التي عظمه ا الله: )والفجر ولي ال ع رش ) ويف هذا البلد ا أالم ين الذي ي ستقبل مالين امل سلمن قادمن من كل فج عميق. ن س أل املوىل الكرمي اأن يرزقنا التوفيق والعون على خدمتهم وال سه ر على أامنه م وراحتهم حت ى ي وؤدوا منا سكهم على أاح سن وجه ويرجعوا إاىل أاوطانهم ساملن غامنن. أايها االإخوة: اإن الثقاف ة االإ سالمي ة هي التي تعرف ب أالم ة وحتدد وجهتها احل ضاري ة وتربط اأطرافه ا بع ضهم ببع ض فبهذه الثقافة يرتب ط امل سلم مبئات املالين من امل سلم ين املبثوثن يف خمتلف اأنح اء الع امل وي ش رتك معه م يف الدي ن ال ذي يدي ن به والر سالة الت ي يتبعه ا وامل شاعر واالآم ال والتطلعات التي تعتلج يف وجدانه جتاه حا رض ا أالمة وم ستقبلها. اإن الثقافة االإ سالمية هي الت ي توحد االأمة وت صل بن شعوبها ودولها فينبغي اأن يعطى له ا وملكونها ا أال سا سي وهو الدين اهتماما اأ سا سيا يف االعتناء بالثقافات املحلية والوطنية وتنميتها وبذلك يكون االنتماء الوطن ي م ؤو س سا على االنتماء االإ سالمي يف خمتلف البلدان االإ سالمية. و أامتن ا االإ سالمية اأمة كاملة ال شخ صية لها جتربتها احل ضارية امل رشق ة و سجلها الرتاث ي الزاخر إا ضاف ة اإىل متيزها عن غريه ا من كونه ا خري أامة اأخرج ت للنا س ت أم ر باملعروف وتنه ى عن املنك ر وتوؤمن بالل ه وحتمل ر سالة الل ه العاملية اخلامتة وهي ر سالة نور ورحم ة: ))ي ا أا ي ه ا الن ا س ق د ج اء ك م ب ر ه ان م ن ر ب ك م و أا ن ز ل ن ا إا ل ي ك م ن ور ا م ب ين ا( ]الن ساء/ 174 [ )و م ا اأ ر س ل ن اك اإ ال ر ح م ة ل ل ع مل ن ) ]ا أالنبياء/ 107 [. فم ن الواجب على االأمة االإ سالمي ة أان تتم سك بثقافتها وتدافع عنها بالط رق امل رشوع ة ووف ؤوها بالتزاماته ا يف التعاون ال دويل واالإن ساين ال يتعار ض مع خ صو صيته ا الثقافية ذلك أان التنمي ة الب رشية وما يت صل بها م ن مفاهيم كاحلرية والدميقراطي ة وحقوق االإن سان ال يج وز أان تكون خارجة عن إاطار البيئة الثقافية ل أالمة. و صلتنا بثقافتن ا تتطلب موازنة بن جانبي ا فيها. أال صالة واملعا رصة فاملعا رشة ه ي االت ص ال الفاع ل بع رصن ا والتعامل مع م شكالت ه ومالب ساته واال ستفادة مما يتوافر فيه من تطورات يف العلوم واملعارف ونظم احلياة املختلفة وذلك يقت ضي اإقامة عالق ات اإيجابي ة مع االآخري ن للتعاي ش والتع اون يف ف ضاء امل شرتك االإن ساين الوا سع. والوفاء مبتطلبات املعا رشة ال يتعار ض مع التم سك باجلانب الثاب ت م ن ثقافتنا وهو دينن ا ولغتنا العربي ة وقيمنا العربية االإ سالمية وذل ك يتطلب منا االعتزاز برتاثن ا واالهتمام به واال ستفادة منه يف تنظيم صوؤون حياتنا. والي وم تعي ش اأمتنا واقعا ثقافي ا م ضطربا يحت اج منكم أايها العلم اء والدع اة و أا صح اب ا أالق الم اأن تدر س وه درا سة ضافي ة وتتبع وا اأ سب اب اخلل ل في ه وتعاجلوه ا باحلكمة واحلجج املقنعة حتى ي ستقيم على املنهاج ال صحيح الذي يت صف بالو سطية واالعتدال ونبذ التطرف والعنف واالإرهاب. واالأمر يتطلب تن سيقا تتكامل فيه اجلهود ويتحقق فيه التعاون يف و ض ع الرام ج واخلط ط التي تن رش الوع ي ال صحيح وحتارب الفك ر املنحرف وت صحح الت ص ورات اخلاطئة يف املفاهيم االإ سالمية. ونح ن يف اململكة العربية ال سعودي ة ا ستطعنا أان جنرد الفكر املنح رف من كل ال شبه ات التي ح اول أان يجد فيه ا سندا ل ه وين رش من خاللها دعايت ه بف ضل التع اون بن علمائنا و أاجهزتنا ا أالمني ة وو سائلنا ا إالعالمي ة والثقافية فكونا بذلك جبهة موحدة عملت على كل امل ستويات ويف كل االجتاهات الإيجاد حت صن قوي وم ستقر يف املجتمع من هذه ا آالفة الدخيلة. ولئن كان التفريط يف الثقافة ا إال سالمية والتق صري يف حمايتها اأحد العوام ل التي اأوقعت بع ض أاوطانن ا العربية وا إال سالمية يف دوام ة م ن امل ش كالت ف إن اال ستق رار ال ذي تنعم به اململكة واحلم د لله ي ستند اإىل حمافظتها عل ى ثقافتها التي هي الثقاف ة االإ سالمية. و ست ستمر ب إذن الله عل ى هذا امل سار الذي اأ س ست علي ه اململكة. وق د ا ستطعنا بتوفيق الل ه اأن ن صل إاىل معادل ة التوفيق ب ين ا أال صالة واملعا رشة يف امل س ألة الثقافية فلم مينعن ا التم سك ب أ صالتن ا وبناء منهجنا عليه ا من مواكبة الع رش واال ستف ادة م ن كل اإبداعاته وتطورات ه املفيدة التي ال رشر فيها على دينن ا و أاخالقنا ومل جند يف ه ذه املواكبة الواعية امل ر ش د ة ما ي ؤوث ر على هويتنا وانتمائنا أالمتنا وتراثها وح ضارتها امل رشقة. ويف اخلت ام اأ شك ر رابطة الع امل االإ سالمي ورئي س جمل سها االأعل ى واأمينه ا العام على م ا ت سهم به من جه ود متميزة يف توعي ة ا أالم ة بواجباتها نح و دينها و أاوطانه ا وق ضاياها ودح ض ال شبهات وا أالباطيل املوجهة ضد االإ سالم وح ضارته ورموزه ومقد ساته ومواجهة ا إالرهاب والتطرف والغلو. و أا س أل الله تعاىل اأن يكل ل اأعمالكم بالنج اح والتوفيق ملا فيه اخلري لالأمة االإ سالمية جمعاء. وال سالم عليكم ورحمة الله وبركاته.

87 م ؤمترات كلمة مفتي عام اململكة ال شيخ عبدالعزيز بن عبداهلل اآل ال شيخ ب سم الله الرحمن الرحيم احلمد لل ه اللهم صل و سلم وبارك عل ى عبدك ور سولك حممد اأ رشف ا أالنبياء وعلى آاله و صحبه اأجمعن. رشف املوؤمنن إاميانهم برب العامل ين واإميانهم بنبيه الكرمي واإميانه م بالكت اب املب ين واإميانه م بال رشع الق ومي. هذه و سائل ال رشف والعز لهذه االأمة يج ب أان نطبق هذا بكل واقعية يف عباداتنا ويف اأخالقنا ويف سلوكنا. إان ا إال س الم دي ن كم ال حل جمي ع امل شاكل ف ال ق ضية اإال ورد فيها بي ان من حيث الوج وب واال ستحباب والكراهة تبيان ا للحق وتو ضيحا له اإن ا إال س الم بن العقيدة ال سليمة ب إالمي ان بالل ه ومالئكت ه وكتب ه ور سل ه والي وم االآخر وبالق ض اء والق در واأو ض ح للم سلم ين املعام الت التي يتعاملون بها يف بيعهم و رشائهم و سائر عالقاتهم واأو ضح لهم موقف ال رشع من امللبو سات واملطعومات وامل رشوبات اجلائ ز منها وغري اجلائز كما اأو ض ح لهم اهتمام االإ سالم ب ش أن املجتمع وعنايته به وحر صه على أان يكون هذا املجتمع جمتمع ا متالحم ا ووزع امل صوؤوليات ليقوم كل بقدر طاقته. اإن االإ س الم اهتم ب أالقلي ات غري امل سلمة يف ب الد االإ سالم وحقن دماءه م و أاموالهم ومل مي سهم ب سوء, احرتم ا أالديان ال سابق ة يف حال ال سلم واحلرب و أان ه ذه العالقات مبنية على الع دل واالإن صاف واإعطاء احلق وق متى ما احرتموا 86 كلمة معايل الأمني العام الأ ستاذ الدكتور عبد اهلل بن عبد املح سن الرتكي ب سم الله الرحمن الرحيم صاحب ال سمو امللكي ا أالمري م شعل بن عبد الله بن عبد العزيز آال سعود اأمري منطقة مكة املكرمة سماحة ال شيخ عب د العزيز بن عبد الله آال ال شيخ املفتي العام للمملكة ورئي س املجل س االأعلى للرابطة أايها االإخوة الكرام: س الم عليكم ورحم ة الله وبركات ه و أارحب بك م سائال الله تعاىل اأن يوفق حج اج بيته احلرام الأداء منا سكهم على الوجه ال ذي يحبه وير ض اه ويف راحة واطمئن ان ويتقبل منهم و أان يثيب خ ادم احلرمن ال رشيفن و سمو ويل عهده االأمن و سمو ويل ويل العهد و سمو اأمري منطقة مكة على اجلهود العظيمة يف خدمة احلرمن ال رشيفن وقا صديهما. وبعد: فق د ر أات الرابط ة اأن جتعل مو ضوع الثقاف ة ا إال سالمية بن االأ صال ة واملعا رشة عنوان ا ملوؤمت ر مكة املكرم ة يف هذا الع ام واأرج و أان يوفق امل شارك ون لت سلي ط ال ضوء على هذا املو ضوع املهم مبختلف جوانب ه ويقدموا ر ؤوية جلية يف حم اوره وعنا رصه ا أال سا سية ت ستفيد منها ا أالمة وت ستنري بها يف طريقها نح و اإ صالح حالها واإيجاد م كان الئق ومالئم لثقافته ا يف ظ ل االنفت اح والتناف س اللذين ي شهدهم ا عاملنا املعا رص. وا أالم ة االإ سالمي ة تتمي ز عن غريه ا م ن ا أالمم ب أنها اأمة م ؤومتنة عل ى الر سالة العاملية اخلامت ة يف العمل بها وتبليغها للعامل. وم ن ث م فه ي أامة ت ستم د قيمتها م ن صلتها به ذه الر سالة وت ستن ري به ا يف م سريته ا وت ستله م منها مع امل احل ضارة ا إالن سانية الراقية. ومل تكن ا أالمة يف ع رص من الع صور أاكرث تعر ضا للتحديات املهددة خل صو صيتها الثقافية وانتمائها احل ضاري منها يف هذا الع رص. وه ذا يوجب عل ى املخل صن م ن اأبنائه ا اأن يواجهوا هذه التحدي ات بالو سائل وا آالليات الكفيل ة ب صيانة ثقافة ا أالمة من اأخطارها. واالأمر يتطلب يف ذات الوقت العمل على م سار اآخر وهو تغي ري ال صورة ال سلبية التي انطبع ت يف اأذهان ا آالخرين عن امل سلم ين نتيجة االأو ضاع ال سيئة الت ي يعي شونها وحمالت الت شوي ه امل ستغلة لها ا ستغالال تع صبي ا مغر ضا ف إن ت صحيح صورته م لدى االآخري ن خطوة رضوري ة الإ سهامهم يف معاجلة الق ضايا االإن سانية املختلفة والت أثري بثقافتهم يف ا أالنظمة الدولية وا إالن سانية. ومن أابرز التحدي ات الداخلية التي تواجهها الثقافة ا إال سالمية الي وم اخللل ال ذي وقع يف اأذهان بع ض امل سلمن يف فهم بع ض اأحكام االإ سالم يف أا صول ه أاو فروعه اأو يف اأهدافه واملغ زى من ر سالته اأو يف كيفية التعريف به أاو تطبيقه يف واقع احلياة. وه ذا اخللل م ن اأبرز أا سب اب اال ضطراب ال ذي يعاين منه الع امل العرب ي واالإ سالمي فق د اأدى إاىل ظه ور الطائفية البغي ض ة واحلزبية ال ضيقة املفرقة والتطرف املنتج للتكفري واالإرهاب. فالطائفية التي تهدد وحدة امل سلمن اليوم وت ستنزف طاقاتهم

88 دين ا إال سالم ومل يناوئوا امل سلمن. ه ذه املبادئ والنظم ثقافة اإ سالمي ة وينبغي اأن نفتخر ونعتز بها, الأنه ا ثقافة دلت عل ى ا إالميان بالل ه وكتابه ور سوله واالإمي ان بق ضائ ه و قدره ثقاف ة تر سخ فين ا تعظيم أاركان االإ سالم واملحافظة عليها, تعظيم اأوامر الله واجتناب نواهي الله ثقافة يجب أان متثل يف الدعوة إاىل اخلري وتبين حما سن ا إال س الم و صورته النا صعة يف قيمه و أاخالقه وف ضائله ثقافة يجب اأن تكون توعية للمجتمعات امل سلمة مما حل بها من هذه الكوارث وامل صائب التي عمت بالد ا إال سالم والتي وراءها من وراءه ا الإذالل امل سلمن و ا ستهانتهم وجرهم إاىل الذل واله وان. ه ذه ثقافتنا يج ب أان متثل يف الدع وة اىل الله وحتذي ر أامتنا من ا أالخطار املحدقة بها و من املبادئ الهدامة االإرهابية املتطرفة واالإره اب الظامل و العدوان الغا شم.. «و إا ذ اأ خ ذ الل ه م يث اق ال ذ ين أا وت وا ال ك ت اب ل ت ب ي ن ن ه ل لن ا س و ال ت ك ت م ون ه ف ن ب ذ وه و ر اء ظ ه ور ه م و ا ش رت و ا ب ه ث م ن ا ق ل يال ف ب ئ س م ا ي ش رت ون «. اأيها ا أالخوة: أاو ص ي باجلد واالجتهاد يف توعية ال شباب إاىل ع دم االغرتار بهذه املب ادئ ال ضال ة واالآراء الزائفة التي جاء بها اأعداء االإ سالم ليفرقوا جمع امل سلمن وي شتتوا كلمتهم و يزرعوا االأحقاد والبغ ضاء يف قلوب اأبناء امل سلمن. و أا س أل الله تعاىل اأن يجمع كلمتن ا على طاعته واأن يوفق اإمامن ا اإىل كل خري وويل عه ده وويل ويل العهد وال شكر مو ص ول إاىل اأم ري منطقة مكة املكرمة سم و ا أالمري م شعل بن عبدالله بن عبدالعزي ز واإىل معايل االأمن العام لرابطة العامل االإ سالمي الدكتور عبدالله بن عبداملح سن الرتكي. و صلى الله على سيدنا حممد وعلى آاله و صحبه و سلم. 87 يف تخريب ديارهم وتعري ضها للتدخالت االأجنبية املغر ضة وتعمل لتحقيق أاهدافها بو سائل شتى فهمت االإ سالم ب صورة منحرفة ن ش أت من اأخ ذ موقف سلبي مريب من سلف االأمة الذي ن صدق وا الله ور سول ه واأبلوا بالء ح سن ا معه وبعده وانت رش ا إال سالم يف االآف اق بجهودهم وتلق وه من ر سول الل ه صلى الله عليه و سلم ب أمانة و إاميان ثم اأدوه اإىل الذين ج وؤوا من بعدهم ب أمانة وكانوا يف ذلك قدوة لغريهم يف هذه االأمانة التي بها و صل اإلينا حمفوظا من كل سوء. واحلزبية التي يدع ي أا صحابها العمل على التمكن ل إال سالم وحتكيمه ج رت على امل سلمن رشا وبي ال واأوقعتهم يف فتن ة ساحقة ماحقة. وت سببت يف تهديد اال ستقرار ال سيا سي والوح دة االجتماعي ة بن رش فك ر ضيق العط ن يوهم اأن أال صحاب ه وحده م مزية الغرية عل ى االإ سالم وحمايته يف املجتم ع واأن كل م ن ال يتبن ى منهجهم يعت بر جاهال ب إال س الم مق رصا يف حقه وكل م ن ينتقده أاو يعار ضه يف التوجهات واملواقف خارجا عن االإ سالم مناوئا له متحالفا مع أاعدائه. واالإرهاب اأده ى واأمر اإذ ال يقف أا صحاب ه عند حد الراأي املتط رف الذي يتبنونه وال يرون يف املجادلة عنه بالتي هي أاح س ن أاي جدوى ب ل ال يرون شافيا مل ا يف صدورهم من الغيظ املتكون عنده م من ت ضليل االآخرين وتكفريهم إاال يف حم ل ال سالح على النا س وا ستهدافه م يف اأنف سهم و أاموالهم وا ستقط اب ذوي الثقاف ة الب سيط ة واالأفه ام ال ضعيفة الذين تنطل ي عليهم اخلدع ب سهولة وجتنيده م يف ع صابات تندفع اإىل اأهدافه ا ا إالجرامي ة متوهمة أانها ت سع ى لنيل ما جاء يف ف ضائ ل اجلهاد وتقت دي ب سري رج ال االإ س الم االأوائل غافلن عن أاه م رشط من رشوط العمل الذي يبتغى به وجه الل ه تعاىل وهو اأن يكون صوابا ومتييز صواب العمل من خطئ ه اإمن ا يتلقى من أاه ل العلم املوثوقن ال م ن االأدعياء امل ضلن. ويف أاخب ار اخلوارج عرة بليغة لكل م ستهن بتحقيق رشط ال ص واب يف العمل الذي يبتغى به وجه الل ه إاذ ال يخفى ما دونه املوؤرخون يف اأخبارهم من مظاهر عباداتهم غري اأن ذلك مل يكن لي شفع لهم فيما وقعوا فيه من وقيعة ا ستحالل دماء امل سلم ين بتوهمات وفهم سقيم معر ض عما كان يجب عليهم من رد ما مل يعلموه إاىل عامله. وخلط ورة هذا امل سلك ال شنيع اأنب أ النبي صلى الله عليه و سلم يف اأحاديث م ستفي ضة ع ن أاو صافهم حمذرا من االغرتار بظاهره م مرغبا يف الت ص دي لهم وتخلي ص امل سلمن من رشهم. ه ذه ا آالف ات الثالث التي اأ صيب ت بها االأمة ه ي أاخطر ما يواج ه الثقافة االإ سالمي ة اليوم ومن ثم ينبغ ي اأن تت ضافر اجله ود من العلماء واملثقف ين وا إالعالمين وامل صوؤولن عن الرتبي ة وكل من ل ه ت أثري يف التوجيه الثق ايف واالجتماعي يف التع اون مع امل ص ؤوولن يف مكافحة هذه ا آالفات من خالل توعية النا س باالنح راف الذي تنطوي عليه مناهج أا صحابها و أاهدافه ا واالأخط ار التي تنج م عن وجوده ا وانت شارها ومتكنها واالإر شاد اإىل سبل مواجهتها ومن اأهمهما ت صحيح املفاهيم املغلوطة التي اأدت إاىل ن ش أتها. وحيث يعتر التطرف واالإرهاب أاخطر هذه ا آالفات بح سب ما ي دل علي ه الواقع م ن ات ساع نطاق ه وك رثة اأ رضاره ف إنه يحت اج يف مكافحت ه اإىل م ضاعفة اجله ود وتن سيقها بن احلكوم ات واملنظم ات احلكومي ة وال شعبي ة وموؤ س س ات الفت وى وا إالعالم لتوفري حت صن ق وي للنا شئة وال شباب من االأفكار املتطرفة التي أا صبحت تروج ب سهولة عر و سائل االت صال املتنوعة املنت رشة يف كل مكان. و إان اجله ود التي تبذلها اململكة العربي ة ال سعودية يف مكافحة التط رف وا إالره اب تعد جتربة فذة رائ دة حتتوي على

89 م ؤمترات ر صيد كبري من اخل برة والنجاح وهي جديرة ب أن ي شاد بها وت ستثم ر يف الدرا سات والبحوث الت ي تعتني بهذا املو ضوع املهم. وال ش ك اأن وراء ه ذه اجلهود امل ضفرة قي ادة حكيمة على راأ سه ا خ ادم احلرم ين ال رشيفن املل ك عبد الل ه بن عبد العزيز اآل سع ود الذي يغتنم كل منا سبة الإطالق توجيهات قوي ة وبعيدة ا أالهداف يف معاجل ة ق ضايا االإرهاب وما يتعلق به ويح ث ال شخ صيات ذات ال ش أن يف ا أالمة لال ضطالع مب صوؤولية ت صحيح املفاهيم وتوعية النا س ون رش ثقافة الو سطية واالعت دال واالعتناء ب شباب االأم ة والت ضامن بن دولها و شعوبها ومنظماتها واالإر شاد إاىل اأن التعامل مع االآخرين مم ن يخالفن ا يف الدي ن واحل ضارة إامن ا يكون بفت ح سبل احل وار ودعم جهوده والتوعية بحاج ة االإن سانية اإليه الإزالة ما بينها من الت صورات اخلاطئة وتهيئة ا النطاق امل شرتك بينها. أالجواء للتعاون يف إان رابطة العامل االإ سالم ي وم ؤو س ساتها واجلهات املتعاونة معها لتقدم ال شكر اجلزيل خل ادم احلرمن ال رشيفن امللك عب د الله بن عبد العزيز اآل سعود س دده الله واأيده وويل 88 كلمة ال ضيوف أا.د/ عبد اهلل بوخلخال رئي س جامعة الأمري عبد القادر للعلوم الإ سالمية ب سم الله الرحمن الرحيم وبه ن ستعن وال صالة وال سالم على املبعوث رحمة للعاملن )ر ب ا رش ح يل ص د ر ي و ي رش يل اأ م ر ي و اح ل ل ع ق د ة م ن ل س ين ي ف ق ه وا ق و يل ) أايه ا ال سادة احل ضور أاحييكم بتحية ا ورحمة الله تعاىل وبركاته اأما بعد: إال س الم: فال سالم عليكم فا سمح وا يل أان اأحتدث با سمكم و أا س أل الل ه التوفيق يف هذا امل ؤومت ر العظيم موؤمتر مك ة املكرمة اخلام س ع رش الذي اختار مو ضوع: )الثقافة االإ سالمية بن االأ صالة واملعا رصة( يف أام الق رى يف مك ة املكرم ة ويف مو سم من اأع ز املوا سم ا إال سالمية مو سم احلج ا أالعظم. ف أبد أا ب إعطاء كل ذي حق حقه - ومن ال ي شكر النا س ال ي شكر الله-. اأوال با سمك م جميعا نتق دم بتحية خال ص ة وتقديرا واحرتاما كبريي ن من القل ب إاىل القلب إاىل خ ادم احلرمن ال رشيفن املل ك عبد الله بن عبد العزيز اآل سع ود - حفظه الله- على رعايته الكرمي ة لهذا املوؤمتر ثم ل صاحب ال سمو امللكي االأمري م شعل بن عب د الله بن عبد العزيز اآل سعود اأمري منطقة مكة املكرمة و سماحة ال شيخ عبد العزيز بن عبد الله اآل ال شيخ املفتي العام للمملكة العربي ة ال سعودية رئي س املجل س االأعلى لرابطة العامل االإ سالمي ثم لل سيد ا أالمن العام لرابطة العامل االإ سالم ي الدكت ور عبد الله ب ن عبد املح س ن الرتكي على دعوت ه الكرمية لنا للم شاركة يف هذا املوؤمتر واأن نكون أاي ضا ضمن حجاج هذا العام 1435 ه. ث م حتي ة خال ص ة إاىل طاق م االأمان ة العامة لرابط ة العامل االإ سالم ي كل با سم ه و صفت ه ورتبته على قم ة اال ستقبال وك رم ال ضياف ة وحتية و شك ر وتقدير وعرف ان الأهل هذا البل د الطيب ملكا وحكومة و شعب ا والأهل هذه الديار الذين يبهروننا دائما مبعامالتهم الطيب ة ال صادقة كلما حللنا بها منذ زمن. أايها ال سادة ف إن مو ضوع ه ذا املوؤمتر اخلام س ع رش له ذا العام جاء يف وقت ه بل هو مت أخر قلي ال نظرا للفتنة الك برى التي عا شها ويعي شه ا الع امل العرب ي وا إال سالم ي منذ أازيد م ن خم سة وع رشين سنة بداأت باجلزائر اأر ض ال شهداء سنة 1988 م ومازالت م ستم رة متنقلة من بل د اإىل اآخر حيث تركت يف نفو س اجلمي ع آاالما و أاحزانا عميق ة وخرابا مدمرا لقدرات العامل العربي واالإ سالمي و ضعفا وهوانا وه شا شة يف البنية االقت صادية واالجتماعية ويف الثقاف ة ا إال سالمية والعادات والتقالي د واالأعراف املو ص وف بها والتعاي ش ال سلمي مع ا آالخر. ق د يت ساءل الفرد كي ف يحدث هذا يف اأر ض االإ سالم هذا االإ س الم الذي حرر النا س من عب ادة العباد اإىل عبادة رب العب اد ووحد القبائل العربية وغ ري العربية يف اأمة واحدة خل صه ا من القبلية والطائفية واجلهوية والفروق االجتماعية وا آالفات املنت رشة هنا وهن اك املتمثلة يف زرع الفتنة والفرقة واالختالف والتن ازع واحلقد والكراهية ب ين أابناء املجتمع الواحد وبا سم ماذا با سم االإ سالم! فالع امل العرب ي واالإ سالمي يعي ش ظروفا صعب ة ورهيبة طبع ت صورته اأمام الع امل دما ودموع ا وخرابا وتقتيال ف سمعة ا إال س الم وامل سلمن قد شوهت أامي ا ت شويه وتفككت عرى العالقات االإن سانية بن اأفراد املجتمع الواحد بل االأ رسة الواح دة حتى فقد االأخ الثقة يف اأخيه و أا صبح الكل يخ شى من الكل على نف سه وماله وعر ضه. ه ذا كله حدث ويح دث نتيجة بعدن ا عن ا ستيع اب الرتاث الفكري والديني وال سيا سي االأ صيل الذي أا س ست عليه الثقافة االإ سالمية االأ صيلة التي اأر سى قواعدها حممد صلى الله عليه و سل م منذ أازيد م ن 14 قرنا يف املدينة املن ورة ومن خالل صحيفة املدينة مب ضامينها ا أايها ال سادة: إالن سانية الراقية.

90 عه ده االأمن صاح ب ال سمو امللك ي االأمري سلم ان بن عبد العزي ز آال سعود ول ويل ويل العهد صاح ب ال سمو امللكي االأمري مقرن بن عبد العزيز آال سعود حفظهم الله و أاعانهم على ما تلقاه م ن الت شجيع والرعاية ملختلف منا شطها ومنا سباتها. وال شك ر ل صاحب ال سمو امللكي االأمري م شع ل بن عبد الله اآل سع ود اأم ري منطقة مكة املكرم ة على جه وده ودعمه للرابط ة واأعماله ا وتف ضله بافتت اح هذا امل ؤومت ر نيابة عن خادم احلرمن ال رشيفن. ول سماح ة ال شيخ عبد العزيز بن عبد الله آال ال شيخ املفتي العام للمملكة ورئي س املجل س ا أالعلى للرابطة ال شكر اجلزيل على جهوده وحر صه على حتقيق اأهدافها. وال شكر أال صحاب املعايل والف ضيلة امل شاركن يف هذا املوؤمتر على م شاركتهم وتعاونهم مع. ولالإخوة الزمالء واملنظمن له ورجال االإعالم وموؤ س ساته ال شكر والتقدير على التعاون. وال سالم عليكم ورحمة الله وبركاته. 89 اإن ا أالزمة تلد الهمة ورب ضارة نافعة وهناك شعوب كثرية عرفت طريقها إاىل ثقافة ال سلم والت سامح و إا صالح ذات البن بينه ا بعد حروب وخراب وتفرق واأزمات حادة اجتماعيا واقت صاديا و سيا سيا... إالخ. ث م عرفت طريقه ا اإىل التق دم والرقى والت ضام ن والعدل واحلري ة بف ض ل أابنائها املت شبع ين بقيم ا إالن ساني ة والتعاي ش ال سلمي وثقتهم يف اأنف سهم وحا رضهم وم ستقبلهم. فهذا كله يف احلقيقة متوفر واحلمد لله يف الثقافة ا إال سالمية: فالثقاف ة االإ سالمية ذات قيم ربانية امل ص در أالنها م ستمدة م ن ن صو ص الكت اب وال سنة فه ي ثابتة من حي ث قيمها وخ صائ صها وتت سم ب أالخالقية وتطبع املجتمع باال ستقامة واالآداب ال سامية. فالثقاف ة االإ سالمي ة ذات قا س م م ش رتك ب ين املجتمعات االإ سالمي ة وان اختلفت أالوانها ولغاته ا و أاعرافها وتقاليدها وعاداتها فالثقاف ة ا إال سالمي ة ضم ان للمحافظ ة على ذاتي ة االأمة ووحدتها ومتا سكها. فالثقاف ة االإ سالمية ثابتة يف قيمه ا وخ صائ صها و سماتها لكنها يف الوق ت ذاته قابلة للتط ور والتكيف مع املتغريات واالن سجام مع التطورات اجلديدة وم سايرة امل ستجدات. فمن خ صائ ص الثقاف ة االإ سالمية اأي ضا أانها اإن سانية ذات بعد عاملي اإن ساين فهي تدع و اإىل التعاون واالأخوة واملحبة واالحرتام املتبادل. فالثقافة ا إال سالمية لها قابلية التعاي ش مع الثقافات االإن سانية وتدع و إاىل احل وار والبحث ع ن القوا س م امل شرتكة بن ال شع وب فهي حت رتم ثقاف ات املجتمعات وتق در االإنتاج الب رشي الذي تعتره إارثا إان سانيا عاما. فالثقافة االإ سالمي ة ال سليمة بعيدة كل البعد عن الدعوة إاىل التط رف والكراهية والعدائية وقت ل االآخر فهي تدعو إاىل الت سامح ونب ذ العنف والتطرف وهي الكفيلة بتحقيق ا أالمن وال سلم العاملين. فالتطرف الواق ع يف املجتمعات ا إال سالمية اإما نتيجة اجلهل اأو ب سوء تف سري ن صو ص الوحي واخلط أ يف توظيفها و إاما بت ضخيم ومبالغة من و سائل ا إالعالم املختلفة اأو بتحريك من اأياد خفية وبائنة الإثارة الفنت البينية واإ ضعاف ا أالمة من داخلها. فالثقافة ا إال سالمية كفيلة باملحافظة على قوة االأمة ومتا سكها ومواجه ة خمطط ات التق سي م واال ست الب احل ض اري والت صدي للغزو الثقايف. إان إا صالح ذات البن بن امل سلمن يتطلب: جتفيف منابع التطرف الفكري واملذهبي والطائفي والديني با سم ا إال سالم وذلك ب: اإ ص الح منظومة الرتبي ة والتعليم والتكوي ن وت ضمينها مب ادئ االإ س الم وقيم ه ال سمح ة أالن الرتبي ة والتعلي م والتكوي ن خدم ة وا ستثم ار يف أاع ز م ا ت ستثمر في ه اأمة موارده ا وقدراتها وثرواته ا الب رشية اخلالق ة املبدعة يف جمي ع ميادين العلم واملعرفة االأدبية منه ا والعلمية النظرية منها والتطبيقية. والوق ت يت ساوى عند جميع ال شعوب وق د تت ساوى بع ض ال شع وب يف االإمكاني ات املادي ة واملالية والب رشي ة لكنها تختلف يف مقدار ا ستغالله ا لوقتها وا ستفادتها من االإمكانات املتوف رة لديها بل جند كثريا منهم يه درون كثريا من الوقت واجلهد واملال والرثوات فيما ال يفيد عن علم اأو عن جهل. وهن اك شعوب كث رية عرفت طريقه ا اإىل التق دم والرقي وانت رصت انت ص ارات كبرية بف ضل تعلي م أابنائها واعتباره ا ستثم ارا موؤكدا لنجاح م ع تنمية ثقته م يف اأنف سهم وثقافتهم و أامتهم. تفعيل دور املوؤ س سات الدينية والثقافية وا إالعالمية والنوادي االأدبية والعلمية يف ن رش الثقافة االإ سالمية ا أال صيلة. رب ط اخلطاب الدين ي االإ سالمي بالواق ع املعي شي والقيم ا إالن سانية املعا رصة. العم ل اجلماعي على ت صحيح ص ورة ا إال سالم وامل سلمن عن د ا آالخري ن و ص ورة االآخرين عن د امل سلم ين يف اإطار ال ضوابط ال رشعية والقيم ا إالن سانية املعا رصة. تفعي ل جمعي ات املجتمع املدين با ستيع اب القيم ا إال سالمية واالإن سانية املعا رصة وا ستغالل و سائط التوا صل االجتماعي املعا رصة يف التعريف ب الإ سالم ومبادئه وقيمه وح ضارته. تفعي ل م ؤو س س ات االجته اد واملجامع الفقهي ة يف اإ صدار الفتاوى والرد على الفتاوى ال ضالة امل ضللة. و أاخ ريا ن س أل الل ه العفو والعافية والتوفي ق خلري هذا الدين وهذه ا أالمة وال سالم عليكم ورحمة الله تعاىل وبركاته

91 م ؤمترات البيان اخلتامي ال صادر عن موؤمتر مكة املكرمة اخلام س ع رش» الثقافة الإ سالمية.. الأ صالة واملعا رصة» الذي نظمته رابطة العامل الإ سالمي يف مكة املكرمة يف الفرتة من 4-6 / 1435/12 ه م 9/ / 90 مكة املكرمة : اختتم موؤمت ر مكة املكرم ة اخلام س ع رش اجتماعات ه ب إجازة البيان اخلتامي واال ستماع إاىل ثالث كلمات إاحداها من ممثل ضيوف ف ضيلة الدكت ور يو سف جمعة سالمة خطيب امل سج د االأق ص ى والثانية من مع ايل االأمن الع ام للرابطة الدكتور عبدالله ب ن عبداملح سن الرتكي وكلمة ثالثة توجيهية م ن مفتي عام اململكة سماحة ال شي خ عبدالعزيز بن عبدالله اآل ال شيخ. وكان الدكت ور عبدالرحم ن بن عبدالله الزي د االأمن امل ساعد قد عر ض يف م سته ل اجلل سة اخلتامية م رشوع البيان اخلتامي الذي وافق عليه املوؤمتر بعد االإطالع عليه. ويف كلمت ه إاىل اجلل س ة اخلتامي ة ق ال ف ضيلة خطي ب امل سجد االأق ص ى الدكت ور يو سف جمعة سالمة: بف ض ل الله ورعايته ت شهد هذه اللحظات املباركة اختتام موؤمتر مكة املكرمة اخلام س ع رش الذي عقدته مبقرها الدائ م حتت عنوان: الثقافة االإ سالمية ا أال صالة واملعا رصة. وقال اإن الثقافة ا إال سالمية ه ي ال صورة احلقيقية ل أالمة امل سلمة وه ي التي حتدد مالمح شخ صيتها واجتاهها وهي التعبري عن عقيدة االأمة ومبادئها. ومن هنا كانت اأهميتها الق صوى يف حياة امل سلم. واأثن ى الدكتور سالمة عل ى ح سن اختي ار املو ضوع وح سن انتقاء الباحث ين الذين قدموا بحوثا طيبة اإىل هذا امل ؤومتر العتيد, كم ا أاثنى على جودة املناق شات واملداخالت التي اأثرت الق ضايا املقدمة. واأ ش ار ف ضيلة خطي ب امل سجد االأق صى بكلم ة خادم احلرمن ال رشيفن يف افتتاح املوؤمتر التي األقاها صاحب ال سمو امللكي اأمري منطق ة مكة املكرمة االأمري م شعل ب ن عبدالله بن عبدالعزيز وق ال اإنها وثيقة مهم ة من وثائق هذا املوؤمت ر, وت ضاف إاىل جه ود خ ادم احلرم ين ال رشيفن الطيب ة يف خدم ة االإ سالم وامل سلم ين ونوه باخلدمات اجلليلة التي يوليها خادم احلرمن

92 91 ال رشيف ين وحكومته الر شيدة يف تي سري للحج اج اأداء منا سكهم بكل ي رس و سهول ة, وتو سعة احلرمن يف مكة املكرمة واملدينة املنورة وبن اء ج رس اجلمرات وقطار امل شاعر وقطار احلرمن اإىل غري ذلك من اخلدمات املتميزة. وحت دث ف ضيلته عن تو صيات املوؤمت ر التي جاءت معرة عما يف خواط ر امل شارك ين واعتزازهم وبثقافت ه واحلذر من كل الثقافات التي تخالف تعاليم ديننا احلنيف. وتقدم ف ضيلة خطيب امل سجد االأق صى با سم امل شاركن يف امل ؤومتر وبا س م ضيوف يف احلج ب أ سم ى اآيات ال شكر والتقدير لرابطة العامل االإ سالمي دعوتها لهم, وجلميع من اأ سهم بن صيب يف هذا املحفل العلمي. ثم حت دث معايل ا أالم ين العام للرابط ة الدكت ور عبدالله بن عبداملح سن الرتكي منوها إاىل مالحظة ا ستوقفت نظر امل شاركن ه ي ما ا ست أثر به مو ضوع الثقافة االإ سالمية من اهتمام, وقال معالي ه: لعل م ن اخت اروا هذا املو ض وع كانوا عل ى دراية ب أهميته وجدواه ال سيما ل دى امل سلمن يف اأماكن معينة يف قارة اآ سيا و إافريقيا ومناطق ا أالقليات امل سلمة. وقال معايل ا أالمن العام اإن ما اأبداه امل شاركون والباحثون من اهتمام وعناية يدفع اإىل متابعة ما صدر عن هذا امل ؤومتر م ن تو صي ات و أان تب دي ا ستعدادها يف التع اون امل شرتك م ع املوؤ س سات الثقافي ة واجلامعات وغريها فيم ا يخدم الثقافة ا إال سالمية ويعزز مكانتها يف العامل. ويف خت ام كلمته اأه اب معايل االأم ين الع ام بامل شاركن من الباحثن والعلماء أان يقدموا مقرتحات مبو ضوعات ملوؤمتر مكة املكرمة الق ادم, موؤمال اأن ت صل ه ذه املقرتحات قبل مغادرة امل شاركن اإىل بالدهم. وتف ضل سماحة املفتي العام للمملكة ال شيخ عبدالعزيز بن عبدالله آال ال شي خ ب إلق اء كلمة توجيهية شاكرا الله تع اىل اأن وفق لهذا املوؤمتر ال ذي تناول هذا املو ضوع املهم وت رك أاثرا مهما لكل من تابعه. و شكر سماحة املفتي للجميع ح ضوره م وم شاركتهم داعيا الله تعاىل اأن يوفق اجلميع لكل خري. ح رض اجلل سة اخلتامية ف ضيلة الرئي س العام ل ص ؤوون احلرمن ال رشيف ين ال شيخ الدكت ور عبدالرحمن ال سدي س, ولفيف من العلماء واملفكرين و أا ساتذة اجلامعات و ضيوف. وفيما يلي ن ص البيان : ب سم الله الرحمن الرحيم احلمد لله وال صالة وال سالم على خامت ر سل الله نبينا حممد وعلى اآله و أا صحابه ومن وااله اأما بعد: فبع ون الل ه وتوفيق ه اختت م موؤمت ر مك ة املكرم ة اخلام س ع رش ال ذي عقدته رابط ة الع امل االإ سالمي بعن وان»الثقافة االإ سالمي ة.. ا أال صالة واملعا رصة«برعاي ة كرمية من خادم احلرمن ال رشيفن امللك عبد الله بن عبد العزيز آال سعود حفظه الل ه وذلك يف الف رتة من 4-6 / 1435/12 ه التي يوافقها م. /9 / وقد افتت ح امل ؤومتر نيابة عن خادم احلرم ين ال رشيفن صاحب ال سمو امللكي االأمري م شعل بن عبد الله بن عبد العزيز آال سعود اأمري منطق ة مكة املكرم ة مرحبا سموه ب ضي وف وناق ال شكر خادم احلرمن ال رشيفن للرابطة ورئي س جمل سها االأعلى واالأمن العام له ا على ما ت سهم به من جهود متمي زة يف توعية االأمة بواجباتها نحو دينها و أاوطانها وق ضاياها ويف دح ض ال شبهات واالأباطيل املوج هة ض د ا إال سالم وح ضارته ورم وزه ومقد سات ه ويف مواجه ة ا إالره اب والتط رف والغلو. واأكد خادم احلرمن ال رشيفن يف كلمته على أان الوفاء مبتطلبات املعا رصة ينبغي اأن ال يتعار ض مع التم سك بالثابت من ثقافتنا وهو ديننا ولغتن ا العربية وق ي منا ا إال سالمية واالعتزاز برتاثنا واالهتمام به واال ستفادة منه يف تنظيم صوؤون حياتنا. وحتدث سماحة ال شيخ عب د العزيز بن عبد الله اآل ال شيخ املفتي العام للمملكة العربي ة ال سعودية رئي س املجل س ا أالعلى للرابطة

93 م ؤمترات 92 عن أاهمية اأن تكون الثقاف ة معب ة عن أا صول ا إال سالم ونابعة منها ومتوافقة معها و أا شاد بحر ص على درا سة املو ضوعات التي تهم ال ش أن ا إال سالمي. ورح ب معايل االأمن العام للرابطة الدكتور عبد الله بن عبد املح سن الرتكي بامل شاركن يف امل ؤومتر واأكد على اأن ابتعاد كثري من امل سلمن عن دينهم و سوء فهم بع ضهم له وا ستغالل اأعداء االإ سالم لذلك وما يعانيه العامل العربي وا إال سالمي اليوم من تفرق وا ضطراب كان سببا يف منو اآفات ثالث وهي: الطائفية البغي ضة واحلزبية ال ضيقة املفرقة واالإره اب واأن خادم احلرمن ال رشيفن اأكد عل ى وجوب مواجهتها يف منا سب ات عديدة واأن على العلم اء وقادة الراأي إار ساء الثقاف ة االإ سالمية ال صحيحة يف ا أالمة والت صدي للثقافة الدخيلة واملتطرفة. واألقى مع ايل الدكتور عبد الله بوخلخ ال رئي س جامعة االأم ري عب د القادر للعل وم االإ سالمي ة يف اجلزائر كلمة امل شاركن يف املوؤمتر مبينا أان الواقع الذي تعي شه االأمة امل سلمة اليوم نتاج لعدم ا ستيعابها للموروث الذي أا س ست عليه الثقافة ا إال سالمي ة االأ صيلة التي أار سى قواعدها نبينا صلى الله عليه و سلم و سار عليه سلف االأمة ال صالح. ويف جل سات املوؤمتر وما نوق ش فيها من اأبحاث أا شاد امل شاركون فيه بكلمة خادم احلرمن ال رشيفن امللك عبد الله ب ن عبد العزي ز اآل سعود واعتروه ا من وثائق املوؤمتر االأ سا سية. واأ ش ادوا بجهود اململكة العربية ال سعودية بقيادته احلكيمة يف جم ع كلم ة امل سلمن واحلر ص عل ى ت ضامنهم واإبعادهم ع ن الطائفية املقيت ة والتخفيف من االأزمات الت ي مي رون به ا وجهوده ا يف حمارب ة االإره اب والتط رف والغلو ودعوا الدول االإ سالمية اإىل االقتداء باململكة يف االهتمام ب إال س الم: عقيدة و رشيعة والعمل ب أحكامه واالنفتاح على االأمم وال شعوب ا أالخرى مبا ال يتعار ض مع كتاب الله و سن ة ر سوله صلى الله عليه و سلم. كما دع وا االأم ة االإ سالمية ق ادة و شعوب ا إاىل التعاون العمل ي يف مواجه ة االإره اب والتط رف والطائفية واال ستفادة من جتربة اململكة الرائدة يف ذلك. و أاكد املوؤمتر على ما يلي: - أان الثقاف ة مبعناه ا اجلامع ت شمل املعتق دات واالأحكام واالأخ الق واملع ارف وامل ث ل والتقالي د وامله ارات وال سل وك وه ي الق وة احلاف زة للبن اء احل ض اري واالإبداع يف مناحي الن شاط ا إالن ساين وفق الرامج التي ت سعى لرتقية وجدان ا إالن سان وتهذيب روحه و صقل مواهب ه وتوظيف طاقاته وملكات ه يف البناء والنه ضة سعيا لتحقيق الرقي والتقد م والتنمية. - ت ستم د الثقاف ة االإ سالمية من أا ص ول ا إال سالم كما هي يف القر آان الكرمي وال سنة املطهرة وحتر ص على تنظيم ش ؤوون املجتمع وفق م ا ي سعد امل سلم يف دني اه واأخراه وجتمع بن مطالب الروح وحاج ات اجل سد وتوازن بن حق الفرد وم صالح املجتمع. - للثقاف ة االإ سالمي ة اأعظ م االأث ر يف حي اة ال شع وب االإ سالمي ة وزي ادة اإميانه ا وتقوي ة صلته ا بربها وتر سيخ االأخالق واملثل الكرمية فيها وفق تعاليم الدين احلنيف يف حتقيق كرامة ا إالن سان والت سامح والعدالة. - الثقاف ة االإ سالمية تتميز باالجتهاد واالإبداع يف صوؤون احلياة يف اإطار ال ضوابط ال رشعية والقيم اخللقية حل ضارة االإ س الم واملعب ة عن هوي ة االأم ة وخ صائ صها التي حافظ ت عليها على الرغم من تغ ري االأحوال واختالف الظروف. - الثقافة االإ سالمية ربانية امل صدر اإن سانية الهدف ذات منح ى عاملي يتخط ى املج ال املحل ي وا إالقليمي لي شمل ال شعوب التي دخلت يف االإ سالم فتمازجت وان صهرت وف ق هديه الق ومي ف أ ضح ت ثقافتها ثقاف ة ر شيدة ثرية ق ادرة عل ى التوا صل مع غريه ا من الثقاف ات وبناء ج س ور التعاي ش والعم ل امل ش رتك نحو حتقي ق ال سلم العامل ي واال ستفادة من منج زات احل ضارة احلديثة يف صالح االإن سان. - ال ضعف والفت ور الذي يعرتي االأمة امل سلمة يف الوقت احلا رش ال يعر ع ن تاريخها احل ض اري فقد جنحت تاريخي ا يف ا إالجن ازات احل ضارية واالنفت اح االإيجابي عل ى احل ض ارات االأخ رى وا ستفادت م ن توا صلها معه ا واأفادتها مبا أاه ل االأمة امل سلمة لري ادة احل ضارة ا إالن ساني ة و أا سهم ت يف بن اء االإن س ان وف ق منهج اإ صالح ي متكام ل وهي ق ادرة اليوم عل ى اال ستفادة من االإجنازات املعرفي ة االإن سانية وترجمتها اإىل واقع تنموي ينه ض باملجتمعات والدول امل سلمة ضمن ضوابط االإ سالم. - التن وع بن الب رش مدعاة حلفز التناف س على اخلري والت ساب ق يف عم ارة االأر ض مبا يجعل ه م صدر قوة وتكام ل واإث راء إاذا الت زم اجلمي ع مبعاي ري التناف س ال رشيف والتخل ص من ا أالنانية والنزعات اال ستعمارية ودع اوى التفوق العرق ي قال الله تع اىل: ( ولو شاء الل ه جلعلكم اأمة واحدة ولكن ليبلوكم يف ما اآتاكم فا ستبقوا اخل ريات اإىل الل ه مرجعكم جميع ا فينبئكم مب ا كنتم فيه تختلفون( )املائدة: 48(. - احلوار الثقايف رشورة اإن سانية للتوا صل بن شعوب ا أالر ض والتع اون يف حماي ة مبادئ احل ق والعدل وحتقي ق الت سام ح وتر سي خ ثقاف ة العي ش امل ش رتك ومعاجلة امل شكالت التي تن ش أ عنها النزاعات واحلروب. - الت أكي د على براءة االإ سالم من ثقافة العنف وا إالرهاب والغل و التي تنت رش ب سبب اجله ل ب الإ سالم واالبتعاد عن اأحكامه وقيمه احلكيمة الداعية اإىل الت وازن واالعتدال. - التحذي ر م ن تط اول اأدعي اء العل م وافتئاته م على االإ س الم وتغريره م ب أبن اء امل سلم ين والت أكيد على

94 93 أاهمية العلم والعلماء الربانين والرجوع اإليهم يف خمتلف النوازل. التو صيات اأول : تعزيز الثقافة الإ سالمية يف حياة امل سلمني : دعا املوؤمتر املوؤ س سات االإ سالمية والثقافية اإىل ما يلي: تعمي ق وع ي امل سلم ين ب ض رورة تطبي ق االإ سالم ال صحي ح يف حياتهم طاعة لل ه واملحافظة على الهوية االإ سالمية واالعتزاز باالنتماء اإىل ا إال سالم مبفهومه ال شام ل والت أكيد عل ى أاثره يف تعزي ز القيم الروحية وا أالخالقي ة و صون كرامة االإن س ان قال الله تعاىل: )ولقد كرمنا بني آادم وحملناهم يف الر والبحر ورزقناهم م ن الطيبات وف ضلناه م على كثري ممن خلقن ا تف ضيال ( )ا إال رساء: 70(. تثقي ف النا شئة بالثقافة االإ سالمي ة ال صحيحة التي سار عليه ا سل ف االأم ة ال صال ح وحت صينه م م ن ا آالراء املتطرف ة والثقافات احلزبية والطائفي ة املفرقة وكل ما يدعو اإىل الغلو واالإرهاب واالنحالل ا أالخالقي ف الأمة االإ سالمية أامة و سط ق ال الله تعاىل: ( وكذلك جعلناكم أام ة و سطا لتكون وا شهداء على النا س ويكون الر سول عليكم شهيدا ()البقرة: 143(. التعري ف بح ض ارة االإ س الم ومنجزاته ا العلمي ة والرتبوي ة والثقافي ة وت أثريها ا إاليجاب ي يف احل ضارات ا أالخ رى و إابراز املفاهيم والقي م ا إال سالمية التي تزداد احلاج ة اإليها يف ظل طغيان احلي اة املادية وبيان أاثرها يف ت صحيح ال سل وك وحترير االإن سان م ن ربقة الوثنية واخلراف ة واجله ل و إانق اذ املجتمع ات م ن التخل ف الفكري واالنحراف االأخالقي والتفكك االجتماعي والق صور املعريف. جتلي ة موق ف ا إال س الم م ن ق ضايا الع رش وعلومه وما ج د فيه ودرا س ة ا أالنظمة االجتماعي ة وال سيا سية واالقت صادي ة املعا رشة وتقوميه ا وف ق املنه اج ا إال سالمي. صياغ ة العل وم االإن ساني ة واالجتماعي ة يف ا أالم ة االإ سالمي ة وفق منهجي ة إا سالمية واعي ة وتنقيتها مما علق به ا من ت أث ري الثقاف ة الوافدة واالجتاه ات املادية املتعار ض ة مع االإ سالم ومراجعة البحوث والدرا سات املتعلقة بالثقافة االإ سالمية يف اجلامعات والتجديد فيها مبا يراع ي حا رض العامل ا إال سالم ي والتحديات التي تواجه ا أالمة. االهتمام بن رش اللغة العربي ة باعتبارها الوعاء اجلامع للثقاف ة االإ سالمية والتو سع يف اإن شاء معاهد وم ؤو س سات تعتن ي بتدري س علومها وت شجي ع الرتجمة من العربية و إاليه ا وال سع ي اإىل جعله ا اللغة االأ سا سي ة يف البلدان االإ سالمي ة وتعلي م العل وم النظري ة والتطبيقية بها وت شجيع ا ستخدامه ا يف الرجمة احلا سوبية والتكنولوجيا احلديثة. توزيع ترجمات معاين القراآن الكرمي باللغات املختلفة على امل سلم ين وغريهم والتحذير م ن الرتجمات غري ال صحيحة وت شجيع ترجم ة امل ضامن الثقافية يف الكتب وا إالنرتنت واملعرو ض منها على الف ضائيات اإىل اللغات املختلفة. اإع داد منهج جامع مل ادة الثقاف ة ا إال سالمية ودعوة رابط ة اجلامعات االإ سالمية اإىل التع اون مع اجلامعات عل ى اإجنازه وتدري سه وترجمت ه اإىل اللغات احلية اإ سهاما يف ن رش ثقافة تتفق منطلقاتها وخمرجاتها مع اأ س س االإ سالم. تق دمي املن ح الدرا سية أالبناء امل سلم ين و إان شاء املعاهد واملدار س التي حت صنه م بالعقيدة ال صحيح ة وال سلوك الق ومي وترف ع م ست وى الثقاف ة االإ سالمي ة وتعزز االنتم اء االإ سالمي بن امل سلمن وتعال ج ا آالثار ال سلبية للثقاف ات الواف دة الت ي ته دف إاىل الت أثري عل ى الهوية االإ سالمية. و ضع ا سرتاتيجية شاملة للثقافة ا إال سالمية جتتمع عليها االأمة امل سلم ة و إا ص دار مو سوعة معرفية ع ن الثقافة ا إال سالمي ة ومقوماتها واأهدافه ا وحتدياتها ي شرتك يف إاعداده ا صفوة من العلم اء والباحث ين املتخ ص صن يف خمتلف املج االت ودعوة رابطة الع امل ا إال سالمي إاىل تكوي ن فريق متخ ص ص لذلك بالتعاون م ع اجلامعات واجلهات املتخ ص صة. ح ش د الطاقات للتعريف بالثقاف ة االإ سالمية والذود عنه ا وت شجي ع املب ادرات الفردية واجلماعي ة لزيادة املحتوى الثقايف ا إال سالمي على شبكة االإنرتنت. ثانيا : سبل مواجهة حتديات الثقافة الإ سالمية: دعا امل ؤومت ر املنظمات واملوؤ س س ات االإ سالمية املعنية إاىل االهتم ام مبواجهة حتدي ات الثقاف ة االإ سالمية مبختلف الو سائل وبخا صة ما يلي: 1. ا ست رشاف امل ستقبل الثقايف بدرا سة واقع امل سلمن يف جمال الفكر وال سلوك واحلرك ة احل ضارية وت شخي ص علله م و أادوائه م وبيان مواط ن اخللل فيه ا و سبل تقوميه وفق النه ج االإ سالمي لتكون ا أالمة امل سلمة قوية ق ادرة على مواجه ة التحديات والت أث ري يف االأحداث الراهنة. 2. التعاون والتن سيق بن خمتلف اجلهات املهتمة بالثقافة االإ سالمي ة يف تطويره ا ون رشه ا وزي ادة اهتم ام املخت ص ين بها ودرا سة املو ضوع ات اجلوهرية املتعلقة بالع رص واال ستفادة من خمرجات العوملة املعا رصة فيما ال يتعار ض مع اأحكام االإ سالم. 3. و ض ع اخلط ط التي حتق ق ا أالمن الفك ري لالأمة والت صدي للتحديات بو سائل متجد دة ترتكز على اأ س س الثقافة االإ سالمية وتطوير اخلطاب االإ سالمي ليكون

95 م ؤمترات 94 قادرا عل ى حماية هوية االأم ة وذاتيتها احل ضاري ة من اآثار االنفتاح على عامل يعج ب الأفكار والثقافات. 4. إاقام ة رشاكة مع موؤ س سات ا إالع الم ومراكزه يف العامل الت ي تدع م الق ضاي ا االإ سالمي ة وو ضع اخلط ط للتعاون امل شرتك ملواجهة تيارات العوملة ذات االجتاه الت سلطي. 5. التحذير من ا إالعالم ال سلبي على شباب ا أالمة والعمل على حت صن القدرات ا إالعالمية يف ال شكل وامل ضمون وامل شاركة الواعي ة على أا س س اإن سانية واأخالقي ة ليكون اإعالما ملتزما باحلق عام ال على حتقي ق م صالح ا أالم ة امل سلمة وتقومي أادائها احل ضاري م ن اأجل تعزيز القيم الروحية واالإن سانية واالأخالقية وتعزيز ثقافة ال سالم والعي ش امل شرتك. ودعا امل ؤومتر الدول الإ سالمية إاىل: اأ. دعم امل ؤو س سات الثقافية يف العامل لر صد احلمالت االإعالمية عل ى ا إال س الم ومعرفة دوافعه ا وو ض ع ا سرتاتيجيات منا سبة للت صدي لها وت صحيح ال صورة املغلوطة عن االإ سالم وامل سلم ين ليتعرف العامل عل ى مبادئه العظيمة ومواجهة حمالت»االإ سالموفوبيا«التي ت شوه االإ سالم وامل سلمن. ب. التع اون يف حتقي ق النه ض ة ا إال سالمي ة ال شامل ة التي ت سته دف اخل روج م ن التخل ف وال ضع ف إاىل ال شه ود احل ضاري من خالل االعتناء بالتعليم والرتبية والتثقيف وزيادة االإنتاج ورفع الكفايات وحماربة اجلهل واالأمية والرب ط بن العل وم ال رشعية والعلوم التطبيقي ة يف التنمية وت أهيل املجتمع. ج. ت شجي ع امل سلمن على اال ستثمار اجلي د واملنهجي لتقنيات االت ص ال ب أنواعه ا املختلف ة وتعزيزه ا باملحت وى الثقايف الهادف ال ذي ي سهم يف حتقي ق م صالح االأم ة ويت صدى ملوجات الغزو الفكري ويح صن النا شئة من غوائل االإفراط والتفريط. ثالثا : الثقافة الإ سالمية والنه ضة الإ سالمية ال شاملة: دعا املوؤمتر اجلامعات واملوؤ س سات الثقافية يف العامل االإ سالمي إاىل: تعزيز مفاهيم الوحدة بن امل سلمن وذلك بالتم سك بثوابت االإ سالم اجلامعة والتعاون يف إازالة اأ سباب ال شقاق والفرقة بن امل سلمن الت ي توؤججها احلزبية والطائفية والقومية التي ت ضعف الوحدة الثقافية بن امل سلمن وتبعرث مفاهيمها قال الل ه تعاىل:»واعت صموا بحبل الله جميعا وال تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اإذ كنتم أاعداء ف ألف بن قلوبكم ف أ صبحتم بنعمته إاخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار ف أنقذكم منها كذلك يبن الله لكم اآياته لعلكم تهتدون«( آال عمران: 103(. االتفاق على م رشوع ثق ايف يعنى بن رش الثقافة الو سطية وين أى ب شب اب االأمة ع ن منزلق ات الثقافة املغلوط ة التي تنتهج الطائفية واالإره اب والغلو والتطرف ويحذرهم من التح زب املقيت الذي ف ر ق امل سلمن و أا ضع ف جهودهم وعمق ا أالنانية وا أالثرة يف صفوفهم قال الله تعاىل: )وال تكونوا من امل رشكن )31( من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب مبا لديهم فرحون( )الروم: 32-31(. الت أكي د على أاهمي ة ربط االأجي ال بالثقاف ة االإ سالمية يف جانبه ا ال رشعي وبالعلماء الرا سخ ين ل ضمان سالمتها من االنحراف وا إالفراط والتفريط. تقوي ة ال رشاك ة ب ين اجله ات املعني ة بالنه ض ة يف االأمة امل سلم ة وتعزي ز التعاون يف الرام ج الثقافي ة ورعاية امل سابق ات واجلوائ ز احلافزة عل ى ا إالنتاج الثق ايف ودعم املنظمات العاملة يف ن رش الثقافة ال صحيحة. اإن ش اء كرا س علمية لن رش الثقاف ة ا إال سالمي ة وتقدمي ص ورة حقيقية عن احل ضارة ا إال سالمي ة ومنجزاتها يف شت ى املجاالت والتعري ف مبا يكتنزه االإ سالم م ن اأحكام ت ستنقذ الب رشية من أادوائها. ت شجي ع العقول امل سلمة املهاجرة يف ن رش الثقافة ا إال سالمية وا إال سهام يف بناء التنمية امل ستدامة يف البلدان االإ سالمية. ودعا املوؤمتر رابطة الع امل االإ سالمي اإىل إاقامة م ؤومتر عاملي متميز يف اأقرب وقت وذلك ملكافح ة ا إالرهاب واإب راز واجب العلم اء واملثقفن امل ؤوهل ين يف بي ان االإ سالم ال صحي ح والتحذي ر من خطر االنحراف عن و سطيته اإىل االإفراط والغلو اأو التفريط. ويف اخلتام رفع امل شاركون ال شك ر والتقدير خلادم احلرمن ال رشيف ين امللك عبد الله ب ن عبد العزي ز آال سعود ولويل عه ده االأمن صاح ب ال سمو امللك ي ا أالمري سلم ان بن عبد العزي ز اآل سعود ول ويل ويل العهد صاح ب ال سمو امللكي االأم ري مق رن ب ن عبد العزي ز اآل سع ود عل ى جهودهم يف دع م الثقاف ة االإ سالمي ة وما تقدمه اململك ة من خدمات للحجاج واملعتمرين, وما تبذله من جهود يف تو سعة احلرمن ال رشيف ين وامل شاع ر, وم ا تقدمه م ن دعم لرابط ة العامل االإ سالمي يف حتقيق اأهدافها ورعاية براجمها. و شك روا صاحب ال سمو امللكي ا أالم ري م شعل بن عبد الله بن عبد العزي ز اآل سعود اأمري منطقة مك ة املكرمة على اهتمامه ب ومنا سباتها و ضيوفها. و شكروا سماحة ال شيخ عبد العزيز بن عبد الله آال ال شيخ املفتي العام للمملكة العربية ال سعودية رئي س املجل س االأعلى للرابطة على ما يبذله من جهود لتحقيق اأهدافها. وقد روا اجلهود التي تقوم بها باهتمام ومتابعة معايل االأم ين العام لها الدكتور عبد الل ه بن عبد املح سن الرتكي يف االهتم ام بالق ضاي ا االإ سالمية ودعوا إاىل مزي د من العناية بالثقاف ة االإ سالمي ة وعق د ن دوات ولق اءات متخ ص صة يف ص ؤوونها يف الدول االإ سالمية وبالد ا أالقليات امل سلمة. و صل ى الله و سلم وبارك عل ى نبينا حممد وعلى اآله و صحبه اأجمعن. صدر يف مكة املكرمة ` 1435/12/6 ه 2014 م 9/ 30/

96 احلج حفل ال ستقبال ال سنوي لقادة الدول الإ سالمية وروؤ ساء بعثات احلج الرتكي يف كلمته اأمام احلفل: اآمال املخل صني تتطلع اإىل جهود اململكة لر أاب ال سدع العربي والإ سالمي 95 منى - وا س: نياب ة عن خادم احلرمن ال رشيفن املل ك عبدالله بن عبدالعزيز اآل سع ود - حفظ ه الل ه - أاقام صاح ب ال سمو امللك ي االأمري سلم ان بن عبدالعزيز اآل سع ود ويل العهد نائب رئي س جمل س ال وزراء وزي ر الدف اع يف الدي وان امللكي بق رش منى يوم اأم س حفل اال ستقبال ال سن وي الأ صحاب الفخامة والدولة قادة ال دول االإ سالمية وكبار ال شخ صيات االإ سالمية و ضيوف خادم احلرم ين ال رشيفن وروؤ س اء بعثات احلج الذي ن أادوا فري ضة احلج هذا العام. وق د أالقيت كلم ة خادم احلرم ين ال رشيف ين املل ك عبدالله بن عبدالعزي ز اآل سعود - حفظه الله - التي وجهها إاىل حجاج بيت الله احلرام لع ام 1435 ه 2014 م األقاه ا نيابة عنه صاحب ال سم و امللكي االأمري سلمان بن عبدالعزي ز اآل سعود ويل العهد نائب رئي س جمل س الوزراء وزير الدفاع حيث قال سموه: اإن فري ض ة احلج وق د جاءت آاخ ر أاركان ا إال س الم ومطهرة لالإن سان مم ا ران على قلبه من الذنوب واالأدران لت شري بجالء وو ض وح إاىل ما يعقبها من حياة جدي دة يعمرها العبد ب الأعمال ال صاحل ة وبتوثيق عرى ا أالخوة االإ سالمي ة احلقة بن امل سلم وامل سل م وذلك ملا عا شه امل سلمون خالل اأيام احلج من ت آخ فيما بينه م بعد اأن ج وؤوا من اأ صقاع املعم ورة بثقافات وعادات ومذاه ب خمتلف ة فكانت قب ة امل شاعر تظلله م جميعا ال فرق بن عرب ي وعجمي وال بن اأبي ض واأ سود وعا ش وا جميعا يف أايام معدودات جتمعهم عقي دة االإميان بالله فاجتمعوا عليه ويفرتق ون عليه ب إذن الل ه ال ت شوب صف اء نفو سهم شائبة وال توغ ل صدورهم نزعة من نزعات ال شيطان والعياذ بالله فكانوا عباد الله اإخوانا فامل سلم - كما قال نبي االأمة عليه ال صالة وال سالم ( اأخو امل سلم ال يظلمه وال يخذله وال يكذبه وال يحقره (. وق ال سم و ويل العهد اإن ه ال سبيل اإىل التعاي ش يف هذه احلياة الدنيا اإال باحلوار فباحل وار حتقن الدماء وتنبذ الفرقة واجلهل والغل و وي سود ال س الم يف عاملن ا. واإن االأم ل ليحدونا أايها االإخ وة ب أن ي ؤوتي مركز احلوار بن اأتباع االأديان أاكله يف دحر االإره اب الذي ا شتكى منه العامل كله ورزئ به عاملنا االإ سالمي اليوم واإين أالرى وترون ب إذن الله تعاىل بوادر جناح دعوتنا للح وار بن اأتب اع ا أالديان ب أن غدا ثقافة عاملي ة ونهجا يدعو اإلي ه الكثريون ن س أل الله أان يحقق لن ا مرادنا في صبح احلوار والنقا ش اأ سا س التعام ل فيما بن ا أالمم وال شع وب ونعلن - كم ا نعلن على ال دوام - أان اململكة ال ت زال ما ضية يف ح صار